23 ديسمبر، 2024 10:59 ص

الرائيلية محاولة للتزاوج بين ألدين وألعلم

الرائيلية محاولة للتزاوج بين ألدين وألعلم

1- ألمقدمة:
ظهر في الآونة الاخيرة دين جديد سُمّي بالرائيلية، النّبي المزعوم لهذا الدين فرنسي أسمه كلود فوريلهون. سنلقي نظرة
على معتقدات هذا الدين وحسب ما ورد في موقعهم الالكتروني قبل مناقشة وتحليل هذا الفكر الّذي يحاول المزاوجة بين ألدين والعلم فتحت عنوان الرسالة وردت في الموقع المعلومات التالية:
 “علماء من كوكب آخر خلقوا الحياة على الأرض بإستخدام الحمض النووي”
“آثار ملحمة الخلق الرائعة هذه يمكن ان تجده في جميع الكتابات الدينية . وقد اشار اليهم موسى، المسيح ، بوذا ومحمد، لقد حان الوقت الان للترحيب بهم.
ماذا حصل؟
في الثالث عشر من شهر تشرين الثاني عام  1973 م، تم الإتصال برئيل وهو صحفي فرنسي من قبل زائر من كوكب آخر ، و طلب منه بناء سفارة للترحيب بعودتهم الى الارض.

كان طول الزائر القادم من الفضاء اكثر من اربع اقدام بقليل، ذو شعرأسود طويل، و عيناه مشدودة الأطراف شيئا ما، وكان جلده أبيض يميل شيئا ما إلى الإِخْضرار، وكان وجهه يشع البِشْر والسرور، وقد وصفه رائيل مؤخرا بوصف بسيط: لو كان يمشي في شوارع اليابان ، فلن يلحظه احد ، بمعنى اخر بانهم يشبهوننا ونحن نشبههم في الحقيقة، فقد خلقونا على صورتهم، كما وصف الكتاب المقدس.

قال لرائيل :
“نحن مَنْ خلقَ الحياة على الارض”
“اتخذتمونا آلهتكم”
“نحن أصل كل الديانات”
“ألآن وقد تقدمتكم بما فيه الكفاية لفهم هذا، نود العودة رسميا عن طريق سفارة”
الرسالة:

توضح الرسالة التي أمليت على رائيل أن الحياة على الأرض، ليست نتيجة للتطور او وليد الصدفة، و لا عمل رائع  لإله  خارق وإنَّما هو خلق اختياري مُتعمَد من طرف وباستخدام الحمض النووي D.N.A  ومن قبل شعب متطور علميا الّذين خلقوا الإنسان تماما على صورتهم، ويمكن تسميته بـالخليقة العلمية. توجد عدة مراجع لهؤلاء العلماء، ولعملهم الرائع في الكتب القديمة للعديد من الثقافات. على سبيل المثال: في التكوين وهو الوصف التوراتي للخلق، كلمة – إلوهيم – قد ترجمت خطأ بـ الكلمة المفردة – إلوها – المعروفة بكلمة – الله – ، بينما هي في الاصل جمع و تعني : هؤلاء الذين أتوا من السماء .

رغم أنّ الإلوهيم لم يتدخلوا في تطور الإنسانية، ولكنّهم بقوا على اتصال معنا بواسطة الأنبياء بوذا، المسيح، محمد … الّذين أُختيروا وتتلمذوا خصيصا مِنْ طرف الإلوهيم. دور هؤلاء الأنبياء كان هو تربية الإنسانية تدريجيا من خلال الرسالات التي أتوا بها. في كل مرة كانت هذه الرسالات تلائم الثقافة و مستوى الإدراك لتلك الفترة. كما كان من بين أهدافهم كذلك أن يتركوا لنا آثار للإلوهيم لكي نتمكن أنْ نتعرف عليهم كخالقينا وإخوة لنا في هذا الكون وذلك عندما نصل إلى مستوى علمى كافي من الفهم والادراك. المسيح يُعَد ابن احد هؤلاء الخالقين وقد كانت مهمته أنْ ينشر رسالته حول العالم تحضيرا لهذ الزمن الذي نتشرّف بأنْ نعيشه (الزمن المتنبأ به في سفر الرؤيا)” ….. انتهى الاقتباس.

نبذة عن حياة النّبي المزعوم:
*ولِدَ كلود فوريلهون الّذي اتّخذ اسم رائيل بعد ادعّاءه بالنبوّة في 30 من ايلول عام 1946 م في فيجي/ فرنسا. كان مغرما بسباقات السيارات منذ التاسعة من عمره، وعندما اصبح شابّا مارس الشعر وتخصص في كتابة كلمات الاغاني وسجّل عدّة اغنيات بصوته.
بعد ذلك اصبح صحفيا معنيا بسباقات السيارات واصدر مجلّة تُعنى بالسباقات، ثمّ ولجَ عالم سباقات السيارات كسائق محترف.

*في كانون الاوّل من عام  1973 م تغيّرت حياته بعدما التقى(حسب زعمه) بزائر قادم من الفضاء الخارجي في منطقة فولكانوبارك / فرنسا الّذي قدّم نفسه اليه كواحد من خالقي الجنس البشري وكلّفه بالنبوّة للدين الرائيلي. بعد ستِّ لقاءات مع الزائر القادم من الفضاء في نفس الموقع، قَبِلَ رائيل التكليف وبدأ بدعوة النّاس الى الدين الجديد والاستعداد لاستقبال خالقي الجنس البشري الّذين سمّاهم بالإلوهيم.

*بعد اللقاءات المذكورة أصدر رائيل كتابه الاوّل حول الدين الجديد وتحت عنوان(الرسالة الاولى التي أُعطيت من قبل سكّان الفضاء/ اخيرا العِلِم يحلُّ محل الدين) ودعى النّاس الى مؤتمر سيعقده في ايلول من عام 1974 م، فحضر المؤتمر 2000 شخص، وبعد فترة قصيرة اسس مؤسسة مادج(MADECH) الّتي انضمّ اليها عدد من النّاس لمعاونته في دعوته الّتي اصبحت فيما بعد الحركة الرائيلية، وفي عام 1974 بلغ عدد اعضاء المؤسسة 170 شخصا، وحسب ما ورد في موقع الحركة فإنَّ عدد اعضاء الحركة يبلغ اليوم 70000 شخصا موزّعين على 97 بلدا.

*في السابع من تشرين الاوّل من عام 1975 م(حسب زعم رائيل) تمّ لقاء آخر مع المخلوق القادم من الفضاء الخارجي، وفي اللقاء اعطوه تعليمات جديدة حول الدين الجديد وسجّل هذه التعليمات في كتاب ثاني وتحت عنوان( الخلق البديع)، منذ ذلك الحين يقوم رائيل بجولات في بلدان العالم لكسب المؤيدين الّذين يشاركونه في افكاره ويرغبون في استقبال والترحيب بخالقي الجنس البشري ويرمي من وراء حملته هذه جمع التبرعات لأنشاء سفارة لسكّان الفضاء في القدس، كما اصدر كتابا بعنوان “نعم لاستنساخ البشر”.
في موقع الرائيليين الالكتروني حقل مخصص للاسئلة المتكررة حول الرائيلية، اجابة على السؤال: مَنْ خلقَ الإلوهيم(سكّان الفضاء الّذين خلقوا الانسان على صورهم) وردت الاجابة التالية:
إذا كنّا نؤمِن بالله، قد يسأل سائل مَنْ خلق الله؟ وإذا كنّا نؤمِن بنظرية التطوّر ونظرية الانفجار الكبير(BIG BANG  ) قد يسأل سائل مِن اين اتت هذه الطاقة الّتي احدثت الانفجار الكبير؟ فبالنسبة للالوهيم فالمسألة مماثلة، لقد خُلِقوا مِنْ قِبل مخلوقات اتوا مِنْ السماء( مِنْ كوكب اخر).
إنَّها حلقة لانهائية متّصلة للحياة، وفي يوم ما في المستقبل فإنَّ العلماء مِنْ الارض سيسافرون الى كوكب آخر وسيسكنونه وقد يخلقون بشرا هناك باستخدام علم الجينات الّذي سيصل الى مرحلة متقدمة.

في مقالة له حول الرائيلية يقول الدكتور محمّد الحجّار ما يلي:
” وعندما نشرح عقيدة الرائيلية وطقوسها وأفكارها وفلسفتها فإننا سنجد إلى أي حد تتحدى الخالق وتعلل وجود البشر على هذه الأرض بأنه من صنع جينات جاء بها بشر من كواكب أخرى شاهدها رائيل المختل عقلياً وأودعته سر وجود البشر على كوكبنا. وبفعل تحدي العقل الوثني المادي للخالق انضم أمثاله من المجانين إلى ملّته التي تعيش في كندا اليوم. ولعل ما يشجع في عالمنا اليوم على بروز مثل هذه البدعات موجات التطرف الديني من كل الديانات السماوية الإسلامية واليهودية واليمين المسيحي الذي يحكم أمريكا حيث أن العالم اليوم هو ضحية هذه التطرفات الدينية المتصارعة على الساحة الدولية على المستوى السياسي العقائدي.

الموقف العالمي من ادعاء الرائيليين، (شركة كلونيد) واستنساخ أول طفلة:
أعلنت شركة كلونيد عن استنساخ أول طفلة في العالم بطريقة غير جنسية أسمتها(إيف – حواء باللغة العربية) وذلك منذ عدة سنوات. إلا أن هذه العملية الاستنساخية التي منعتها كافة دول العالم وحتى الأمم المتحدة بعد أن تعالت كثير من الأصوات عن إمكانية إجراء عمليات الاستنساخ على البشر بعد نجاحه على الحيوانات (النعجة دولّي) لأغراض إنتاج قطع تبديلية بشرية تعويضاً عن بعض أعضاء البشر التي تم استئصالها لأسباب مرضية، وأقدمت هذه الشركة على عملية الاستنساخ المشكوك بصحته على البشر فأنتجت الطفلة (إيف) ولاقى هذا الإعلان استنكاراً دولياً من جميع المنظمات الإسلامية والمسيحية والعلمية الطبية على السواء لأنه خرْقٌ فاضح للإجماع العالمي على تحريم الاستنساخ البشري. ومن جملة من استنكروا ذلك قادة الدول وفي طليعتهم الرئيس بوش والرئيس شيراك.
إن عملية الاستنساخ على مستوى التقانية الطبية هي نزع النواة من بويضة غير ملقحة من امرأة (أي إزالة الحمض الريبي النووي  DNA) الذي تكمن فيه الكروموزمات الناقلة للصفات الإرثية والموجودة فيها الشفرة الوراثية للنوع البشري، وأخذ خلية من جسم يراد استنساخ شخص آخر يماثله في الخلق بيولوجياً ومورفولوجياً وجميع صفاته الوراثية وتلقيح هذه الخلية بالبويضة الأنثوية مجهرياً ومن ثم زرع هذه البويضة الملقّحة التي تم تلقيحها عن طريق غير التلقيح الجنسي الذي يتم عادة بين بويضة ونطفة ذكرية بالاتصال الجنسي، نقول زرع هذه البويضة في رحم المرأة التي انتزعت منها البويضة حيث تتحول بعد ذلك إلى جنين عادي ومن ثم ولادة الطفل المحدد الذي يحمل نفس شكل وصفات خلية الرجل الذي أخذت منه هذه الخلية.
إن عملية الاستنساخ على مستوى الحيوانات والبشر ليست سهلة ومؤكدة بالصورة الّتي يظنها الفرد. بل إن نجاح الاستنساخ هو ضئيل جداً على المستوى الإحصائي. أحياناً تتم عمليات تخصيب البويضات بمئات من المرات حتى تنجح حالة تخصيب واحدة ينتج عنها الاستنساخ. وهكذا نجد أن الاستنساخ ليس خلقاً جديداً ولكنه استخدام ما خلقه الله وتغيير طريقة التلقيح فقط. فالطريقة العادية التناسلية هي تلقيح البويضة بخلية منوية (الحيوان المنوي)، أما الاستنساخ، كما رأينا، فهو نزع نواة البويضة التي تحمل السمات الوراثية، ويوضع بدلاً عنها الخلية المأخوذة من جسم رجل أو امرأة يراد استنساخ إما ذكر أو أنثى فإذا أردنا ذكراً انتزعنا نواة البويضة وإذا أردنا أنثى انتزعنا نواة الخلية المغروسة.
وتلك هي التقنية الطبية الإنجابية بأبسط صورها.
إن الاستنساخ البشري عملياً فيه أخطار مرضية طبية كثيرة، من أهمها… أن الفرد المُستنسَخ تكون عنده نسب التشوهات الخلقية عالية، ومعدلات كبيرة من الشيخوخة والموت المبكرين، إضافة إلى استخدام أرحام النساء معامل تجارب والاتجار بهذه الأرحام وفي ذلك خروج عن الأخلاق ومكانة المرأة في المجتمع وضياع وتهديم النسل المُستنسَخ حيث تفقد قدسية الإنجاب بين الزوجين وفقدان هوية الانتماء الأسري عند هذا النسل، وتُعرَض النسوة في السوق التجارية الطبية لأهداف الربح وهذه أكبر كارثة تحل بالأخلاق البشرية.
تأسيس الرائيليين لشركة كلود إيد للأبحاث:

في 9 شباط عام 1997م أسس الرائيليون شركة (فاليانت فينشر ليمتد) لخدمة الاستنساخ. ومن مشاريع هذه الشركة: إتاحة الفرصة للشاذين جنسياً وللأزواج المصابين بالعقم استنساخ أطفال من الحمض النووي لأحد الزوجين أو الشخصين دون ارتباط زوجي. تترأس العالمة الفرنسية بريجيت بواس بواسيليه هذه الشركة وأعلنت عن استنساخ الطفلة (اسمها إيف). وتتخذ شركتها مركزا لها في جزر البهاما كمقر، وهناك من يعاونونها في ميدان أبحاثها الجينية. والشركة ليست تجارية بل لها رسالة علمية وتم تأسيسها وفق الإطار العقائدي الديني العلمي للرائيليين وشرَعَتْ الدكتورة المذكورة في تأسيس شركة جديدة ضمن إطار سري مجهولة الاسم والتوقيع لأسباب أمنية وذلك لمتابعة الاستنساخ.
تتزايد نسبة الأعضاء المنتسبين لهذه الطائفة وتلاقي أصداء واسعة، وتكتسب مزيداً من القوة الاقتصادية والسياسية، ويتوقع أن يكون لها نفوذ قوي. لاقى كتاب رائيل “نعم للاستنساخ البشري” رواجاً كبيراً وطُبعَ وتُرجِم لأكثر من 20 لغة وبيع منه أكثر من مليون نسخة في العالم. ومن تطلعات رائيل أن الخطوة التالية هي نقل محتوى الذاكرة والصفات الدالة على الشخصية إلى دماغ المستنسخ حديثاً وبذلك سيتاح للبشر الخلود. إنَّ موقع الرائيلية على الإنترنت نشط جداً ويروج كتباً أخرى منها كتاب الرسالة التي استلمها من مخلوقات فضائية، كما ذكرنا. وسعر الكتاب 9.95 دولار ويتم إرساله بالبريد الإلكتروني.

وقد ظهرت الرائيلية الدكتورة الفرنسية بريجيت بواسيليه أمام وسائل الإعلام وهي ترتدي نجمة داوود( النجمة السداسية)* وميدالية الرائيليين في مؤتمر صحفي عندما أعلنت عن استنساخ الطفلة (ايف- حواء).
ونلاحظ التشابه بين تعبير الرائيليين والاسرائيليين، وأن رموزهما قريبة بل متطابقة مع الاسرائيليين. وهناك علماء يهود يؤيدون استنساخ البشر على نقيض المسلمين والنصارى.
أما أبرز أعضائها فهم: كلود فوريلهون (رائيل) المؤسس، والدكتور بانوس زافوس طبيب قبرصي الأصل وأستاذ حالياً في جامعة كنتاكي الأميركية، د. بريجيت بواسيليه وهي عالمة فرنسية والرئيس التنفيذي لشركة كلونيد التي تغطي الأبحاث الوراثية. وهذه الشركة تم إنشاؤها عام 1997م بعد استنساخ النعجة دولّي. ويزعم الرائيليون أن لديهم قائمة تضم 2000 شخص على استعداد لدفع 200 ألف دولار لاستنساخ أنفسهم. وفي حزيران عام 2001م اكتشف مفتشون فيدراليون أمريكيون في نيويورك وجود مخبر سري لمشاريع استنساخ بشر يعود إلى الرائيليين.
وتستغل الشركة الفقراء الأفارقة في إجراء تجاربهم. وأكد رائيل أن طائفة منهم تنشط في الدول الفقيرة مِنْ  أفريقيا لتجري تجاربها على الاستنساخ خلسة.
أما بشأن الطفلة (إيف) التي أعلنت الدكتورة بريجيت عن تصنيعها بالاستنساخ فإن العلماء يشككون بصحة هذا الخبر، ومن جملتهم رئيس تحرير مجلة “العلم والحياة” ماتيو فيلييه من باريس الّذي قال بأنَّ الخبر لم يتأكد حتّى الآن.، وشدد على أهمية بحث خريطة الأب والأم والطفل الجينية ومقارنتها للتأكد من هذا الخبر الاستنساخي الجديد وأنه قد تمَّ فعلا، وأكد هذا العالم الفرنسي أن عمليات الاستنساخ للقردة والإنسان لم تنجح حتى الآن، داعيا الرائيليين إلى نشر بحثهم بإسهاب علمي حيال ادعاءاتهم باستنساخ الطفلة حواء” ….. انتهى الاقتباس.

قبل عدّة اعوام عقد الرائيليون اجتماعا في احدى فنادق مدينة اسطنبول الفخمة حضره ممثلوهم من جميع انحاء العالم، تمكّن مراسل احدى القنوات التلفزيونية التركية من اختراق هذا الاجتماع وتمكّن من تسجيل وقائع الاجتماع والطقوس الّتي مارسها الرائيليون وتمّ عرض الفلم في برنامج تلفزيوني تحت عنوان(DE SHIFRE) اي كشف السر. بعد انتهاء الاجتماع قام مدير الاخبار في القناة وهو في نفس الوقت مقدّم البرنامج بأجراء مقابلة تلفزيونية مع ممثل الدين الرائيلي في تركيا.

في المقابلة ادّعى الممثل بأنَّ بنوا البشر خُلقوا من قبل سكّان الفضاء وأدّعى بانَّهم جلبوا معهم الى الارض قبل 25000 سنة علمائهم المتخصصين في علم الجينات وباستخدام هذه العلوم خلقوا البشر على الارض. كما ادعّى الممثل بانَّ سكان الفضاء اجروا عدّة اتصالات في الماضي مع سكان الارض واختاروا موسى وعيسى ومحمّد كانبياء، والادهى من ذلك ادّعى هذا الافّاق بانّ الإلوهيم اخذوا محمّدا(ص) الى كوكبهم في الاسراء والمعراج بمركباتهم الفضائية( لاحظ أنهم يستخدمون الاحداث الدينية المقتبسة من الدين الاسلامي لاقناع السذّج).
جوابا على سؤال طرحه مدير الاخبار حول اعتقادهم بوجود الشيطان مِنْ عَدَمِهِ قال ممثل الطائفة: إنَّ الشيطان موجود في عقيدتنا وهو رئيس الحزب الّذي عارض خلق الانسان في اجتماع البرلمان الّذي عقد في الكوكب( اقتباس آخر من القرآن الكريم، امتناع ابليس عن السجود لآدم).
في البرنامج التلفزيوني تمّ عرض قسم من طقوس إنتساب شاب مغرر به الى الدين الرائيلي، في بداية الطقوس قام رجل وإمرأة بأداء رقصات مليئة بالتعابير الجنسية، ثمّ قام رئيس الجلسة وسكب قطرات من الماء من قدح على رأس المُرَشَّح( لاحظ انَّ هذا مقتبس من طقوس التعميد المسيحية) ثمّ رفع يداه الى الاعلى وقال: الآن ارسلتُ شيفرتك الجينية الى كوكب الالوهيم وهناك سيتم تسجيله في الحاسبات الالكترونية، وعند قيام الساعة سيموت جميع النّاس وسيقوم علماء الجينات في الكوكب باعادة خلق منتسبوا الدين الرائيلي فقط باستعمال شيفرتهم الجينية( لاحظ الاقتباس من الاديان السماوية لفكرة يوم القيامة والبعث).
نستنتج مما سبق أنَّ الرائيليين اقتبسوا بعض الافكار والشعائر من الاديان السماوية الثلاث لأنَّ كلّ عقيدة جديدة تُطَّعِم نفسها بافكار ومعتقدات وطقوس سبقتها في الوجود وذلك لتسهيل تقبّل المتحولين من عقيدة سابقة الى المعتقد الجديد، والجدير بالذكِر أنَّ فكرة قدوم سكان الفضاء الخارجي الى ارضنا وردت في كتاب تحت عنوان(عربات الآلهة) نشره الكاتب والباحث في علم الآثار السويسري (اريش فون دنيكن)، كما وردت في كتاب(الّذين هبطوا من السماء) للكاتب (انيس منصور)، ولكنّ كلا الكاتبين لم يدّعيا بانَّ هذه المخلوقات قد خَلقوا جنسا بشريا على الارض وانّما تركوا بعض الاثار الّتي تدل على قدومهم وساعدوا على نشر بعض العلوم بين الحضارات القديمة كالحضارة السومرية والحضارة المصرية القديمة في عهد الفراعنة اضافة الى حضارة المايا والازتيك في امريكا الجنوبية.

*نجمة داوود:  
وتسمى أيضا بخاتم سليمان وتسمى بالعبرية (ماجين داويد) بمعنى “درع داوود” وتعتبر من أهم رموز هوية الشعب اليهودي.
هناك الكثير من الجدل حول قدم هذا الرمز فهناك تيار مقتنع بأن اتخاذ هذا الشعار كرمز لليهود يعود إلى زمن النبي داوود، ولكن هناك بعض الأدلّة التأريخية التي تشير إلى أن هذا الرمز أستخدم قبل اليهود كرمز للعلوم الخفيَّة التي كانت تشمل السِحْر والشعوذة، وهناك أدلَّة أيضا على أنَّ هذا الرمز تمَّ استعماله من قِبَل الهندوسيين مِنْ ضمن الأشكال الهندسية التي استعملوها للتعبير عن الكون والميتافيزيقيا  وكانوا يطلقون على هذه الرموز تسمية ماندالا Mandala وهناك البعض ممَنْ يعتقد أنَّ نجمة داوود أصبحت رمزا للشعب اليهودي في القرون الوسطى، وإنَّ هذا الرمز حديث مقارنة بالشمعدان السُباعي الّذي يُعتبر مِنْ أقدم رموز بني إسرائيل.في عام 1948 م ومع إنشاء دولة إسرائيل تم اختيار نجمة داوود لتكون الشعار الأساسي على العَلَم الإسرائيلي.
حوار مع رائيلي
بعد نشر مقالتي ( ألرائيلية ومحاولة ألتزاوج بين ألدين والعلم ) تلقّيت رسالتين ألكترونيتين مِن مساعد الشرق الاوسط للحركة الرائيلية أنشرها مع ردودي على الرسالتين وذلك لتكملة الموضوع.

ألرسالة ألأولى:
صديقي العزيز كامل علي:
أنا جيليس، رائيلي من فرنسا. السبب في تواصلي معك هو أنك قد قمت بإنزال كتب رائيل من موقع www.rael.org   ولقد كنت أتساءل عن رأيك فيهم؟ سوف أكون مقدّرا لسماع قصتك و كيف سمعت عن الرائيليين و بالطبع تستطيع التحدث عن الفلسفة الرائيلية إن أردت. أنا بطبعي فضولي جدا، يمكنك أن تأخذ حريتك في مشاركتي كل أفكارك. ربما تعرف أننا حركة عالمية تضم أكثر من 65000 عضو في جميع القارات. و نحن ندعم التطوير العلمي و التكنولوجي و حقوق الإنسان و حرية التعبير و اللاعنف و جميع الأقليات بلا تمييز عرقي أو تمييز من خلال التوجهات العرقية أو الدينية. 
في 13 ديسمبر عام 1973 تلقى كلاود فوريلهون  Claude Vorilhonالصحفي بإحدى مجلات السيارات أمرا عن طريق التخاطر العقلي بالتوجه إلى مركز بركان قديم في فرنسا حيث تقابل مع أحد الكائنات الفضائية. و لقد أوحى هذا الكائن الفضائي له بأنه منذ آلاف السنين قد جاء قومه إلى كوكب الأرض حيث خلقوا الحياة عليها عن طريق الهندسة الوراثية للـ دي ان أيْ DNA . و كانت النتيجة هي خلقنا على شاكلتهم و صورتهم كما هو مذكور في العديد من الكتابات الدينية القديمة. لقد أرسلوا لنا جميع الأنبياء لكل الأديان و من بينهم أكثر الأنبياء أهمية موسى و بوذا و يسوع و محمد.    
تلك الكائنات الفضائية تسمى الإلوهيم ELOHIM  و هي إسم جمع و معناها في العبرية القديمة ” هؤلاء الذين جاءوا من السماء”  و المفرد من كلمة الإلوهيم هو إلوها ELOHA ( الله عند المسلمين و ألوها ALOHA عند أهل هاواي …الخ) و دعنا لا ننسى أنه قبل كتابة القرآن كان إسم الله هو إللاها ELLAHA و هي كلمة قريبة جدا من إلوها ELOHA. 
لقد أعاد الإلوهيم تسمية كلاود فوريلهون Claude Vorilhon إلى رائيل RAEL  و حددوا له هدفين هامين:
 
    1-  نشر تلك الرسالة عالميا.
    2- إنشاء سفارة لهم و يفضل أن تكون قريبة من أورشليم أو في دولة قريبة حيث سيعودون مرة أخرى مع جميع الأنبياء العظام القدماء لملاقاتنا و منحنا معلوماتهم العلمية الهائلة تدريجيا و التي تم تجميعها على مدار 25000 عام.   
    كما تستطيع أن ترى فإنّ الحركة الرائيلية لديها مشروعات نبيلة تجاه الإنسانية … حيث نتطلع إلى ذلك اليوم العظيم عندما يتم الترحيب الرسمي بهم في السفارة، لقد أعطونا بالفعل تعاليمهم الفلسفية التي نستطيع تنفيذها. تلك التعاليم التي تتوافق مع مبادئ حقوق الإنسان التي نعرفها اليوم و منحونا أيضا التوجيه العلمي نحو تقدم الإنسانية، و كثمرة لهذا فإنهم كليّا بلا روحانية دينية أو ما شابه. إذا أردت المزيد فإن كل الكتب التي تحتوي على الرسالة التي تلقاها رائيل RAEL من خالقينا الإلوهيم ELOHIM متاحة بدون مقابل باللغة التي تختارها على موقعنا  www.rael.org.  
     *التصميم الذكي     INTELLIGENT DESIGN
*التأمل الحسي   SENSUAL MEDITATION
*نعم لاستنساخ الإنسان   YES TO HUMAN CLONING
 إذا كان لديك أية إستفسارات بعد قراءة تلك الكتب أو إذا أردت أن تصبح عضوا في منظمتنا فلا تتردد في التواصل معي مباشرة على بريدي الإلكتروني [email protected]
أتطلع إلى ردك قريبا.
جيليس GIL – مساعد منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.

ألرد على ألرسالة ألأولى للرائيلي جيليس:
عزيزي جيليس
تحية عطرة.
اشكرك على رسالتك الرقيقة واود ان ابيّن لك انّي لَمْ استطعْ تحميل الكتب مِن موقعكم سابقا وساحاول مرّة ثانية، ولكنّي جمعت معلومات عن الحركة الرائيلية من مواقعكم ومن الشبكة العنكبوتية وكتبت مقالة بهذا الخصوص نُشرت في المواقع الالكترونية وستجد نسخة من المقالة المنوَّه عنها مرفقة مع هذه الرسالة ألألكترونية.
أود أن أبيّن لك بانّي باحث في الاديان والمعتقدات الانسانية ولقد الّفت كتابا تحت عنوان( ثورة الشّك) ومقالتي حول الرائيلية هي جزء من هذا الكتاب الّذي لم يُنشر بعد ولكنّي نشرت بعض الاجزاء منه في الشبكة العنكبوتية. انا احترم جميع المعتقدات الانسانية والرائيلية بضمنها على ان لا تستغِل الانسان ماديّا وجنسيا وأنْ لا تكون وسيلة للوصول الى السلطة لإستغلال ألبسطاء مِن ألناس وأنْ تسعى لتحقيق السعادة والحريّة والعدالة ألأجتماعية والمساواة بين البشر.
انا اعتقد حاليا بان هناك خالق قادر وفنَان ومهندس مُبدِع لهذا الكون لأنّي أرى أثار هذا ألابداع في نفسي وفي نظام الكون، ولكنّي اشكُّ بانَّه أرسَلَ أنبياء لهداية البشرية لأنّ الخالق الّذي أؤمن به لايحتاج الى سعاة للبريد كالملائكة او الانبياء او الالوهيم للإتصال بنا إنْ شاء ذلك.
بأعتقادي إنَّ جميع الاديان والمعتقدات الّتي يؤمن بها البشر حاليا ومن ضمنِها الرائيلية هي من تأليف الإنسان.
وتقبّل تحياتي واحتراماتي.
      كامل علي

الرسالة الثانية من السيد جيليس:
عزيزي كامل علي:
لسوء الحظ أنا لا اعرف اللغة العربية ولكن شركائي ترجموا لي رسالتك ومقالتك الّتي نشرتها في الشبكة العنكبوتية والّتي ارسلتها لي، وأود أنْ أشكرك كثيرا لردّك الرقيق ونشرك مقالة حول ألرائيلية.
بالطبع لمعرفة جميع الحقائق عنّا يتوجّب عليك قرآءة كتب رائيل ويُفضَّل قراءتها باللغة الانكليزية إنْ أمكن ذلك لأنَّها أفضل ترجمة للكتب الاصلية المكتوبة باللغة الفرنسية.
أتطلّع لقراءة المزيد مِنْ كتاباتك.

     جيل مساعد الشرق الاوسط
                                                    (( دعنا نبني معا سفارة للترحيب رسميا بخالقينا ألألوهيم ))

ألرد على ألرسالة ألثانية للرائيلي جيليس:
عزيزي جيليس
تحية عطرة.
لقد استطعت من تحميل كتابين من موقعكم وهما: الرسالة – الجزء الاوّل والخلق البديع، وبعد دراستهما ترسخت قناعتي السابقة حول الدين الرائيلي والتي ذكرتها لكم في الرسالة الاولى، وهو انّ الدين الرائيلي خرافة كخرافات الاديان الابراهيمية والادهى من ذلك أنّها تعتمد على تأويل آيات التوراة وألانجيل لتتلائم مع معتقدكم باننا خُلِقنا من قبل ألالوهيم( الكائنات القادمة من الفضاء) وباستخدام الهندسة الوراثية للدي انْ أيْ (DNA).
بخصوص دعوتكم لي للانتماء الى الدين الرائيلي فانا شاكر لكم على هذه الدعوة، ولكن الدين الرائيلي لا يتناسب مع منطقي كبقية الاديان الابراهيمية الّتي اقتبستم منها بعض الافكار وحاولتم تأويلها لتتلائم مع عقيدتكم بأضافة مسحة علميّة على هذه الافكار.
ختاما أود أن أسألك بعض ألأسئلة التي دارت في مخيّلتي:
*لماذا فضّلَ ألألوهيم انْ يكون موقع السفارة بالقرب من مدينة اورشليم او في دولة قريبة منها؟
*هل هناك علاقة تربطكم بالحركة الماسونية، واذا كانت هذه العلاقة موجودة، فما هو نوع هذه العلاقة؟
*ماهي مصادر تمويلكم المالي؟

مع تمنياتي لكم بالصحة والسعادة

 كامل علي
الثامن من شهر تشرين الاول سنة 2009

قبل فترة تمّ نشر ترجمة غير دقيقة لكتاب الرسالة بجزئين باللغة العربية في الموقع الالكتروني للدين الرائيلي، الجزء الاوّل من كتاب الرسالة نشر في عام 1974 (الكتاب الذي يقول الحقيقة) والجزء الثاني من الكتاب نشر في عام 1975 (سكان الفضاء اخذوني الى كوكبهم) هذا الكتاب بجزئيه يحتوي على التعليمات والتشريعات التي امليت على نبي الرائيليين كلود فوريلهون من قبل كائن يشبه الانسان، قادم من كوكب بعيد، هذا الكائن زعم وحسب ماذكره لرائيل(كلود فوريلهون) بانّهم متقدمون على الانسانية حضاريا ب 25000 سنة ّوانّهم خلقوا الجنس البشري والحيوانات والنباتات في الارض باستخدام الحمض النووي  D.N.A وباسلوب الاستنساخ، في الجزء الثاني يذكر كلود فوريلهون (رائيل) تفاصيل زيارته الى كوكب الالوهيم بواسطة صحن طائر ووصفه للجنّة الموعودة في ذلك الكوكب بحدائقها وحورياتها الآليين ولقائه مع الانبياء بوذا وموسى وعيسى ومحمّد.
رائيل سمّى هذه الكائنات بالالوهيم وسنحاول في ألأجزاء ألتالية من هذا ألكتاب القاء الضوء على ماورد في كتاب الرسالة بصورة مفصلّة وسنركّز على تاويلات رائيل لآيات الكتاب المقدس (التوراة والانجيل) لدعم معتقده.
في الجزء الاول وفي الفصل الاول (اللقاء) من كتاب الرسالة يذكر رائيل بانّ اول لقاء له مع رئيس الخالدين للإلوهيم حدث في 13 من شهر كانون الاوّل من عام 1973 بالقرب من بركان خامد مطل على مدينة كليرمون- فيران في فرنسا، وفي اللقاء الاوّل تمّ التعارف بينهم وطلب الكائن الفضائي من رائيل الحضور للقائه في اليوم التالي وان يحضر معه الكتاب المقدّس (التوراة والانجيل) وقلما ودفترا لكتابة تعليمات الالوهيم، وتمّ في هذا اللقاء الاول الاجابة على استفسارات رائيل.
تمّت ستة لقاءات بين رائيل والكائن الفضائي ولفترة ساعة في كل لقاء وحسب ما ذكره رائيل في عام 1973.
في الفصل الثاني من الجزء الاوّل من كتاب الرسالة يتطرّق رائيل الى المواضيع التي وردت في اسفار التوراة كالتكوين والطوفان  وبرج بابل وعمورة وسدوم واضحية ابراهيم ويحاول تأويل ما ورد في اسفار التوراة حول هذه المواضيع لتثبيت اطروحته.
سنلاحظ بعد الاطلاع على تفاصيل الدين الرائيلي كيف انّ معظم مؤلفي الاديان الجديدة يعترفون بالاديان السابقة لدينهم لكسب معتنقي تلك الاديان وكذلك يقتبسون قسما من قصص وتشريعات تلك الاديان بعد اجرار التعديلات التي تناسب مكان وزمان ظهور الدين الجديد.
اود ان ابين للقاريء اللبيب الذي سيتسائل: مافائدة عرض هذه الافكار الغريبة ومن سيصدقها؟  باعتقادي الفائدة من الاطلاع على مختلف الافكار والعقائد الانسانية هو محاولة فهم العقل الانساني… مخاوفه واماله وتطلعاته للمستقبل، امّا بالنسبة للتصديق فهناك 60000 انسان صدّق او انخدع بافكار الرائيليين.

