22 نوفمبر، 2024 11:22 م
Search
Close this search box.

الرئيس ترمب لم يزور العراق

الرئيس ترمب لم يزور العراق

في أول لقاء بين الرئيس أوباما والرئيس المنتخب ظهر ترمب مذهولا حائرا .. ومنذ هذا اليوم وحين توليته المنصب رسميا وأدائه القسم في العشرين من شهر كانون الثاني
( ٢٠١٧ ) ستتكرر هذه اللقاءات بينهما كي يغسل دماغ هذا المتهور قبل دخوله المكتب البيضاوي ..فالأمريكيون ما زالوا لا يثقون بأن تدخل البيت الأبيض امرأة كي تستلم التسلسل الخامس والأربعين لرئاسة الولايات المتحدة .. الديمقراطية كلينتون ظهرت في خطابها بعد إعلان نتائج الإنتخابات والحيرة والخيبة والتعجب تطغي على ملامح وجهها وحركات يديها وابتسامتها المصطنعة .. ولولا دقة الموقف والتخطيط لمستقبل سياسي محتمل لجلست هذه المسكينة وأجهشت بالبكاء لهزيمة غير متوقعة !

لها ولأوباما وللديمقراطيين وهم يبحثون الآن عن حجج كي يقنعوا بها من صوت لهم وأيدهم.. لكن الأمر ليس كذلك مطلقا لمن خطط وأجاد تنفيذ مخططه في الضحك على ذقون الأميركيين قبل ساعات من بدء التصويت بالتلميح بأن كلينتون ستفوز.. الكل إذا من الديمقراطيين لا يعلم حقا من هم هؤلاء الذين يختفون في الظل ويمدون خطوط الفوز أو الهزيمة .. ترمب ظهر بعد فوزه مع جميع أفراد عائلته ، زوجته الثالثة وبناته وإبنه وزوجة إبنه وصهره وأحفاده ووجوه أخرى مجهولة !

ترامب كان غير مصدق بالنتائج وبهذا الفارق الكبير وهو الذي أعلن بعد بدء التصويت بساعات أن وقته وأمواله ستذهب هدرا لأنه يشعر بالخسارة .. من هذا أو من هؤلاء المتحكمين بكرسي البيت الأبيض !

هل هم الصهاينة أم الكارتلات الإقتصادية الجوالة .. ولربما منظمات اليمين المتطرف المتغلغلة في عمق العقل الأمريكي البراغماتي وهي ترفع لافتات وشعارات التحذير من تدفق غير مسبوق لمهاجرين من كل دول العالم لأمريكا !

وعلى ضوء ما ذكر يقف العالم الآن مذهولا متحسبا وكأن الأرض هبط عليها كائن فضائي إسمه ترمب !

ترمب لن يكون أسوأ من هتلر وبشار بأي حال من الأحوال وكان قراره الأخير منع سبعة دول من دخول لاجئين إلى أمريكيا من بينها العراق .. ففوقه وعلى جانبيه مئات المتابعين والمراقبين ومجلس النواب الأمريكي والشيوخ وحزبه الذي أوصله إلى السلطة والإعلام الوطني الأمريكي وقوى سياسية واقتصادية وحزبية أخرى داخلية وخارجية ومنظومة المصالح والعلاقات الدولية والتحالفات مع دول العالم الصديقة والمعادية وتجمعات داخل الولايات للأمريكيين من أصل أفريقي ولاتيني وعربي وآسيوي يتحينون الفرص منذ إعلان النتائج كي يسقطوا هذه الورقة الغريبة الممزقة أصلا .. ترمب إنتخبه المرتعبون من تواجد أقليات من دول أخرى ومن موجات سابقة لمهاجرين من دول العالم ، لمح هذا الثرثار أنه سيوقفها لكنه لن يتمكن من إتخاذ أي قرار منذ الدقائق الأولى لدخوله البيت الأبيض.. فالخطابات التي أطلقها في حملته الإنتخابية ووعوده وتهديداته تبخرت في جلسته الأولى مع أوباما والجلسات الأخرى والأخرى!

فأوباما سيسلم ترمب رموز الأسلحة النووية وأسرار دقيقة جدا لا يحق إلا للرئيس كي يطلع عليها .. ترمب سيصطدم بما تملكه أمريكا وما لا تملكه وما هو حجمها الحقيقي ومن هم أعداؤها بعيدا عن المهاترات والمجاملات .. ترمب بعد أسابيع سيحاسب على كل كلمة وجملة وحركة وزيارة وموقف مهما كان بسيطا .. سيلاحقه أعداؤه الديمقراطيون وخطوط الإعتدال داخل حزبه الجمهوري حتى وهو يأكل ويضحك ويتحرك .. ذهبت حكايات المتعة والشهرة لترمب حين كان لايتوانى أن يظهر في برامج تلفزيونية أو كومبارس في فيلم عادي أو يتوسط المتنافسات على لقب ملكة جمال العالم .. بعد أسابيع سيغير حتى تسريحة شعره المضحكة ويقلل من التأشير بيده وهو يتحدث، تقييم واحد على ما جرى وهو أن الأميركيين الذين انتخبوه تورطوا لكنه تورط أكثر منهم حين لن يتحمل البراغماتيون هذا المتصابي وهو يحمل فأسا كي يحطم حضارتهم الحديثة !

عما قريب ستلفق عليه إحدى الفضائح أو يطلق براغماتي متعصب النار عليه وهو يصرخ عاشت أمريكا والموت لترمب .. عما قريب ليس إلا!

أحدث المقالات