اخذ الالم مني كل مأخذ فأغمضت عيني وتوجهت بفكري وجهة اخرى ارسم في الخيال صور الجمال بشتى الاشكال بل وتركت لجوارحي ان تشاركني الاحساس بتغيير شامل لعالم الالم محولة اياه املا ..بالمناسبة اذكر ان حروف الالم والامل واحدة ( الف ,لام ,ميم –
الم) (الف ,ميم ,لام- امل) ما هذه المفارقة التي تتغير فيها الصورة من النقيض الى النقيض فقط تغير في مواقع الحروف .
هكذا قررت سأبدأ من حيث الان .. تناهى الي صوت احداهن متسائلة قائلة :- هل سمعتم الخبر المذهل الصاعق لهذا اليوم …؟اشرأبت الوجوه نحوها وكل يرسم في مخيلته حدثا جديد ا ربما سيكون هو ما ستتحدث عنه .. فكرت بانتصار جديد للحياة والانسانية على
اعداء الحياة فكر آخر في امطار قد تكون غزيرة وعلى المواطن قبل الدولة ان يستعد لها فكرت اخرى بموضات جديدة ستحدد لها وقتا للفرجة عليها او ربما اقتناءها فهذا هو همها الاول بينما فكر آخر بجائزة السلام التي قد يترشح لها احد الكتاب المميزين بينما كان اخر
يفكر بالملاعب الرياضية واخر اخبارها وتزاحمت الافكار واختلفت الاجوبة وكانت جميعها خاطئة حتى طلبوا اليها ان تخبرهم بالخبر فقالت انه في الصباح وفي الساعة السادسة بالضبط ستمطر السماء سماء بغداد الحبيبة مطرا ليس فيه للماء أثر واستطردت حين لاحت
الدهشة على الوجوه ستمطر لؤلوءا فغر الجميع فاها وهم يرددون الكلمة بحروف مقطعة ..لؤلؤ. لؤلؤ حقيقي واردفوا …كيف ..؟
استمرت بالحديث :وضح علماء الفلك الظاهرة الفريدة ,ان ذلك ناتج من اصطدام نجمين في الفضاء الخارجي وانحسر المطر اللؤلؤ ضمن الرقعة الجغرافية لبغداد الحبيبة فقط…اعادوا عليها السؤال… فقط بغداد …؟
اجابت نعم فقط ضمن الرقعة الجغرافية لبغدادنا الحبيبة ..
ساد صمت لبضع دقائق واندفع احدهم الى طاولت وتناول جهازه الخلوي وسجل عليه رقم شقيقه في بغداد بينما كانت احداهن تستعرض في مخيلتها اسم احد اقاربها الذي قاطعته منذ زمن ليس بالقصير مرددة مع نفسها عبارة بصوت مكتوم (سأتصل ..ربما سيمنحني
بعض اللآلئ التي يجمعها من مطر اللؤلؤ ) اما ابو ميقات فقد بدأ يخطط على ورقة امامه لمشروع تجاري تشاركه فيه ابنته الحبيبة في بغداده الحبيبة التي قضى فيها سني طفولته والشباب.
تشابكت الآراء وتداخلت الاصوات وجاءت كلمة الزميلة مي فانقطعت الافكار وضاعت المشاريع واعيدت الهواتف الى اماكنها ..
الكلمة مفادها (نحن في الاول من نيسان وهذه كذبة نيسان)