بعد مضي عشرة اعوام على تركي لمقاعد الدراسة والتحاقي بسوق العمل حيث مارست اعمالا مختلفة وعرفت من خلال ذلك الكثير من التجارب التي وسمت حياتي بميسم الكدح في سبيل توفير لقمة العيش ,فكرت في ان القي نظرة على مدرستي ,لماذا افكر في الأمر …؟تساءلت مع نفسي …؟ حاولت ان اتراجع عن القرار ,لكن شيء في ذهني يلح عليَّ اشد الالحاح في ان اقف قريبا من المدرسة ,ان القي عليها نظرة أعتذر فيها لكل زاوية وركن بل لكل لبنة شهدت ايام دراستي وصبوتي واحاديث الرفقة والآمال التي لم تتحقق رغم كوني طالبا ناجحا في الدرس لكنه مشاكسا اكسبه ذلك بغضا كان في غنى عنه اضافة الى شدة محاسبته من قبل الهيئة التدريسية وخاصة مدير المدرسة .
دون ارادة مني ضغطت على دواسة البنزين وانطلقت بسيارتي الى الشارع العام ومنه الى الطريق الفرعي متجاوزا الكثير من الدور والمحلات وكان الهدف هو اللوحة التي تحمل اسم مدرستي التي كانت مدرستي قبل عشر من السنوات خلين.
البيت الابيض ثم عدة منازل تغيرت بعض معالمها فمنها هدمت واعيد بناءها ومنها اضيفت لها طوابق جديدة او غيرت ابوابها ونوافذها او جعلت واجهاتها حوانيت تجارية …
ياه …كم تغيرت يا ايها الطريق …
هكذا هتفت وانا ابحث ببصري عن اللافتة التي تحمل اسم مدرستي التي كانت قبل عشر من السنوات.
ومضيت في الطريق وانا استعيد تلك الذكريات والصور…
قف…
هتف بي رجل المرور …
ترجل من سيارته واستوقفني وسألني بنبرة حادة قائلا…؟
ابتسمت فشعر بمزيد من الغضب ونظراليَّ نظرة شزراء متسائلا ..هل تستهين بالعقوبة…؟
فما كان من المدير الا ان اغرق في الضحك لكنه ادخلني قاعة الامتحان و احرزت فيه درجة ممتاز .
هنا اغرق في الضحك هو الاخر ومضى الى ممارسة مهامه الرسمية…
الشيء الذي لم اخبره به هو انه لم يعرني الحذاء دون مقابل بل قال لي بالحرف الواحد سأعيرك الحذاء على ان تأتيني بعلبة سيكار فاخر…قلت له نعم سأفعل .
هتف قائلا وما يدريني انك سوف تفي لي بذلك …؟
ما كان مني الا ان انتزعت ساعتي وتركتها لديه رهينة ريثما اتم امتحاني وابتاع له علبة سيكار فاخر ….وهو ما كان