عجيب غريب امور قضيه ! كل هذه العجائب والغرائب في العراق وساستنا يتصارعون أمام الكاميرات ويتبادلون الاتهامات كل منهم يحمل الأخر مسؤولية الإخفاقات والنكبات والآهات التي تصيبك يا عراق . السيد الرئيس يتهم السيد الرئيس والسيد الرئيس يرد على الاتهامات بأقسى العبارات هذا يدعوا لاجتماعات وذاك يدعوا لعدم الاستجابة ويرد الأخر بشتى التبريرات . الكل يدعو لمقاطعة الطرف الأخر ولعبة جر الحبل بين الشد والشد مستمرة وقطعوا أحبال المودة وأكثروا من العقد حتى بات حبل الوصل اما مقطوعا او معقودا بعقده التنكيل بالأخر. الرئاسة فراسة أيها الساسة والفراسة نوعان هيه الفراسة ( بكسر الفاء )التي تمنح صاحبها الرأي الصائب بالتفريق بين الحق والباطل بين الصادق والكاذب ويكاد ان يرى الأشياء مكاشفة وهذا نوع من أنواع الإيمان الرباني وهذه الفراسة تختلف عن الفَراسة (فتح الفاء ) الذي هو حذق ركوب الخيل او الفروسية وما أجمل أن يجمع المرء بين الفضيلتين معاً ،فيكون فارساً مغواراً شجاعاً ومتفرساَ في اٌن واحد. ويشتركا الاثنتين معا في كثير من المواصفات الإنسانية منها الشجاعة والحلم والصبر والعفو عند ألمقدره ودرء الفتن وصدق في الحديث ووفاء في العهود واحترام للمواثيق . ان بناء الفراسة كبناء الولاية و الإمارة والسياسة منها ما يولد مع الإنسان كصفات فطريه قابله للتطوير والتطور ومنها ما يكتسب بالعلم و التجربة والتعلم . ان الفراسة أيها الساسة هي مكاشفة النفس ومعاينة القلب والتقرب من ما هو في الغيب والنظر بعين إيمانيه تستشرف المستقبل وتحدد المخاطر وترسم طرق النجاة فاين ساستنا من فراسة المكاشفة والمعاينة والتفرس ان ما يحدث اليوم من تناحر في السلطات والإكثار من المناكفات ألسياسيه والتناطح الإعلامي بين الرئاسات جعلنا في حيرة من آمرهم وكيف لنا ان نصفهم او نثق بهم ؟ فتبادل التهم بين الرئاسات افقد ثقة المواطن بهكذا ديمقراطيات ديمقراطيات الدم والعنف هؤلاء الفقراء هم شركاء في القرار وشركاء في المسؤولية وتبادل التهم في ما بينهما لايعفي اي منهم وزر الدم العراقي المسفوح . ايها الساسة نوابا كنتم ام وزراء شرقيين ام غربيين الولاء فاعلموا إنكم ليست أغلى من هذه الدماء ألجاريه وان الطفل الذي يستشهد بسبب هذه الأحداث هو شاهد على فشلكم جميعا , لم يعد باستطاعتنا ان نعطي المزيد من نذور الدم العراقي من اجل هذا السياسي او ذاك لقد أعطينا الكثير ألكثير من الدماء والأبناء وصعدت الأرواح الى السماء تشكوا جحودكم ونكرانكم وتجاهلكم لهذا الشعب والوطن . أيها السادة ان الرئاسة فراسة بفتح فائها ومن ضمن ما تعنيه تحلي الفارس بالخلق الرفيع والشهامة والشجاعة و المروءة وقد كان الفارس في قديم الزمان لا يتقدم على معيته بل أفضلهم من يكون ساعة الوغى في ألمقدمه وساعة الرخاء في ألمؤخره وان أمروه صار خادمهم وعاملهم . ان تبادل التهم بين الرئاسات ومحاولة تعطيل او تأخير القرارات في هذا الوقت بالذات يعني عدم الاكتراث وضعف في الإدارات وديمومة للازمات . كنتم سابقا ايها الساسة تدفعون الشعب للمشاركة في ألعمليه السياسية وما ان وطئتم كراسيها وامتطيتم سطوتها حتى بتم انتم تتخلون عن ألمشاركه فيها .انه من المعيب على الساسة ان يتناحروا والشعب ينحر ومن المخجل ان يتبادلوا التهم وهم متهمون من قبل الشعب بإراقة دمه واستباحة كرامته . اليس فيكم من فارس لينتخي لهذه الصرخات ويتنازل عن بعض المسميات والامتيازات . اليس فيكم من يتقي فراسة هذا الشعب المؤمن الذي بات يعرف كل شيء ؟ وان صبره قد ينفد وهم فرسان البلاد في الولاء والوفاء لأمهم الأرض وأبيهم العراق.
تيقنوا ايها الساسة بان العراق أغلى منكم جميعا واذا كانت لكم مناصبكم وامتيازاتكم وهذا هو حالكم في ما بينكم فليس لنا نحن الشعب غير العراق هو امتيازنا الأبدي وهو حصننا وأرضنا ولن نقبل ان تذبحوه بسكاكينكم المشئومة .ان التناحر السياسي و التضليل ألأعلامي وتبادل التهم هو خذلان للشعب وخيانة للعراق . ان الرئاسة تعني راس ألجماعه وانها مسئوليه أخلاقيه قبل ان تكون سلطويه او سيادية انها تكليف وليس تشريف ووسيله وليست غاية وإنها خيار ديمقراطي وتكليف شعبي اذ إن الديمقراطية تعني إن يختار الشعب من ينوب عن الشعب وان يعمل من اختارهم الشعب لمصلحة الشعب و تحت رقابة الشعب في ظل ما ارتضاه الله لنا وانها أمانه ومن لم يستطع تحملها فليعلم بأنه مسئول أمام الله عن هذه الأمانة وعن هذه المسئولية . فرفقا بأنفسكم أولا أيها السادة لأنكم مسئولون أمام الله عن كل ما صنعتموه وتصنعوه وعن كل قطرة دم وعن كل تحريض وعن كل تزييف للحقائق وعن كل تفريق للشمل …….. فتفرسوا مستقبلكم في الدنيا والآخرة لان الرئاسة فراسة أيها الساسة .