لا احد يعرف رؤسائنا في الشرق الاوسط من اين يأتون، لاقصد انهم يأتون من كوكب اخر، والصحيح انهم ترعرعوا بين ازقتنا في مدننا، وتربوا في بيئتنا الاجتماعية و النفسية، ولكن القضية التى لاتنكر هي انهم اهل الصدفة في وصول الى القيادة والسلطة، هناك عشرات الامثلة تثبت صحة قولنا هذا، و لكي لاتنبعد كثيرا، في العراق كان عزت الدوري بائعا للثلج، و احمد حسن البكر كان معلما، و في اليمن كان الرئيس علي عبدالله صالح راعيا(مع احترامي لكل الحرف و المهن)، ليس عار ان يكسب الانسان رزقه شريفا، ولكن عيب ان يعمل غير عمله.
ربما يسأل قاريء ماهي علاقة حلاقة شعر الرئيس بموضوع عدم الاختيار الصحيح للمهن، وجوابي؛ قصدي ان اوضح ان بعض الرؤساء في الشرق الاوسط ليسوا من أهل السياسة والقيادة لذلك عندما انت تقرأ تاريخهم، تجد مواقف و سياسة مضحكة و مأساوية في نفس الوقت.
واحد من هؤلاء الرؤساء هو علي عبدالله صالح رئيس سابق لليمن، عندما تتباع تصريحاته و لقاءاته، انت تسأل نفسك كيف حكم هذا الرجل ثلاثين السنة في اليمن؟في ايام الجمعة تبث القناة العربية برنامج الذاكرة السياسية و الضيف هو علي عبدالله صالح.
في احدى الحلقات تكلم علي عبدالله صالح عن علاقته بصدام حسين، وذكر انه في احدى المرات في موضوع معين نصح صدام حسين، وقال” انا نصحت صدام حسين بكذا…” و بعد ذلك سأل المذيع عن دور اليمن و الرئيس عبدالله صالح عن حرب الكويت، و في اجابته اشار الى انهم ادانوا احتلال الكويت، وكيف، انهم ينشر بيانا، و لم يصوتوا ضد صدام حسين و كانوا من مشاركي صدام في حرب ضد ايران.
كانت النقطة المهمة لم يذكرها علي عبدالله صالح، وهي دعم صدام حسين لعلي عبدالله، مثل مانعرف ان علي عبدالله كان عضوا في مجلس التعاون العربي الذي اسسه صدام حسين، و هذا المجلس كان سببا من اسباب غرور صدام حسين.
في الذكرة السياسة تلك كان واضحا ان الرئيس يفهم من بيع وشؤاء المواقف السياسية، ذكر الرئيس علي عبدالله ان جميس بكير عرض عليه 5 ملاين دولار من اجل تصويته ضد صدام، وذكر ايضا ان القذافي ما كان يلتزم بوعوده تجاه اليمن و لكن لم يكشف كم دعمه صدام حسين في مجلس التعاون العربي، في الثمانينات عدما ظهر علي عبدالله صالح في المرة الاولى من جانب صدام، كان اشعث الشعر، وكان العراقييون ينكتنوا عليهن و في المرة الثانية جاء الى العراق كان شعره مرتبا، و العراقيون يقولون ان صدام نصحه بحلاقة شعره، وهو الان بطل في الذاكرة السياسية.