2- خلق الكون:
يبدأ رئيس الخالدين حديثه بمقدمة يقول فيها بأنّك( مخاطبا رائيل ) ستجد في الكتاب المقدّس اثار الحقيقة التي تمّ تحريفها بعض الشيء من طرف النّساخ الذين لم يتمكنوا من ادراك مثل هذه الاشياء تقنيا وعلميا ولم يكن بوسعهم سوى نسب ذلك الى عالم الروح والفوق طبيعيات( الميتافيزيقيا )، وحدها الاجزاء المهمة من الكتاب المقدّس هي التي ساشرحها لك اما عدا ذلك فهي ثرثرة شعرية
لنأخذ سفر التكوين في أصحاحه الاوّل:
” في البدء خلق الالوهيم السماوات والارض”. ( سفر التكوين الاصحاح الاوّل- 1).
(الايلوهيم) الذي ترجم في بعض ترجمات الكتاب المقدّس بالاله يعني  بالعبرية هؤلاء الذين اتوا من السماء في صيغة الجمع. ويعني انّ العلماء الذين اتوا من كوكبنا بدأوا بالبحث عن كوكب يمكنه ان يستجيب لمتطلباتهم لتحقيق مشروعهم قد (خلقوا) وفي الحقيقة بمعنى اكتشفوا الارض، وادركوا  توفر كل المعطيات الضرورية لخلق حياة اصطناعية فيها بالرغم انّ محيطها الهوائي مختلف عن ما هو عليه الحال في كوكبهم.
” وروح الالوهيم يرف على وجه المياه.” ( التكوين 1-2 ).
قاموا برحلات استكشافية  وارسلوا ما تسمونه بالاقمار الصناعية للدوران حول الارض من اجل دراسة مناخها ومكوّناتها. كانت الارض في ذلك الوقت مغمورة بالمياه والضباب الكثيف.
” ورأى الايلوهيم انّ النور حسن. ” ( التكوين 1-4 ).
كان من الضروري التأكد من ما اذا كانت الشمس لا ترسل اشعة ضارة الى سطح الارض، فتبين انّ الشمس تدفيء الارض دون ان تؤذيها ” فالنور كان حسن “.
” وكان مساء وكان صباح يوم اوّل.” ( التكوين 1-5 ).
تطلبت هذه الدراسات مدة طويلة و” اليوم ” يساوي المدة التي تطلع فيها الشمس في نفس البرج يوم الايكينوكس الربيعي وهي حوالي الفين سنة ارضية تقريبا.
” وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد .” ( التكوين 1-7 ).
بعد دراسة الاشعة الفضائية من فوق السحب، نزلوا من تحت السحب مع البقاء فوق الماء. بين المياه الفوقية ( السحب ) والمياه التحتية (كان المحيط  يغطي كل الارض ).
” لتجتمع المياه التي تحت السماء الى مكان واحد وليظهر اليبس. ” ( التكوين 1-9 ).
بعد دراسة سطح المحيطات، درسوا اعماقها وتبين لهم انّها ليست بعميقة وانّ لها تقريبا نفس المستوى في كل مكان. وبعد ذلك وبفضل مفرقعات جد قوية والتي عملت عمل الجرافات حيث حوّلت التراب من قعر المحيطات، وجمعته في مكان معيّن، الشيء الذي كوّن قارة. لقد كانت هناك قارة واحدة في الاصل وعلمائكم توصلوا الان الى انّ جميع القارات يمكن ادماجها لتكون قارة واحدة.

3- خلق ألنباتات والحيوانات وألإنسان:
” لتنبت الارض نباتا: عشبا (…)، وشجرا (…)، بزره فيه من صنفه على الارض. ” ( التكوين 1- 11 و12 ).
فقاموا في البداية على هذا المختبر الرائع والشاسع بخلق خلايا نباتية ابتداء بجزيئات كيميائية. الشئ الذي ادّى الى انشاء اعداد متنوعة من النباتات. ولقد تركزت اعمالهم على التكاثر والتناسل. وكان يجب على هذه المخلوقات النباتية ان تتكاثر لوحدها. فتفرقوا على هذه القارة الشاسعة على شكل مجموعات من العلماء والباحثين، وكل مجموعة خلقت نباتات مختلفة حسب الهامها ومناخ المنطقة، وكانوا ينظمون لقاءات بينهم ليقارنوا ما توصلوا اليه من المخلوقات وألأبحاث.
ومن بعيد كان سكان كوكبهم يتابعون اعمالهم بشغف وانبهار، وانضم اليهم عدد كبير من انبه الفنانين ليعطوا للمخلوقات الجديدة نكهة فنية سواء من الناحية الجمالية والعطرية.
” وليكن في في جلد السماء نيّرات تفصل بين النهار والليل، وتشير الى الاعياد والايام والسنين. ( التكوين 1-14 ).
وبعد ملاحظتهم للنجوم والشمس تمكنوا من قياس الايام والشهور وامتداد الاعوام في الارض، مما مكنهم من ضبط حياتهم على هذا الكوكب الجديد، الذي يختلف بكثير عن كوكبهم الاصلي، حيث الايام والاعوام ليست لها نفس المدة، وبفضل دراسات فلكية تمكّنوا من تحديد بكل دقة اماكنهم وكذلك التعرف بطريقة افضل على الارض.
” لتفض المياه خلائق حية ولتطر طيور فوق الارض. ” ( التكوين 1- 20 ).
وخلقوا بعد ذلك اوّل الحيوانات المائية. من علق البحر الى السمك الصغير وبعد ذلك السمك الكبير. ومن اجل خلق توازن في هذا العالم الصغير وحمايته من الاندثار، خلقوا علق البحر ليتغذى به السمك الصغير، والسمك الكبير ليتغذى بالسمك الصغير… الخ لكي يكون هناك توازن طبيعي، ولكي لا يدمّر جنس الجنس الاخر الذي يحتاج اليه للغذاء، وهو ما تسمّونه اليوم بعلم البيئة، الشيء الذي نجح.
وكانوا يلتقون بانتظام ويقيمون منافسات بينهم لتعيين الفريق الذي تمكن من خلق احسن واجمل حيوان.
بعد السمك خلقوا الطيور. وبفضل ضغط الفنانين الذين اطلقوا العنان لعبقريتهم ولابداعهم وتمكّنوا بقلب مرح من نشر كل الالوان وبسط كل الاشكال المدهشة على مخلوقاتهم، الذي لا يطير بعضها الاّ بصعوبة كبيرة بسبب الازعاج الذي يحدثه لها كثرة الريش، وذهبت هذه المنافسات الى ابعد من ذلك، فبعد الهيئة، اتجهت عبقريتهم الى حد تغيير تصرفات بعض الحيوانات حيث جعلوها تقوم ببعض الرقصات الرائعة والمذهلة لجذب الاناث لغرض التناسل.
لكن بعض الفرق من العلماء خلقوا حيوانات مروّعة ومخيفة، كالوحوش الذين مُنِعوا من خلقها في كوكبهم، تنانين وما سمّيتموهم بالديناصورات والبرنتوصورات…الخ.
” لتخرج الارض خلائق حيّة من كل صنف: بهائم ودواب ووحوش ارض من كلّ صنف. ” ( التكوين 1-24 ).
بعد البحار والفضاء خلقوا الحيوانات على اليابسة، على يابسة كُسيت بالحشائش واشجار في مناظر جد خلابة، كان الاكل متوفرا للعواشب التي خُلقت هي الاولى على اليابسة، وبعد ذلك خلقوا اللواحم وهنا كان من الواجب كذلك ان يكون توازن طبيعي بين كل هذه الحيوانات والنباتات.
هؤلاء الرجال اتوا من الكوكب الذي قدمت منه الآن، وانا واحد من هؤلاء الذين خلقوا الحياة على الارض.
وهنا بدأ النبهاء من بيننا بالتفكير بصنع انسان اصطناعي مثلنا. وبدأ كل فريق بالعمل وفي مقارنة اعمالنا. لكن سكان كوكبنا صعقوا من كوننا ” صنعنا اطفالا في الانابيب ” خوفا ان يزعجوا راحتهم اذا ما كانت قدراتهم وذكاؤهم يفوق قدرات وذكاء خالقيهم. فأخذنا على انفسنا ان نتركهم يعيشون عيشة بدائية دون ان نكشف لهم عن العلوم وان نوحي اليهم ان اعمالنا روحانية. من السهل معرفة عدد فرق الخالقين، فكل جنس يماثل فريقا من الخالقين.
” لنصنع الانسان على صورتنا كمثالنا، وليتسلط على سمك البحر وطير السماء والبهائم وجميع وحوش الارض وكل ما يدب على الارض ( التكوين 1-26 ).
(على صورتنا) بامكانك ملاحظة درجة التشابه الساطعة بيننا.
وهنا بدأت لنا المشاكل. حيث ان الفريق الذي كان موجودا في المنطقة التي تسمّونها اليوم باسرائيل والتي لم تكن بعيدا عن اليونان وتركيا في القارة الواحدة، كان من المع الفرق، وحيواناتهم كانت اجمل وحشائشهم كانت روائحها ازكى. كانت بالفعل ما تسمونه بالجنة على الارض، والانسان الذي خُلِق فيها كان اذكاهم. بالرغم انهم عملوا على ان المخلوق لن يفوق الخالق. كان من الواجب ابقائه في غفلة من الاسرار العلمية الكبيرة وفي نفس الوقت تربيته من اجل قياس ذكائه.
” من جميع شجر الجنة تأكل. واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.فيوم تأكل منها موتا تموت. ” ( التكوين 2-16 و 17 ).
مفاده: انه يمكنك ان تتعرف على كل ما تريد، ان تقرأ كل الكتب التي عندنا هنا تحت يدك، لكن لا تقرب الكتب العلمية والّا ستموت.
” وجاء بكل حيوانات الارض الى آدم ليرى ماذا يسميها. ” ( التكوين 2-19 ).
كان عليه ان يتعرف على النباتات والحيوانات التي تحيط به. طريقة عيشهم وكيفية الحصول على قوته منهم. عرّفه الخالقون على اسماء وقدرة كل ما يعيش حوله: علم النباتات وعلم الحيوانات لان ذلك لا يشكل اي خطر عليهم.
تصوروا فرحة هذا الفريق من العلماء الذي له طفلين، ذكر وانثى يعدوان بين ارجلهم ويلقنوهم مختلف الاشياء التي كانوا متعطشين اليها.

في ألجزء ألثاني تعرفنا على كيفية تكوّن اليابسة بتدخل الالوهيم وباستعمال التفجيرات تحت سطح الماء الذي كان يغمر الكرة الارضية.
في الجزء ألثالث تعرفنا على تأويلات رائيل لبعض آيات سفر التكوين المتعلقة بخلق النباتات والحيوانات والانسان على الارض، وسنحاول الان تحليل هذه التأويلات:
*هنالك معتقدان انسانيان لتفسير نشوء النباتات والحيوانات والانسان على الكرة الارضية، اولهما معتقد الاديان السماوية، وتطرح بان الله او الرب الواحد هو الخالق لجميع النباتات والحيوانات والبشر بقدرته اللامتناهية، امّا المعتقد الثاني فيتبنّى نظرية العالم تشارلس داروين في التطوّر والارتقاء.
هنا يطرح رائيل نظرية جديدة حول الموضوع وهو بانّ كائنات فضائية متطورة قادمة من كوكب بعيد هم الذين خلقوا جميع المخلوقات على الارض باستخدام علومهم المتطورة في الهندسة الوراثية، ونلاحظ ان تسلسل الخلق في ادّعائه مشابهة لنظرية التطوّر  للعالم تشارلس داروين وايات سفر التكوين ( النباتات ثمّ الحيوانات ثمّ الانسان )، وبعبارة اخرى يحاول رائيل المزاوجة بين العلم والدين.
*يقدّم رائيل تفسيرا للجمال والالوان المتنوعة الموجودة في الكائنات الحية وذلك بحشر الفنانين في فرق الكائنات الفضائية العاملة في الهندسة الوراثية.
*لا يقدّم رائيل تفسيرا لخلق ملايين الانواع من الحشرات والحيوانات الاخرى مثله مثل النظرية الدينية. بينما نظرية داروين تفسّر ذلك بصورة منطقية.
*يعزي رائيل اختلاف االاجناس البشرية الى اختلاف اجناس فرق الالوهيم الذين انتشروا في ارجاء الكرة الارضية ((من السهل معرفة عدد فرق الخالقين، فكل جنس يماثل فريقا من الخالقين)).
التفسير الديني لاختلاف الاجناس يدعي بأنّ كل جنس بشري هو من احد ابناء نوح ويذكر اساطير ركيكة حول الجنس الاسود كرؤية احد ابنائه لعورته اثناء نومه، امّا نظرية داروين فتفسّر اختلاف الاجناس بالتأثيرات البيئية، وهي اقرب للمنطق من نظرية رائيل والنظرية الدينية.
*عند تأويل سفر التكوين ( التكوين 1-26 ) نلاحظ بأن رائيل متأثر بأدّعاء اليهود بأنّهم شعب الله المختار ((وهنا بدأت لنا المشاكل. حيث ان الفريق الذي كان موجودا في المنطقة التي تسمونها اليوم باسرائيل والتي لم تكن بعيدا عن اليونان وتركيا في القارة الواحدة، كان من المع الفرق، وحيواناتهم كانت اجمل وحشائشهم كانت روائحها ازكى. كانت بالفعل ما تسمونه بالجنة على الارض، والانسان الذي خلق فيها كان اذكاهم)).
انّ الدافع الحقيقي لجعل رائيل اليهود اذكى من بقية الاجناس المخلوقة من قبل الالوهيم هو بسبب ظهور الدين اليهودي والمسيحي بين اليهود وبسبب كون والده  يهوديا ووالدته مسيحية.

4-   ألشجرة ألمحرّمة :
” من جميع شجر الجنة تأكل. واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. فيوم تأكل منها موتا تموت. ” ( التكوين 2-16 و 17 ).
مفاده: انه يمكنك أنْ تتعرف على كلّ ما تريد، أنْ تقرأ كلّ الكتب الّتي عندنا هنا تحت يدك، لكن لا تقرب الكتب العلمية والّا ستموت.
” لكنّ ألحيّة(…)  قالت للمرأة(…) من ثمر ألشجرة ألّتي في وسط ألجنّة(…) لن تموتا، ولكنّ ألإيلوهيم يعرف أنّكما يوم تأكلان من ثمر تلك ألشجرة تنفتح أعينكما وتصيران مثل ألإيلوهيم تعرفان ألخير والشر. ( ألتكوين 3-5 ).
من بين جميع علماء ذلك ألفريق، كان ألبعض منهم يحب كثيرا مخلوقاتهم وارادوا أنْ يعطيهم تعليما كاملا ويجعلوا منهم علماء مثلهم، كلّ هؤلاء ألشباب ألّذين أوشكوا أنْ يصبحوا راشدين وألّذين بإمكانهم أنْ يدرسوا ألعلوم وبإمكانهم أنْ يصبحوا نابهين كخالقيهم.
” فإنفتحت أعينهما فعرفا أنّهما عريانان. ” ( ألتكوين 3-7 ).
فأدركوا بأنّه بإمكانهم أنْ يصبحوا من ألخالقين فعاتبوا آبائهم ألّذين منعوهم من أنْ يطّلعوا على ألكتب ألعلمية حيث أعتبروهم حيوانات ألمختبر ألمتوحشة.

” فقال إيهافي إيلوهيم للحيّة: فأنت ملعونة(…) على بطنك تزحفين وترابا تأكلين طوال أيام حياتك. “. (ألتكوين 3-14 ).
“ألحيّة” ذلك الفريق ألصغير من ألعلماء ألّذين أراد قول الحقيقة إلى آدم وحوّاء، فحكم عليهم من طرف حكومة ألكوكب ألاصلي بألمنفى في ألارض بينما أُرغٍمت باقي ألفرق ألخالقة ألاخرى على وقف تجاربها ومغادرة الارض.
” صنع ألإيلوهيم لآدم وإمرأته ثيابا من جلد وكساهما. “.  (ألتكوين 3-21 ).
أعطاهم ألخالقون وسائل بدائية للعيش، ما يستطيعون بها تدبير أمورهم دون أي أتّصال معهم، احتفظ ألكتاب ألمقدّس هنا بجملة بقيت تقريبا على أصلها.
” صار آدم، يعرف ألخير والشر. وألآن لعلّه يمد يده إلى شجرة ألحياة أيضا فياخذ منها ويأكل فيحيا إلى ألابد. ”  (ألتكوين 3-23 ).
عمر الإنسان جد قصير وهناك طريقة لإطالته كثيرا. فالعالِم ألّذي يدرس طيلة حياته يكون مالكا لمعلومات كافية تمكّنه من القيام بإكتشافات هامّة عندما يصير شيخا هرما. وهذا ما يجعل ألإنسانية تتقدم ببطء شديد. فإذا تمكّن ألإنسان من العيش عشر مرّات اكثر من ألمدّة ألّتي يعيشها ألآن لكان بإمكانه أنْ يقفز قفزة كبيرة في أبحاثه ألعلمية. لو أمكن لهم  منذ  البداية العيش مدّة اطول لأصبحوا في مدّة وجيزة نظرائنا، لأنّ قدراتهم ألعقلية تفوق شيئا ما قدراتنا. إنّهم يجهلون قدراتهم، وخاصّة شعب إسرائيل ألّذي أُنتخب في إحدى ألمسابقات ألّتي تكلّمت عنها سابقا كألعنصر ألبشري ألأكمل والأنجح في الذكاء والعبقرية. ولهذا يُعتبر هذا ألشعب كشعب ألله ألمختار. وقد لاحظتم دون شك عدد ألعباقرة ألذين خلّفتهم ذريتهم.
” فطُرِد آدم واقام الكروبيم شرقي جنّة عدن، وسيفا مشتعلا متقلبا لحراسة الطريق إلى شجرة ألحياة. ”  (ألتكوين 3-24 ).
نُصِّبَت جنود بأسلحة نووية مُدمِّرة في مدخل أقامة ألخالقين من أجل منع ألإنسان من ألإستيلاء على معلومات علمية أخرى.

