23 ديسمبر، 2024 4:45 ص

الرئيس أردوغان ومهزلة العبادي والصدر …!     

الرئيس أردوغان ومهزلة العبادي والصدر …!     

يتابع العالم كله ،بأعجاب شديد ، خروج الشعب التركي لافشال الانقلاب العسكري،الذي قاده ضباط صغار في الجيش التركي، بدعم وإشراف من المعارض التركي فتح الله كولن من منفاه في بنسلفانيا والمدعوم امريكا ،وخروج الشعب التركي،جاء من نداء الرئيس رجب طيب اردوغان عن طريق (موبايله الشخصي)،فشعر الشعب بجرح في كرامته وهو يرى رئيسه يخاطبهم من هاتفه النقال ، فخرج الى الشارع دون وعي وعن بكرة ابيه، مطوقا الانقلابيين ومحاصرهم ، حتى تمكن منهم وأجبرهم على الاستسلام، فمنهم من تمدد امام دبابات الانقلاب ،ومنهم من صعد الدبابات ، ومنهم من اقتحم اماكن تواجهم في القناة الرسمية الرتكية وورئاسة الاركان والجسور، وافشلوا بصيحاتهم (الله اكبر )،
 اخطر انقلاب تتعرض له تركيا، منذ انقلاب الجنرال كنعان ايفرين، الانقلاب ،فشل بالتفاف الشعب حول قائده اردوغان وحزبه العدالة والتنمية، والتفاف الجيش بولائه المطلق، لتركيا الديمقراطية واردوغان وحزبه، هذا هو أساس فشل أي انقلاب ، عندما يكون الشعب والجيش ،الظهير الاوحد للرئيس والحزب الحاكم ،وهكذا انتهى الانقلاب بفضيحة كبرى لمن كان وراؤه ولمن هلل له ودعمه اعلاميا، من دول الجوار والدول العالمية ،وانطوت صفحة الانقلابات العسكرية في تركيا الى الابد، طالما هناك شعب عظيم وواع وحضاري يضحي من اجل تركيا الديمقراطية ،وجيش كل ولاؤه للوطن ،وليس لغيره ، نعم انتهت صفحة الانقلاب وبدأ عصر جديد، وولاء جديد ونصر اكيد لاردوغان وحزبه ، وتركيا بقيادته ماضية ،بمشروعها التحديثي واقتصادها المتين ،لافتتة انتباه واعجاب العالم كله ،وضربت مثلا رائعا في مواجهة الازمات بكل هدوء وصبر وارادة وطنية قل نظيرها ، ولكي نقارن كل هذا بما يجري في العراق من مهازل وفضائح وفساد على يد مجموعة من اللصوص والقتلة وأمراء الحرب ، نسلط الضوء على آخر حدثين ومهزلتين ومسرحيتين تافهتين،قاما بهما حيدر العبادي رئيس الوزراء ومقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، فحيدر العبادي ،بعد ان حررت له قوات التحالف الامريكي ومستشاروه العسكريين والفرقة المجوقلة(101)، وقطعات الجيش العراقي والميليشيات ، مدينة الفلوجة ،التي عجزت قواته وميليشياته سنتين من دخولها ، خرج علينا باستعراض عسكري باهت وهزيل،يفتقر الى التنظيم ،وتطغي عليه الفوضى،وتتصدره الميليشيات باسلحتها وشعاراتها الطائفية الكريهة ، وكأنه استعرض للميليشيات وليس للجيش، فكان اختيار الوقت فضيحة(الساعة السدسة صباحا)،
 والمكان فضيحة ساحة التحرير والمفروض ساحة الاحتفالات الكبرى، ووجود العبادي وحده في مقصورة مصفحة دون وقوف وزير الدفاع او الاركان بجانبه كما هو واجب، وادائه التحية الخجولة الباهتة ، ووو، واضافة الى ان الهدف من وراء هذا الاستعراض ،لم يكن كما اعلن العبادي واحزاب السلطة،انه بمناسبة انتصارات الجيش وتحرير الفلوجة ،ومرة قالوا بمناسبة عيد الجمهورية في 14 تموز، واخرى قالوا لاثبات وجود ورفع معنويات واطمئنان الشعب بعد تفجيرات الكرادة ورسالة للارهاب، وهكذا تناقضت التصريحات وهذه وحدها كافية ، لان نقول حكومة فوضى لا رأس ولا أساس، ولكن الهدف الرئيسي الذي لم تعلنه حكومة العبادي، هو تهديد وتحذير مقتدى الصدر،ومطالبته اتباعه بتظاهرة مليونية الجمعة المقبلة لمواجهة الفساد الحكومي، الذي زار موقع انفجار الكرادة ، واطلق تهديدات للميليشيات وتوعدها مع الحكومة بمظاهرات مليونية كاسحة يوم الجمعة ،ومنتقدا ايران ودورها التخريبي في العراق، وهكذا ظهر بعد زيارة الصدر بيان من مكتب رئيس الوزراء ،يطالب الصدر بتأجيل التظاهرات ، فرد الصدر بزيارة ساحة التحرير، وتاكيد التظاهرات مؤكدا على سلميتها وانها تطالب بالاصلاح ،وانها سلمية ولاتستهدف احد، محذرا الميليشيات المسلحة من النزول الى الشارع ،ولكن ما لم يعلنه الصدر ، أن الاستعراض كان موجها له بعد بيان وزارة الداخلية بان المظاهرات ليست مرخصة واننا سنتعامل معها على انها تدعم الارهاب، وهكذا استلم الصدر الاشارة والتحذيرمن ايران والحرس الثوري ، وادرك خطورة موقفه وتظاهراته، فجاء الى ساحة التحرير،خائفا مهزوما، لم يستطع ان يتكلم سوى بضع كلمات شكر فيها الحشود على قلتها الغير متوقعة له، وانهى على عجل تظاهراته ، وعاد ادراجه بلا نتيجة ، بل خسر جمهوره واتباعه ،الذين خذلهم وضحك عليهم ، وانتهت مسرحيته الهزيلة ،كما انتهى استعراض العبادي ومسرحيته ،هنا لابد ان نقول ان استعراض العبادي، و مسرحية الصدر،  كان يقف وراؤهما ايران ، ونوري المالكي، في مخطط واضح /كيف/ ان ايران كانت تريد باسناد ،واعلان الحرس الثوري العراقي ،في استعراض العبادي،وتنفيذبواسطة الميليشيات التي يرأسها المالكي، ويقودها في العراق بتكليف من خامنئي، انقلاب عسكري يخطط له المالكي منذ سنوات بدعم ايراني معروف ، للعودة الى رئاسة الوزراء، وقد صرح بهذا هو بنفسه، اذن فهو مخطط انطلى على العبادي، ومرره المالكي عليه، 
باقناع قادة الميليشيات له، وجاء رد الصدر بتظاهرات ارادها مليونية وتصريحات ضد الميليشيات التي وصفها بالقذرة والوقحة، وانتقد علانية ايران ودورها السلبي في العراق كما قال، وهذه اشارة اكيدة على دراية الصدر بنوايا ايران والمالكي، وهكذا افشل نواياهم ، والاستعراض افشل تظاهراته ، وهكذا اراد الموقف الامريكي لتصعيد الحرب الشيعية-الشيعية، وتعمل باصرار على هذا،وما زال هذا السيناريو تعمل عليه ادارة اوباما ، وهي من يدعم الحرب الشيعية-الشعية،بعد ان اشعل الحرب السنية –السنية،والحرب الكردية –الكردية، ما نريد قوله الان ، ان الفوضى التي تعم البلاد، يقف وراؤها امريكا وايران كل من زاويته  ومصالحه ومشروعه، ولكن وهنا بيت القصيد، ان الشعب العراقي ، هو سبب ما يجري ، وليس امريكا أو ايران ،او السعودية او قطر او تركيا ،او او،فهو من يستطيع التغيير وازالة الطغمة الفاسدة والاحزاب الفاسدة الطائفية،والعمائم الفاسدة ، ألم يقتحم البرلمان ومجلس الوزراءن لماذا تراجع ولم يستمر،لماذا انسحب بتصريح هزيل من مقتدى الصدر تاركا الفساد والمفسدين يعبثون بمقدرات الشعب موارده،فالشعب هو مصدر القرار وليست الاحزاب، وحينما يقرر لاتوجد قوة في الارض توقفه، وهذا ما فعله الشعب التركي العظيم،والشعب المصري العظيم، والتونسي العظيم، شعب العراق مقاد من شلة واحزاب طائفية غيبته عن دوره الوطني والقومي، وخدرته بشعارات طائفية ومظلومية كاذبة، اشار لها مقتدى الصدر عندما قال (بأن الشيعة فشلوا في الحكم)، لانهم استخدموا الدين والمظلومية لتحقيق اجندة ايران واظهار الولاء المطلق لولي الفقيه ،وفشلوا في الحكم وقدموا الولاء للمذهب على الوطن، عكس الشعب التركي الان ،الذي اعطى نموذبا نادرا للولاء للوطن ، وتماسكه ابهر العالم كله، فجميع احزاب المعارضة تلاحمت مع الشعب ومع اردوغان وحكومته رغم انها معارضة سياسيا له، لكن عندما يتعرض الوطن لمؤامرة خارجية،يكون الدفاع عنه واجب وطني بغض النظر عن من يحكم البلاد، هكذا هو الشعب الحي الحضاري، المنصر بوطنه حد الموت ، وهذا ما شاهده العالم في مواجهة الانقلاب العسكري، فأين احزاب السلطة والكتل ورجال الدين في العراق مما حصل في تركيا وشعبها العظيم، 
 ان مصير العراق،وانقاذه ن ليس باستراض باهت وتافه ومفضوح الاهداف، ولا بتظاهرات هزلية،مدفوعة الثمن ولمصالح شخصية وفئوية ، وانما بثورة كبرى تتلاحم فيها الجماهير كلها وتقرر مصير العراق من اقصاه الى اقصاه وتنهي حكم الملالي والعمائم الفاسدة والاحزاب العميلة والتي ولاؤها ليس للعراقوانما للولي السفيه الفقيه ،وترهن مستقبله به، ان اردوغان وشعبه العظيم اعطانا درسا مهما في الوفاء للوطن، ودرسا مضيئا  في الوطنية والولاء  للوطن، وهكذا نرى ان مسرحية العبادي وتظاهرات الصدر نكتة سمجةلم تنطل علينا ،  قدمت على مسرح عراقي، غارق في الفوضى والدم والتفجيرات، وانفلات الميليشيات التي تريد ان تسيطر على العراق وتضمه الى ايران ، وهذا هو حلم ملالي طهران ،ومشروعهم الفارسي كي يجعلوا من بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية ، هذا حلم لن يتحقق بعون الله وسيأتي يوم قريب جدا ليثور شعب العراق، وينهي فصول المسرحية الهزلية والهزيلة ،مسرحية الاحزاب الطائفية والعمائم الخائنة للعراق…