تشكل الية التذكر المركوزة في البنيان الانساني الية اساسية في الثقافة الانسانية شانها شان اليات الادراك الاخرى وتعتبر ايضا الية اساسية في تصحيح المسار الانساني ولايقتصر التذكر على احداث الاقوام السابقة بل يشمل استعراض افعال الاقوام المتعايشه في الان وقد اكد القران على ضرورة استحثاث السير في الارض لننظر كيف كانت عاقبة الذين من قبل واستعراض اخبارنا لاغراض التقيم والاعتبار.
وذكرى الفاجعة الامريكية في العراق ليس مما يمكن نسيانها لاسيما وان ما يجري الان في العراق من الماسي والالام اعلام تبقي ذكرى الفاجعة حية , ليس فقط في ساحة الذاكره العراقية بل في ساحة الذاكره الامركية والعالمية عموما . ليس الكارثة فحسب بل امتداداتها عبر ما سماه الاعلام الغربي خطأ بالربيع العربي والصحيح ان يسمى بالخريف الذي يتساقط فيه كل شئ من اجل البناء الجديد.
والاستذكار ليس مناسبة للسب والشتم واللعن ولا الدعاء بالويل والثبور بل الاستذكار بان هنالك قوانين موضوعية تحكم هذا الكون الواسع الفسيح , بناسه ونجومه , نباته وحيوانه وكل ما فيه وان برنامجه مبني على الانتظار وان قواعده تقول ليجزي الذين اساؤا بما عملوا ويجازي الذين احسنوا بالحسنى ولذلك الصبر مطلوب والانتظار واجب , هكذا لسان من سبق ممن ارادوا البنيان الصحيح باذن ربهم … يقول … انتظروا اني معكم من المنتظرين.
والمستعرض للاعلام الغربي يجد الكثير ممن ينظر الى هذه الكارثه باعتبارها من الكوارث النادره في التاريخ التي افرزت من الازمات والاضطرابات اكثر بكثير من التهدءات والتسكينات الي كانت الادارة الامركية تتوقعها.
وليس تذكرنا هدفه تجديد ذكرى الالام لما يجْترّه العراقي منها الان , كذلك اصحاب النفوس الحساسه والمنطقه عموما , بل تذكير الادارة الامريكية بفعلتها الشنيعة الي لم تجني منها غير الخيبة وسوء السمعه والخذلان … عساها ترعويّ.
فالجريمة كبيره , كبيره لا يجد لها حلا الا الله او من يهديه الله والافاق المحيطه بنا حبلى بغير المتوقع والله يمهل ولا يهمل ونسيان الضربة الالهيه ليس من شيم من عرف قوانين الله وليس كلامنا مع من انكر الله وكفر بالتنزيل وظن ان كلام الله تسجيلات من اساطير الاولين بل كلامنا مع من علم ان الرب بقدر ما هو رحيم غفور هو شديد العقاب وان الظالم مهما طال الزمن لن يفلت من عقابه.
قوانين التضاد وويل لمن نسى الجانب الثاني من معادلة التضاد ولاشك ان التاريخ سيبحث في هذا الحدث الفاجع ويحاول الاجابه على كثير من التساؤلات ومنها …
هل حققت امريكا اهدافها في العراق … هل الحزام الاخضر حزّم الشرق الاوسط الكبير … هل تعتقد امريكا ان الدم العراقي المسفوح سيذهب هدرا … هل تعتقد امريكا بفعلتها قد خدمة الشعب الامريكي … متى تتوقف الادارة الامريكية عن الكذب ويتطابق نطقها مع فعلها …
ويحاول ايضا ان يجد التحليل الصادق والامين لتلك التساؤلات لا سيما وان الله لا يسال الاعن الصدق ويقول لمن افترى عليه الكذب وساح في الارض ظالما … ان لا شئ يبقى وان قانون الله لا يخطئ وان المكر السئ لايحيق الا باهله فلتتقي امريكا الله في المستضعفين من خلق الله وان تشكر الله لما حباها به من علم و خير كثير وان تحسن كما احسن الله لها وان تبادر بان تكون نموذج حي للبشرية فالمجتمع الامريكي مملوء بالنماذج الحية ولا يخلوا من خير كثير.
ونحن لسنا من رواد التحليل المفلوت وممن يرفضون ربط التكوين بالمكون , الذين لا يستخدمون مقولات وايات الله مصدرا للتحليل وينسون الفعل الالاهي بكل شئ … خالق لكل شئ وشهيدا على كل شئ وان الشهاده والتذكير واجب في هذه الارض المنكوبة.
[email protected]