من وجه آخر ،،،
ومن زاوية ونافذة تطل على العراق العظيم الذي تعهدت به المحن كما يتعهد الطبيب المريض بالدواء !
لنعرف لماذا كل هذه الأبتﻻءات الكبيرة والمستمرة التي يمر بها هذا الشعب الطيب ، والمحب لمحمد وآل محمد عليهم السلام ،،،
فمنذ فجر تاريخ هذا البلد ، وهو محور المحن والشدائد ، تعصف به شتى أنواعها والمؤامرات !
كلها لها أهداف وأسباب تدفع المتورطين فيها لأشعالها ، وقد تعددت الأسباب منها الأحتلال القديم ، ومنها الحكومات المتعاقبة الظالمة عليه ، ومنها الجوع والفقر والعراء ومحن تطول قائمة سردها !!!
قد تتحد بهدف محوري هو أستسلام هذا الشعب ورضوخه لما يريده الأستكبار المتمثل بالدول ، أو المتمثل بالأشخاص كما الحال اليوم ، بعد هيمنة الشخصيات المتصدية للعمل السياسي بأسم الدين والدفاع عن العقيدة ، وهي أشبه بكلمة حق يراد بها باطل !!!
ومع كل ذلك وما تحوكه الدوائر الدولية مستنفرة كل أمكاناتها الكبيرة ، من أستقطاب العملاء والخونة ، والذين ليس لهم ألا فقه تكاثر الأموال والنساء والنفوذ !!!
مع معادلة خطيرة ومقدسة بصراحة ، وهي أن كل هذا الذي أريد به التنكيل بالشعب العراقي الطيب لا سيما جنوبه والوسط ، تراه كما الذهب الذي تنقيه النار ، كلما أشتدت حرارة النار أزداد لمعانا ، وهذا حالنا ، ولعل التجربة الماثلة اليوم بين يدينا تسر الناظرين لوحة جمالها !!!
الفقراء حصرا وأبناء المعدمون يهرعون الى التهافت على ذهاب الأنفس ، وكأنهم بمرمى البيت الشعري وبعد أن قضوا الصلاة ماتوا فداءا للصلاة ،،،
نعم هم الذين تركزت عليهم المحن ، وجعلت منهم عقولا تمتهن العشق والغرام وحباهم الله تعالى الكريم بحسن الختام والعاقبة الحسنة التي حرموا منها أصحاب الليالي الحمراء ، وصارت المكرمات هي تركض وراء البعض الكثير منهم !!!
وهنا يشرفني أن أروي رواية أحد أبطال وأبناء السماوة الفتى ذي المرحلة الثالثة هندسة حاسبات ، ترك الدراسة ليستهويه العمل بمحافظة النجف الأشرف ، بما يسمى مقاهي الكوفي شوب ،،،
وقد جمعتني به لحظة حوار ووجدت منطقه الرائع والأسلوب الجزل ، وحاولت أعرف منه لماذا التفريط بمثل هندسة الحاسبات ، وهو شاب جميل المحيا والوجه ، تعذر بالمعيشة ،،،؟!
وقد أدركت أنه لا يصلي وحزنت لذلك ،،،
لتمر أسابيع أو بعض شهور ، قال لي ولدي بابا هل تعلم أين فلان ذات الشخص؟؟ قلت أين ؟؟ قال : ذهب للحشد يقاتل هناك ، تعجبت وقلت ولدي يبالغ بذلك ، وبعد فترة جاء نبأ أستشهاده وهو يقاوم ويدافع عن أخوته م̷ـــِْن مقاتلي الحشد بشجاعة شهد بها أصدقاءه والتسجيل الفديوي بذلك ،،،
فكانت الشهادة هي موعد عرس له بدل عرسه المفترض ،،،
هذه المحن التي جعلت بعض الصخور ذهبا يلمع ، ويمتاز على كل تراب لا قيمة له ولا قدر ،،،
ومن هنا علينا القول لمن أرادوا للعراق من كل المتآمرين الداخل والخارج وبنيه ومن تصور أن يخدعنا ،،،
قول العقيلة زينب الحوراء ،،،
كد كيدك وناصب جهدك فوالله لن تمحوا ذكرنا ولا تميت وحينا ،،،