22 ديسمبر، 2024 5:41 م

الرئيس زيلينسكي و الإعلام

الرئيس زيلينسكي و الإعلام

إسمه الثلاثي : فولوديمير اوليكساندروفيتش زيلينسكي , مواليد عام 1978 لعائلة يهودية , من اللافت للنظر أنه وبعد ساعاتٍ من بدء العمليات العسكرية للجيش الروسي , اتصل زيلينسكي هاتفيا بزعماء الاتحاد الاوربي وابلغهم بأنها قد تكون المرة الاخيرة التي يرونه على قيد الحياة .

ومع تطورات المعارك وزخم الاحداث , فقد تجاوز الرأي العام العالمي بأنّ هذا الرئيس الشاب كان ممثلاً كوميدياً قبل تولّيه الرئاسة < وهذا شأنٌ اوكراني داخلي – بالرغم انه ليس اول رئيس دولة يكون ممثلاً , فقد سبقه الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريغان في مطلع حقبة ثمانينيات القرن الماضي بعد فشل الرئيس جيمي كارتر في الدورة الثانية للإنتخابات إثر ازمة الرهائن الامريكان في طهران , لكنّ الرئيس ريغان لم يكن ممثلا كوميديا بل كان احد نجوم افلام الكاوبوي .

يلاحظ المتابعون لحركة زيلينسكي , ميله للظهور بنحوٍ يوميّ تحت اضواء وسائل الإعلام الاوكرانية مقابل ايّ تصريحٍ بسيط او يخلو من قيمةٍ ودلالاتٍ سياسية مؤثرة , حيث تنتقل صورته الناطقة في كل وسائل الإعلام الغربية والامريكية , بجانب الفضائيات الخليجية , حيث تعاد وتتكرر تصريحاته على رغبته بلقاء الرئيس بوتين < وكأنها ستوقف الحرب .! > بالرغم من عددٍ من جولات المفاوضات بين الوفدين الاوكراني والروسي , والتي بعضها او معظمها تجري عبر الفيديو .. ايضا فتصريحاته تحمل تناقضاتٍ بائنة تكاد تتراوح بين الاستمرار على القتال حتى النصر ! وبين الاستنجاد عالمياً لأجل محاولات وقف الحرب وإظهارها بأنها ستهدد دول اوربا في وقتٍ لاحق .

وفي الوقت الذي تتدفق بضعة ملايين ” لحد الآن ” من النازحين واللاجئين الاوكرانيين الى عددٍ من الدول المحيطة الى اوكرانيا , وجموعٌ منهم وصلت الى دول اخرى بعيدة , فالرئيس الاوكراني يتهم موسكو بعدم فتح ممراتٍ آمنة وانسانية لخروج المدنيين من مدنهم .!

الى ذلك , وفي الوقت الذي تتدفّق كميات هائلة من الاسلحة وخصوصا منظومات صواريخ ارض – جو والصواريخ المضادة للدروع من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول اوربية اخرى الى القوات الاوكرانية لتثبيتها في الصمود على مقاومة الجيش الروسي ” ودون ان تطلب او قبل ان تطلب كييف ذلك ” , وعمليات التجهيز والتسليح تسير على سيقانٍ واقدام وبسرعةٍ فائقة وبنحوٍ يومي , لكنّ الرئيس الاوكراني ما انفكّ وما فتئَ يناجي ويطالب اسرائيل بالتوسط لدى الروس لإيقاف الحرب ولعقد لقاءٍ مشتركٍ معهم في القدس وليس تل ابيب < وهي ليست سوى دغدغة مشاعر بالية > , وثم يطالب الاسرائيليين بتزويده بمنظومة صواريخ القبة الحديدية التي لم تنجح كلياً في ايقاف او اسقاط صواريخ حركة حماس من غزة في المعارك السابقة , ولا يدرك زيلينسكي انّ اسرائيل مكبّلة ومقيدة في التحرك ضد الروس بسبب الوضع المشترك في سوريا , والاتفاق على عدم تصدي انظمة الصواريخ الروسية للغارات الاسرائيلية على سوريا او الميليشيات المتواجدة على اراضيها , وهذا ايغالٌ في قصر النظر السياسي .!

رئيس اوكرانيا تخلّى عن بزّته المدنية منذ اندلاع المعارك , وغالباً ما يظهر في الإعلام مرتدياً ” فانيلة او تي شيرت ” باللون العسكري , دونما محاولة ارتداء بدلةً مرقطة او الظهور في المواقع الخلفية لجبهات القتال , وفي الأساس فهو لا يمتلك الكاريزما العسكرية او القيادية , ولا حتى محاولة الظهور بمثلها .!