18 ديسمبر، 2024 8:20 م

الذكرى (١٤) لسقوط صنم وقيام صنم بالعراق ….

الذكرى (١٤) لسقوط صنم وقيام صنم بالعراق ….

يفتخر الهنود بغاندي وجواهر لال نهرو
، ويفتخر الصينيون بماوسي تونغ وييجنياك ، ويفتخر الكوريون الجنوبيون ببارك شونك وجوكو (Park Chung ,Choi Kyu)
. هذه الدول الثلاثة كانت حطاما لقرون وفي القرن الماضي فقط انجبت نخب لاتقل عظمة عن الانبياء والمرسلين ، وضعتها على السكة الصحيحة وجعلتها في مقدمة الامم في فترة زمنية قصيرة جدا فحظت باحترام شعوبها والعالم اجمع ، لانها جعلت العالم اكثر امانا واستقرارا فالهند والصين لوحدهما فيهما ثلث سكان الكرة الارضية . ترى بماذا يفتخر الشعب العراقي بملايينه ال٣٥ والذي يسكن بقلب العالم ويمتلك ثروات هائلة حينما يقارن حالته الرثة بامثال هذه الشعوب العظيمة ..هل يفتخر بالبعث وصدام وعزت الدوري واتباعهم ام يفتخر بالدعوة والصدر والمالكي واتباعهم .. لقد ذاق العراقيون الامرين من اتباع الصنم القومجي( صدام ) واتباع الصنم الطائفي ( الصدر ) فقد قتل الملايين من ابناءهم على الحدود العراقية الايرانية (١٩٨٠-١٩٨٨) والحرب الاهلية التي اشعلها كهان الاصنام من عام (٢٠٠٣ ولحد اليوم ) والتي احرقت الاخضر واليابس بكل شبر من ارض العراق ونقلت العراقيين للعصور الهمجية المظلة يتحكم بهم المتخلفين من شيوخ العشائر وشيوخ الدين. كان الهم الاول للصنم القومجي ( صدام ) واتباعه هو الاحتفاظ بالسلطة باي ثمن وحتى على حساب حياة شعبه وكرامته ولقمة عيشه كما حدث بعد كارثة الكويت ١٩٩١ والحصار الدولي . بينما كان هم الصنم الطائفي ( الصدر ) واتباعه هو الاستيلاء على السلطة باي ثمن رغم ان العراق كان نهاية سبعينات القرن الماضي يعيش عصره الذهبي اجتماعيا واقتصاديا ، كهنة الصنم الطائفي يبررون هذا الموقف الشاذ للاجيال الجديد ان صنمهم كان يحارب الدكتاتورية البعثية لانه كان مغرم بالديمقراطية في وقت كان ثلاثة ارباع دول العالم تحكمها انظمة دكتاتورية والحقيقية انه كان يجاهد لاقامة نظام اسلامي طائفي اكثر دكتاتورية من نظام البعث . الوظيفة الاساسية لاي دولة في العصر الحديث هي خدمة مواطنيها وحفظ كرامتهم وليس ماكنة للموت بيد قتلة محترفين يتبنون ايدلوجيات فاشية شمولية (قومية او اسلامية ) يريدون فرضها على الاخرين بالقوة كما يحدث بالعراق منذ عام ١٩٨٠ ولحد اليوم على يد كهنة الصنم القومجي ( صدام ) وكهنة الصنم الطائفي الصدر ) . ان زمن الايدلوجيات الشمولية الفاشية الرسالية قد انتهى فالذي يدعي انه يملك رسالة قومية او طائفية ليذهب ينشرها باموال ودماء جده وابيه وليس بدماء العراقيين ومقدرات الدولة العراقية التي هي مقدرات كل الشعب العراقي جميعا . لايمكن لحاكم عراقي قومي عربي كان ام كردي ان يدعي الوطنية لان بالعراق اكثر من قومية مثلما لايمكن لحاكم طائفي سني اوشيعي يعجن الدين بالسياسة ان يدعي الوطنية لان بالعراق اكثر من دين واكثر من طائفة . لهذا على الشعب العراقي اذا اراد ان يعيش كبقية شعوب الارض بأمن واستقرار وكرامة الابتعاد عن الايدلوجيات الشمولية الفاشية القومية والاسلامية وفي مقدمتها حزب البعث والحزبيين الكرديين والاحزاب الاسلامية السنية والشيعية .