23 ديسمبر، 2024 2:05 ص

الرئيس ترمب وترويّض نظام طهران..!!

الرئيس ترمب وترويّض نظام طهران..!!

الأحداث الأخيرة التي قامت بها إدارة الرئيس ترمب،كضرب ميليشيات حركة حزب الله العراقي في القائم، أو إغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وابو مهدي المهندس في المطار، لم تكن رداًعلى ضرب القاعدة العسكرية( كي ون ) في كركوك،وقتل أمريكي من أصول عراقية، أو إقتحام سفارته أو ضرب قاعدة عين الاسد بعدها، وإنما هي إستراتيجية ترمب نحو ترويض نظام الملالي في طهران، وإخضاعه بقوة الحصارالاقتصادي والعزل الدولي، وإنهاكه عسكرياً وسياسياً وإقتصادياً ،أو فرض قبوله بشروط أمريكا ال 12، وقلنا من البداية، لامواجهة عسكرية مع طهران، نعم مواجهة مع أذرعه في المنطقة، ولكن الحرب هي آخر المطاف، بعد إستنزاف جميع المحاولات لأركاعه وإخضاعه لشروطها، وهذا مايعمل عليه الرئيس ترمب الآن، ولكن لنأخذ عملية إغتيال قاسم سليماني، التي هزّت عرش المرشد وحاشيته ،وأحدثت ردة فعل غير متوقعة،وأظهرت مكانة وخطورة وأهمية سليماني لدى نظام طهران،والتي راح ضحية هذا الشخص،أكثر من خمسين قتيلاً و75 جريحاً نتيجة التدافع حول جنازته، ولنلقي نظرة على المواجهة السياسية، والتهديدات المتبادلة، وعلى مستوى ترمب – خامنئي، فمن فاز في الجولة هذه،إرتفعت حدّة التهديّدات بين الطرفين خاصة، بعد حادثة إقتحام السفارة الامريكية وقصفها،ووصلت الى المطالبة برأس ترمب شخصيا بعد إغتيال سليماني، وكان حسن نصر الله وقيس الخزعلي ومقتدى الصدر(أعاد جيش المهدي )،وقائد حرس الثوري الجديد، وخامنئي نفسه من المطالبين برأس ترمب، ودفعه الثمن غالياً،فماذا حصل؟،حصل أن إيران وميليشياتها قامت بعمليات عسكرية محدودة، هي لحفظ ماء الوجه، أمام الشعب الايراني وأذرعه من الميليشيات ،وامام العالم،فضربت أهم قاعدة عسكرية أمريكية هي قاعدة عين ألاسد ( القادسية سابقا) ،بعد تبادل معلومات مع أمريكا عن طريق طرف ثالث، بمسرحية مفضوحة إبتدعها المرشد خامنئي،وأعلنت كاذبة طهران مقتل 80 جندياً أمريكيا في القاعدة ، لإمتصاص غضب الداخل وشفاء غليلها ،وكبح جماح الميليشيات، التي تهدّد المصالح الامريكية بالويل والثبورفي المنطقة،وحبس العالم أنفاسه بإنتظار الردّ الامريكي ،الذي إعتقده العالم سيكون مدمراً على طهران وأذرعها، ولكن فاجأ الرئيس ترمب العالم، بكل برود بخطاب مقتضب موحٍ، موجهاً كلامه ، لنظام طهران أولاً أنْ لايمكن لإدارته أنْ تنخدع في الذهاب الى الحرب ،والمواجهة العسكرية ،قبل نفاد صبرها الإستراتيجي ،وغلق باب الحوار والتفاوض، وتعديل الإتفاقية النووية حسب الشروط الامريكية والدولية ، بفرض شروطها ال12 التي أعلنها الوزير بومبيو،الصراع مازال في بدايته بين ترمب – خامنئي، وجولته الاولى إنتهت امس بهزيمة خامنئي، وحسب خطاب ترمب(،أن ضرب القاعدة لم يقتل أي جندي أمريكي على الاطلاق لا كما أعلنت وكذبت طهران، وبمعنى أن سلاحكم (فاشوشي) وهمبلاتكم التسليحية بلا معنى ،ولاتساوي شيئاً أمام القوة العسكرية الامريكية الهائلة المدمرة،وهي القوة الاولى في العالم، ثم أعلن فرض عقوبات إضافة مهمة على ايران، وإن الاتفاق النووي الايراني هو الأغبى في التاريخ، ونريد لإيران أن تكون دولة مزدهرة ولا تتدخل بشؤون الاخرين ،بمعنى نريد التفاوض ولانريد الحرب معها، وأنني مادمتُ رئيساً للولايات المتحدة، فإنّ إيران لن تحصل على السلاح النووي)، وبهذا وبخطاب ترمب ، الذي ألقاه أعلن وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف (توقف استهداف المصالح الامريكية)، ماذا بعد توقف إيران عن إستهداف أمريكا، هل حققّت إيران أهدافها المُعلنة وتهديداتها البائسة، وإخراجها من المنطقة والعراق، وهل قتلت جندياً أمريكياً واحداً، ثأراً لقاسم سليماني هي وميليشياتها، نعم قتلت 180 أوكرانيا بتحّطم طائرتهم، بعد إقلاعها من مطار خميني بدقائق،.؟؟ و50 مشيعاً لجنازة سليماني ، وقتلت المتظاهرين في ساحة الحبوبي بذي قار، الجواب، بقيت الجيوش وبتزايد في المنطقة والعراق، ولم تغلق السفارة الامريكية التي صدعوا ذيولها رؤوسنا بغلقها، ودخلت فرقة الشياطين الامريكية ،وتحشدت جيوش الدول الاوروبية ،إستعداداً لأية عملية عسكرية، تقْدم عليها حماقة طهران،إذن لاغلق للسفارة، ولا رحيل للقوات الامريكية ، ولاغلق للقواعد الامريكية، ولاقتل جندي امريكي واحد،فلمن هذه( الهمبلات) والتهديدات إذن، نعم الهمبلات هذه لقتل المتظاهرين الذين إستأسدت عليهم فصائل مسلحة، بتوجيه وإشراف وتخطيط إيراني،لانهاء ثورتهم في شوارع العراق،هذه هي المسرحية التي أرادت بها إيران، تقديمها على المسرح العراقي، وباخراج أمريكي، ولكن كما فشلتْ إيران في ترهيّب أمريكا ولو بالتصرحات ، ستفشل في فض التظاهرات، التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى، من تحقيق أهدافها بعد حصولها على الشرعية الدولية، في التخلص من الطغمة والاحزاب السياسية الفاسدة والذيلية،التي تحكم العراق بالحديد والنار ، وذهب ضحية التغيير هذا الآف الشهداء ، والآف الجرحى،من الشباب العراقي البطل، الآن المشهد مابعد مقتل قاسم سليماني، وإقتحام سفارة ترمب، وقصف قاعدة عين الاسد، هناك إشارات واضحة للذهاب الى التفاوض، وفرض الامر الواقع لايران ،بعد احتواء الصدمة بمقتل سليماني والردّ على مقتله، صار واضحاً ومفروضاً على إيران ،أن الادارة الامريكية ، غيرّت قواعد اللعبة، وفهمت إيران الدرس جيداً ، أنْ لارفع للعقوبات بل زيادتها، ولاخروج عسكري من العراق بل تعزيز التواجد، ولانية لتخفيف الحصار الاقتصادي، وعزلة كاملة عن العالم، وتحرّيض أمريكي عالمي ضد ايران، نجح بنسبة عالية جداً ،بحيث أصبح العالم عامة والدول الاوروبيةخاصة،تكرّه نظام ملالي طهران، وتحشّد لإزالته مع أمريكا ، وحادثة إقتحام السفارة الامريكية وقصف قاعدة عين الاسد، هي القشة التي قصمت ظهر إيران داخلياً وخارجياً، وألبّتْ العالم كله ضدها، وبهذا خسرت إيران أقرب حلفائها روسيا والصين، نعم مابعد ضرب القاعدة سيكون هناك عصر جديد،هو التفاوض بالقوة والخضوع للشروط الامريكية والدولية ، وهذا ما تعمل عليه الادارة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والمانيا، والاتحاد الاوروبي ، إذن ايران خسرت المعركة من أول جولة، ولم يعد أمامها الا التفاوض على النووي وغيره من جديد، بعدما لوّح الاتحاد الاوروبي، بالخروج منه وإلغاء الأتفاقية كلها، ايران خسرت نفسها وحلفائها، وما عليها الاّ الجلوس على طاولة التفاوض المَهين، أمام أمريكا والتحالف الدولي ، لإبرامه إتفاقية جديدة على أنقاض الاتفاق النووي الايراني ، وهذا نصر كبير لترمب في إستراتيجيته التي أبعدت المنطقة عن حرب عسكرية شاملة، أرادتها ايران ،يكون العراق الخاسر الأكبرساحة فيها، أعتقد أن المرحلة القادمة ستكون اشد وطئاً على ايران، بعد هزيمتها السياسية والعسكرية أمام الادارة الامريكية في إصرارها ،على طرد القوات العسكرية من العراق، وغلق سفارتها، ومازالت الاوضاع تدعو للقلق، بعد تصريحات ميليشياوية على ضرب الأهداف الامريكية، ثأراً لابي مهدي المهندس نائب الحشد الشعبي،والامور مرشحة، لتصعيد تهديدات الفصائل التي تقاتل نيابة عن ايران، ودعما وتوجيها منها ،ومازلنا ننتظر المزيد من التصريحات المتناقضة لأتباع ايران، ولقادة إيران لخلط الأوراق على أمريكا، وإدخالها في فوضى التهديدات الفارغة ،التي أيقنت ادارة ترمب عدم فاعليتها وما قتلت ذبابة امريكية ،كما هي صواريخ خامنئي الباليستية ،التي سقطت على قاعدة عين الاسد، وأظهرت سوأة النظام ،جواد ظريف وجه الميليشيات العراقية بتوقف التهديدات، بعد (أخذ الثأر) من أمريكا وتنفيذ تهديدات المرشد، هكذا وبعقلية الكاوبوي، تريد إيران أن تتحّكم بمصير شعوب المنطقة، كدولة مارقة تريد فرض هيمنتها وسيطرتها بالقوة الفارغة،لإعادة إمبراطورية فارس، فهل يسمح لها ترمب بتحقيق هذا،أعتقد وبعد اقتحام سفارة ترمب، وضرب قاعدة عين الاسد، وتظاهرات العراق ولبنان،لم يعد لمشروع إيران، التوسعي الديني الكوني في المنطقة أي وجود، إيران ومشروعها التوسعي يترنحّان والى زوال ….