23 ديسمبر، 2024 1:19 م

الرئيس طالباني .. في ذمت المانيا

الرئيس طالباني .. في ذمت المانيا

الرئيس طالباني المعروف الذي لا يحتاج تعريف ، والغائب الحاضر ، والغز الذي يحتاج حل ، والشاغل وسائل الاعلام .. منذ عام ونصف تقريباً ، نُقل الرئيس العراقي جلال طالباني الى برلين عاصمة المانيا ، بعد اصابته بجلطة دماغية .. منذ نقله والى اليوم لا توجد معلومات حقيقية مؤكدة عن حالة الرئيس ، وكل ما يسرب في الاعلام هو عبارة عن اخبار متضاربة لا أحد يستطيع ان يتأكد منها ، وان اقرب الافراد اليه يقوم بعملية تكتيم شديدة على وضع الرئيس ، وزعماء القوى السياسية جميعهم لا يعرفون هل الرئيس على قيد الحياة ام غادرنا الى العالم الاخر .
أثيرت حول موضوع الرئيس عدت اقاويل وكانت اغلبها تؤكد على انه فارق الحياة ، لكن سرعان ما بددت هذه الاقاويل الصور التي نشرتها وسائل اعلام تابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني ، الذي يتزعمه طالباني ، والذي يعاني اليوم من مشاكل وانشقاقات داخلية جراء غياب الرئيس هذا الغياب وعدم الاستعداد له من قبل الحزب جعل الحزب يحل بالمرتبة الثالثة في الانتخابات الكردستانية الاخيرة ، بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود برزاني ، وحركة التغيير (كوران) التي يتزعمها نوشيروان مصطفى . غياب الطالباني اثر على الساحة السياسية في الاقليم والمركز وغير في خارطة الساحة السياسة وسيغير في المستقبل ايضاً . فغيابه ادى الى غياب الوسيط بين الفرقاء السياسيين حيث انه كان دائماً يلعب دور المهدء والمخفف للأحتقانات التي تحدث هنا وهناك . كذلك عد البعض غيابه الى اطلاق يد رئيس الوزراء نوري المالكي وصارت له حرية التصرف بدون قيد او شرط وخاصة بعد ان انفرد بمجلس الرئاسة احد اعضاء دولة القانون السيد خضير الخزاعي مما سهل مرور بعض الملفات دون مناقشة مستفيضة او مطولة محققة ومدققة بعد ان كانت في السابق تخضع لثلاثية التدقيق والتوقيع .
ابناء الشعب العراقي يثيرون تساؤلات كثيرة بل اطلق ناشطون حملة عنوانها ” اين الرئيس ” يسألون عن الرئيس ، وجاءت هذه الحملة والتساؤلات بعد غيابه الطويل ، وظهور انباء تؤكد اختفاء الرئيس من مشفاه في المانيا ، إضافة الى تعدد الازمات التي تعصف بالبلد ، وتنامي وتيرة الصراع بين القوى السياسية وخاصة الازمات التي طال امدها بين الاقليم والمركز . لكن بعد كل هذا قلل البعض من إمكانية الرئيس في حل هذه الازمات بعد تزمت الفرقاء في مواقفهم وعدم تقديم تنازلات من قبل الاطراف بل دائما ما يذهبون في طريق التأزيم .
فبين تأكيد ونفي وفات الرئيس وبقائه على قيد الحياة ، وبين الاخبار المتضاربة وتأكيد افراد حزبه قرب عودته الى ارض الوطن .. يبقى الرئيس في ذمة المانيا.