الرئيس بلا كرسي في البلدان العربية، اشبه بصورة بلا اطار أو بيت بلا سقف ، فالكرسي العربي في كل صفحات التأريخ يتصدر القائمة وقعت لاجله ومن اجله وله مئأت الالوف من الجماجم وانتهكنت الاعراض وخربت المدن، ومن دون شك قانون الكرسي اولاً شعار عربي بلا منازع ولامنافس.
الملوك والرؤساء والامراء والوزراء العرب يقدمون كل شيء يمتلكونه مقابل الجلوس على الكرسي حتى وان كان هذا الكرسي في غرفة منزوية من غرف القصر.
الزعامة على الكرسي عند العرب غاية مطلوبة حتى وأن كانت بضياع ماء الوجه وقديما قالوا أن طالب الولاية لايولى لكن الان في هذا الزمن بات طالب الولاية يولى.
الكرسي الأول في العراق ظاهرة عجائبية وغرائبيه فكل العيون تحلق إليه بشيطنة،والكرسي الثاني لاطعم له الا طريقا للوصول إلى الأول.
يرافق هذه الظاهرة تنامي التقسيم المؤسساتي على اساس المصالح الحزبية، فقبل صحوة الكتل السياسية وموجة الإصلاحات بعد ضغط التظاهرات كان مطروحاً على الطاولات السياسية ملف تقسيم الهيئات المستقلة للكتل غير المستقلة ولم يكن المعيار سوى نظام (هذا لك وهذا لي) وشاركت جميع الكتل في مباحثات تقسيم الكعكات التي كانت صفتها أن جميعها رشحت نواباً خاسرين الامر الذي يثبت أن في العراق ليست هناك خسارة سياسية على الاطلاق فان لم تكن نائبا فلك هيئة أو وزارة أو سفارة أو مستشارية أو مؤسسة فيها كرسي كبير !ولم يكن ذلك ببعيد لازماناً ولا مكاناً!فقد وزعت بالأمس القريب الهيئات بسلة واحدة وفي ليلة واحدة وفي كتاب واحد.
الحديث عن الإصلاح ليس حديثا سهلاً مالم يرافقه جهد عملي على الأرض السياسية وليس من الصائب التغزل بمشاعر الجماهير من دون عمليات جراحية كبرى في العملية السياسية ابرزها معالجة العيوب التأسيسية التي تعيق الوصول إلى نقطة التقاء بين الكتل السياسية.
ومن دون شك لن ينتهي التوزيع المحاصصي للمناصب بمجرد الخروج إلى ساحة التحرير لمدة ثلاث ساعات كل اسبوع ولا كتابة مئات المقالات و قد يكون ذلك اشبه بالنفخ في الهواء مالم ينتهي شهر العسل بين الكتل السياسية وتنتهي الصفقات في الغرف المظلمة وتنتهي المقولة الشهيرة (هذا من ربعنة) وهذا ابن المجاهد الفلاني والشيخ الفلاني ، لتتعلم الكتل السياسية أن الجلوس على وسادة الشعب افضل بكثير من الجلوس على كراسي الحكم.
العملية السياسية عرجاء بحاجة إلى عملية جراحية جريئة للتخلص من ظاهرة كرسي لك وكرسي لي،تصور معي منظر من يقودنا بلا كراسي ولا ولاجكسارات ولاحمايات ولاصفارات انذار ولاقصور على الشط ولاخدم يغطون العين… الم يحن الوقت ؟!