نعم ( إسرائيل ستزول ) .. هذا بالضبط ما قاله الرئيس الأميركي أوباما وإن قال عكسها , في كلمةً له أمام طلاّب جامعة للكيان الصهيوني في القدس .. سنترك جانباً الخوض في كلمته الطويلة الّتي ألقاها أمام الطلاّب “إسرائيليّون” والّتي أراد من خلالها القول لموسكو تحديداً وليس لغيرها ومتحدّياً أنّ أميركا لا زالت أقوى دولة في العالم والدليل نحن من أمرنا بإطلاق الكيمياوي على خان العسل بحلب لنوقف مسلس إرهابنا الروسي بقطع البحريّة الحربيّة وحاملات طائراتها ونحن في موقف ضعف ! .. نعم لنترك كلّ ذلك جانباً ولنركّز على كلمة بعينها أطلقها السيّد أوباما تفصح برأيي أو تنوب هذه الكلمة أو هي ملخّص عن جميع ما سرده الرئيس الأميركي في كلمته الأخيرة اليوم هذه .. صحيح هو قال “إسرائيل لن تزول” أمام الطلاّب ولكنّه كان يعني من غير أن يشعر ومن غير أن يشعر طلاّب كيانه المدلّلون “الهاجسيّون” أراد القول عليكم ألاّ تقلقوا ! وإلاّ لو الأمر كان عكس ذلك لكان لا داعي لأنّ يقول كلمة تبعث الاطمئنان أصلاً , وهل يحتاج التطمين إلاّ لمن يتملّكه القلق ! ..,وإلاّ لو كان الطلبة الاسرائيليّون مقتنعين بكلام الرئيس الأميركي مسبقاً من قبل أن يقوله هو لصفّقوا له بالطريقة التقليديّة المفترضة أن تكون في صدر كلّ من هو مقتنع قناعة اليقين أنّه غير قلق ومن دون داعي للقفز المفضوح حين هبّوا من أماكنهم كالملدوغ أو كالمهووس الّذي سمع خبراً يعيش هاجسه كلّ لحظة ! .. فقفزاتهم المفاجئة هذه والّتي لربّما كانت مفاجأة حتّى بالنسبة للرئيس الأميركي عبّر عن ذلك بصمت عميق للتحضير عقبها لكلمة بعدها هي عيّنة تعبّر عن حقيقة هواجس مقلقة يعيشها عموم شعبهم وعموم الطبقة المثقّفة فيهم وهي الأخطر لو لازمت هذه الهواجس هذه الشريحة الأهمّ , ودالّة دلالة كافية على أن مستقبل دولتهم مجهول .. كما وأنّ وجود دولة تتغطّى باليهوديّة من أجل أن يُكتب لها العيش لا بدّ وستضطرّ معها ومعها بريطانيا لتعميم المظاهر الدينيّة المتطرّفة منذ قرنين من الزمن لزرعها بين العرب وأعني “الوهّابيّة والأخوان المسلمون” لتضييق مساحة الصراع بين الكيان وبين العرب ووضعه بين قوسين يعني تحجيم العرب بتقزيمهم بوضعهم “رأس برأس” وندّاً بندّ وكأنهما متساويين يتولّى هذه المهمّة أعراب الجزيرة وأموالهم المنفّطة .. فملفّات وتمائم وصحائف وصحف وكتب “مقدّسة” وأسطر وأساطير وكلّ ما اختلط حابله بنابله الصحيح منه بالموضوع بالمحرّف بعيداً في عمق التاريخ المجهول لابدّ وسيخلق مثل هذا الاشتباك فوضى وعراقيل لا حصر لها أمام كلّ من أراد أن يبحث عن حقيقة وجود هذه الدولة المشكوك فيها ممّا سيشكّل مثل هذا الأمر بالتالي مبرّرات الهروب أو الابتعاد عن التفكير بملاحقة مثل هذا النوع من “الأدلّة” لكلّ ن يتبرّع لأجل العرب ولأجل قضاياهم لصعوبة الخوض في متاهة مثل هذه الميديا وصعوبة تنقيتها أو التفريق أو الفصل بينها وصعوبة فهم ظروفها أو فهم الصحّ منها من الخطأ إذا ما أثير موضوع على أعلى المستويات ووضع موضع البحث كموضوع احتلال دولة وتهجير شعب في وضح النهار .. أمّا ما قاله الرئيس أوباما : “لدى إسرائيل دعم أقوى دولة في العالم” فلا يخرج عن انعكاس للهاجس بالتراجع وبداية الاضمحلال والّذي باتت تشعر أنّها تعيشه هذه الإدارة الأميركيّة وتطبّق سلوكيّات تلك الهواجس كلّ يوم ولكنّها تداري أن تعلن هبوط منزلتها إلى مرتبة أقل بكثير ممّا كانت عليه قبل احتلالها للعراق بلحظات قليلة قبل غزوها له ! ..
ثمّ .. وبعد غزو العراق وحصاره من قبل , والّذي أتاحت لهم تلك السياسة الخاطئة حينها للعراق باحتلاله الكويت .. وبعد ضياع العراق واختفاء قوّته وبأسه الّذي كان حاضراً على الدوام بوحدة شعبه وحضور بأسهم العظيم بوحدتهم المعهودة تلك قبل أن تدخل إليه فتن الاحتلال .. أصبحت “إسرائيل” أقوى قوّة في المنطقة من حيث وفرة القوّة الناريّة لديها .. مع إنّ ذلك لا يعني أن تكون قوّتها كذلك حين تدخل حرباً فعليّة مع عرب حقيقيّون لا عرب مُخوأنون ومُشيأخون عملاء من الّّذين يكاد يقفز الفرح بهم من بين عيني أوباما وهو يصف “إسرائيل” بأنّها أقوى قوّة في المنطقة” .. !