7 أبريل، 2024 9:25 ص
Search
Close this search box.

الرابعة / البقاء وحيدا

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان احدهم يتلو خواطره .حملتها الرياح فجاءنا صوته ,سمعناه يشدو منشدا كلماته :-
خريف العمر قد اطل فلا ربيع لهذا الزمن فهو قد مات قبل ميلاده ونام ملئ جفنيه في لحده الصغير, سطح الأرض بواسعه قد ضاق عليه , سارع الى لحده مبكرا فقد خاف ان لا يجد لحدا فمات قبل الاوان, مات قبل ان يولد وتركني في هذه الدنيا بلا امل, وبلا شروق, آذن لمن احيا ,اذن لمن احيا ,اذن لأجل من احيا.
قلت لقيصر متسائلا هل جئت برفيق….؟
ضحك من قولي واجاب ليس معي اي رفيق .لكنه واصل الكلام بعد قليل
ها …ربما استغل احدهم طريقي الى نافذتك فارسل صوته عبر الرياح.
في لحظات الحديث المتبادل بيني وبين قيصر كان الصوت قد صمت لبضع لحظات كأنه يراجع افكاره او يستغرق مفكرا في حاله لكنه بعد قليل عاد يشدو خواطره :-
في زوايا النسيان المهملة كثبان من الذكريات حين تثيرها عواصف الالم تهب ثائرة اعاصير للوجد والحريق.
ارسلت صوتي اناديه قائلا:-
ايه ..ايه ..يا انت ما يبكيك …ولمن ترفع كلماتك
واضفت موضحا
يا هذا ربما جئت في زمن آخر لم يعد لوجودك فيه مكان ..ربما كنت صدى من زمن مضى وعفى عليه الزمن.
اجابني ولم ينتظر اذني له بالجواب
انا اسأل نفسي واسأل الزمن الذي تقول عنه انه ليس زمني واحدثه عن ضياعي اقول كم ضيعت من الزمن… الا تقف ايها الراكض المتعب… اما كفاك ما فعلت …اما والله قد فعلت كثيرا وجهدت للأذى كثيرا… الا تستقر بلحظة من اللحظات تنشد السعادة وانى لك السعادة.
ايها الراكض ايها الراكض بلا هدف …قف قليلا وتأمل واعرف ما صنعت.
انا قبل اليوم كنت اقول احلى نشيد وارتل اجمل الكلمات كنت اكتب اعلى الكراس كلمات تنبئ بالسعادة والفرح. مثلا كتبت في كراستي
في يوم الخميس المصادف 26/3/—في بيتنا لآلئ نظمت عقد جميل ,تضيء حباته في آفاق العيون تثير في النفس مشاعر البهجة والفرح والجمال.
ولكني في يوم آخر حين اخفقت في ان اكون سعيدا
كتبت بتاريخ 7/ نيسان
كفاك دعاء فليس قلبي بمستجيب, إنني راحل فلا تأمل ما لا يكون فانا ليس لي في الدنيا من ارب ليس لي في كل هذا الوجود من امل.
الوجود …سؤال اطرحه على نفسي احدثها قائلا ومتسائلا …؟
ما يعنيني هذا الوجود …؟ ولم انا في هذا الوجود…؟وماذا لو مضيت الى اللاوجود…؟
كثيرا ما افكر في هذا الجسد الحي المترف الذي تغشاه الظلمات حين تستبد به الالام كيف سينام في اطباق الثرى وكيف ستنام عيوني نوم ابدي وانا بطبيعتي اعيش مسهد طويل الارق.
قلت يا ايها الرفيق الذي يبعث لنا صوته عبر الرياح مستغلا طريق قيصر الى نافذتي استأذنك الصمت لبضع دقائق حتى اكمل حديث القيصر.
اجابني لا ترتكب هكذا ذنب ففي عالمنا لا فرق بين قيصر او فقير بين ملك او متسول بين شجاع او رعديد جبان نحن في عين الرحمن الرحيم سواء.
عدت اقول
اعلم ذلك لكن وقت الحديث قصير والحديث مع القيصر طويل وها اذان الفجر اوشك ان يعلن فليس لنا من وقت لنكمل الحديث.

هل استجاب …؟ سيكون الجواب في لقاء جديد

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب