18 ديسمبر، 2024 8:06 م

الرئاسـات الثلاث . الوزراء . المسؤولون .. عليكم غربلة مستشاريكم وحاشـيتـكم !

الرئاسـات الثلاث . الوزراء . المسؤولون .. عليكم غربلة مستشاريكم وحاشـيتـكم !

مهمة رئيس الجمهورية .. أو رئيس الوزراء .. أو النـواب .. أو أي مسؤولية أخرى في الدولة .. كـم هي صـعبـة ، وكـم الخطـأ في تقـدير القائــد فـظيع ، لأن له إنعكاسـات على مصيـر أفــــراد وجمـاعات .
فالرئيـس او المسـؤول .. إن لـم يغــربــل أو ينخــل ويحقـق في المعلومات التي يتـلقاهـا مبـاشـرة أو نقلـت اليه بالواسـطة ، قـد يـقع فــي خطـأ فادح .. وقـد تكون نتـائـجـه ظلـم أبـريـاء واتخاذ قرارات يشـوبهــا غـرض أو هــوى أو مصـالـح أو رغبــة في الأذى ، وبـمقـدار ما للرئاسـة أو المسؤوليـة من وجـه مشـرق وألمعيـة ، بالمقــدار نفسـه ، يعـاني الرئيس أو الوزيـر أو المسؤول قـلقـاً لحرصـه علـى أن لايكـــون ضـحيـــة معلومــات غـير صحـيحة .
مـــن هنــا تـبدأ حـكمة الرؤوساء والوزراء .. بل وكل مسـؤول .. أن يحـيـط نفســه بأعــوان مخلصـين يصـدقـون القول والفعـل .. ويـرّوون له الحقـائق غـير مشـوهـة ولا ساعية لإيــذاء أحــد .
فإذا تــوفــر للرئيـس او الوزيـر او أي مســؤول .. جـو من التجـرد والموضوعيــة يحـيط بـه ، اســتقام له القـرار الرشــيد والحكــم الســديـد الذي يـبرأ مـن الكيــد والانتقـام ، وإلا أتهـم بما هـو منـه بـراء .
وأخطــر ما فــي الحيــاة لأصحــاب الشــأن طبعـاً ، الكــرامـة والضمــير أن تضطــر الى اتخــاذ مـوقـف لاتــريــده ، إلا ان كل القــرائــن والمعطيــات تفـرضــه عليـك وتجعـلك أسـيره دون أي قــرار من ضمـيرك .
أجــل انـه من المـؤلـم جـداً ان يشـعر المســؤول بـإن قنــاعته تحـيـط بهـا حسـاسـيات ومصالح وضـباب من المـقربيـن منـه والمنتفعين بـه وبنـفــوذه وبصـداقتـه له . والعـالمـين بـضـعفـه تجاهـهم وبأن لهم عنــده إذنـاً صـاغيــة .
والاقــوال التي اوردناهـا اعلاه طبعــا تنسـحب على كل مســؤول في الدولة سواء أكان وكيل وزيـر او رئيس مؤسسة أو مـدير عام أو رئيس مجلس إدارة .. ألخ فكــل هـؤلاء .. معــرضون للأخطـاء ولسـوء التقــديــر ألذي يجـــري علـى مـرؤوســيهم والـذيــن مصــائرهـم بين أيديهــم إذا لم يحـسنوا التـحقـق من معلومــــات يتلقونهــا أو نمـيمـة يبـلغّون بها وكأنهـا وثـيقــة أو خـبر مجـرد ملؤه الصـدق والصحــة .. وهو في الحقيقة .. غير صحيح .
وكما ان من نعــم الله على البشــر ان توليهــم مصــير النــاس وأقـدارهم وأرزاقــــهم ، لذلك عليهم ان يتمّـرسوا بالرفــعة على اعلى المستويات الرفيعـة التي تضمن ان لايكــونــوا مخدوعـين بأخبــار مشـوهـة تـجّـر الهوان على الابريــاء .
إن مقـام الرئاسـات والوزراء واصحـاب القــرار لها تبعـة مرهقـة لمن له ضمير وقـلب وخلق .. ولمن لا ينــام الليل اذا ارتكب خــطأ ، أو ذهب ضحية معلومات كاذبـة او وشــايـة مغرضـــة . ومن هنـا تكمـن خطـورة تصـرف القـائــد اوالمسؤول.. وهو .. التـبصّـر .. والتعمـق والتحقـق في المعلومـة التي تصله من المقربين . .