6 أبريل، 2024 11:37 م
Search
Close this search box.

الذي أذاق إيران كاس السم .. و دحر الاحتلال الأمريكي .. قادر أن يقتص من عملائهم بإذن الله !

Facebook
Twitter
LinkedIn

إذا الشعب يوماً أراد الحياة الحرة الكريمة و العزة و الرفعة , وذاد عن سيادة أرضه و عن شرف و كرامة حرائره و مقدساته … فلابد للقدر أن يستجيب و للصعاب أن تلين و للسمو أن يعلو فوق الآهات و الجراح التي ألمت بكل أطياف الشعب العراقي بدون استثناء , و تسقط جميع الرهانات العالمية و الإقليمية بحق العراق و شعبه المنتصر بقوة الله و قوة الإرادة و اللحمة الوطنية …. و بغض النظر عن حجم المؤامرة و فداحة الخسائر في كافة مجالات الحياة و التدخلات الشيطانية لأعداء العراق و شعبه الأبي في كل شاردة و واردة , و خاصة .. كل ما بذلوه من مال و قتل و ترويع من أجل تخريب النسيج الوطني و تحويل الشعب العراق على اختلاف مذاهبه و مشاربه إلى عصابات و مافيات متقاتلة متصارعة فيما بينها بعد أن تم إغرائهم بالأموال و المناصب , و بالتالي تنفيذ المخطط الأخطر وهو تقسيمه … ليس لأقاليم أو فدراليات ؟ بل قالوها بصراحة تقسيم العراق : إلى ثلاث دويلات حسب مشروع بايدن سيئ الصيت … كردستان في الشمال … و سنستان في الوسط … و شيعستان في الجنوب , و لكن الله و هو القائل جل في علاه ( و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين ) , نعم تقسم العالم بين مؤيد و معارض بسبب هذه الحرب الظالمة و الغزو البربري … و تقزمت أمريكا و مرغ أنفها بالوحل العراقي , و انهار اقتصادها و اقتصاد أوربا و أصبحت منبوذة و مكروهة في العالم , و بدل أن تقوم بالحروب المباشرة و غير المباشرة صارت تكلف عملائها و أقزامها الخليجيين بالقيام بهذا الدور عبر ما يسمى الربيع العربي , و أسندت هذه المهمة لأصغر بلد عربي للقيام بهذه المهمة ألا وهي دويلة قطر , بعد أن لعبت الكويت نفس الدور إبان التسعينات من أجل تدمير و من ثم احتلال العراق .                                       

كعراقيين مسلمين و مسيحيين عرباً و أكراداً و بكافة القوميات و الاثنيات التي تطرز هذا النسيج الوطني الرائع أن نفتخر و نزهو و نحتفل و نتعانق بعد أن أستطاع شعبنا العظيم بصبره و جلده الأسطوري و نضاله في جميع الميادين في الداخل و الخارج رغم المعانات القاهرة أن يُفشل مشاريع المحتل بوقت قياسي إذا ما قورن بما كان يحاك و يدبر لهذا البلد و هذا الشعب المقدام , الولايات المتحدة التي باتت القطب الأوحد المهيمن على العالم بعد سقوط الإتحاد السوفيتي  و التي كانت حتى الصين و دول قوية بعينها تخشاها و تحسب لها ألف حساب و ترعبها الآلة الأمريكية الفريدة من نوعها على مستوى العالم ! ها هي تهزم في العراق شر هزيمة … ها هي تنكسر في العراق … و ها هي قد انتحرت على أسوار و داخل المنطقة الحمراء المضرجة بدماء أبناء العراق البررة و ليس الخضراء ؟, حقاً إنها معجزة ربانية … العراق الذي أنهكته حروب أمريكا العبثية و دسائسها و مؤامراتها و تحالفاتها الخفية و العلنية مع جميع الدول التي تحيط بالعراق بما فيها الدول الشقيقة للأسف , بما فيها  الحرب الإيرانية التي  كانت حرب بالنيابة عن أمريكا و مصالحها  من أجل إنهاك و تدمير الدولتين المسلمتين الجارتين , أما حرب الكويت فكانت فخ شيطاني جر العراق له بالقوة بعد تطاول و تعنت آل الصباح على سيادة و كبرياء الشعب العراقي , و مطالبتهم  المتكررة من العراق ترسيم الحدود و دفع الديون , هذا بالإضافة  لإغراقها  سوق النفط  العالمي بالتناغم مع الإمارات و  السعودية بالنفط  ليصل سعر البرميل إلى 14 دولار فقط ؟, من أجل شل قدرة العراق و تدمير اقتصاده و تجويع أبنائه و عدم تمكنه من إعادة عجلة الإعمار و البناء التي بدأها عام 1979 , تبعات هذه الجرائم كانت كارثية و مأساوية للشعبين الشقيقين يتحملها أمام الله و شعوب الخليج … حكام الخليج الذين نفذوا كل ما أرادته منهم أمريكا و الصهيونية العالمية و جار السوء إيران , بعد أن نفاذ صبر العراقيين الذين لقنوا آل الصباح درساً لم و لن ينسوه أبداً , الأمر و الفخ الذي أدى في نهاية المطاف إلى شن حرب همجية أحرقت الأخضر و اليابس و فرضت على العراق حصار قاري أدى بعد 13 عاماً على اجتياحه بصورة همجية بربرية بحجج و ذرائع واهية . ناهيك عن التعويضات التي تم دفعا لآل الصباح و التي فاقت أكثر من 30 مليار دولار , و ما زالت الكويت تتحرش و تحرض على إيذاء العراق و العراقيين و تضمر لنا حقد دفين لا ينتهي إلى بنهايتها كدويلة و ضمها للعراق كقضاء و ليس محافظة طال الزمن أم قصر .                                                                                             

