23 ديسمبر، 2024 4:43 م

الرئيس يريد تقسيم العراق

الرئيس يريد تقسيم العراق

عادت مرة أخرى نغمة الرئيس جلال طالباني بترسيم الحدود بين محافظات العراق ،على أسس قومية وطائفية وعرقية ،تماما كما هي حكومته التحاصصية الطائفية والقومية الفاشلة،ولم يكتف (الرئيس جلال)بما فعله الاحتلال الأمريكي الوحشي وعملاؤه بالعراق من حرب طائفية تدميرية أزهقت أرواح الملايين من العراقيين،  وفرض دستور مسخ يرسخ التقسيم العرقي والطائفي في العراق، ليرسل كتابا الى مجلس النواب الطائفي يطلب منه ترسيم الحدود بين المحافظات،صابا الزيت على نار الطائفية المستعرة في، وقت تعيش حكومة المالكي صراعا سياسيا بينها وبين شركائها في العملية السياسية العرجاء،على المناصب والمغانم وطرق النهب المنظم لثروات العراق،وكانت شرارة دعوة طالباني هذه ردا على تصريحات للنائب ياسين مجيد من دولة القانون، التي تهجم فيها بشكل مباشر وصريح  على مسعود برازني رئيس إقليم شمال العراق معتبرا إياه رجلا خطرا على العراق،ثم وصف الرئيس جلال هذه التصريحات بأنها (طائشة)،في هذا الخضم المأساوي من التخبط السياسي والصراع المخزي بين رموز العملية السياسية والتصريحات الطائشة وغير الطائشة  بينهم،والذي يدلل على هشاشة وضعف وهزال العملية السياسية، وهم يسمونها(ديمقراطية)، ( خوش) ديمقراطية للتسقيط السياسي وفتح ملفات البعض للبعض الآخر، والتهديد والتلويح بها حسب الحاجة،مما يثبت فقدان الثقة المطلقة بين جميع الأطراف، إنها ليست ديمقراطية إنها مسخرة ديمقراطية،وعلى اثر طلب طالباني ترسيم الحدود نتج عنه  تصعيد  خطير في الشارع العراقي ،لا يمكن التكهن بما سيحصل إذا ذهب البرلمان بتنفيذ هذا الطلب، وأكيد ستكون نتائجه وخيمة جدا على الوضع الأمني والسياسي والرسمي،وسنصل حتما الى الحرب الأهلية التي يهيئ الرئيس  وبعض الأطراف لها منذ أن قدم طلبه هذا قبل عدة أشهر ،وقد عد السياسيون والبرلمانيون والمراقبون هذا ،هو بدء  الحرب الأهلية في العراق ،وانه جاء ردا على هجوم ياسين مجيد (الطائش) على مسعود برازني، خاصة بعد اجتماع طالباني –برزاني قبل أيام في اربيل،لتصفية حسابات سياسية بين التحالف الكردستاني وبين دولة القانون التي يتزعمها المالكي،نتيجة الخلاف المزمن بين برازني-المالكي،بسبب عدم تنفيذ حكومة المالكي اتفاقية اربيل (قانون النفط والغاز والمادة الملغاة 140)،والتي نتج عنها التصعيد العسكري بينهما على الحدود السورية العراقية في قاطع زمار ،وتأسيس قيادة عمليات دجلة ،فالمعروف عن ترسيم الحدود يكون( بين دولتين)،وليس داخل البلد الواحد الموحد منذ آلاف السنين،إلا أن الرئيس جلال يريد بترسيم الحدود فرصة لتقسيم العراق ،هذه الفرصة التي فشل الاحتلال وأذنابه ،من أن تلقى تجاوبا من شعب العراق العظيم ،والذي أدرك مخطط الاحتلال بإضعاف العراق بتقسيمه الى دويلات طوائف ودكاكين سياسية لأمراء الطوائف والرئيس جلال واحد من هؤلاء الأمراء (الإمارة الطالبانية)و(الإمارة البرزانية)و(الإمارة الحكيمية)و(الإمارة الصدرية)و(الإمارة المالكية)و(الإمارة الجلبية)وهلم جرا من الإمارات الطائفية والقومية والمذهبية وحتى العشائرية، لا يا سادة العراق لا ينقسم إلا على نفسه، وقد مر بعشرات الاحتلالات والغزوات والحملات العسكرية الغازية  عبر التاريخ الممتد آلاف  السنين ،فلا دعوة طالباني (الرئيس الذي يريد تقسيم العراق وترسيم حدوده على مقاس شركائه التقسيمين)،ولا دعوات غيره تستطيع قهر إرادة شعب العراق التي ترفض تقسيم العراق وترسيم حدوده وتجزئتها وتنفيذ مخطط بايدن سيء الصيت ،فالعراقيون وقفوا بوجه هذا المشروع الجهنمي قبل وبعد الاحتلال واليوم يعلنون رفضهم بكل قوة دعوة طالباني لترسيم الحدود العراقية،وسيقفون بوجهها مهما كلفت التضحيات لإفشالها ،ليبقى العراق كله للعراقيين بلا مسميات قميئة حقيرة تافهة، أوجدها المحتل وعملاؤه ويعملون على تنفيذها رغبة في إرضاء المحتل ومخططاته  ،وإذا أصر طالباني بدعوته هذه ،فالشعب العراقي  سيطالب بإعادة محافظات شمالية الى محافظاتها السابقة ،فتعود محافظة دهوك الى نينوى ومحافظة السليمانية الى كركوك،وحسب تقسيمات وخرائط الأمم المتحدة وقراراتها ،وهنا لابد أن نسمع لنواب البرلمان العراق صوتا واضحا صريحا بخصوص هذه الدعوة المريبة ويقولوا كلمتهم أمام التاريخ ،وكذلك مجالس المحافظات ،أما السكوت عن مثل هكذا دعوات فهي مشاركة وموافقة عليها ،وسيحاسبهم الشعب العراقي في اقرب انتخابات قادمة ،ويضعهم في خانة من يعمل على تقسيم العراق خدمة للمشروع الأمريكي في المنطقة،لاسيما ونحن مقبلون لا محالة على تغييرات جوهرية في خارطة المنطقة بعد رحيل نظام بشار الاسد الدموي ، دعوة الرئيس جلال طالباني بترسيم الحدود الإدارية للمحافظات دعوة لحرب أهلية في عموم العراق، نحذر منها من يوافق على تنفيذها، لأنها ستدخل البلاد في فوهة الهاوية السحيقة لقاع الخراب، والحرب الطائفية والقومية العنصرية ،وهذا ما لا نتمناه أبدا ،في وقت يعيش العراقيون وضعا امنيا متفجرا من تفجيرات واغتيالات وصراعات سياسية ،جعلت من العراق برميل بارود قابل للتفجير بأية لحظة ،وربما دعوة الرئيس ،هي عود الثقاب الذي سيشعل هذه الحرب ،الرئيس يريد تقسيم العراق،الرئيس لا يريد تقسيم العراق ،هذا هو الاختيار …..يا رئيس؟؟؟ .