19 ديسمبر، 2024 12:45 ص

الذكرى 13 لاستشهاد مثلث الرحمات المطران بولص فرج رحو

الذكرى 13 لاستشهاد مثلث الرحمات المطران بولص فرج رحو

يقول مار بولس الرسول في كلماته لاهل كورنثوس (( اقتدوا بي كما اقتدي انا بالمسيح )) وهكذا على خطى مار بولس الرسول كان مار بولس فرج رحو الذي تمر علينا هذه الايام الذكرى الثالثة عشر لاستشهاده وهو احد رجالات شعبنا المسيحي المتالم والمهمش الذي قدم الشهداء تلو الشهداء حيث يذكرنا يوم 29 شباط من عام 2008 الذي كان يوما اسودا في تاريخ الموصل حيث توشحت بها مدينة الموصل عندما اقدم عدد من المجرمين القتلة على اختطاف شيخ الشهداء المطران فرج رحو رئيس اساقفة الموصل وتوابعها وهو من اوائل المطارين الكاثوليك اللذين استشهدوا بالالفية الثالثة وبكلمة ادق هو اول مطران شهيد في كنيستنا العراقية في الالفية الثالثة والمطران بولس فرج رحّو رحل شهيداً للمسيح وقدوة للسير على طريقه، طريق الجلجلة المؤدي للقيامة. فقد قدّر العالم بأسره وفي مقدمتهم قداسة البابا بندكتوس السادس عشر الإيمان البطولي لهذا الأسقف الغيور والشجاع والمحب للمسيح وللكنيسة وللعراق.استشهد بعد ان راى بام عينية كيف قتل المجرمين الشمامسة الشهداء الثلاثة المرافقين له ؟؟ والشهيد المطران فرج رحو كان شهيدا قبل استشهاده بستة سنوات حيث عاش وهو حامل كفنه خلال السنوات الستة التي سبقت استشهاده بسبب التهديدات ومحاولات الخطف التي عاشها الا انه لم يطأطأ راسه للقتلة المجرمين ولم يغلق كنائسه في الموصل ولم يهرب ويترك شعبه المهدد بل وقف بكل شجاعة كما تربى في بيته وكنيسته المؤمنة تربى على الحق والايمان والشجاعة وهذه الايام نستذكر استشهادة واختطافة والتي تتزامن مع حدث مهم يمر به العراق وهو زيارة الحبر الاعظم البابا فرنسيس الى العراق وهي اول زيارة رعوية وايمانية يقوم بها بابا الفاتيكان للعراق رغم ظروف البلد والتي من المؤكد انها سوف تضفي على بلدنا العراق ايجابيات كثيرة في اعادة صياغة علاقة الانسانية بين العراقيين انفسهم بعيدا عن التهميش والقتل والترهيب وخاصة لمكوننا المسيحي الذي عانى كثيرا منذ عشرات السنين وسوف تعزز هذه الزيارة المواطنة العراقية قبل اي شيء اخر وتعزز تعايش التنوع بين ابناء العراق ..ان ذكرى استشهاد المطران الجليل شيخ شهداء الكنيسة العراقية في الالفية الثالثة هي علامة ايمانية كبيرة لهذا المكون ان رجل الايمان الشهيد فرج رحو كرس حياته للمسيح ووهبها بكل شجاعة منذ ان تم اختطافة ولغاية استشهاده حيث ركز وامن رحمه الرب بتعاليم الكتاب المقدس بالاضافة الى مجمع الفاتيكان الذي حدد مهام الاسقف حسب التعليم الكتابي والكنسي بان الاسقف هو(( المعلم والحبر والراعي )) التي طبقها شيخ الشهداء المطران فرج رحو حيث كان معلما لابنائه المؤمنين يرشدهم الى الايمان باهتمامه بالامور اللاهوتية والثقافية مثل الرب يسوع المعلم الاول والاعظم لنا جميعا والميزة الثانية التي يتحلى بها الاسقف هي الحبر اي ان يكون قديسا لكي يؤدي مهامه بتجرد وهذا ما اتصف به الشهيد المطران فرج رحو بالرغم من كل الاظطهادات وحالات التهديد والخطف التي لاقاها والتفجيرات التي عاشها الا انه لم يتردد بايمانه وتنفيذ مهماته كحبر يقدس الايمان ويقيم صلواته بالرغم من التهديدات التي استلمها قبل استشهاده وهكذ عندما تم اختطافه كان تلك الايام مناسبات درب الصليب فقد اصر على قيامها متحديا المجرمين القتلة بقوة ايمانه وهكذا سار الشهيد فرج رحو على درب السيد يسوع المسيح الذي تالم ومات كذبيحة لغفران الخطايا …اما المهة الثالثة للاسقف فهي ان يكون (( راعي )) حيث يجب ان يكون الراعي حارسا على الكنيسة وعلى رعيته كما كان سيدنا يسوع المسيح (( انا الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه من اجل خرافه ولا يتركهم )) كما لم يترك الشهيد فرج رحو ابناء شعبه في الموصل ويهرب الى مكان اخر بل واجه الموت كما واجهه سيدنا الاعظم يسوع المسيح فوقف المطران الشهيد بوجه خاطفيه وضحى بحياته من اجل ايمانه وابرشيته واعطى صوره حقيقية لمواصفات الاسقفية ؟؟؟هكذا كان الشهيد مثلث الرحمات المطران فرج رحو وهكذا فاز بالسعادة الابدية الدائمة واعطى صورة ورسالة للاخرين بان الايمان ليس بالكلام فقط بل بالفعل والتطبيق كما ان الشهيد المطران سطر دروسا عظيمة ستبقى خالدة في التاريخ لانه رغم التعذيب باشد العذابات بقي صابرا ومحتسبا الى الرب تعالى كونه يحمل في قلبه الايمان الذي قدم روحه الطاهرة من اجلها ولم يتنازل عن ما تعلمه في بيته وعائلته وكنيسته فتم غدره وقتله ببشاعة وعثر على جثمانه يوم 13-3-2008 وفاز بالسعادة الابدية الدائمة واعطى روحا جديدة لكنيسته لكي لا تموت في فترات الضعف التي يضن بها البعض انها ضعيفة فمثل الشهيد فرج رحو هم من يعطون القوة لبقاء الايمان وهكذا اعطى الشهيد فرج رحو دروسا اخرى الى خاطفيه فرغم كل المخاض والتعذيب عند اختطافه الا انه لم يتراجع عن رسالته وعقيدته ومثل هؤلاء الرجال في امتنا هم من يعطون الثبات للعقيدة وهم اللذين يفتخر بهم شعبنا وهكذا هم الرجال الرجال يمتحنون في حياتهم الايمانية ويقدمون ارواحهم ويعلمون الاخرين كيف يبرز الصابرون في فرض ايمانهم دون تردد او تراجع ..اننا في هذه الايام التي نستذكر بها شيخ الشهداء ورفاقه الابرار فاننا نعاهدهم ونعاهد ارواحهم باننا سنبقى على خط سيرهم سائرون وعلى طريق ايمانهم عابدون ..نم قرير العين ايها الشهيد انت ورفاقك الشمامسة فجنات الخلد تضمكم في عليين تنظرالينا وتمنحنا القوة لمجابهة ضعفنا ان وجد وتركز فينا الايمان والقوة..