6 أبريل، 2024 7:34 م
Search
Close this search box.

الرئيس مرسي والخطأ غير المناسب ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

أن يبدو الرئيس مرسي شديد ألاهتمام بملابسه أمام الصحفية ألاسترالية التي أجرت معه مقابلة وأختلست بعض الحالات العفوية عند الرئيس مرسي فراحت تشهر بها , فذلك ليس عيبا يعاب به الرئيس مرسي وغيره من الرؤساء .
أما أن يقول الرئيس مرسي لقد أنتهى وقت ألاصلاح في سورية ولا مجال بعد للإصلاح مطالبا الرئيس السوري بشار ألاسد بالتنحي , فهذا خطأ لايتناسب مع الرئيس المصري محمد مرسي من ناحيتين هما :-
1-  الناحية العقائدية ألاسلامية : فالرئيس محمد مرسي مسلم ينتمي لحزب أسلامي هو من أقدم ألاحزاب السياسية ألاسلامية في المنطقة العربية أسسه المرحوم حسن البنا وقدم له المرحوم سيد قطب فكرا حركيا تضمنه تفسيره في ظلال القرأن , وأعدامه كان من ألاخطاء غير المبررة لجمال عبد الناصر , والرئيس مرسي كونه يحمل فكرا أسلاميا يأخذ منطلقاته من القرأن الكريم , فلا يجوز له أن يتحدث عن ألاصلاح بالطريقة التي كررها كلما يذكر القضية السورية ونحن هنا لاندافع عن بشار ألاسد كما يذهب الى ذلك بعض أصحاب التعليقات الذين يستغلون حرية المدونات ولكنهم لايراعون الفكر ومصطلحاته والسياسة ومفاهيمها فيزجون أنفسهم في متاهات يطفح فيها كيل الطائفية والعنصرية ومعهما أفة الجهل التي لاتبقي ولا تذر ؟
أننا عندما نتكلم عن القضية السورية , نتكلم عنها من حيث حركتها الواقعية الميدانية التي يجب أن تدرس بموضوعية بعيدا عن الخلفيات , فالثورة لها ضوابط وملاكات أخلاقية , فلا يمكن أن يكون أغتصاب النساء من أخلاق الثورة , كما لايمكن أن يكون قتل المواطنين على الهوية عملا ثوريا , مثلما لايمكن أن تكون التفجيرات والمفخخات والعبوات الناسفة من أساليب الثورة المشروعة , وتدمير سكك الحديد ومحطات الكهرباء وخزانات النفط والغاز , وأحتلال بيوت المواطنين وتحويلها الى أماكن للتراشق بالسلاح مع الحكومة وتهجير أهلها بالقوة , كل هذه ألاعمال سواء قامت بها المعارضة أو النظام فهي مرفوضة ومدانة , وقد أخذت بعض الصحف الغربية الكبرى ومراكز البحوث العالمية وبعض الشخصيات المستقلة في العالم تنسب تلك ألاعمال للجماعات المسلحة في المعارضة السورية مثلما ظهر وجود خليط من جنسيات غير سورية تقاتل في ألاحياء السورية والتي ثبت أن المعارضة السورية المسلحة تقوم بحرق جثث القتلى من غير السوريين حتى لايتم التعرف عليهم ليشكلوا مصدر أدانة للمعارضة , وقد فاتهم أن بعض غير السوريين وقعوا بأيدي الجيش السوري وظهروا على شاشات التلفزيون وهم يعترفون , فلا حاجة لحرق الجثث من غير السوريين , وللذين يستنكروا علي أهتمامي بالقضية السورية دون أهتمامي بالعراق ؟ أقول لهم عذركم جهلكم , فلو كنتم تقرأون حقا لما قلتم مثل هذا الكلام أولا لآن الجميع يعلم ويعرف كتاباتي كلها تنصب على الهم العراقي وأمامكم العناوين المنشورة في حقل  البلاد العربية وألاسلامية من المغرب العربي الى جنوب شرق أسيا حيث سبق وأن أقمت مدة في مدينة كراجي , وأحتفظ بعلاقات أخوية مع المواطنين السوريين , وللذين لايعلمون أقول لهم : أنني أستضفت مجموعة من أبناء حمص المنكوبة بألارهاب في بيتي لمدة عشرة أيام , بعد أن أستقبلتهم بنفسي وسهلت لهم سبل العمل بما يتناسب معهم , وأنا أعتبر ذلك واجبا وطنيا عراقيا لآن الشعب السوري أستقبلوا العراقيين عبر كل هجراتهم .
