18 ديسمبر، 2024 11:38 م

الرئيس ال45 .. مقاس جديد لنفس القدم؟!

الرئيس ال45 .. مقاس جديد لنفس القدم؟!

سباق البيت الابيض، كان الأكثر جدلاً هذا العام، لما يحمل بين طياته، ملفات أمنية؛ إقتصادية كبيرة، زادت حدتها بتصريحات، غريبة “لجون دونالد ترامب” المرشح الفائز، كانت أغلبها للدعاية الانتخابية!.
التاريخ ذاك الماضي المتكرر، هو من سيعلن كيف هي السياسة الأمريكية القادمة؟ لنراجعه معاً، في عام 1945 أول رئيس أمريكي للولايات المتحدة، (هاري تومان)من الحزب الديمقراطي، قصف اليابان “هورشيما ونازاكي بالقنابل النووية”، وادخل القوات الأمريكية في حرب بين الكوريتين عام1950 .
عام 1953 انتخب الرئيس (ادوايت ايزنهاور) من الحزب الجمهوري، قام بتصعيد الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي، الانقلاب العسكري على حكومة مصدق في ايران بمشاركة CIA.
عام 1965 انتخب (ليندون جونسن) من الحزب الديمقراطي، اجج حرب الفيتنام، وقام برمي أطنان من القنابل في مناطق مدنية، عام 1979 انتخب الرئيس(رونالد ريغان) من الحزب الجمهوري، دعم مقاتلي القاعدة أو ما كان يطلق عليهم مقاتلوا الحرية ضد الاتحاد السوفيتي، وعام 1986 فرض الحصار على ليبيا وقصف طرابلس وبنغازي، وتدخل عسكريا في الحرب اللبنانية.
(بيل كلنتون)من الحزب الديمقراطي، أعلن حرب (ثعلب الصحراء) على العراق عام 1991، في عام 1999 بدء العملية العسكرية على يوغسلافيا.
(جورج بوش الابن)من الحزب الجمهوري،عام2001 غزا افغانستان بعد احداث 11ايلول، واجتاح العراق وأسقط نظام صدام عام 2003م،
ثم اوباما عام 2008،الذي اختمها بداعش في سوريا والعراق وليبيا ومصر ولبنان.
ماذا نتوقع من هكذا سياسة خارجية؟ على مدى نصف قرن الماضي، يستحقون لقب رؤساء من دماء.. عامل الجهل السائد والعاطفة التي يتميز بها؛ شعوب العالم الثالث، جعلنا نعتقد إن الرئيس الجديد، ممكن أن يدعم الحق ضد الباطل، وينتصر للمظلومين، وكانه المنقذ الذي انتظرناه طويلا؟!
إن رسم السياسات في دولة عظمى مثل الولايات المتحدة، لا تخضع لشخوص او مزاجات، بل هناك مؤسسات ومراكز تعنى برسم تلك الخارطة ولا خيار للاجتهاد.
ليس كما يتصوره البعض، أن البيت الابيض هو منزل للرئيس! بل هو مؤسسة عملاقة وظيفتها الاساسية، إدارة شؤن الدولة، وعند تغيير الرئيس، لا يعني أنه سيغير جميع موظفي البيت الابيض، ويأتي بأشخاص من حزبه أو جماعته؛ كما هو متعارف عندنا، وفعله أحد رؤساء العراق، حيث قام بنقل أثاث مكتب الوزراء الى منزله في طوريج؟! هذا لن يحصل في البيت الابيض.
ان القدم التي وضعتها واشنطن، على دول الشرق الأوسط بإستخدام، مرتزقة جهاديين على مر 50سنة الماضية، من طالبان ثم القاعدة حتى تبعها داعش، هي سياسة ممنهجة ومدروسة؛ بكامل تفاصيلها، فلا نكون ضيقي الافق، كي نتوقع تغيرات جذرية لسياسة نصف قرن الماضية.
الاصهب المليادري( ترامب)، أختصر مشاكل العالم، بالمادة والمال وترك الانسانية جانبا، وجعل عدائه لدول الخليج والسعودية، هي دعاية انتخابية، لجذب عواطف الامريكيين المعادين لتلك الدول، فكان فوزه اقرب الى خدعة اجاد اتقانها وتمثيل دورها بافضل ما يمكن، كونه مقدم برامج تلفزيوني في عام 1980، قبل أن يصبح مليادير، لذا رئيس ال45 هو مقاس جديد لنفس القدم.