23 ديسمبر، 2024 2:29 ص

الذين سيضربون أمريکا في الرأس!

الذين سيضربون أمريکا في الرأس!

قبل أسابيع، وفي خضم التصريحات العنترية للنظام الايراني على خلفية الازمة الحادة التي يعاني منها بسبب من العقوبات الامريکية والاوضاع الداخلية الحرجة جدا، أطلق أحد قادة النظام تصريحا قال فيه بأن الولايات المتحدة الامريکية لو تجرأت على مهاجمتهم فإنه سيضربونها في الرأس، لکن يبدو إن إسطوانة الضرب في الرأس الامريکي قد تبدلت للإسطوانة المألوفة والمشروخة بإشعال المنطقة في حال هاجمت واشنطن النظام الايراني!
الحرس الثوري الايراني ومنذ أن إستلم حسن سلامي قيادته وهو المشهور بتصريحاته المتطرفة، صار يحرص أن يطلق بين الفترة والاخرى تصريحات عنترية منتقاة بدخلة بالغة من أجل صنع عناصر الاثارة مثل الافلام الهوليودية في سبيل أن يساهم ذلك في إيجاد ثمة مخرج لأزمة النظام وورطته القاتلة مع إدارة الرئيس ترامب، وقد کان آخر هذه التصريحاتمن جانب الحرس الثوري برد واسع مما أسمته بقوى المقاومة في المنطقة حال تعرضها لأي هجوم أميركي. أي إن النظام الايراني أکد مرة أخرى بأن عملائه في بلدان المنطقة هم من سيواجهون الامريکيين في حال إندلاع الحرب کخط أمامي، وبقناعتنا فإن النظام الايراني سيفعل ذلك حتما لأنه متعود على دفع الاخرين للحرب بالنيابة عنه، ولايوجد شك من إنه إدا ماحدثت المواجهة فإنه سيلجأ الى تحريك أذرعه”عملائه”في المنطقة على أمل أن يجعل البلدان التي تتواجد فيها أذرعه هذه خطوطا أمامية ضد الولايات المتحدة رغم إن العالم يدري بأن المواجهة لو وقعت فإن الولايات المتحدة وبحسب آراء معظم الخبراء العسکريين، سوف تستخدم الصواريخ والطيران الحربي والاهداف محددة ومعروفة ومنتقاة، وقطعا ليس بإمکان هذه الاذرع أبدا أن تنقذ أهم وأکبر قواعد ومنشآت ومراکز النظام العسکرية والامنية والاقتصادية من تلك الضربات الامريکية.
قيام النظام الايراني بدفع الامور للمزيد من التأزم بعد قرصنته المکشوفة الاخيرة وإحتجازه لناقلة النفط وإستخدامها من أجل تحقيق أهدافه، لايبدو إنه سيحقق أي هدف من وراء ذلك بل وعلى العکس تماما إذ تدل معظم المٶشرات بأن الامر سيرتد عليه سلبا، وإن عودته لإسطوانة أو نغمة إشعاله للمنطقة والتهديد بإستخدام أذرعه من أجل ذلك بعد فترة من عدم التطرق لهذا الموضوع يأتي في خضم الفشل الذي واجهه هذا النظام بمساعيه في أزمة ناقلات النفط، کما إنه يأتي أيضا في ضوء التقدم السياسي الملفت للنظر الذي تحرزه المقاومة الايرانية في مساعيها لتضييق الحبل الدولي على عنق النظام خصوصا وإن الالاف من أبناء الجاليات الايرانية في العواصم الغربية يواصلون تظاهراتهم العارمة التي تنظمها المقاومة ضد النظام وسياساته مطالبين المجتمع الدولي بسحب إعترافه بهذا النظام والاعتراف بنضال الشعب الايراني من أجل الحرية وبالمقاومة الايرانية خصوصا وإن ملفات خطيرة جدا نظير ملف مجزرة صيف 1988 التي أعدم فيها النظام 30 ألف سجين سياسي بسبب من أفکارهم ومبادئهم قد صارت قابلة للفتح ضد هذا النظام.