18 ديسمبر، 2024 7:40 م

الرئيس برهم و دافوس , وتناقضات الناطق بأسم الرئاسة !

الرئيس برهم و دافوس , وتناقضات الناطق بأسم الرئاسة !

” أصلُ وفصلُ ” الموضوع هو إعلانٌ صادرٌ من رئاسة الجمهورية عن اعتذار رئيس الجمهورية السيد برهم صالح عن المشاركة في المنتدى الأقتصادي العالمي ” دافوس ” في كندا والذي انطلقت اعماله يوم امس الثلاثاء , حيث صرّح المتحدّث الرسمي بأسم الرئاسة السيد لقمان فيلي < كان سفيرا للعراق في الولايات المتحدة سابقاً > , بأنّ سبب اعتذار الرئيس عن المشاركة في المؤتمر يعود الى حساسية ظروف العراق والمنطقة .

< ولا ريب أنّ خبر الرئاسة والرئيس جميلٌ جداً ويعكس مدى اهتمام وإنشغال رئيس الجمهورية بأوضاع البلاد المتأزمة وكذلك الأوضاع الملتهبة في المنطقة وخصوصاً بعض دول الجوار من جهاته الأربعة .! > .. ودونما تشكيكٍ بتوجهات السيد الرئيس واهتماماته التي عكستها زياراته لعددٍ من دول المنطقة منذ بداية تسنّمه الرئاسة ومن قبل تشكيل الكابينة الوزارية , لكنّما قد بانَ وإتّضح أنّ السبب الفعلي للإعتذار الرئاسي هو عدم إعطاء المؤتمر لرئيس الجمهورية أيّة فرصة في المشاركة أيّ ندوةٍ من الندوات التي يجري انعقادها في المؤتمر بين الرؤساء والوزراء والوفود المشاركة .! , وأزاء ذلك سيقتصر الوفد العراقي الى المنتدى على وزير المالية – نائب رئيس الوزراء للشؤون الأقتصادية السيد فؤاد حسين , ووزير الخارجية السيد محمد الحكيم , حيث من المقرّر أن يشارك الأول في ندوةٍ عن دور دول آسيا والشرق الأوسط الى جانب نظيره السعودي , ويشارك وزير الخارجية ” في نفس اليوم ” في ندوةٍ أخرى مع نظيره الأردني حول الأمن في الشرق الأوسط . وبالصددِ هذا نقول : –

A – حسناً فعلَ السيد الرئيس برهم صالح بأعتذاره عن المشاركة في المنتدى – المؤتمر , حيث عدم اعطاء رئاسة دافوس فرص مشاركة الرئيس في الندوات المقررة , تُعتبر إهانة للحكومة العراقية اصلاً وليس لشخص الرئيس , كما أنّ التعويض المتعمّد لإدراج وزيري المالية والخارجية فكأنّه ضربة على ” المنطقة المشتركة لما تحت وفوق الحزام .! ” لحكومة احزاب الأسلام السياسي الموالية لأيران اكثر منه للعراق .

B – دبلوماسياً , او وفق الأعراف والبروتوكول الدبلوماسي , ووفقَ زاويةٍ خاصةٍ منه , فكان من الأجدر انسحاب او عدم مشاركة ايّ وزيرٍ او ممثلٍ عن الحكومة العراقية في هذا المنتدى , ولربما الإكتفاء بمشاركة على مستوى سفيرٍ فقط .

C – ثُمَّ , بجانبِ الأهمية من حضورٍ عراقيٍّ في أيٍّ من اللقاءات والمؤتمرات الدولية , فأنّ هذا المنتدى السنوي لدافوس ” وهي بالأصل مدينة كندية ” , فمسبقاً او حتى إستباقياً فأنه سوف لا يحلّ ولا يخفف من اوضاع الأمن المضطربة في المنطقة ولا في عموم الشرقين الأوسط والأدنى .! , ثُمَّ ايضاً أنّ مشاركة العراق ” وبأيّ مستوىً متدنٍّ او اعلى فهو مختلف عن مشاركة وفود وممثلي كافة دول العالم , فالمجتمع الدولي والرأي العالم العالمي ينظر الى كلّ الحكومات العراقية المتعاقبة بعد سنة 2003 بأنها وكأنها حكومةٌ تمثل المصالح الإيرانية , عملياً وقلبياً وفكرياً .!

D – منَ المستغرب لماذا برّرَ او سوّغ المتحدث باسم الرئاسة سيّد لقمان الفيلي اعتذار رئيس الجمهورية عن المشاركة في الملتقى الدولي المذكور , بأنه بسبب الظروف الحساسة للعراق والمنطقة .! , فهل يصلح هذا المتحّدث للتحدّث بأسم العراق .!