وما أريد أن أقوله بصدد الرئيس المصري محمد مرسي عندما يقول أنتهى وقت ألاصلاح , أقول له : ياسيادة الرئيس : ألاصلاح مصطلح قرأني , وهو مرتبط بالوضع ألانساني في كل حالاته , فما دام ألانسان موجودا والمشكلة موجودة , فألاصلاح ضرورة وحاجة , ولا سيما على مستوى ألاجتماع والسياسة , وليس في ألامور الشخصية كحالة العلاقة بين الزوج والزوجة التي قد تصل الى طريق مسدود , ولكن مع ذلك أعتبر القرأن أن الصلح خير ؟
فأصلاح اليتامى خير , قال تعالى :” ويسئلونك عن اليتامى قل أصلاح لهم خير ..” – 220- البقرة –
 وألاصلاح من البر والتقوى قال تعالى ” ولاتجعلوا الله عرضة لآيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم ” – 224- البقرة –
وألاصلاح بين الناس لازمن له , وتركه يضاعف المشاكل والمخاطر مادامت المشكلة باقية , وهكذا رأينا من الناحية العقائدية لايجوز تحديد ألاصلاح بزمن .
2-  من الناحية السياسية : كذلك لايجوز من الناحية السياسية أسقاط أمكانية الصلح وألاصلاح مادامت ألاطراف المختلفة قد أختلفت في السياسة , والسياسة فن الممكن , وعلم يبحث عن الفرص المتاحة مادامت ألاطراف المختلفة تبحث عن الوسائل وألاساليب التي تحقق مطالبهم , ثم أن القضية السورية دخلت عليها حالات لاتنتمي لروح الثورة ولا لمطالب معارضة بحتة , فهناك أطراف خارجية أعلنت وبصراحة تدخلها ودعمها للجماعات المسلحة وهذا ألامر هو الذي عقد الحل ولكنه لم يجعله مستحيلا , ومادامت هذه القضية أصبحت واضحة فلم يعد من المنطق والصواب أن نطالب الطرفين وبنفس الدرجة بأيقاف العنف ؟ ثم ليس من المناسب عقلا وشرعا ألغاء حق الحكومة أية حكومة بالدفاع عن أمن المواطنين عندما يتعرضون للآعتداء عليهم كما يحدث في سورية من قبل المعارضة المسلحة , وبهذه المناسبة نذكر من يتحمسون لمايسمى بالمقاومة السورية وهي تسمية لاتكتسب الصفة الحقيقية لمعنى ومفهوم المقاومة والذين يصرون على ذلك عليهم تعلم معنى ومفهوم المقاومة وهؤلاء جميعهم أذكرهم بما حدث في مؤتمر المعارضة السورية في الداخل الذي عقد يوم ألاربعاء 26|9|2012 في دمشق والذي شارك فيها فريق من ضباط سوريين عملوا في الجيش السوري الحر بقيادة المفدم المهندس خالد عبد الرحمن والذي أعترف بفرارهم من الجيش السوري وحملهم السلاح وعملهم في الجيش السوري الحر في المنطقة الجنوبية ونتيجة لذلك أكتشفوا عدم فائدة العمل المسلح وأن الحوار هو الطريق ألافضل ووضعوا أنفسهم تحت تصرف قيادة الجيش السوري ,ثم أعقبتهم جماعة مدنية بقيادة ياسر العبد فب حلب والذين أعلنوا ندمهم وتركهم العمل المسلح ورجوعهم الى حضن الوطن والعمل السياسي السلمي , ومن هنا نعرف لماذا كانت تصريحات الرئيس المصري محمد مرسي غير مناسبة في القضية السورية , وعدم مناسبتها من حيث المفهوم والمصداق على المستوى العقائدي والمستوى السياسي .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب