أمريكا بدأت بالتغير في عهد الرئيس الجديد لتكشف عن احد اهم أوجه هذا التغير وهو أن للحماية ثمن كما ان مواجهة الخصوم والدفاع واستخدام الاسلحه بالنيابه له ثمن ايضاً.. و هو يخضع للبزنس في اسواق النخاسه! وكذلك باتخاذ المواقف فإن لها ثمن!
ووفق سياق هذا التوجه فإن العالم قد تغير فعلاً وها هي امريكا ترامب قد بدأت بالتغير بحيث اصبح الحديث عن اي مقابل له مقابل وفي اي عمل تقوم به دولة البزنس.. وهنا يأتي دور الرئيس ترامب الباحث عن ثمن لكل شي على ان يدفع مقدماً.. و قبل الاقدام على اي فعل حتى عمل المستشارين وحركة الجيوش ووجود القواعد المنتشرة في دول العالم لها قيمة وثمن وقالها بصراحه الرئيس ترامب قبل ان ينتخب.. يفترض ان يؤخذ نفط وغاز العراق مبرراً ذلك ان العراق ليس بدوله وانما هو عباره عن مجموعة مجتمعات متنافره( اكراد، عرب و تركمان واقليات ) و ( شيعه، سنه و مسيحين ) وغيرهم وفي ابسط الاحوال ينبغي اخذ مبالغ من العراق مقابل تحريره..! أهكذا يفكر ترامب؟؟
يا عراقيون، يعني حتى اجتياح العراق تحت ستار حجج ومبررات باطله له ثمن! اما السعوديه فعليها ان تدفع ثمن حمايتها من ( إيران ) وقد خضعت في الفترة الاخيرة للابتزاز في عهد ( سلمان عبد العزيز ).. كما ان اعلان ترامب عن ضرورة إقامة جدار يفصل بين امريكا والمكسيك على ان تتحمل المكسيك نصف تكاليف اقامته.. وقد اثارة سياسة ترامب بجانب اخر حفيضة المانيه وكندا.. ناهيك عن روسيه وايران وكوريا الشماليه وربما سياتي دور الصين ودول امريكا الاتينيه.
طيب يتسائل البعض فيما اذا كان كل ذلك عبارة عن نهج لبرنامج يعكس صورة الهيمنة الجديدة.. ام هو تصرف او اسلوب لرئيس ارعن ؟؟.. والا ما معنى ان تضرب سوريه (في خان شيخون ) دون ان ياخذ اذن او قرار من مجلس الامن.. ودون اجراء تحقيق لمعرفة مصدر الاسلحه الكيمياويه ومصادر انتاجها واماكن دخولها..
ثم هل اصبحت ادارة الارهاب لها ثمن؟؟ ( قواعد عسكريه وتفتيت شعوب وتشردها ).. وحتى التحالفات اصبح لها ثمن تباع وتشترى فيها ؟؟ ابلغوني مأجورين هل هناك شي لا يباع ويشترى.. حتى الخطط وشبكات التجسس والاعلام المضلل اصبح لها ثمن.
امريكا برئاسة ترامب انغمست فيها و فعلتها وعلى المكشوف سواء استغلالاً لضعف الاخرين ام ابتزازاً لهم.. وهذا ما فعله مع سلمان حيث منحت السعوديه امريكا ٢٠٠ مليار دولار على هيئة استثمارات جديده و٥٦ مليار دولار لشراء سندات والبقية تاتي.. وهناك تنسيق بين الامارات وامريكا نحن واخرون نتسائل هل تغير العالم والعلاقات بين الدول ؟
لقد ذهب زمان الاحتلال بالجيرش وتنصيب ( العملاء ) الحكام وونهب الخيرات والموارد من الشعوب واضطهاد ابنائها فهل نطلق على زماننا الحالي بزمان ( إدفع ) .
اجمالاً في غمرة هذا الضجيج.. وحتى يحقق الرئيس ترامب غاياته واهدافه.. فقد اختار أغلب مستشاريه من العسكرين وبالذات فقد نصب الجنرال ( جيمس ماثس ) وزيرا للدفاع وهذا الرجل شغوف بالحروب وقد لقبه الكثيرون ب( الكلب المسعور) .
يبدو ان ترامب لم يكن سياسي ناضج ولم يكن متخرج من موسسات سياسيه وغير دبلوماسي بالمره لا بل يعتبره البعض اشبه بمراهق سياسي ووفق هذه التشكيله يمكن ان توصف الاداره ب( الفوضويه ).. كما ان تصريحاته الغير وازنه بسبب سيطرة العسكريين على ادارته وتسرعه باتخاذالمواقف كما حدث عند قصف خان شيخو في سوريه دون استشارة مجلس الامن او السماح باجراء التحريات لمعرفة ملكية السموم ( وذكرنا ذلك سابقاً ).
ان الثرثرة السرديه لترامب خلقت له مشاكل داخل امريكا وخاصة موضوع التامينات الصحيه وموضوع الهجره الى امريكا.. كل هذا حصل ولم تمضي على رئاسته سوى ال ١٠٠ يوم لقد اثيرت على ترامب مشاكل داخليه وخارجيه كثيره فتكاثر الخصوم عليه حيث بدات التكهنات والتوقعات تشيران ترامب إن استمر بالسير على هذا النهج المدمر والمثير للجدل.. فقد لا يستطيع إكمال مدة رئاسته كما ان المشكلات التي اثيرت اضافة الى تصرفاته الغير دبلوماسيه وكأن الادارة عبارة عن بزنس! ويشير البعض انه قد تتم عملية اغتياله وتصفيته كما حدث للرئيس ( جون كندي ) في عام ١٩٦١.. او إقالته وفق فضيحة ترتب له من الخصوم وما اكثرهم — كما حدث مع ( نكسون ) في فضيحة ووتر غيت.
صحيح ان الزمن قد تغير فعلاً واصبح كل شي يخضع لدولة البزنس الكبرى في العالم.. التي تأمر فيطاع أمرها وتطلب فيلبى طلبها كما ان ذاكرة حروب امريكا وماسي نتائج تلك الحروب ( فيتنام وافغانستان والعراق ) وغيرها الكثير لا زالت لم تمسحها او تزيل اثارها لدى الشعب الامريكي..
ترى هل سيسمح الشعب الامريكي ان يقوده عسكر متطرف وكلاب مسعوره ورجل بزنس لايفقه معنى السياسه؟ هل هذه هي نهاية التاريخ؟ لنرى