22 ديسمبر، 2024 10:29 ص

الرئيس ترامب … ومظاهرات القمار في دهوك

الرئيس ترامب … ومظاهرات القمار في دهوك

انتصر ترامب وانتصرت احدث النظريات العلمية التي يتباناها الفيزيائيون وعلماء الرياضيات , وهي نظرية الفوضى Caose Theory .
اصبح كل شئ فوضوي شائعا في حياتنا , فالرئيس الجديد لا يعرف التقليد او الاعراف او الانظمة المعمول بها بل يتخطى كل ما هو متعارف عليه ليسلك اسلوب اللاتوقع واللاعلمي ولا حدود لاي نظام امامه . فهو الذي التقى بالرئيس الكوري الشمالي المعروف بعدائه الشديد للولايات المتحدة , وله صداقة قوية مع بوتين القطب الجديد المناهض للاميركان , وعندما طلب منه الرئيس التركي اردوغان ان يسمح له بالهجوم على الكورد , تنحى جانبا وسحب جنوده من شمال شرق سوريا ليخلي الساحة للجندرمة التركية لكي تعبث فسادا وتخريبا في كل ارض كوردية دون ان يرف جفن ترامب وهو رئيس دولة تتبنى كثيرا المطالبة بحقوق الانسان .
المال وحده هو الذي يتحكم في تصرفات ترامب ويصبح من خلال ذلك اراجوزا يمكن لصاحب المال ان يتحكم به , كما فعل ذلك محمد بن سلمان عندما امر ولي العهد السعودي جلاوزته بقتل الخاشقجي الصحفي والكاتب السعودي المعارض للنظام الملكي وفي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول وفي وضح النهار, وكم تناولت الصحف العالمية هذه الجريمة بالتقصي والتحليل والاشارة الى القاتل وكم نادت جمعيات حقوق الانسان وصرخت عائلة الضحية لكن ترامب اغلق عيناه عن هذه الجريمة ايضا لان المال السعودي كان ينهال عليه .
هذا النظام الفوضوي اصبح جزءا من حياتنا في كوردستان ايضا فبدلا ان يتظاهر المواطنون للمطالبة بتحسين الكهرباء او توفير الرواتب بصورة منتطمة او القضاء على الفساد الذي يزداد يوما بعد اخر ووقف انتشار المحسوبية في التعيينات وغيرها , سمحت السلطات في محافظة دهوك للبعض بان يتظاهروا للمطالبة باعادة القمار في مجتمع محافظ مثل مجتمعنا , وطالب المتظاهرون بمنحهم ( حقوقهم ) التي تمت مصادرتها عندما منع القمار وكأن حقوقهم وهم قلة من اصحاب محلات الميسر اهم من حقوق الالاف من العوائل التي تتضرر ويصيبها الافلاس وتنتشر بينها الجرائم وحالات الانتحار عندما يتم السماح بوجود هذه المحلات والعاب القمار هذه , وبدلا ان يتوجه الشباب الى البحث عن العمل في بلد اصبحت البطالة سمة بارزة فيه , يتوجهون الى محلات القمار للسعي نحو الاغتناء السريع حسب ظنونهم .
ولعل النظام الفوضوي اثبت لنا تماما ان ما تم تعليمنا وما درسناه في المدارس كانت اوهام يتم حشر ادمغتنا بها للحصول على اجيال مثالية فنتازية خيالية بعيدة تماما عن الواقع , فقد عادت الاغواتية وبقوة الى الشارع من خلال الانتخابات الاخيرة للبرلمان الكوردستاني واكتسحت اصحاب الشهادات والعقول المتعلمة , وقد ضحكت مدارسنا وجامعاتنا ومعلمونا ومدرسونا علينا كما خدعتنا احزابنا ايضا عندما قرأنا  ادبياتها واتبعنا مناهجها التي نادت بالقضاء على الاقطاع وملاكي الاراضي الكبار وعندما كانوا يقولون لنا ان الاغوات هم سبب تأخر الامة وسبب بقائها تحت الاحتلال وان الامة التي يحكمها هؤلاء هي امة هالكة لا محال ولن تسير الا في ركب العالم اجمع .

وكما كان للمال السعودي ثأثير لكي يغمض ترامب عيناه عن جريمة دولية يقوم بها الامير السعودي , كان توزيع الاموال واغداقها على المواطنين في انتخاباتنا سببا في اعادة انتخاب اشخاص لم يكن لهم اي نشاط او اي عمل او اي جهد في دورة البرلمان السابقة بل لم يكونوا معروفين لدى الغالبية من افراد الشعب , ولكنهم تمكنوا من الفوز والترشح لدورة ثانية .

انها الفوضى الخلاقة , او الحياة اللاتقليدية او المعيشة ( الاحتيالية ) بنظر الاجيال التي نشأت وقامت على انظمة قراءة الكتب والالتزام بالتعليمات والقوانين والوفاء بالتعهدات والمواقيت .

بناء على ذلك على الاجيال الجديدة تمزيق الكتب , وتعلم فنون الاحتيال والملاسنة , والاستعانة باساليب التفوق الدراسي دون علم والتدريب على الظهور بمظهر الاغواتية دون مال , وكسب المال بطرق فوضوية لا نظامية , والابتعاد عن الافكار الهدامة للاجيال المتعلمة العتيقة , والالتحاق بالمتظاهرين الذين يطالبون بعدم التخلي عن الفساد , فلولا وجود الفساد لما كانت هناك نداءات للقضاء عليه .