 سنحاول ألآن تثبيت بعض الملاحظات على ما جاء في تاويلات رائيل لقصّة ألشجرة ألمحرّمة، هذه ألقصّة وردت كما نعلم بصيغة مشابهة في ألقرآن ولكن بصورة مختصرة مع بعض ألتعديلات ألّتي تتناسب مع عقائد ألدين ألإسلامي.
رائيل يعود في تأويله لسفر ألتكوين (ألتكوين 3-23 ) إلى ألتأكيد على أسطورة الشعب ألله ألمختار، لاحظ عبارته: (وخاصّة شعب إسرائيل ألّذي أُنتخب في إحدى ألمسابقات ألّتي تكلّمت عنها سابقا كألعنصر ألبشري ألأكمل والأنجح في الذكاء والعبقرية. ولهذا يُعتبر هذا ألشعب كشعب ألله ألمختار. وقد لاحظتم دون شك عدد ألعباقرة ألذين خلّفتهم ذريتهم.).
لقد ذكرنا في المقالة السابقة ألدافع ألّذي حدا برائيل على إدّعاء مثل هذا ألإدعاء ((انّ الدافع الحقيقي لجعل رائيل اليهود اذكى من بقية الاجناس المخلوقة من قبل الالوهيم هو بسبب ظهور الدين اليهودي والمسيحي بين اليهود وأنّ رائيل أعتمد على ما ورد في ألكتاب ألمقدّس لإثبات مصداقية عقيدته، وكذلك بسبب كون والده  يهوديا ووالدته مسيحية، وألجدير بألذكر أنّ رئيس ألخالدين للإيلوهيم في ألمقابلة ألأولى بينهما طلب من رائيل وحسب زعمه أنْ يُحضر معه في ألمقابلة ألثانية نسخة من ألكتاب ألمقدّس أي ألتوراة وألإنجيل)).
كثير من الأحيان يتبادر ألى ذهني تساؤل وهو: لِمَ برز ألعديد من ألعلماء كألبرت أينشتاين وسيجموند فرويد وغيرهم من المخترعين وألمكتشفين من بين ألشعب أليهودي بالرغم من أنّ عدد نفوسهم لايتجاوز 14 مليونا من نفوس العالم البالغ 6.8 مليارا؟ وكيف تمكّن اليهود بالرغم من قلّة عدد نفوسهم من السيطرة على شرايين الاقتصاد العالمي والتحكّم في سياسات اقوى دول العالم وكذلك تمكّنوا من التاثير على مجريات ألتاريخ كما فعل كارل ماركس؟
بينما نلاحظ أنّ المسلمين ألبالغ عددهم في العالم نحو 1.57 مليار مسلم  لم يبرز من بينهم هذا العدد من ألعلماء والمكتشفين وغيرهم من ألّذين غيّروا مجرى التأريخ ألحديث.
لنلقي نظرة متفحّصة على واقع المسلمين:
*العالم الاسلامي يفتقر الى قابلية انتاج المعرفة والعلوم ( في العالم الاسلامي -57 دولة مسلمة-  توجد 500 جامعة، في الولايات المتحدة الامريكية وحدها توجد 5758 جامعة، في الهند توجد 8407 جامعة).

*العالم الاسلامي فشِلَ في نشر المعرفة والعلوم (في الباكستان تصدر 23 صحيفة يومية لكل 1000 مواطن، في سنغافورة تصدر 460 صحيفة يومية لكل 1000 مواطن، في بريطانيا يُنشَر 2000 كتاب لكل مليون شخص، في مصر يُنشَر 17 كتاب لكل مليون شخص).
 
*العالم الاسلامي فشِلَ في تطبيق المعرفة والعلوم (نسبة تصديِر باكستان من المنتجات التكنولوجية ذات المستوى العالي هي 0.9% من صادراتها، نسبة تصديِر المملكة العربية السعودية من المنتجات التكنولوجية ذات المستوى العالي هي 0.2% من صادراتها، نسبة تصديِر الكويت والمغرب من المنتجات التكنولوجية ذات المستوى العالي هي 0.3% من صادراتها، نسبة تصديِر سنغافورة من المنتجات التكنولوجية ذات المستوى العالي هي 68% من صادراتها).

ولكن لِمَ هذا ألأفتقار والفشل؟
أعتقد أنّ ألسبب يكمن في تشريعات الدين ألإسلامي ألذي يمنع ألسؤال وألبحث عن ألأجوبة وتدعو إلى ألتوكّل على ألله في كلّ شيء كما أنّ محتويات ألقرآن حمّال أوجه ويفتح ألأبواب على مصراعيها أمام وعّاظ ألسلاطين لتأويل آياته بما يناسب رغبات ألحكّام في ألتسلّط على رقاب ألجماهير ومنعهم من تحصيل ألعلوم وأبقائهم في ظلمات ألجهل لأنّ ألإنسان ألمثقّف ألواعي لا ينصاع بسهولة لدكتاتوراياتهم، إضافة إلى أنّ معظم ألدول ألإسلامية كانت مُستعمرة من قبل ألدول ألغربية مما منعهم من أستغلال ثرواتهم من أجل ألتطوّر وألتقدّم وكذلك تهميش ألتشريعات ألإسلامية  للنساء ألّذين يشكّلون نصف ألمجتمع، كمّا أنّ ألعالم ألإسلامي لَمْ يشهد ثورة صناعية كألّتي شهدتها ألدول ألغربية وألولايات ألمتحدة ألأمريكية.
من أسباب تقدّم  أليهود ونبوغهم  في حقل ألعلوم في ألعصر ألحديث:
– معظم أليهود تركوا دينهم ألمناقض للعقل والمنطق وراء ظهرانيهم وآمنوا بقوة ألعلم في تحقيق التقدم والرفاهية للإنسانية.
– أليهود تبعثروا في أنحاء ألعالم ألغربي وامريكا ألّتي وفّرت لهم أجواء لإجراء أبحاثهم العلمية لكون هذه البلدان مؤمنة بمبدأ ألعلمانية ( فصل ألدين عن ألسياسة ).
– وجود تكاتف وتضامن بين أفراد الشعب اليهودي وذلك بسبب كونهم أقليّة في البلدان ألّتي عاشوا فيها، فمن البديهيات أنّ افراد ألأقليات تتضامن فيما بينها للحفاظ على أنفسها في صراعها مع الأكثرية ألمسيطرة.

في تأويله ل( ألتكوين 3-5 ) و(ألتكوين 3-14 ) نلاحظ أنّ رائيل يحذف بعض ألكلمات وألجُمل ألّتي لا تخدم غرضه من ألتأويل ويضع مكانها ثلاث نقاط داخل قوسين (…).
والجدير بالذكر أنّ حكاية ألحيّة ( ألتكوين 3-5 ) ولعنها بجعلها تزحف على بطنها وأكلها من تراب ألأرض  طوال أيام حياتها لَمْ يرد ذكرها في ألقرآن.
في (ألتكوين 3-21 ) نلاحظ أختلافا عن ألقرآن فألتوراة يذكر بأن  ألإيلوهيم صنع لآدم وإمرأته ثيابا من جلد وكساهما، بينما ألقرآن يذكر بأنّ آدم وزوجته بعد إنكشاف عورتهما يسترانها بأوراق شجر ألجنّة.
يُؤّول رائيل شجرة ألحياة بالمعلومات ألعلمية والّتي مَنعَ ألإيلوهيم ألبشر ألّذين خلقوهم من ألأطّلاع عليها لأنّهم بهذا ألعلم سيستطيعون من إطالة عمر ألإنسان وبهذا سيتقدمون علميا بصورة أسرع، يقول رائيل:
 (عمر الإنسان جد قصير وهناك طريقة لإطالته كثيرا. فالعالِم ألّذي يدرس طيلة حياته يكون مالكا لمعلومات كافية تمكّنه من القيام بإكتشافات هامّة عندما يصير شيخا هرما. وهذا ما يجعل ألإنسانية تتقدم ببطء شديد. فإذا تمكّن ألإنسان من العيش عشر مرّات اكثر من ألمدّة ألّتي يعيشها ألآن لكان بإمكانه أنْ يقفز قفزة كبيرة في أبحاثه ألعلمية (لو أمكن لهم  منذ  البداية العيش مدّة اطول لأصبحوا في مدّة وجيزة نظرائنا، لأنّ قدراتهم ألعقلية تفوق شيئا ما قدراتنا ).

5- قصّة ألطوفان :
إذا أنتقلنا بعيدا في سفر ألتكوين ألإصحاح ألرابع: ” ومرّت ألأيام فقدّم قايين من ثمر ألأرض تقدمة (…) إلى إيهافي. وقدّم هابيل أيضا من أبكار غنمه ومن سمانها.” ( ألتكوين 4- 3 و 4 ).
ألخالقين ألمنفيين وألذين هم تحت حراسة عسكرية دفعوا الناس ليأتوهم بالمأكولات من أجل ألإظهار لكبارهم بأنّ مخلوقاتهم طيّبة ولن يتمردوا أبدا على أبائهم.
وهكذا جعلوا أوائل القوم يستفيدون من شجرة الحياة (الكتب ألعلمية) ألشيء ألّذي يفسّر عيش هؤلاء لمدّة طويلة: آدم 930 سنة، شيت 912 سنة، أنوش 950 سنة… ألخ. ( ألتكوين 5- 1إلى11 ).

” ولمّا بدأ ألناس يكثرون على وجه ألأرض وولد لهم بنات، رأى ألخالقون أنّ بنات ألناس حسان، فتزوجوا منهنّ كلّ من أختاروا.” ( ألتكوين 6- 1 و 2 ).
أتّخذ ألخالقون ألمنفيون من أجمل بنات ألإنسان زوجات لهم.

” فقال ألإيلوهيم لا تدوم روحي في ألإنسان إلى ألأبد. فهو بشر وتكون أيامه مئة وعشرين سنة.” ( ألتكوين 6- 3 ).
لم يكن طول الحياة وراثيا وأبناء ألإنسان لم يستفيدوا تلقائيا من شجرة ألحياة ( الكتب ألعلمية)، ألشيء ألّذي أراح كثيرا بال ألكوكب ألأم. وهكذا تلاشى ألسر وأبطيء تقدّم ألإنسان.

” حين عاشر بنوا ألإيلوهيم بنات ألناس وولدن لهم أولادا، وهم ألجبابرة ألذين ذاع أسمهم من قدم ألزمان.” ( ألتكوين 6- 4 ).
لكم هنا ألدليل على إمكانية تناسل ألخالقين ببنات ألناس ألذين خلقوهم على صورتهم وأنجبوا منهم أبناء فريدين. ألشيء ألّذي أصبح خطيرا في أعين سكان ألكوكب ألأم، كان ألتقدم ألعلمي هائلا جدا في ألأرض فقرروا إلغاء خليقتهم.

“ورأى إيهافي أنّ مساويء ألناس كثرت على الأرض، وأنّهم يتصورون الشر في قلوبهم وأنّهم يتهيأون له نهارا وليلا.”  ( ألتكوين 6- 5 ).
يتمثل ألشر في أنّ ألإنسان يود أنْ يصبح شعبا يساوي خالقيه، شعبا علميا وحرا. إنّه إذا ما تطوّر ألإنسان يمكنه يوما ما أنْ يصل إلى خالقيه.
فقرروا أنْ يدمّروا ألحياة على وجه ألأرض، بإرسالهم لصواريخ نووية من كوكبهم ألبعيد. ولمّا أُخطِر ألخالقون ألمنفيون بألأمر، طلبوا من نوح أنْ يصنع صاروخا يمكنه أنْ يدور حول ألأرض عندما تنفجر ألرؤوس ألنووية على ألارض، وبداخل ذلك ألصاروخ جمع نوح من كلّ كائن حي زوجان ذكرا وأنثى لحفظهما من ألدمار.
وما هذه إلّا صورة. لأنّه في ألحقيقة يمكنه بواسطة خلية واحدة لكلّ كائن حي ذكرا كان أو أنثى خلق ألمخلوق كلّه، ومعلوماتكم العلمية ستمكنكم قريبا من فهم ذلك:
على غرار ألخلية ألأولى لمخلوق في بطن أمّه، فهي تحتوي على كلّ ألمعلومات ألّتي تمكّن من خلق إنسان كاملا يوما ما، حتّى إلى لون عينيه وشعره. وكان هذا عملا ضخما وهائلا ولكنه أُنجِز في ألوقت ألمحدد. ولمّا وقعت ألأنفجارات، كانت ألحياة في مأمن على بعد ألاف ألكيلومترات فوق ألأرض. فغمرت ألقارة بامواج أتت على ألحياة كلّها.

” (…) ألسفينة (…) فأرتفعت عن ألأرض.” ( ألتكوين 7- 17 ).
وألملاحظ في هذا ألإصحاح أنّه يقول أرتفعت فوق ألأرض وليس فوق ألماء.
وبعد ذلك أنتظروا حتّى أنعدمت ألأمطار وألتساقطات ألضارة.

“(…) وتعاظمت ألمياه على ألأرض مئة وخمسين يوما.” ( ألتكوين 7- 24 ).

ونزل ألصاروخ ذات ثلاث طبقات على ألأرض. (” سوف تجعلها من طبقات، ألسفلى، والثاني، والثالث.”) وكان في ألداخل بألإضافة إلى نوح من كلّ جنس بشري زوجان.

” وتذكّر ألإيلوهيم نوحا (…) فأرسل ريحا على ألأرض فتناقصت ألمياه.”  ( ألتكوين 8- 1 ).
بعد مراقبة ألأشعة ألنووية وإزالتها علميا، طلب ألخالقون من نوح أنْ يبدا بإخراج ألحيوانات ليروا ما إذا كانوا يستحملون ألغلاف ألجوي، ألشيء ألّذي نجح. وبعد ذلك خرجوا إلى ألهواء ألطلق. فطلب منهم ألخالقون أنْ يعملوا وأنْ يتكاثروا ويظهروا ألشكر وألإعتراف بألجميل للذين خلقوهم وأنجوهم من ألهلاك.
فأخذ نوح على عاتقه أنْ يدفع جزءا من محصولاته أو مواشيه إلى ألخالقين كزاد ومئونة لهم.

” وبنى نوح مذبحا لإيهافي. وأخذ من جميع ألبهائم والطيور ألطاهرة بحسب ألشريعة فأصعد محرقات على ألمذبح.” ( ألتكوين 8- 20 ).
وسعد ألخالقون لمّا تبيّن لهم أنّ ألإنسان يريد لهم ألخير وتعهدوا على أنفسهم أنْ لا يدمّروهم أبدا. لأنّهم أدركوا أنّه من ألطبيعي أنْ يسعى ألإنسان إلى ألتقدّم.

” (…) فألإنسان يتصوّر ألشر في قلبه منذ حداثته.” ( ألتكوين 8- 21 ).
هدف ألإنسان هو ألتقدّم ألعلمي. وأنزل كلّ جنس بشري في مكان خلقه ألأصلي وكلّ حيوان أُعيد خلقه من ألخلايا ألّتي كانت محفوظة في ألسفينة.
” ومنهم تفرّقت ألأمم في ألأرض بعد ألطوفان.” ( ألتكوين10-32 ).

في إستعراضنا لتأويلات رائيل للتوراة حول قصّة ألطوفان نلاحظ بأنّه حاول لي ذراع ألآيات ألتوراتية ليا شديدا إلى درجة أستطعنا سماع صوت ألعظام وهي تتكسر تحت ألضغط ألشديد.
قصّة ألطوفان وسفينة نوح هي نسيج أسطوري بدأت خيوطها بالتكوين في حضارات أرض ألرافدين، ثمّ أنتقلت عن طريق أليهود ألمسبيون في ألعراق إلى ألعهد ألقديم ( ألتوراة ) بعد إدخال ألتعديلات أللازمة عليها لتتناسب مع عقائد ألدين اليهودي، ومن ثمّ انتقلت إلى ألدين ألإسلامي بعد أختصارها وإجراء بعض ألتعديلات عليها لتتناسب مع عقائد ألدين ألإسلامي.

في مقالة سابقة بعنوان ( نوح وقصة الطوفان ) طرحت بعض ألتساؤلات حول الصيغة ألدينية لهذه ألقصّة وكما وردت في ألتوراة وألقرآن:

 نعلم بانّ في الكرة الارضية ملايين من انواع النباتات والحشرات والحيوانات الاخرى بعضها في مكان اقامة نوح والارجاء القريبة منه، وقسم كبير في الارجاء البعيدة من منطقة اقامة نوح كالقطب الشمالي وافريقيا واستراليا وامريكا الشمالية والجنوبية واوروبا، فكيف جمع نوح هذا الحشد الهائل؟
ولو فرضنا بانّ اللّه بقدرته قد عاونه على جمع هذه الحشود، فهل يعقل ان سفينة مهما بلغت من الضخامة تستطيع ان تستوعب هذا الجمع مع مستلزمات عيشهم من الغذاء والماء؟
رائيل في تأويله يحاول حل هذه ألمعضلات بأللجوء إلى عملية ألإستنساخ للأحياء فبدلا من حشد ألبشر وألحيوانات في ألسفينة يدّعي بأنّ نوح حمل في صاروخه نماذج من خلايا ألاحياء ألمراد أنقاذها من ألكارثة ويفترض أنّ نوح كان عالما عبقريا مختصا في ألهندسة ألوراثية وصنع صاروخا لأنقاذ نسل ألأحياء من ألطوفان.

في النسخة القرآنية لقصّة ألطوفان نلاحظ بأنّ ألسبب ألّذي دعا ألله لإغراق ألكرة الأرضية هو كفر قوم نوح بألرغم من دعوتهم من قبل نوح للإيمان لمئات ألسنين، وفي ألتوراة ألسبب هو أنّ (مساويء ألناس كثرت على الأرض، وأنّهم يتصورون الشر في قلوبهم وأنّهم يتهيأون له نهارا وليلا)، أمّا رائيل فيطرح سببا آخر أو تأويلا للآية ألتوراتية:
(يتمثل ألشر في أنّ ألإنسان يود أنْ يصبح شعبا يساوي خالقيه، شعبا علميا وحرا. إنّه إذا ما تطوّر ألإنسان يمكنه يوما ما أنْ يصل إلى خالقيه )، أي أنّ ألإيلوهيم كانوا يخشون من ألتقدّم ألعلمي للإنسانية ورأوا فيه تهديدا لسلامة كوكبهم.
في إحدى أساطير ألطوفان لحضارات وادي ألرافدين نطّلع على سبب آخر للطوفان:

في مؤلفه ألرائع ( ألرحمن وألشيطان ) ينقل إلينا ألكاتب فراس ألسوّاح فقرات من ألملحمة ألرافدينية أتراحاسيس:
(( ويتّضح موقف ألألوهة ألمتناقض وألمتناوس بين ألخير وألشر، بشكل خاص، في شخصيّة وأفعال ألإله إنليل رئيس ألبانثيون ألرافديني. ففي ملحمة أتراحاسيس، وبعد خلق ألإنسان لخدمة ألآلهة، يتكاثر ألبشر وتكثر ضوضاؤهم ألتي تقض مضجع إنليل وتحرمه ألرقاد، فيضع خطة شريرة لإنقاص عددهم حتى يخلد إلى الراحة.
يأمر ألإله إنليل كبير ألآلهة بتجويع ألبشر بحبس ألمطر عنهم وقتلهم بمرض ألطاعون.( هذه جملة مختصرة من فقرة طويلة فيها تفاصيل التجويع والجفاف والأمراض ).
وعندما لم تنفع كلّ هذه ألاساليب في إنقاص عدد ألناس قرر أنليل إرسال طوفان عظيم يفنيهم عن آخرهم، وأقنع مجمع ألآلهة بالموافقة على ألقرار، عدا ألإله أنكي ألذي نقل ألخبر إلى حكيم ألقوم أتراحاسيس وأمره ببناء سفينة وفق مخطط معيّن، ليحمل عليها أهله وما يستطيع إنقاذه من حيوان ألبر وطير ألسماء، من اجل إستمرار ألحياة بعد ألطوفان )).

6- برج بابل
لكنّ ألشعب ألإسرائيلي، ألشعب ألأكثر ذكاء تقدّم كثيرا في ألميدان ألعلمي وتعاطى إلى غزو ألفضاء بمساعدة ألخالقين ألمنفيين, ألّذين كانوا يودّون أنْ يذهب ألإنسان إلى كوكب ألخالقين من أجل ألحصول على عفوهم ولإظهارهم أنّ ألإنسان كان ذكيّا وعلميّا لكنّه عارف للجميل، ومحب للسلام، فصنعوا صاروخا ضخما:  برج بابل.
” ماهذا ألّذي عملوه إلّا بداية، ولن يصعب عليهم شيء مما ينوون انْ يعملوه. ” ( التكوين 11-6 ).
” (…) فلننزل ونبلبل هناك لغتهم حتّى لايفهم بعضهم لغة بعض. فشتتهم ألإيلوهيم من هناك على وجه ألأرض كلّها. ( ألتكوين 11-7 و 8 ).
فجاءوا وأخذوا أليهود ألّذين لهم معرفة أكثر بألعلوم فنشروهم في باقي أطراف ألقارة، وسط شعوب بدائية، وفي بلدان حيث لا يمكنهم ألتواصل فيما بينهم لانّ أللغة مختلفة، ودمّروا ألاجهزة ألعلمية.

في هذه ألفقرات يؤول رائيل برج بابل بصاروخ او بمركبة فضائية صنعها شعب إسرائيل بمساعدة سكّان ألفضاء المنفيين في ألأرض، ويُعيد عزف أسطوانة شعب ألله ألمُختار ويُسبغ على أليهود صفة ألذكاء مرّة أُخرى، وقد بينّا ألأسباب ألّتي دعته غلى ذلك في ألأجزاء ألسابقة.
لتلافي خطر هذا ألشعب ألمتقدم علميا ألّذين سيشكّلون تهديدا على خالقيهم( ألإيلوهيم ) يقرر هؤلاء تشتيت ألشعب أليهودي ويتم نشرهم في ارجاء ألقارة وسط شعوب بدائية ويقومون بتدمير ألاجهزة ألعلمية حتّى لا يكرر أليهود محاولاتهم لغزو ألفضاء.

من ألآثار ألّتي بقيت في أرض ألرافدين نعلم بانّ ألمقصود ببرج بابل ألّذي ورد ذكره في ألتوراة هي ألزقورة، وألزقورات عبارة عن معابد مدرّجة كانت تبنى في سوريا والعراق ثم إيران ومن أشهر الزقورات عالمياً هي زقورة أور في العراق التراثية قرب مدينة الناصرية حاليا بمحافظة ذي قار جنوب العراق ,و زقورة عقرقوف قرب بغداد.
 بنيت الزقّورات في عصرالسومريين والاكاديين والبابليين والاشوريين في العراق وسوريا.
لقد بحث جميع الرحالين والباحثين عن برج بابل وغالبا ما خلطوه بأنقاض برج الطوابق في( بيرر – نمرود (بورسيبا القديمة الذي كان يقيم فيه الإله نابو، ابن مردوخ. وقد حصل هذا الاختلاط منذ أيام هيرودتس اليوناني. لقد كان الاعتقاد هو ان البرج مدوّر اي لولبي الا انّ الاقمار الاصطناعية الروسية بعد تصوير الموقع المفترض  وجدوه مربعا.
ألإسم البابلي للزقورة هو (إتيمن إنكي) وتعني هذه الكلمة بيت أساس الجنة والأرض. وكلمة بابل هي الاسم العبري الذي أُطلق على البابليين. وتعني كلمة البابليين في اللغة البابلية باب الرب ( باب أيل ).
لا يَعرف العلماء الشيء الكثير عن هذا البرج. ولكن قصة البناء وردت في الكتاب المقدس، الإصحاح الأول( التكوين11 – 1 إلى 9 ) وعلى حد قول الرواية ـ وحسب الاعتقاد ـ يُقال إن أحفاد نوح، استقروا في جنوب الهلال الخصيب بعد الطوفان، ثم بدأوا ببناء مدينة كبيرة، تشتمل على برج يصل إلى الجنة ولكن الرب لم يشأ للمدينة أن تكتمل، فجعل البنائين يتكلمون لغات مختلفة وعندما تعطلت وسائل المفاهمة بينهم توقفوا عن البناء وانتشروا في أرجاء الأرض. واعتمد اليهود القدماء على هذه الرواية لشرح أصل اللغات الإنسانية.

ألقصّة ألكاملة لبرج بابل وكما وردت في ألتوراة:

(( 1 وكانت الأرض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة  2 وحدث في ارتحال القبائل شرقا أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار وسكنوا هناك  3 وقال بعضهم لبعض : هلم نصنع لبنا ونشويه شيا . فكان لهم اللبن مكان الحجر ، وكان لهم الحمر مكان الطين 4 وقالوا : هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء . ونصنع لأنفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه كل الأرض 5 فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما  6 وقال الرب : هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم ، وهذا ابتداؤهم بالعمل . والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه 7 هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض  8فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض ، فكفوا عن بنيان المدينة  9لذلك دعي اسمها بابل لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض . ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض )).

نعلم في عصرنا  أنّ ألجنس ألبشري ظهر في ألأرض منذ أكثر من أربعة ملايين سنة، ثم ظهر الإنسان القديم بعده بنحو مليون سنة، وهذا الإنسان قد تطور عن الإنسان الأول، غير أنه يختلف عنه في المظاهر التشريحية والسلوكية، ومنذ أربعين ألف سنة ظهر الإنسان الحديث العاقل المدرك؛ حيث أخذ تطوره الثقافي يتزايد بدرجة مثيرة، وكان من مراحل تطوره ظهور الإنسان الاجتماعي الحالي بعد إكتشاف ألزراعة التي تعتمد بدرجة كبيرة على التنظيمات الاجتماعية.
تفترض ألعقيدة ألدينية للأديان ألإبراهيمية ألثلاث ( أليهودية، ألمسيحية وألإسلام ) بأنّ ظهور أول أنسان على ألأرض (آدم) حدث قبل  8000- 01000 سنة، وهذا ألإدعاء يتناقض مع ألمكتشفات ألعلمية وألآثارية في ألعصر ألحديث.

ورد في ألقرآن أنّ ألفرعون أراد أن يصل إلى مكان وجود إله موسى بتشييد بناء عالي جدا (( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ))…سورة ألقصص، ألآية 38. نستنتج من هذه ألآية أنّ ألفرعون كان يعتقد أنّ إله موسى يسكن في ألسماء وأمر هامان ببناء برج عالي من ألطين ألمجفف ليصعد إلى قمّته ليثبت عدم وجود إله موسى في ألسماء.
من ملاحظة ألآثار ألمصرية ألفرعونية كألأهرامات وألمعابد وألقصور نجد بأنّ ألمصريين أستخدموا ألحجارة في ألبناء كمادّة أساسية للبناء بدلا من الطابوق ( الطين ألمفخور ) ألّذي أُستخدِم في بناء ألزقورات ألرافدينية، لذا بقيت ألأهرامات تقاوم عاديات ألزمن وإلى يومنا هذا بينما تهدّمت ألزقورات ولمْ يتبقى منها غير ألأسس.
لهذا يرد إلى ألذهن تساؤل:
لِمَ ذكرَ ألقرآن ألطين ألمجفف بدلا من ألحجر في هذه ألآية؟ نعلم أنّ قصّة برج بابل لم يرد ذكره في ألقرآن، لذا قد يكون قصّة ألصرح ألّذي أمر ألفرعون هامان ببنائه متأثرة بقصّة برج بابل ألتوراتية مع بعض ألتحويرات ألضرورية لتتلائم مع سياق ألصراع بين موسى وألفرعون في ألقصّة ألقرآنية.
أمّا كلمة بابل فقد ذُكِر في القرآن في الآية  102 من سورة البقرة (( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )).
والتساؤل هنا لم أنزل ألله ألسحر على الملكين هاروت وماروت في بابل وليس في كولومبيا أو المكسيك؟ هل كان ألإنسان متواجدا في بابل وألشرق ألأوسط فقط وبقية ألكرة ألأرضية خالية من ألبشر؟ ولِمَ نجد بأنّ جميع ألانبياء ظهروا في ألشرق ألأوسط، ومعظمهم من بني إسرائيل، ولَمْ يظهر أنبياء في ألحضارات ألأخرى كألحضارة ألصينية وحضارة ألمايا ( شمال جواتيمالا وأجزاء من المكسيك ) أو حضارة ألأزتك ( ألمكسيك )؟.
  7-  عمورة وسدوم  
سُمِحَ للخالقين ألمنفيين أنْ يعودوا إلى كوكبهم بعد أنْ تمّ ألعفو عنهم. فدافعوا عن ألحياة ألتي خلقوها في ألأرض، فأصبح ألكوكب كلّه يهتم بألأرض ويحيطها برعايته.
هذا ألكوكب ألّذي يحمل مخلوقات من صنعهم. لكنّ أناس من بين ألذين فُرِّقوا في ألأرض أرادوا أنْ ينتقموا ممن شتتهم فأجتمعوا ومعهم بعض الأسرار ألعلمية ألّتي حافظوا عليها, هيؤوا في مدينة سدوم وعمورة رحلة من أجل تأديب من أراد تدميرهم.
فأرسل ألخالقون جاسوسين من أجل معاينة ما يدبّرونه.
” فجاء ألملاكان إلى سدوم عند ألغروب. ” ( ألتكوين 19-1 ).

أناس أرادوا قتلهم لكنّ ألملاكان أعموهم بأسلحة ذريّة جيبية.
” فضربهم بألعمى, من صغيرهم إلى كبيرهم.” ( ألتكوين 19-11 ).

فحذّروا ألمُسالمين بمغادرة المدينة ألّتي ستدّمر بإنفجار ذري.
وعندما خرج كل النّاس من ألمدينة لم يُسرعوا ولم يُبالوا بما يُمثّله ألإنفجار ألنووي.
” أنج بنفسك(…) لا تلتفت إلى ورائك ولا تقف.” ( ألتكوين-19-17 ).

وسقطت ألقنبلة على سدوم وعمورة.
” أمطر إيهافي (…) كبريتا ونارا من ألسماء, فدمّرها (…) ونبات ألأرض. وألتفتت أمرأة لوط إلى ألوراء فصارت عمود ملح.” ( ألتكوين-19-24 و 26 ).
كما هو معروف ألآن فألحروق ألّتي تخلفها ألأنفجارات ألنووية للذين يكونون قرب ألإنفجار فيدّمرون بتحولهم إلى صنم من ملح.

قبل مناقشة هذه ألقصّة ألتوراتية وتأويل رائيل لها من ألأفضل ألإطّلاع على نص ألقصّة كاملة وكما وردت في ألتوراة، لأنّ رائيل يقتطف من ألقصّة ألمقاطع ألتي تخدم هدفه، بألإضافة إلى ذلك سنلقي نظرة على ألصيغة ألقرآنية للقصّة لأجل ألمقارنة بين ألصيغ ألثلاث.

ألقصّة كما وردت في ألإصحاح 19 من ألتوراة:
((  1. فجاء الملاكان الى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم فلما راهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه الى الارض 2  وقال يا سيدي ميلا الى بيت عبدكما وبيتا واغسلا ارجلكما ثم تبكران وتذهبان في طريقكما فقالا لا بل في الساحة نبيت 3  فالح عليهما جدا فمالا اليه ودخلا بيته  فصنع لهما ضيافة وخبز فطيرا فاكلا 4 وقبلما اضطجعا احاط بالبيت رجال المدينة رجال سدوم من الحدث الى الشيخ كل الشعب من اقصاها  5 فنادوا لوطا وقالوا له اين الرجلان اللذان دخلا اليك الليلة اخرجهما الينا لنعرفهما  6 فخرج اليهم لوط الى الباب واغلق الباب وراءه 7  وقال لا تفعلوا شرا يا اخوتي  8 هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا اخرجهما اليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم واما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا لانهما قد دخلا تحت ظل سقفي 9 فقالوا ابعد الى هناك ثم قالوا جاء هذا الانسان ليتغرب وهو يحكم حكما الان نفعل بك شرا اكثر منهما فالحوا على الرجل لوط جدا وتقدموا ليكسروا الباب 10 فمد الرجلان ايديهما وادخلا لوطا اليهما الى البيت واغلقا الباب 11 واما الرجال الذين على باب البيت فضرباهم بالعمى من الصغير الى الكبير فعجزوا عن ان يجدوا الباب 12 وقال الرجلان للوط من لك ايضا ههنا اصهارك وبنيك وبناتك وكل من لك في المدينة اخرج من المكان 13 لاننا مهلكان هذا المكان اذ قد عظم صراخهم امام الرب فارسلنا الرب لنهلكه 14 فخرج لوط وكلم اصهاره الاخذين بناته وقال قوموا اخرجوا من هذا المكان لان الرب مهلك المدينة فكان كمازح في اعين اصهاره 15 ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين قم خذ امراتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك باثم المدينة 16 ولما توانى امسك الرجلان بيده وبيد امراته وبيد ابنتيه لشفقة الرب عليه واخرجاه ووضعاه خارج المدينة 17 وكان لما اخرجاهم الى خارج انه قال اهرب لحياتك لا تنظر الى ورائك ولا تقف في كل الدائرة اهرب الى الجبل لئلا تهلك 18 فقال لهما لوط لا يا سيد 19  هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك وعظمت لطفك الذي صنعت الي باستبقاء نفسي وانا لا اقدر ان اهرب الى الجبل لعل الشر يدركني فاموت 20  هوذا المدينة هذه قريبة للهرب اليها وهي صغيرة اهرب الى هناك اليست هي صغيرة فتحيا نفسي  21 فقال له اني قد رفعت وجهك في هذا الامر ايضا ان لا اقلب المدينة التي تكلمت عنها 22  اسرع اهرب الى هناك لاني لا استطيع ان افعل شيئا حتى تجيء الى هناك لذلك دعي اسم المدينة صوغر 23 واذ اشرقت الشمس على الارض دخل لوط الى صوغر 24  فامطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء 25  وقلب تلك المدن وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الارض 26  ونظرت امراته من وراءه فصارت عمود ملح 27 وبكر ابراهيم في الغد الى المكان الذي وقف فيه امام الرب 28  وتطلع نحو سدوم وعمورة ونحو كل ارض الدائرة ونظر واذا دخان الارض يصعد كدخان الاتون 29  وحدث لما اخرب الله مدن الدائرة ان الله ذكر ابراهيم وارسل لوطا من وسط الانقلاب حين قلب المدن التي سكن فيها لوط 30 وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه لانه خاف ان يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو وابنتاه 31  وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض 32  هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من ابينا نسلا 33  فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها 34  وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه فنحيي من ابينا نسلا 35  فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها  36  فحبلت ابنتا لوط من ابيهما 37  فولدت البكر ابنا ودعت اسمه مواب وهو ابو الموابيين الى اليوم 38  والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي وهو ابو بني عمون الى اليوم))…. أنتهى.
رائيل في تاويله للقصّة يذكر بأنّ ألسبب ألذي حدا بألإلوهيم ( ألكائنات ألقادمة من ألفضاء ) إلى معاقبة قوم لوط هو محاولتهم غزو ألفضاء للإنتقام من ألإلوهيم بسبب تشتيتهم في ألأرض، لذلك هيؤوا في عمورة وسدوم مركبة فضائية أستعدادا للحرب مع خالقيهم.
ونفهم من ألقصّة ألتوراتية أنّ ألسبب في إهلاك ألرب لعمورة وسدوم هو فسادهم وكثرة آثامهم، فهم كانوا يمارسون ألجنس مع ألرجال بدلا من ألنساء أي أنّهم كانوا شاذين جنسيا. في ألقصّة ألتوراتية نلاحظ تفاصيل غير أخلاقية، فأبنتا لوط تسقيان أباهما خمرا فيزني لوط بهما وهو غائب عن ألوعي، وتبرير ذلك رغبة ألبنتين بأستمرار ألنسل لعدم وجود رجل في ألأرض.
وألغرابة ألأخرى عرض لوط على قومه ممارسة الجنس مع بنتيه بدلا من ألملكين.
لَمْ يرد ذكر إسم ألمكان ( سدوم وعمورة ) في ألقصّة ألقرآنية، وإنّما وردت كقصّة للنبي لوط وقومه بصيغة مختصرة جدا:
 توضح الآية 82 من سورة هود ماهية العذاب الذي وقع على قوم لوط (( فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّنْ سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ ))
الآيات الأخرى التي وردت فيها إشارات إلى قصّة قوم لوط:
سورة هود – الآية 70 –
(( فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً  قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ)).
سورة هود – الآية-74
(( فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ )).
 في الآيتين أعلاه يذكر ألقرآن قصّة لقاء إبراهيم مع ألملكين قبل ذهابهما إلى قوم لوط وقد وردت هذه ألتفاصيل في ألإصحاح  18 من التوراة.

سورة هود – ألآية-81
(( قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ  فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ  إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ  إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ  أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ )).

سورة هود – ألآية-89
(( وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ )).

سورة الحجر – ألآية-59
(( إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ )).

سورة الحجر – ألآية-61
(( فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ )).

سورة الشعراء- ألآية-160
(( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ )).

سورة الشعراء  – ألآية-161
(( إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ )).

سورة الشعراء  – الآية-167  
(( قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ )).

سورة النمل  – الآية -56 
((  فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ  إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ )).

سورة القمر – الآية-33
(( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ )).

سورة الأعراف: 80-84
(( وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِيْنَ * إِنَّكُم لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسآءِ بَلْ أَنْتُم قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الغَابِرِيْنَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجْرِمِيْنَ)).

سورة القمر-ألآية-34
(( إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ )).
في  سورة القمر-ألآية-34  نلاحظ بأنّ إبادة قوم لوط كان بإرسال الله عليهم حاصبا من السماء، ولكن في ألآية 82 من سورة هود يذكر ألقرآن بأنّ ألإبادة كانت  بجَعَلْ عَالِي ألأرض سَافِلَهَا وَإمْطَارْ حِجَارَةً مِّنْ سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ على ألأرض، وفي ألآية 84 من سورة ألأعراف يذكر بأنّ ألله أمطر عليهم مطرا، أمّا في ألرواية ألتوراتية فتكون ألأبادة  بإمطار  الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا  من السماء.
سورة التحريم –ألآية-10
(( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ  كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )).
لم يرد في ألقرآن اية إشارة إلى ممارسة لوط الجنس مع بنتيه، ولكن جاء ذكر خيانة أمرأة لوط معطوفة على خيانة أمرأة نوح، ولا ندري ما هي نوعية هذه ألخيانة، فألقرأن لا يتطرّق إلى ألتفاصيل في بعض قصص الأنبياء، ورائيل أيضا يهمل هذه ألتفاصيل ويعتبرها ثرثرة شعرية لا تخدم أطروحته.
عند مقارنة ألأسلوب ألقرآني في سرد ألقصص نلاحظ بأنّ تفاصيل ألقصّة تأتي متناثرة في عدّة سور، وبعض ألآيات تتكرر بنفس ألصيغة أو بصيغة مختلفة  وذلك لأنّ تأليف ألقرآن أستغرق مدّة 23 سنة لذا يتوجب على ألدارس للقرآن بحث وجمع خيوط أحداث القصّة من بين ثنايا عدة سور وتشذ عن هذه ألقاعدة  قصّة يوسف فقد أُفرِد لها سورة كاملة في ألقرآن هي (سورة يوسف)، بينما نلاحظ بأنّ قصص التوراة تكون متكاملة يستطيع ألقاريء من فهمها مباشرة.

كان من المعتقد أن تدمير سدوم وعمورة من الأمور الخيالية. حتى كشف الدليل الأثري أنّ الخَمس مدن المذكورة بالتوراة كانت بالفعل مراكز تجارية نشطة بالمنطقة، وكانت مواقعها الجغرافية هي بالضبط كما وصف الكتاب المقدّس. تشير الأدلة أيضاً إلى تواجد نشاط بركاني، وأن طبقات الأرض المختلفة قد انفجرت وتشتت عالياً في الهواء. فالبيتوفين منتشر بدرجة عالية هناك، والوصف الدقيق يبرهن على أن الكبريت (أحد مخلفات البيتوفين) قد سقط على تلك المدن، وهناك أدلة أخرى توضح أن الصخور الرسوبية قد اختلطت مع بعضها البعض بفعل الحرارة الهائلة. وهناك دلائل نراها فوق جبل سدوم تؤكد أن الحريق والتدمير الهائل الذي حدث في ذلك الزمن البعيد، ربما حدث بسبب انفجار خزان بترولي أسفل البحر الميت واشتعل ودمّر المنطقة.
أما مجلة”ناشونال جيوغرافي National Geographic الجغرافية فقد حررت هذه المعلومات في كانون الأول من عام 1957:
يرتفع قمة جبل باتجاه البحر الميت، لم يجد أحد حتى الآن المدن المدمَّرة: سدوم وغومورا، إلا أن الباحثين يرون أنهما كانتا في وادي سديم أمام المنطقة الصخرية، قد تكون مياه البحر الميت غمرتهما بعد زلزال مدمر.
 يقول عالم الآثار الألماني وورنر كيلر: غاص وادي سديم الذي يتضمن سدوم وغوموراه مع الشق العظيم، الذي يمر تماماً في هذه المنطقة، في يوم واحد إلى أعماق سحيقة، حدث هذا الدمار بفعل هزة أرضية عنيفة صاحبتها عدة انفجارات، وأضواء نتج عنها غاز طبيعي وحريق شامل).

يقول رائيل: (( كما هو معروف ألآن فألحروق ألّتي تخلفها ألأنفجارات ألنووية للذين يكونون قرب ألإنفجار فيدّمرون بتحولهم إلى صنم من ملح )).
ألمعروف علميا بأنّ ألبشر وألأحياء ألمتواجدين في مركز ألإنفجار ألنووي يحترقون ويتفحمون ويتحوّلون إلى كربون، وليس إلى صنم من ألملح كما ذَكَرَ رائيل.
نلاحظ في ألقصّة ألتوراتية وألقرآنية لكارثة عمورة وسدوم أنَّ ألرب أو ألله قد عاقب قوم لوط مباشرة ولم يُمهلهم حتّى يوم ألقيامة، بألنسبة للدين أليهودي هذا ألأمر ليس بمستغرب لأننا لو تفحصنا التوراة لن نجد فيه ذكر للثواب والعقاب في يوم الحساب ولا للشيطان، بينما في ألدين ألمسيحي وألإسلامي نلاحظ أنّ ألشيطان يلعب دورا أساسيا كرمز للشر، وألعقاب وألثواب مؤجّل فيهما إلى يوم ألحشر.
إذنْ فهنالك أسلوبان مختلفان للثواب وألعقاب في ألأديان ألأبراهيمية ( اليهودية والمسيحية وألإسلام )، ألأسلوب ألمباشر كأنْ يٌنزِل ألله صاعقة مِنْ ألسماء على ألعاصي أوألمُذنِب فيُحرقه بعد أقترافه ألمعصية في ألحياة ألدنيا وكما حدث لبعض أليهود عندما عصوا أو خالفوا موسى وربَّه (( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ  فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِنْ ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ  ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَٰلِكَ  وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُبِينًا )) سورة ألنساء، ألآية 153، وقد عاقب ألله أيضا بعض ألأقوام ألبائدة بصورة مباشرة كقوم فرعون (( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ))…سورة ألأعراف، ألآية 133، وقوم عاد وثمود (( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ))…سورة فُصِّلت، ألآية 13، وقوم نوح (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ))…سورة ألعنكبوت، ألآية 14، فلمْ يُمهِل ألله هؤلاء حتّى يوم ألقيامة.
نلاحظ أنَّ ألله لَمْ يَستخدِم هذه ألأساليب ألمباشرة للعقاب في حقبة ألدعوة ألأسلامية بألرغم مِنْ طَلبْ ألمُشركين مِنْ ألله أنْ يُمطِرَ عليهم حجارة مِنْ ألسَّماء لكي يُصدّقوا بأنَّ محمّدا نبيُّ يوحى إليهِ (( وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا  إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ *وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ *وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ  وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * )) سورة ألأنفال، ألآية 31- 33.
خلاصة ألقول، أنّ كارثة طبيعية كإنفجار بركان أو زلزال قد حدث في منطقة بحر الميّت، هذه ألكارثة أبادت ألاقوام ألتي سكنت تلك ألمنطقة، على اثر ذلك حاك مؤلفوا ألتوراة قصّة سدوم وعمورة وألملكان بتفاصيلها المنافية للمنطق، ثمّ  أنتقلت هذه القصّة آلى التراث الإسلامي بصيغة مختصرة مع بعض التعديلات، وأخيرا جاء رائيل فأوّل ألقصّة بأستخدام خياله ألعلمي.

8- أضحية إبراهيم   
يتابع رائيل ألقول في كتابه ألرسالة:

فيما بعد أراد الخالقون أنْ يروا ما إذا كان شعب إسرائيل، وخاصة كبيرهم ( يقصد إبراهيم ), لا يزال يكُّن لهم ألمحبّة وألإحترام أم لا، بعدما أصبحوا يعيشون في حالة شبه بدائية وبعدما تمّ تخريب معظم ألأدمغة ( من قبل الكائنات ألفضائية ألخالقة للإنسان، بسبب محاولة قوم عمورة وسدوم غزو ألفضاء للإنتقام من ألإلوهيم)، هذا ما تقوله ألفقرة الّتي أراد فيها إبراهيم أنْ يُضحّي بإبنه.
أراد الخالقون أنّ يمتحنوه ليروا ما إذا كان خوفه ومحبته للخالقين جدّ قويّة، ومن حسن ألحظ أنْ كانت ألتجربة إيجابية.
” لا تمد يدك إلى ألصبي ولا تفعل به شيئا. ألآن عرفتُ أنّك تخاف ألإيلوهيم(…).” ( ألتكوين-22-12 ).

قبل مناقشة هذه ألقصّة ألتوراتية وتأويل رائيل لها من ألأفضل ألإطّلاع على نص ألقصّة كاملة وكما وردت في ألتوراة، لأنّ رائيل يقتطف من ألقصّة ألمقاطع ألتي تخدم هدفه، بألإضافة إلى ذلك سنلقي نظرة على ألصيغة ألقرآنية للقصّة لأجل ألمقارنة بين ألصيغ ألثلاث.

ألقصّة كما وردت في سفر ألتكوين ألإصحاح 22 من ألتوراة:

(( 1 وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم.فقال له يا ابراهيم.فقال هانذا. 2 فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب الى ارض المريا واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك. 3 فبكر ابراهيم صباحا وشد على حماره واخذ اثنين من غلمانه معه واسحق ابنه وشقق حطبا لمحرقة وقام وذهب الى الموضع الذي قال له الله. 4 وفي اليوم الثالث رفع ابراهيم عينيه وابصر الموضع من بعيد. 5 فقال ابراهيم لغلاميه اجلسا انتما ههنا مع الحمار.واما انا والغلام فنذهب الى هناك ونسجد ثم نرجع اليكما. 6 فاخذ ابراهيم حطب المحرقة ووضعه على اسحق ابنه واخذ بيده النار والسكين.فذهبا كلاهما معا. 7وكلم اسحق ابراهيم اباه وقال يا ابي.فقال هانذا يا ابني.فقال هوذا النار والحطب ولكن اين الخروف للمحرقة. 8 فقال ابراهيم الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني.فذهبا كلاهما معا 9  فلما اتيا الى الموضع الذي قال له الله بنى هناك ابراهيم المذبح ورتب الحطب وربط اسحق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب. 10 ثم مد ابراهيم يده واخذ السكين ليذبح ابنه. 11 فناداه ملاك الرب من السماء وقال ابراهيم ابراهيم.فقال هانذا. 12 فقال لا تمد يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئا.لاني الان علمت انك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني. 13 فرفع ابراهيم عينيه ونظر واذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه.فذهب ابراهيم واخذ الكبش واصعده محرقة عوضا عن ابنه. 14 فدعا ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يراه.حتى انه يقال اليوم في جبل الرب يرى 15 ونادى ملاك الرب ابراهيم ثانية من السماء 16 وقال بذاتي اقسمت يقول الرب.اني من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك 17 اباركك مباركة واكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر.ويرث نسلك باب اعدائه. 18 ويتبارك في نسلك جميع امم الارض.من اجل انك سمعت لقولي. 19 ثم رجع ابراهيم الى غلاميه.فقاموا وذهبوا معا الى بئر سبع.وسكن ابراهيم في بئر سبع 20 وحدث بعد هذه الامور ان ابراهيم اخبر وقيل له هوذا ملكة قد ولدت ايضا بنين لناحور اخيك. 21 عوصا بكره وبوزا اخاه وقموئيل ابا ارام 22 وكاسد وحزوا وفلداش ويدلاف وبتوئيل. 23 وولد بتوئيل رفقة.هؤلاء الثمانية ولدتهم ملكة لناحور اخي ابراهيم. 24 واما سريته واسمها رؤومة فولدت هي ايضا طابح وجاحم وتاحش ومعكة )).

حسب الرواية التوراتية فإنّ ابراهيم رأى في منامه أنّه يذبح إبنه إسحاقا أمّا ألرواية ألإسلامية فتذكر بأنّ القربان هو إسماعيل. والسؤال هنا لِمَ هذا الاختلاف في إلروايتين؟ إنّ ألسبب ألذي يخطر في البال لأول وهلة هو أنّ اليهود أرادوا إلصاق هذا ألشرف بجّدهم إسحاق بينما أراد محمّد إلصاق هذا ألشرف بجدّه إسماعيل، ونلاحظ فخر ألنبي محمّد في ألحديث ألمنقول عنه بأنّه أبن ألذبيحين: أبوه عبدألله، وألجد ألبعيد إسماعيل.
 سؤال اخر يخطر على البال: لِمَ يامر ألله نبيا بذبح ابنه قربانا له؟ يقول المدافعون عن هذه القصّة بانّ ألله أراد أنْ يمتحن إيمان إبراهيم، ولكن ألا يعلم ألله ألعليم ألبصير مدى عمق إيمان نبيّه ألذي أرسله لهداية البشر؟ لايمكن الاجابة على هذا السؤال بالنفي لأنّه يتناقض مع قدرة ألله.
إنّ مؤلف هذه ألقصّة ألدرامية أراد وبإيعاز من عقله ألباطن أن ينتقم ألرب من إبراهيم في ألحلم لأنّ إبراهيم شكّ في قدرة ألله على إحياء ألموتى يوم ألقيامة وذلك حسب ألقصّة ألقرآنية.
إذا أستعنّا بأسلوب فرويد في التحليل النفسي سنتوصل إلى حل آخر لهذه ألمعضلة. إنّ إبراهيم بعد أنْ أنصاع للأوامر ألديكتاتورية لزوجته سارة وترك هاجر وألطفل المسكين في عمق الصحراء طعاما للحيوانات المفترسة وبدون ماء كافٍ، أحسّ بألذنب جراء تصرفه فأنتقم لاشعوره منه برؤية هذا ألحلم ألرهيب.
امّا فداء الابن ( اسحاق او اسماعيل ) فهي أسطورة متأثرة بالطقوس البدائية للإنسان حيث كانت ألقبائل ألبدائية تقدّم قربانا من ألبشر للإله لإرضائه أو لإتّقاء غضبته، ثم أُستبدِلَ هذا ألقربان ألبشري بقربان حيواني بعد تطوّر ألعقل الانساني.
تصوّر ألإنسان في ألقديم،أنّ بإمكانه ألتزلّف للآلهة بالقرابين طمعا في خيرها، وبألأسلوب نفسه أتجه للآلهة الباطشة ألغضوب تحايلا عليها، ودرءا لعصفها أو زلزلتها، وإبعادا لشر وحوشها وضواريها.
وأخلص الإنسان في تعبده فلم يبخل بالعطاء، فكان لا يتذوق ثمار محاصيله قبل أنْ يقدّم لآلهته أول قطوفها، ولا ينتفع بحيوانه قبل أنْ يقترب بأبكار نسله من اربابه، وتفانى في إخلاصه إلى ألمدى ألذي أمتدت فيه يداه بالمدي إلى أعناق فلذات ألاكباد، ليسيل دماء أطفاله على مذابح ألآلهة.
أنواع ألقرابين:
1- ألقربان ألنباتي.
2- ألقربان ألحيواني:
يُعَد ألقربان ألحيواني، أكثر أنواع ألقرابين شيوعا وقدما في ألتاريخ ألعقائدي، ويعترف أكثر من باحث بأنّهم لا يعرفون- على وجه ألدقّة- ألسبب في ألتركيز ألواضح على ألخروف، في ألتقرّب للإله ألمعبود منذ فجر ألتاريخ وحتّى يومنا هذا، مع ملاحظة أنّ ألتيوس تأخذ ألمرتبة ألتالية بعد ألخراف مباشرة في ألتعاسة وسوء ألطالع، حيث تُعَد- بعد ألخراف- أفضل ألقرابين.
إنّ قصّة أضحية إبراهيم إنّما تعني وجود عادة ألتقرّب إلى ألآلهة بألضحايا ألبشرية، سواء في عهد ( إبراهيم)، أو في ألقرن ألرابع ق.م. عندما دُوِن سفر ألتكوين من ألتوراة، رغم أنّ ألشريعة ألسومرية قد شرّعت إحلال ألضأن محل ألإنسان في ألتقرّب إلى ألآلهة، وذلك قبل ثلاثة آلاف عام تقريبا من هذا ألتاريخ.