من منا بالأمس القريب لم يتذكر التصريحات الأمريكية المتضاربة و المتناقضة , فتارة كانوا يعلنون بأنهم جاءوا من أجل إنقاذ الشعب العراقي و جعل العراق دولة فريدة في الشرق الأوسط ؟ و تارة يقولون بأننا أنهينا المهمة و سنخرج بعد القضاء على الإرهاب الذي أردنا جره إلى العراق و محاربته قبل أن يحاربنا على أرضنا ؟ , و لكن كانوا يصرحون أيضاً خلال زياراتهم و تسللهم تحت جنح الظلام عندما كانوا يأتون إلى العراق بأنهم ما جاءوا إلى العراق … ليبقوا فيه فترة طويلة على أقل تقدير مئة عام ؟؟؟ ,  و أنهم سيبنون قواعد دائمية على أراضيه ؟ . فما حدا من ما بدا ؟. أليس من حقنا أن نضحك عليهم باللهجة العراقية ….. بعد وقت .                                                                                       
لقد غادروا العراق بشكل سري و هم ينسحبون وسط تعتيم إعلامي مريب منذ أشهر و تستر إقليمي غريب , تحت جنح الظلام , اليوم 18 -12- 2011 … ودع أخر جندي أمريكي قذر و آخر مركبة و عجلة أمريكية التراب الوطني العراقي الطاهر و بلا رجعة ,  و ليبقى هذا التاريخ العظيم محفور في ذاكرة الأجيال الحالية و اللاحقة ….بأن آبائهم  وأجدادهم العراقيين هزموا في هذا اليوم أعتا و أعظم قوة عدوانية شريرة من أرض العراق بعد غاصوا في مستنقعه  9 سنوات إلا شهرين و أربعة أيام فقط ….؟ , ما كانت لتبقى أو لتستطيع أن تلوي أذرع العراقيين لولا تآمر ذوي القربى من دول الجوار الشقيقة و خيانة و جاسوسية و وضاعة بعض أبناء العراق و هم قلة قلية و فئة ضالة باغية و جراثيم طفيلية تعتاش و تنموا حتى على أطهر و أقدس الأجساد البشرية , فما بالنا بهذا الجسد الطاهر أرض العراق التي يحتضن ثراه أجساد الأنبياء و الرسل و الأئمة الأطهار , ها هم العراقيين بكل طوائفهم و مللهم يُشيرون لهم و يشخصونهم و ينعتونهم بأبشع و أقذر التسميات بعد أن دنسوا الأرض و باعوا العرض يعد أن إتكبوا الخيانة العظمى بحق الوطن التي يحاسب عليها القانون في شتى أنحاء العالم بإنزال أقصى العقوبات .                            

