الّذي دفعني للكتابة عن “غدير خم” كثير , فالسنّة مثلاً وكما قلنا قومٌ “نصّيّون” أي حافظوا على الموروث بحذافيره لطالما الأمر إله وتنزيل , والإله “كلمته واحدة وثابتة” فخافوا الشرك لو توسّعوا لذا سهل هضم بعضهم دخول “لسلفيّة” ولم يخلعوا على “بشري” عيداً مضافاً مهما عظمت منزلته حتّى ولو بمنزلة نبيّ , والمتصوّفة الاتراك من أدخل “المولد النبويّ” , والشيعة كانوا نصّيون أيضاً لكنّهم توسّعوا مبكّراً مارسوا احتفاليّة سنويّة عرفت ب”قطم الأصابع” أقاموها ببضع سنين من مقتله يعضّ أحدهم إصبعه ويقطمه ويرميه فوق قبر الحسين , اختفت بعدها بعدما عادوا لرشدهم .. وممارسة أخرى أيضاً لا يعلم بها “الشيعة”, فبعضهم وبعد مقتل الإمام ببضع سنين ولغيضهم من معاوية وألم وندم على الإمام ومشاعر تفريط توخز به , يأتون بشخص يشبهه , “بطيناً” أصلعاً قصير القامة يمسكونه سوط لينهال به على ظهورهم ليبكيهم .. طبعاً بقدر ما هناك “شيعة” لكن يبقى بعضهم شيعة متفهّمون تفهّموا دعوتي من هنا من هذا الموقععوت قبل أشهر بأداء التحيّة العسكريّة لآل البيت عند الزيارات أهيَب لآل البيت وأوقر لمكانتهم الخالدة في النفوس من طقوس لا تليق , وفعلاً لم تمض أيّام على مقالي نُشرت صوراً على الفيس بوك لجندي عراقي يؤدّ التحيّة العسكريّة أمام صورة للإمام ما يدلّ على شعبيّة “كتابات” ؛ بقدر ما هناك “شيعة” قد يجدون بعض ما ذكرت في مقالي هذا فرص استثمار لعيدين جديدين “عيد القطم” و “عيد السوط” .. فكما يعلم الجميع هما عيدين في الإسلام فقط كان يحتفل بهما الرسول هما عيد الفطر وعيد الأضحى , وهذين متفق عليهما .. أعياد كعيد الغدير هو من وحي “رؤيا” مزعومة استلّت من بعض المصادر الضعيفة السند أشيعت قبل عقود من الزمن كذكرى عابرة ضمن نطاق محدود اول الأمر , لكن وبعد أن وصل المتشيّعون للحكم وبميزانيّة وصلت 150 مليار دولار وهم يرأسون حكومة العراق أصبحوا “يهنّؤون العالم الإسلامي بعيد خمّ” ولم يعد هذا البعض من “الشيعة” يخفون ذلك , وبهذا العيد عيد الغدير ثبت أنّ التشيّع الحقيقي مات ودُفن بعد وفاة جعفر الصادق وأنّ جميع ما يدّعيه “الشيعة” اليوم لا يعدو أساطير أهدافها واضحة ؛ شيوع حالة استمراء استعداء طرف على آخر وسباب وشتائم مسندة بموضوعات ونصوص مزوّرة من مئات الألوف كلّها من وضع أصحاب عمائم .. انتبهت يوماً لصديق “شيعي” لا شيعي تعرّفت عليه في ليبيا وهو في حالة قلق سألته ما بك “أبو حيدر” أجابني نسيت القرآن في الأردن سألته وما هذا الذّي بيدك أجاب “مفاتيح الجنان” سألته متعجّباً تنسى الأصل كلام الله ولا تنسى كلام أدعية لبشر .. من خلال تتبّع بسيط لنوعيّة من الطقوس الّتي يمارسها اليوم “الشيعة” بعد أن كانت لا وجود لها أو ضعيفة الحضور وإن ذُكرت لا تُعدّ لغاية قبل عقود ومن ضمنها “عيد الغدير” ثبت عمليّاً أنّ “الشيعة” لا يمتلكون روح الرفض الموضوعي وليسوا أكثر من مدّعوا حب لآل البيت , سلوكهم العدائي للطرف الآخر يدلّ على ذلك ولا يعكس البتّة منحى واحد من مناحي حياة آل البيت أو “مظلوميّة” , والمظلوميّة في القرآن تعني إيذاء النفس ( فظلموا أنفسهم ) فلا يوجد “أسد كرّار أو أشتر” يقبل على نفسه أن يُطلق عليه “مظلوم” فالعرف العربي يستهجن التباكي أو الحزن أو الجزع بل التفاخر بالصمود أمام أقوى المحن على أن لا يكون مثار شفقة للآخرين , ولذا جاء “اللثام” لإخفاء الوجه عن أيّ حالة ضعف قد تعتري صاحبها أثناء ما هو يتقبّل العزاء بمصاب وذلك عرف بطولة قديم لدى العرب قبل الإسلام مستمرّ لغاية اليوم , فآل البيت لا أعتقد يقبلون أو يقبل سلوكهم العطر استدرار الدموع واستدرار العواطف على فعل بطولي تاريخي أدّوه , لذا هنالك جهات من غير العرب تلعب بمشاعر العرب الجهلة تسيّرها مثلما تُريد .. أخبرونا يا مسيّسين وأنتم لا تعلمون أو تعلمون أو بينكم من هو في حيرة ؛ من شرّع “عيد الغدير” وبات يصام له كصوم عرفة , أكيد ستقولون جبريل جاء أحدهم في المنام ! أنا سمعت من يدّعي ذلك وبأدلّة مركّبة هزأة وعندما يُطالب بأدلّة حقيقيّة لها أسانيد موثوقة يُدخلون السائل في دهاليز روايات عن عن عن ثمّ يُلصقوها ب”حجّة” يُسكتون بها السائل بضنّهم “واضح تعليمات منبريّة توصي بذلك” لكن إن قلت لهم إن المولاة شائع قولها ومن طبائعنا نقول: “أحبّك وأحب كلمن يحبّك” مثلاً وأنّ هناك آية مؤيّدة لهذه الطبيعة البشريّة تقول( المؤمنون بعضهم أولياء بعض ) ولا علاقة لها بتنصيب خليفة حتّى قد يصادف أحياناً إنّني أحبّ شخصاً ما حبّاً كثيراً وأودّه بشدّة لكن في بعض الأحيان عندما يطلب منّي قرضاً مثلاً قد أعتذر له أقول في نفسي قد يطمع فيماطل , مثل هذه طبيعة بشريّة لا يغمض عينيه عنها إلاّ من لا يريد للقرآن يفنّد مقولة “حجّة” .. ونسأل: ألا يمكن أن يعتبر هذا العيد عيد مزعوم , إذ واضح على مقاصده إثارة للفتنة , وهل سأل المتشيّعون المفزوعون من قطع الرؤوس لماذا ظهرت داعش , فأكيد سيبتكر الطرف المستفزّ كلّ ما بضنّه الدفاع عن معتقده وقد أهين وصحابة الرسول يشتمون ويُسبّون , لذا , وكما أعتقد هذا العيد لا يعدوا وضيفته تهييج “ناعم” للشارع “السنّي” , ثمّ بعد سنين سنسمع من سيقولون ظلمنا في زمن كذا في سنين كذا بما فعل “ابن تيميّة” وأنّ أمريكا .. أقصد أنّ ابن العلقمي خرافة ! .. برأيي إثقال كاهل الدين زيادةً على ما شرّع , لدى شريحة من الشيعة علاوة على ما للسنّة أيضا وبهذا الكمّ الكبير من المناسبات سيؤدّي إلى نفور جماعي من الدين ليس ببعيد وسيصبح تداول الدين بعمومه محدود جدّاً وسيعود ينكمش ثانية ليس بمقدوره يصحوا من جديد عندها سيدرك بعد الخراب من يمتنع عن الإدراك اليوم أنّ “الصحوة الدينيّة” كانت من فعل فاعل أريد بها المنطقة كلّها تدخل في صراعات دمويّة لا نهاية لها وبما يسهل قيادتها .. كما أعتقد أنّ تاريخ مفتوح على زمن مفتوح أغلقت فيه باب النبوّة وأصبحت قناعة كونيّة ارتبطت بالنبوّة! في وعي الجميع أدّى لمثل هذه الزيادات الجنونيّة بأعداد الأضرحة والأعياد والمزارات والمقامات فاحشة الثراء بانتظار ثراء أفحش أكثر بكثير هو إتلاف لعناصر الروابط الاجتماعيّة واستنزاف وضمير مُتعب يتعرّض لمختلف الضغوطات , والمثل يقول “إيدك وما مدّت وفي النهاية أصبح الدين بفضل عدم القدرة على التجديد لا يُسْرَ فيه ولا بطّيخ بل تصعيب بما لا يستطيع أيّ باحث أن يخرج من كلّ هذه المعمعة إلاّ بحقيقة واحدة مؤدّاها أنّ كلّ هذا الكمّ الهائل من التراث هو مزعوم ولا يعدو نتاج شحن طائفي مستمرّ “كوني” ويدفع أصحاب العقول “اليسار والرأسماليّون” للإيمان بما ذهب إليه أبا سفيان “لعبت هاشم بالمُلك فلا خبر جاء ولا وحي نزل” ..