3-  القربان ألبشري:
في سفر ألعبرانيين، ألإصحاح 9 من ألتوراة ورد (( وكل شيء تقريبا يتطهر- حسب ألناموس- بألدم، وبدون سفك دم، لا تحصل مغفرة)). هذا ما يقوله ألكتاب ألمقدّس مؤكدا ضرورة ألتضحية بألدم، سواء أكان دم حيوان  او فداء للإنسان كما فعل إبراهيم( ألنبي) أو سواء كان دم إنسان كما فعل يفتاح بإبنته ألوحيدة بذبحها ايفاء لنذره للرب إذا دفع بني عمون إلى يده ليقتلهم.( سفر ألقضاة ألإصحاح 11 ).
ويلوح أنّ مبدأ أسترضاء ألآلهة بألدم، كان مسألة عامّة عند شعوب ألشرق ألقديمة، يؤكد(وول ديورانت في كتابه: قصّة ألحضارة) أنّه في ألإحتفالات ألسومرية ألدينية، كان ألكهنة يضربون انفسهم حتى تلطخ دماؤهم ألمذبح، وبعضهم كان يفتدي ذاته بإخصاء نفسه بنفسه، واليوم نلاحظ بانّ بعض ألنّاس يُسيلون دمائهم في المواكب ألحسينية بتاثير هذه ألأساطير ألقديمة ألتي ترسخت في أللاشعور ألإنساني، ومن ألجدير بألذكر أنّ ألدين ألإسلامي يعتبر هذه ألممارسات بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

4- ألقربان ألملكي:
كمثال على ذلك ممارسة بعض ألقبائل السحر أبتهالا لقوى ألطبيعة من اجل تامين القوت، فتعمد القبيلة إلى قتل مليكها أو شيخها بإعتباره أبا للجميع، وعلى رأسه يجب أنْ تقع كلّ ألأخطاء وألأوزار، فيتيسر معاشها وتزيد غلّاتها، وتخصب أرضها.
5- القربان ألإلاهي:
ألمسيح خير مثل على ذلك، يعتبر المسيحيون المسيح إلاها هبط ليحمل عن ألبشر آثامهم وخطاياهم فيموت على ألصليب، ويقوم من ألموت مانحا لمن يؤمن به وقيامته، ألخلود في ملكوته السماوي، بعد انْ يرحلوا من ألدنيا، لذا يُعتبر ألمسيح أكبر قربان في تاريخ ألقرابين.
6- ألقربان ألأمومي:
كمثال علئ ذلك، ألطقس ألذي كان يُمارَس في ألمناسبات ألدينية للآلهات ألإناث وهو طقس ألجنس ألجماعي، في أيام محدودة، بجوار معبد ألآلهة، وألتضحية بألبكارة داخل هيكل الإله نفسه، هذا ألطقس كان أفضل قربان يمكن تقديمه للآلهة ألمخصبة ألشبقة ألولود ألمنجبة مانحة ألحياة.

9 – موسى   
يتابع رائيل ألقول في كتابه ألرسالة:
في سفر التكوين، الاصحاح الثامن والعشرون هناك وصف آخر لوجودنا.
[(…) رأى سلّما منصوبة على الارض، رأسها إلى ألسماء. وملائكة ألايلوهيم تصعد وتنزل عليها.] (التكوين28-12).
لكن الانسان نزل الى مستوى جد بدائي بعد تدمير الشريحة الذكيّة منهم وكذلك بعد تدمير مراكز التقدّم كسدوم وعمورة، واصبحوا يعبدون بسذاجة اطرافا من الحجارة واصناما ناسين من خلقوهم.
[(…) ازيلوا الالهة الغريبة التي بينكم (…).](التكوين35-2).

ولقد ظهرنا الى موسى في سفر الخروج:
[فتراءى له ملاك إيهافي في لهيب من نار من وسط العليقة. ورأى موسى العليقة تتوقد بالنار وهي لا تحترق.](الخروج 3-2).
نزل امامه صاروخ، والوصف الذي ادلى به كان كوصف احد الهنود البدائيين للبرازيل اذا ما نحن نزلنا في هذا الصحن مسلطين ضوءا ابيضا على الاشجار دون ان تحترق طبعا… بعدما تعرّض الشعب المختار، اي الشعب الاكثر ذكاءا، الى تنحية نبغائه ورجاله الاكثر ذكاءا واصبحوا عبيدا للشعوب البدائية المجاورة الذين كانوا اكثر منهم عددا لانهم لم يخضعوا لدمار كبير.
فكان من الواجب ان ترد له كرامته وذلك بإرجاع ارضه اليه.
سفر الخروج يصف في البداية كل ما قمنا به من اجل تحرير شعب اسرائيل. ولمّا خرجوا ارشدناهم الى الارض التي خصصناها لهم.
[ وكان إيهافي يسير امامهم نهارا في عمود من سحاب ليهديهم في الطريق وليلا في عمود من نار ليضيء لهم. فواصلوا السير وليلا.] (الخروج 13-21).
ومن اجل اعاقة تقدّم المصريين الذين يلاحقونهم:
[(…) وانتقل عمود السحاب ايضا ووقف وراءهم(…) وكان من جانب اولئك مظلما ومن جانب هؤلاء يُنير الليل.] (الخروج 14-20،19).
وأنشأ الدخان الذي الذي نُشر وراء شعب اسرائيل ستار يُبطيء مطارديهم.
امّا عبور البحر فقد تمّ بفضل اشعة دافعة والتي انشأت طريقا وسط البحر.
[(…) حتّى ايبس مابين مياهه فأنشقت المياه ( الخروج 14-21).
[ وخلّص إيهافي في ذلك اليوم بني اسرائيل(…)] ( الخروج 14-30).
وعند عبورهم للصحراء بدا ألشعب المختار يشعر بالجوع:
[(…) ترك على وجه البرية شيئا ناعما كالجليد على الارض.]( الخروج 16-14).
وكانت المن عبارة عن طعام صُنع كيميائيا رُشّ على وجه البرية ينتفخ بواسطة ندى الصباح.
امّا فيما يتعلّق بعصا موسى والتي مكّنته من (إخراج الماء من الصخرة) ( الخروج17-6)، لم تكن إلّا عبارة عن اداة للكشف عن حقول المياه الجوفية مثل التي تستعملونها حاليا للكشف عن النفط. فعندما يتم تحديد مكان الماء، يكفي الحفر للوصول اليه.

وبعد ذلك قد اعلن على عدّة وصايا في الاصحاح التاسع عشر من سفر الخروج عندما اصبح مستوى الشعب الاسرائيلي بدائيا، كان يحتاج الى قوانين اخلاقية ووقائية على الخصوص والتي أُعلنت في الوصايا, وقد اوحى الخالقون بهذه الوصايا الى موسى في جبل سيناء. فنزلوا في صحن طائر:
[(…) كانت رعود وبروق وسحاب كثيف على جبل سيناء، وصوت بوق شديد (…).] ( الخروج 19-16).

في هذا الجزء من تأويلات رائيل لاسفار التوراة نلاحظ بانّه يدّعي بانّ موسى قد تمّ اختياره من قبل الايلوهيم( الكائنات القادمة من الفضاء والتي خلقت الجنس البشري عن طريق الهندسة الوراثية وحسب زعم رائيل(كلود فريلهون) كنبي مرسل من قبلهم لقيادة شعب اسرائيل، وسنلاحظ في الأجزاء القادمة بان عيسى بن مريم هو ايضا احد هؤلاء المختارين من قبل الايلوهيم.

كلّ مدّعي بالنبوّة يحافظ على بعض معالم وتشريعات الاديان التي سبقته وذلك ليسهل عملية الانتقال الى الدين الجديد، والرائيلية لم تشذ عن هذه القاعدة فهي تحاول المزاوجة بين الدين والعلم بدون نفي ماجاءت به اليهودية والمسيحية وذلك بتأويل محتويات الكتاب المقدّس بما يتناسب مع ثقافة عصر الفضاء والاكتشافات العلمية الحديثة كالهندسة الوراثية والاستنساخ الاحيائي وعلوم الذرة.
ولكن لكون رائيل من اصول يهودية ومسيحية( من اب يهودي وأم مسيحية) نلاحظ بأنّه يطرح اسطورة شعب الله المختار كحقيقة مسلّمة بها.
في مقالة سابقة بعنوان(حوار مع رائيلي) وجّهت تساؤلا الى   جيليس GIL – مساعد منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا والذي ارسل لي رسالة بعد اطلاعه على مقالتي ( الرائيلية محولة للتزاوج بين العلم والدين) المنشورة في الشبكة العنكبوتية (الانترنت) وهي:
– هل هناك علاقة تربطكم بالحركة الماسونية، واذا كانت هذه العلاقة موجودة، فما هو نوع هذه العلاقة؟
لم اتلقَ اجابة على هذا التساؤل لحد الآن، بأعتقادي انّ الرائيلية مصيبة اخرى من مصائب اليهود الذين بذروا بذور الديانات التوحيدية في الشرق الاوسط، فالديانات المسماة بالسماوية او الابراهمية بدءا من اليهودية فالمسيحية ثمّ الاسلام غيبت عقول البشر لقرون طويلة وجعلتنا نؤمن بالخرافات والاساطير ونتحارب دفاعا عن اوهام خلقتها عقولنا.
قسم من اليهود اكتشفوا بطلان معتقداتهم الدينية وتركوها وراء ظهرانيهم ولكن شهوتهم للحكم والاستغلال والسيطرة على مقدّرات الشعوب الاخرى لم تنطفيء، فالحركة الماسونية والرائيلية من مصائب اليهود المغلّفة بشعارات الحرية والعدالة والمساواة وألعلم  بينما الهدف المتستر وراء هذه الشعارات هي تأسيس حكومة عالمية تقودها رؤوس الرأسمالية كعائلة روتشيلد وروكفلر ومن لفّ لفّهم من مصاصي دماء الشعوب.

10- المسيح  
في الفصل الرابع من كتاب الرائيليين (الرسالة) وتحت عنوان جدوى المسيح يتناول رائيل ولادة وحياة المسيح وتحت العناوين ألتالية:
 الحمل – التدريب – الانسانيات المتوازية – معجزات علمية – استحقاق الميراث.

يقول رائيل في كتابه ألرسالة حول ولادة عيسى بن مريم ما يلي:

كان على المسيح ان ينشر في جميع انحاء العالم حقيقة الكتابات المقدّسة لتكون دليلا للانسانية كلها عندما يُظهر العلم الحقيقة لكل الناس.
فقرر الخالقون ان يجعلوا امرأة تلد طفلا وان يكون اباه احد الخالقين لكي يرث الطفل بعض القدرات التخاطرية التي تنقص الانسان.
[(…) أنّها حبلى من الروح القدس.] (متي 2-2).
طبعا خطيب المرأة المختارة التي هي مريم لم يستوعب ما حصل:
[ظهر له ملاك الرب] (متي 1-18).
احد الخالقين جاء ليشرح له انّ مريم تنتظر طفلا وأنّ اباه هو ألله.

جاء كل الانبياء الذين هم على صلة بالخالقين لرؤية الولد الربّاني وكان احد صحون الخالقين يرشدهم في طريقهم:
[ رأينا نجمه في المشرق فجئنا لنسجد له] (متي 2-2)
[ وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتّى بلغ المكان الذي فيه الطفل فوقف فوقه] (متي 2-9).
وكان الخالقون يحمون هذا الصبي:
[(…) ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم وقال له: قم خذ الطفل وأمّه واهرب الى مصر واقم فيها، حتّى اقول لك متى تعود، لأنّ هيرودس سيبحث عن الطفل ليقتله] (متي 2-13).
وكان الملك لا يود ان يظهر هذا (الطفل-الملك) القادم من الشعب الذي تحت سيطرته والذي بشّر بظهوره (الانبياء). وعند موت هيرودس طلب الخالقون من يوسف ان يعود الى اسرائيل:
[ ولمّا مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم، وهو في مصر وقال له:
قم خذ الطفل وامّه وارجع الى ارض اسرائيل. لانّ الذين ارادوا ان يقتلوه ماتوا] (متي 2-20،19).

حول تدريب المسيح وتعرّفه على اباه يذكر رائيل مايلي:
عندما بلغ سن الرشد اخذ الخالقون المسيح من اجل الكشف عن هويته، وليقدموا له اباه، ومن اجل الكشف له عن مهمته، ولتدريبه على عدة تقنيات علمية.
[(…) وانفتحت السماوات له، ورأى روح الله يهبط كأنّه حمامة وينزل عليه. وقال صوت من السماء: هذا هو ابني الحبيب الذي به رضيت. وقاد الروح القدس يسوع الى البرية ليجرّبه ابليس] (متي 3-16،17 و 4-1).
ابليس (ألشيطان) هذا الخالق الذي تكلمنا عنه سابقا والذي هو واثق من انّ الانسان لن يأتي منه شيء حسن ( الشيطان) هذا المرتاب الذي يُساند من طرف المعارضين لحكومتنا في الكوكب البعيد. أخضع ابليس المسيح لعدة اختبارات من اجل ان يرى ما اذا كان ذكاؤه ايجابيا. واذا ما كان يحترم ويحب خالقيه. ولمّا تاكدوا من انهم يمكن ان يضعوا ثقتهم في المسيح تركوه يعود وان يؤدي مهمته.
ومن اجل ان يسانده الجزء الاكبر من قومه جاء ب(معجزات). في الحقيقة كان يطبّق التعليمات العلمية التي لقنها الخالقون له.
[(…) فجاؤوا له بجميع المصابين باوجاع وامراض متنوعة:… فشفاهم] (متي 4-24).
[هنيئا للمساكين في الروح] (متي5-3).
هذه العبارة التي تُرجمت ظلما ب: سعداء هم الفقراء عقليا. امّا المعنى الاصلي كان:(اذا كان للفقراء ذكاء فهم سعداء)، المعنى جد مختلف.
وقال لرسله عليكم ان تنشروا الحقيقة عبر العالم:
في الصلاة التي تُدعى ابانا ذُكرت الحقيقة حرفيا:
[ ليأتي ملكوتك لتكن مشيئتك في الارض كما في السماء] (متي 6-10).
في السماء على كوكب الخالدين تمكن العلماء من الحكم، كما تمكنوا من خلق مخلوقات ذكية، على الارض سيحدث نفس الشيء، وسيحمل المشعل من اجل الاستمرارية.

رُددت هذه الصلاة عدة مرات دون ان يُفهم معناها الحقيقي، والان نشرح بكل وضوح[ في الارض كما في السماء].
من بين ما تلقاه المسيح من تعليم، قدرته على الاقناع بفضل نوع من التنويم المغناطيسي والتخاطر الجماعي:[ ولمّا اتم يسوع هذا الكلام، تعجبت الجموع من تعليمه، لانّه كان يُعلمهم مثل من له سلطان، لا مثل معلمي الشريعة] (متي 7-28،29).
وبقي يشفي المرضى بفضل اعانة الخالقين  الذين كانوا يُرسلون اشعة مركّزة عن بُعد [(…) ودنا منه ابرص،(…) فمدّ يسوع يده ولمسه وقال: اريد فاطهر. فطهر من برصه في الحال] (متي 8-3،2).
ونفس الشيء بالنسبة للمشلولين عملية عن بُعد بفضل شعاع مركّز كالليزر لكنه لا يحرق الّا في نقطة معينة داخل الجسم] (…) قم وامشي(…) فقام] (متي 9-7،5).
وبعيدا في سفر متي صرّح يسوع بمهمته [(…) وما جئت لادعو الصالحين بل الخاطئين] (متي 9-13).
لم ياتي الى شعب اسرائيل الذي يعلم بوجود الخالقين، لكن من اجل نشر هذه الحقيقة عبر العالم.
وبعيدا حدثت (معجزات) اخرى تشبه ما سبق، وكلّها ذات اساس طبّي. في ايامنا هذه زرع القلب او عضو من الاعضاء، اشفاء مبرص او اي نوع من الامراض، اخراج من الغيبوبة بفضل تطبيب مميز، كلّ هذه عند شعوب بدائية تنعت بمعجزات، في تلك الفترة كان الانسان مثلهم والخالقون مثل اناس من احدى الدول المتحضرة لكن اكثر تطورا علميا شيئا ما.
وبعيدا نرى اشارة الى الخالقين ومن بينهم يوجد الاب الحقيقي ليسوع: [ من اعترف بي امام الناس، اعترف به امام ابي الذي في السموات] (متي 10-32).
[ امام ابي في السماوات] المعنى هنا واضح لا يتعلق الامر باله غير ملموس وروحي انّه[ في السماوات] طبعا هذا لا يُفهم من طرف مخلوقات يعتقدون انّ النجوم مُعلّقة في قبة زرقاء كجهاز تنوير لطيف والكل يدور حول مركز الكون: الارض.
الآن مع ظهور الرحلات الفضائية والتعرّف على مدى شساعة الكون اصبحت الكتابات واضحة وبطريقة جد مختلفة.

في هذا الفصل من كتاب الرسالة وهو كتاب يطرح عقيدة الرائيليين يطرح كلود فوريلهون (رائيل) فكرا مختلفا عن العقيدة المسيحية والعقيدة الاسلامية حول ولادة عيسى ونبوته، فهو يدّعي بأنّ احد الخالقين ( احد سكّان الكوكب الذين خلقوا الجنس البشري عن طريق الهندسة الوراثية) تزوج مع احدى فتيات المخلوقات الارضية ( مريم بنت عمران في العقيدة المسيحية والعقيدة الاسلامية) وانجبت هذه الفتاة المسيح ، والهدف من هذه العملية ليشرح المسيح حقيقة ما حدث في الكرة الارضية اي خلق الانسان من قبل الكائنات الفضائية، وسنلاحظ في المقالات القادمة وتحت عنوان ( الانسانيات المتوازية) بان الهدف من خلق الجنس البشري في الارض هو للحفاظ على هذا الجنس البشري من الانقراض في حالة تعرّض كوكب الايلوهيم(الخالقين) لكارثة كونية تبيد سكانه عن بكرة ابيه لأنّ الكائنات القادمة من كوكب الخالقين هم بشر مثلنا.

العقيدة الاسلامية حول ولادة عيسى تختلف عن العقيدة المسيحية.
 في سورة مريم ألآيات 16-35 وردَت قصّة ولادة عيسى أبن مريم   في آيات مسجوعة ومِن أروع ما قرأتُ مِن ألسجع:
 (( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ  وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا  وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا  فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ  قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ  قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ  قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ  سُبْحَانَهُ  إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) )).
إنَّ هذه ألآيات واضحة وتعكس عقيدة ألإسلام في ولادة عيسى أبن مريم، وتخالِف هذه ألعقيدة ألعقيدة ألمسيحية فألقرآن يقول إنَّ عيسى أبن مريم ليس أبن ألله وإنّما هو عبده ونبيُّه وأنَّ خلق عيسى كمثل خلق آدم ولكنْ بأسلوب مُختلف (( إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ  خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ))… سورة آل عمران، ألآية 59، فآدم خُلق مِن غير أب وأم ولكنّ عيسى خُلق بنفخ ألروح في جيب درع مريم بواسطة ألملَك جبريل (( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ )) سورة ألتحريم، ألآية  12 وألآية (( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ))… سورة ألأنبياء، ألآية 91.
إنَّ الاناجيل ليست كلام ألله ايضا وإنما روايات عن حياة عيسى واقواله رواها الحواريون وهناك العشرات من الاناجيل ولكنها الغيت وأُحرِقت من قبل لجنة مشكلّة من رجال الدين المسيحي وقرروا الاعتراف باربع أناجيل فقط( إنجيل متي ومرقص ولوقا ويوحنّا)، والحكاية معروفة للجميع، ثمّ أنَّ المسيحيين أنفسهم يقولون بأنَّ ألأناجيل ليست بكلام ألله، وما دمنا تطرقنا الى هذا الموضوع فلا نبخس حق التوراة، فعند قرأتي للتوراة ادركت انّه كلام بشر وهي مليئة بالخرافات والخزعبلات وقصص كقصص الف ليلة وليلة وكمثال: قصّة شمشون ودليلة هذا البطل الخارق القوّة ألّذي يفقد قوّته نتيجة لقصّ شعر رأسه بمؤامرة تدبرّها دليلة الحسناء، والانكى من ذلك أنَّ النبي العلماني رائيل ( كلود فوريلهون ) يدعّي في كتابه الرسالة أنَّ شمشون فقد قوّته بعد قصّ شعره لأنّه فقد ألأتصال بألأيلوهيم ( الكائنات التي هبطت من السماء وخلقت الجنس البشري ) مصدر قوّته لأن شعره كان يقوم بوظيفة ألآنتين او ألأريَل كما نسميه في العراق (AERIAL, ANTENNA) .
أتسأل كثيرا: لِمَ أختار ألله نبيّا بدون أب لهداية ألبشرية؟ إنَّ جميع ألأنبياء ألّذين سمعنا وقرأنا عنهم لهم والد ووالدة، فمُحمَّد وموسى وبقية ألأنبياء لهم أباء وأمهات، فلِمَ هذا ألتمييز؟ إذا كانت ألحكمة مِن ذلك إسناد عيسى بمعجزة كهذه فالنتيجة في بعض أوجهها كانت عكسيّة، حيث أُتّهِمَت أمّه مريم بألزنا مِن قِبل بعض ألمعارضين للدين ألجديد، ثُمَ أنَّ عيسى دُعِمَ مِن قِبل ألرّب بمعجزات كثيرة تكفي لإقناع أكثر ألعقول عنادا.

هنالك تساؤل آخر طُرحَ مِنْ قِبل بعض ألمفكرين حول حياة عيسى وهو: هل تزوَّج عيسى؟ يعتقد ألبعض أنَّه تزوج مِنْ أمرأة أسمها مريم ألمجدلية ورُزق منها ببنت، إنَّ هذه الفكرة أصبحت ألعمود ألفقري لرواية شفرة دافنشي للكاتب ألأمريكي دان براون حيث يُلمِّح ألكاتب الى أنَّ أسطورة ألكاس ألمقدّس ألشهيرة هي كناية الى زواج عيسى مِن مريم ألمجدلانية ألّتي هربَتْ مع أبنتها إلى فرنسا بعد صلب عيسى وعاشت وماتت هنالك، وألجدير بألذكر أنَّ جماعة ظهرت في فرنسا أطلقوا على أنفسهم جمعية سيون ويدّعي كبيرهم بأنّه مِن احفاد عيسى ويطالب بعرش فرنسا لكونه مِن ألسلالة ألمُقدّسة.( في عام 1975 مـ اكتشفَتْ مكتبة باريس الوطنية مخطوطات عُرِفَت باسم الوثائق السرية، ذُكِرَت فيها أسماء أعضاء عدّة انتموا إلى جمعية سيون الدينية ومن ضمنهم اسحق نيوتن وساندرو بوتيشلي وفيكتور هوجو وليناردو دافينشي )، وألجدير بألذكر وجود أنجيل بأسم أنجيل مريم ( إنجيل مريم المجدلية أُكتِشِفَ عام 1896 في مخطوطة بردي تُعرف باسم مخطوطة برلين أو أخميم اشتراها في القاهرة الباحث الألماني كارل راينهاردت. بالرغم من شهرة هذا العمل تحت اسم إنجيل مريم، فإنَّ مُعظم العلماء لا يعدّه إنجيلا. يُرجَّح أنَّ تاريخ كتابته بين عامي 120 و180م ).
حسب بعض ألأحاديث ألمنقولة عن ألنبّي محمّد يعتقد بعض ألمسلمين أنَّ ألمسيح سيعود ألى ألأرض قبل يوم ألقيامة وينشر ألعدل في أرجاء ألمعمورة ويحارب ألدجّال ألأعور ألّذي يمتلك قدرات خارقة يستخدمها لإفساد عقول ألبشر ويحاول إبعادهم عن ألإيمان بألله. كما يعتقد بعض ألطوائف مِن ألمسلمين أستنادا على أحاديث مرويّة عن ألنبيّ محمّد أيضا أنَّ ألمهدي ألمنتظر ( ألأمام ألثاني عشر )  وهو احد احفاد الامام علي بن ابي طالب ،سيرجع الى ألأرض قبل قيام ألساعة لنفس ألمُهمَّة.
 حسب ألتراث ألأسلامي فإنَّ ألله قد أرسل مائة وأربعة وعشرون ألف رسول ونبيّ مدعومين بمعجزات لهداية ألبشرية ولكنّنا نرى أليوم أنَّ مُعظم بنوا ألبشر تركوا ألأديان ألسماوية ألثلاث وراء ظهرانيهم ولم يبق إلّا أنْ ننتظر ظهور عيسى أو ألمهدي لأصلاح وهداية هذه ألمخلوقات ألمارقة الى طريق ألصواب، وكشف ألألغاز ألّتي تحيط بنا كأحاطة ألسوار بألمعصَم.

11- الانسانيات المتوازية
في هذا الجزء سنتناول عقيدة (الانسانيات المتوازية) وسنناقش هذه العقيدة وأصل نشوء الاحياء في الكون ونظرة الرائيليين الى نظرية التطوّر للعالم تشارلس داروين.
يقول رائيل في كتابه ألرسالة حول عقيدة (الانسانيات المتوازية) ما يلي:
في انجيل متي الاصحاح الثالث عشر هناك مرجع رئيسي حيث يسوع يقول وهو يكلّمهم بالامثال:
[ خرج الزارع ليزرع] (متي 13-3).
خرج الخالقون من كوكبهم لخلق الحياة في عالم آخر.
[ وقع بعض الحب على جانب الطريق، فجاءت الطيور وأكلته] (متي 13-4).
[ ووقع بعضه على ارض صخرية قليلة التراب،(…) فلّما اشرقت الشمس احترق(…)] (متي 13-6،5).
[ ووقع بعضه على الشوك فطلع الشوك وخنقه](متي 13-7).
[ ومنه من وقع على ارض طيّبة، فأعطى بعضه مئة، وبعضه ستين، وبعضه ثلاثين. من كان له أذنان فليسمع](متي 13-9،8).
اشارة الى المحاولات العديدة لخلق الحياة على الكواكب الاخرى، ثلاث محاولات لم تنجح:
الاولى بسبب الطيور التي اتت وأكلتها، في الحقيقة لم تنجح هذه المحاولة بسبب قرب هذا الكوكب من الكوكب الاصلي للخالقين. المعارضون لهذه الخليقة الانسانية مثلهم والذين يرون فيها تهديدا لامنهم وسلامتهم، جاءوا ودمّروها.
المحاولة الثانية كانت على كوكب قريب جدا من شمس جد حامية حيث اشعتها القاتلة دمّرت تلك الخليقة.
المحاولة الثالثة والتي اجريت وبالعكس(ضمن الشوك) على كوكب جد رطب حيث سيطرت النباتات وانكسر التوازن واندثر العالم الحيواني، وهذا العالم النباتي لا يزال موجودا.
وأخيرا المحاولة الرابعة والتي تمت بنجاح (على التراب الجيد) والشيء المهم: أنّه كانت هناك ثلاث نجاحات الشيء الذي يعني أنّه على كوكبين آخرين قريبين نوعا ما، هناك مخلوقات تشبه الانسان والتي خُلِقت من طرف نفس خالقينا.
[ من كان له أذنان فليسمع ]: فليفهم من يمكنه ذلك، عندما يحين الوقت، من يبحث سيفهم. والاخرون الذين يرون دون ان يروا، ويسمعون دون ان يسمعوا او يفهموا فهؤلاء لن يدركوا الحقيقة.
الذين لوحدهم برهنوا على ذكائهم وفي نفس الوقت أنّهم اهل لمساعدة الخالقين سيساعدوا:
[ لأنّ من كان له شيء، يُزاد فيفيض ومن لا شيء له، يُؤخذ منه حتّى الذي له] (متي 13-12).
الشعوب التي لن تتمكن من ابراز ذكائها ستهلك. امّا الانسان فهو على وشك ان يبرهن انّه اهل ويستحق أن يُقبل من طرف الخالقين كنظير لهم، لا ينقصه سوى قليل من الحب، الحب فيما بينهم وخاصة حب خالقيهم.
[(…) أنتم اعطيتم ان تعرفوا اسرار ملكوت السماوات](متي 13-11).
الكواكب الثلاث التي خُلقت فيها الحياة جُعلت في تنافس فيما بينها، الانسانية التي ستحرز على تقدم علمي كبير يبين ذكائها، ستستفيد من ميراث الخالقين. بشرط ان لا تُظهر اي نوع من العنف نحوهم. سيأخذون هذا الميراث يوم (الحساب) اليوم الذي يصلوا فيه الى مستوى معيّن وكافي من المعرفة. وانسان الارض ليس عن ذلك ببعيد.
العبقرية الانسانية هي [ أصغر الحبوب كلّها، ولكنّها اذا نمت كانت اكبر البقول، بل صارت شجرة حتّى ان طيور السماء تجيء وتعشعش في اغصانها (متي 13-32).
[ طيور السماء] الخالقون يأتون ويعشعشون في اغصانها، حاملين معهم الى الانسان معرفتهم عندما يظهر انّه اهل لذلك.
[يشبه ملكوت السماوات خميرة اخذتها أمرأة ووضعتها في ثلاثة اكيال من الدقيق حتّى اختمر العجين كلّه] (متي 13-33).
اشارة اخرى الى العوالم الثلاثة حيث الخالقون ينتظرون البزوغ العلمي.
[(…) بالامثال انطق، فاعلن ما كان خفيا منذ انشاء العالم] (متي 13-35).
وهنا شيء مهم جدا، الكواكب لها حياة ويأتي يوم يصبحون غير قابلين لها وهنا يجب ان يكون الانسان قد وصل الى مستوى من العلم والمعرفة يمكنه إمّا ان ينتقل الى كوكب آخر، وإمّا ان يخلق نوعا من الحياة تشبه نوعا ما الانسانية ومتلائمة مع عالم آخر، لكي يبقى الانسان على قيد الوجود اذا لم يتمكن له التكيف مع عالم آخر.
وإذا لم يتكيف المكان مع الانسان يجب على الانسان ان يتكيف مع المكان. وذلك بخلقه قبل ان يندثر لجنس آخر من الانسان يعيش في غلاف جوي جد مختلف، وسيرثهم قبل اندثار الخالقين ومعرفتهم.
لكي لا يضيع الارث، انشأ الخالقون الحياة في ثلاثة عوالم، احسنهم سيحصل على الميراث:
[(…) في نهاية العالم: يجيء الملائكة، وينتقون الاشرار من الصالحين(…)] (متي 13-49).
في موقع الرائيليين الالكتروني حقل مخصص للاسئلة المتكررة حول الرائيلية، اجابة على السؤال: مَنْ خلقَ الالوهيم(سكّان الفضاء الّذين خلقوا الانسان على صورهم) وردت الاجابة التالية:
إذا كنّا نؤمِن بالله، قد يسأل سائل مَنْ خلق الله؟ وإذا كنّا نؤمِن بنظرية التطوّر ونظرية الانفجار الكبير(BIG BANG  ) قد يسأل سائل مِن اين اتت هذه الطاقة الّتي احدثت الانفجار الكبير؟ فبالنسبة للالوهيم فالمسألة مماثلة، لقد خُلِقوا مِنْ قِبل مخلوقات اتوا مِنْ السماء( مِنْ كوكب اخر).
إنَّها حلقة لانهائية متّصلة للحياة، وفي يوم ما في المستقبل فإنَّ العلماء مِنْ الارض سيسافرون الى كوكب آخر وسيسكنونه وقد يخلقون بشرا هناك باستخدام علم الجينات الّذي سيصل الى مرحلة متقدمة.
في الفصل الخامس من كتاب الرائليين ( الرسالة) وتحت عنوان (التطوّر اسطورة) يقول رئيس الخالدين مخاطبا رائيل :
هنا يجب فتح قوس من اجل الغاء خرافة التطوّر من ذهنك تماما. لم يكن علماؤكم كليا على خطأ حينما وضعوا نظرية التطوّر، بقولهم أنّ الانسان ينحدر من القرد والقرد من السمك، الخ… في الحقيقة اول كائن حي خُلق على الارض كان احادي الخلية واعطى بعد ذلك كائنات اكثر تعقيدا. لكن ليس بالصدفة.
عندما جئنا من اجل خلق الحياة على الارض، بدءنا بخلق كائنات بسيطة، واخذنا بتطوير تقنياتنا من اجل التكيّف مع المكان، لنخلق بعد ذلك السمك، والضفدعيات ( البرمائيات)، والثدييات، والطيور، والرئيسيات، واخيرا الانسان الذي هو نموذج متطوّر للقرد، والذي اضفنا له ما يميزنا ويجعلنا بشرا.
جعلناه على صورتنا كما هو مذكور في الكتاب المقدّس، سفر التكوين. يُمكن ان تدركوا لوحدكم انّ اي تطوّر عرضي لا يُمكنه من تحقيق هذا النوع الكثير من الفصائل والكائنات الحيّة، من الوان الطيور واستعراضاتها الجنسية، الى هيئة قرون الضبي. أيّ حاجة طبيعية ارغمت الضبي او نوع من العنز ان يكون له قرونا على شكل حلزوني؟
او يكون للطيور ريشا ازرقا او احمرا والسمك الغريب؟ هذا من انجاز (الفنانين) والعباقرة، لا تنسوا الفنانين اذا ما اردتم خلق الحياة. تصوروا عالما لا يتوفر لا على الموسيقى، ولا على افلام، ولا على رسوم، ولا على نحت، الخ… ستكون الحياة مملة والمخلوقات بشعة اذا ما كان هناك جسم لا يستجيب إلّا لضرورياته او لوظائفه.
تطوّر اشكال الحياة على الارض إنّما هو تطوّر تقنيات الخلق نحو الاعقد للوصول اخيرا الى خلق كائن يشبه الخالقين.
يمكنكم العثور على جماجم النموذج البدائي للانسان والتي أُستبدلت بآخرين اكثر تطوّرا حتّى الوصول الى النموذج الذي يشبه تماما الخالقين.

رائيل يدّعي بأنهم يؤمنون بأنّ بداية الحياة في الارض والكون لم يكن بالصدفة ويعلن بانّ التطوّر اسطورة، والآن يحق لنا ان نتساءل:
بما انّ الخلق حلقة لانهائية متّصلة للحياة (حسب زعم رائيل)،
كيف ظهر اول كائن او خلية حيّة الى الوجود في الكون ان لم يكن بالصدفة، وكيف صار هذا الكائن البسيط انسانا ان لم يكن بالتطوّر؟
 وجود الكائنات الحية في الكون إمّا ان يكون عن طريق المصادفة وبتوافر الظروف الطبيعية التي ساعدت على هذا الوجود، وإمّا ان يكون  عن طريق اله خالق.
الرائيليون وضعوا انفسهم في موقف حرج فلا هم يؤمنون بوجود خالق ولا هم يؤمنون بالصدفة ولا هم يؤمنون بألتطوّر.
بأعتقادي أنّ الحياة بدأت على الارض بشكل كائن حي بدائي نتيجة لتوافر ظروف طبيعية ساعدت على تلك البداية، ومن ثمّ تطوّرت بالانتخاب الطبيعي والطفرات الوراثية كما ذكره العالم الفذ تشارلس داروين في نظريته، وكلّما تقدّم العلم وكثرت اعداد المكتشفات المتحجرة، زاد يقيننا بأنّ نظرية التطوّر أقرب التفاسير للسؤال الخالد:
كيف جئنا الى هذا العالم؟
خلاصة القول، اجابات الاديان واجابات الرائيلين حول وجود الاحياء والانسان في الكون لا يّشفي غليلا للمعرفة وتتعارض مع العلم والمنطق.

ألمصادر:
ألرسالة….. رائيل (كلود فوريلهون)
ألقرآن
ألأحاديث ألنبوية
ألإنجيل
ألتوراة
ويكيبيديا (ألموسوعة ألحرة)
 مقالة للدكتور محمّد الحجّار
ألأسطورة والتراث….. سيّد ألقمني
ألرحمن وألشيطان ….. فراس ألسوّاح

[email protected]