لابد من طي صفحة الإحتلال البغيض الذي جثم على صدورنا و أغرقنا بالفتن و القتل و الشريد و التهجير و تيتيم أكثر من خمسة ملايين طفل عراقي و ترميل أكثر من مليون حرة عراقية , و قتل أكثر من مليونين عراقي بين ضابط و جندي و مهندس و طبيب و عالم و طيار و عامل و كاسب و فلاح و مواطنين آمنين في بيوتهم بسب القصف العشوائي الذي لم يفرق بين طفل و امرأة و رجل و شيخ أو بين شيعي و سني  , مسلم أو مسيحي عربي أم كردي , لا بد لنا كشعب عراقي واحد موحد بإذن الله و همة الغيارى و الشرفاء من علماء دين و أأمة مساجد و شيوخ عشائر لم تشتريهم أمريكا و عملائها بدولاراتهم البائسة و أموال السحت التي سرقوها من أفواه اليتامى و الثكالى أن نفتح صفحة جديدة لتأريخ عراقي جديد مشرق ننظر فيه للمستقبل … لبناء الوطن من أقصاه إلى أقصاه و نعيد البسمة و الفرحة على شفاه الأيتام , و الأهم من كل هذا و ذاك أن لا يجير هذا الانتصار العظيم في المرحلة الأولى و هي مرحلة دحر المحتل الأجنبي …. لحزب أو جماعة أو لمذهب أو قومية أو لزعيم أو قائد , فبما إننا شعباً و أرضاً قد دفعنا فاتورة الاحتلال و أذنابه الباهضة الثمن فبالتأكيد يجب أن نحصد ثمرة النصر و التحرير و الاستقلال الكامل و الشامل لكل العراق و العراقيين معاً و بدون إقصاء أو تحيز أو أنانية لطرف على حساب طرف أو فئة على حساب فئة , و لا فضل لعراقي على عراقي إلا بحب العراق و الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه ,  ولنضع نصب أعيننا أيضاً معادلة المحتل الأمريكي الصهيوني عندما أقدم على اختيار عملائه بدقة و خبث طائفي قومي قل له مثيل … ليوهم أبناء الشعب العراقي بأن هؤلاء الأوباش بعربهم و كردهم و بشيعتهم و سنتهم يمثلون كل أطياف الشعب العراق ؟, عندما أراد إيصال رسالته  بأن الشعب العراقي راضي و قابل بالتدخل الأمريكي السافر في جميع شؤون العراق الجديد بما فيه سن دستور و علم جديد له , فما بالنا نحن العراقيين اليوم و غداً كأبناء شعب واحد أن لا نشرك جميع العراقيين في عراق ما بعد الإحتلال بصياغة و صناعة القرار الوطني الجديد عندما ننتهي بعون الله من المرحلة الثانية و هي الأهم : ألا وهي التخلص من جميع تبعات و براثن الإحتلال و على رأسها التخلص من عملاء أمريكا و إيران و محاكمتهم محاكمة عادلة بعد أن يتم إلغاء كافة قوانين و دستور( بريمر _ فليدمان ) , و كلنا  ثقة و أمل كبيرين  بأن هذا الشعب العظيم الذي أذاق إيران السم و أجبرها على وقف الحرب والعدوان قبل أكثر من عقدين , و اليوم .. و هو يقف على أعتاب أكبر هزيمة مذلة للولايات المتحدة الأمريكية بعد حربها في فيتنام , يُجمع  المراقبين و الخبراء و المحللين …. بأن هذا الشعب الجبار أيضاً قادر على أن يعيد الأمور إلى سابق عهدها قبل الإحتلال بدون تهميش أو إقصاء … و الأهم من كل هذا و ذاك القصاص العادل بحق كل خائن و عميل و جاسوس رهن نفسه لتنفيذ الأجندة الخارجية الأمريكية أو الإيرانية … و قريباً بأذن الله سنحتفل بالنصر العظيم في ساحة التحرير … ساحة الشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن و من أجلنا جميعاً كي نهنأ و نحتفل بعيد الاستقلال الثاني بعون الله , و أن غداً لناظره قريب .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب