23 ديسمبر، 2024 6:26 ص

الرابح من التسوية الوطنية

الرابح من التسوية الوطنية

ماذا يُقدم السنة وماذا يربح الشيعة، وما هو مصير العراق؛ تساؤلات عند السياسي والمواطن؛ لإيجاد حل جذري للأزمات المتلاحقة، التي عصفت العراق؛ فهل التسوية الوطنية ستضع حلول كافية ووافية وشافية، وهل تلتزم الأطراف ببنودها دون تأثير خارجي وحزبي وإنتخابي، وهل يجنب نجاحها شعب مزقته المفخخات؛ من إستهداف مدنه ولحمته الإجتماعية في وجهة نظر الشيعة، وهل تمنع عن السنة تجربة السنوات العجاف ومرارة التهجير والقتل والسبي، والأهم هل يلتزم  بعض سياسيوا الطرفين بالإبتعاد عن لغة الطائفية والمزايدة وزج المجتمع في صراعات حزبية ضيقة؟!
جدل كبير بين الأوساط الشعبية وفي كواليس السياسة قبول بالتسوية، وتحركات إعلامية مناهضة ومؤيدة لرفع سقوف المطالب او ترسيخ التسوية.
تبنى التحالف الوطني مشروع التسوية التاريخية؛ بمواقفة بعد الدراسة من معظم أعضاءه، وبعلم الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي، وإطلاع الدول الأقليمية، وسيتطلب من المكون السني ضمانات لتحقيق الأمن دون شروط مسبقة ولا تبريرات واهية، وعليهم تبديد الشكوك بإتهامات تطال بعضهم من الإنحياز للبعث او الدعم العربي الخليجي، ورفض الأجندات الداعية للعنف  وتغذية الصراعات والتشجيع على التخريب؛ بشرط عدم شمول  ازلام النظام السابق والمتورط بالإرهاب، ومن لا يقبل بالواقع السياسي.يحظى التحالف الوطني بالتمثيل الشعبي الأكبر، وضمن الدبلوماسية الشعبية والسياسية؛ كانت زيادة رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم ووفد التحالف الى الأردن، لطرح مشروع التسوية وأبعادها الوطنية لمقاربة التأييد، وطرح المشروع في الجامعة العربية التي تستضيفها المملكة قريباً، ويحاول رئيس التحالف دفع المشروع الى الساحة الأقليمية لتأثيرها بالساحة العراقية، إضافة الى تأثيرات ايران وتركيا حيث المحطة الثانية في طهران، وترطيب أجواء مع تركيا، وأمام الشخصيات المعارضة في الأردن فرصة تاريخية لإنجاح المصالحة التي يقودها التحالف الوطني، ويدعو جميع الأطراف، بإستثناء من تلوثت أيديهم بدماء العراقيين.إن مشكلات العراق شائكة ومعقدة وكبيرة؛ لا يمكن تجاوزها إلا بحلول كبيرة وعقول مستنيرة، وأقول كغيري جازماً كمعظم العراقيين: أن الإرهاب لن ينهيه السلاح وهو فكر أصولي متشدد، يحتاج تظافر جهود محلية وأقليمية ودولية، وما إرتفاع وتيرة الصراعات الأقليمية؛ إلا مؤشرات عن اقتراب ساعات الحسم ومَدُّ طاولات المفاوضات؛ ولإجل ذلك بلغت الذروة للتقدم في المفاوضات القادمة، وعلى العراقيين إيجاد حلول من الداخل قبل أن تفرض عليهم من الخارج؛ في بلد تمزقت ذاته وجغرافيته وشعبه، وصار من البلدان المنهارة التي فقدت علاقتها بالدول الآخرى.
 وَلَدَ التناقض السياسي صراعات إجتماعية وفقدان ثقة، وإرتفعت سقوف المطالب لتحقيق مآرب سياسية على حساب الحق الشعبي والبنية المجتمعية.
المشمولون الجهات السياسية والشعبية والراغب بالعمل السياسي والمعارض السلمي، وإستثناء البعثيين والإرهابين ومن تلطخت أيديهم بدم العراقيين، والتسوية الوطنية في رأي الحكيم لا تعني الحديث عن شخوص بقدر ما هي مشروع بناء دولة، ومن يؤمن بها يدخل الى دارها آمن، وأما دور الأمم المتحدة  فيأتي لتقريب وجهات نظر الشركاء السياسين،  والتسويق للمبادرة دولياً وأقليمياً، ووجود اللاعب الدولي ليس شرطاً في التسوية؛ بل نجاحها من يأتي بالقناعة الداخلية، ولا بأس بالمساعدة دون المساس بالسيادة، وسيربح الشيعة والسنة والعراق؛ أن إستطاع قادته إيجاد مشروع يحقن الدماء.