23 ديسمبر، 2024 12:23 م

الذكرى السنوية الثالثة لتظاهرات أكتوبر 2019 : عهد جديد يكتبه المظلومون والمضطهدون من أبناء الشعب

الذكرى السنوية الثالثة لتظاهرات أكتوبر 2019 : عهد جديد يكتبه المظلومون والمضطهدون من أبناء الشعب

تجمع مئات المتظاهرين، يوم السبت، في العاصمة العراقية بغداد لإحياء الذكرى الثالثة لانتفاضة أكتوبر 2019، التي جاءت رفضا للفساد وسوء الأوضاع المعيشية، في البلد الذي يشهد حالة من الشلل على الصعيد السياسي , وترقبت الأوساط السياسية والشعبية في العراق، تجدّد الحراك الاحتجاجي خوفا من اقتحام المنطقة الخضراء، وسط تحذيرات من بوادر «حرب أهلية» تلوح في الأفق،حيث اعلن الحراك التشريني إنه «بشعورٍ كاملٍ بالمسؤولية الكبيرة، واستجابة لنداء الوطن الذي يأنّ تحت ركام القتل والفساد والجوع والاذلالنتيجة لسطوة الظالمين والفاسدين؛ يقف الحراك الشعبي بممثليه وقواعده الشعبية اليوم، لتقرير موقفه بشكل واضح وصريح في أهم القضايا المتعلقة بحاضر ومستقبل العراق وشعبه، آن أوان النهوض، فقد استمرت أحزاب الفساد في تجاهلها لاستحقاقات الشعب وصمَّت آذانها عن سماع أنين الملايين، وهي ماضية بنفس مسارها السابق من محاصصة وطائفية وتوافقية،،وأكدت انه آن أوان النهوض، فقد استمرت أحزاب الفساد في تجاهلها لاستحقاقات الشعب وصمَّت آذانها عن سماع أنين الملايين، وهي ماضية بنفس مسارها السابق من محاصصة وطائفية وتوافقية،

في الذكرى الثالثة لمظاهرات تشرين تجدد القوى والتيارات المدنية والعلمانية العراقية، في نزولها إلى شوارع بغداد ومدن أخرى فرصة لتوجيه رسائل للتأكيد على إمكانية العودة مرة أخرى للشارع ورفع نفس المطالب التي باتت تركز على “وقف هيمنة سلاح الأحزاب والفصائل المسلحة”، على الحياة العامة في العراق ,ويشدّد المحتجون الغاضبون، الذين أنهوا استعداداتهم لمواجهة “السلطات القمعية” حسب تعبيرهم، على أن المطالب التي ستُرفع اليوم السبت هي ذاتها التي رُفعت في عام 2019، محذرين من استمرار شيطنة الأحزاب للقوى المدنية والوطنية، بعد موجة اتهامات وجهت لهم مثل الارتباط بالسفارات الأجنبية والتمويل الخارجي وغيرها, كما يعبّر الشباب الذين يتظاهرون أنهم أمام مواجهة مصيرية لرسم مستقبل العراق، لذلك فإنهم يؤمنون بالتضحية في سبيل الوصول إلى تحقيق مطالبهم

ويؤكد مختصون الاحتجاجات غيّرت الكثير من سلوك المجتمع، وحققت قطيعة سياسية مع النظام الحاكم، لأن الأسباب والإخفاقات لا تزال نفسها بل زادت، إضافة إلى الإهمال الكبير لكل القضايا التي طرحتها احتجاجات تشرين,الحدث الاجتماعي الكبير التي تمثل بتظاهرات 2019، لم ينته على الرغم من القمع السافر الذي تعرض له العراقيون، بل استمر حتى بات ثقافة واضحة عند الشباب، تتمظهر بإعلان حالة الرفض لأي ممارسة سياسية خاطئة, ودعوا الملايين للخروج (فاخرجوا من منازلكم، واتركوا أعمالكم، وساهموا في طيّ صفحة الرجعية والدمار، وشاركوا بكتابة عهد جديد ناصع من تاريخ العراق، عهد جديد يكتبه المظلومون والمضطهدون من أبناء الشعب، عهد لا تخطه سُرفُدبابات الاحتلال أو فتاوى الخارج. ولتعلموا أن لا مخلَّص للعراق إلا سواعد أبنائه الأحرار، وجموع الملايين البشرية السلمية المنظمة المحتجة هي الأمل، فتحقيق المطالب متوقفٌ على نزولكم الجماهيري الكبير، وسيكون الأول من تشرين المقبل فجراً ليومٍ طويلٍ، ستصارع فيه شمس الشعب والحرية ضبابية السلطة حتى مطلع النصر)

ويتزامن تجدّد الاحتجاجات مع مرور عام على إجراء الانتخابات المبكّرة الأخيرة، التي أشرفت عليها حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ووسط أزمة سياسية خانقة تُنّذر باندلاع «حربٍ أهلية» تشبه إلى حدّ كبير ما جرى في لبنان، حسب السياسي العراقي محمد توفيق علاوي. ورأى علاوي في مقال نشره على صفحته الرسمية في «فيسبوك» أن التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، و«الإطار التنسيقي» الشيعي، و«التشرينيون» كل منها «لها أجندتها الخاصة بها، والمتناقضة فيما بينها؛ وثلاث منها جهات تمتلك السلاح، وهناك جهات خارجية متعددة بعضها تسند بعض الجهات، وبعضها هدفها صب الزيت على النار لإشعالها حرباً بهدف تدمير البلد، وإن هناك حالة من التشنج الاجتماعي، واستطيع ان أقول بكل ثقة ان الوضع العام لا يختلف كثيراً عن لبنان عشية الحرب الأهلية عام 1974

إن “الأحزاب التقليدية العراقية لم تتعظ ولم تستفد من تجارب التاريخ، وإنها لا تزال تنتهج نفس السلوك العنيف مع العراقيين، عبر مواصلة خداعهم، مرة عبر الخطاب الديني والمذهبي، ومرة عبر نظريات المؤامرة، ومرات بالوعود الزائفة. وتمارس هذه الأحزاب نهج قتل الأصوات الوطنية وتحييدها، من دون النظر إلى النقمة الشعبية المتزايدة، لذلك بات شعار المحتجين مختصراً جداً لكنه يشرح أزمة عمرها نحو 20 عاماً، وهو نريد وطناً، لأن الشعور الشعبي الحالي يشير إلى أن العراقيين لا يشعرون بأنهم في وطن، بل في مساحة يحكمها السلاح المنفلت وخطابات الكراهية وعمليات سرقة كبرى, تحت ركام القتل والفساد والجوع والاذلال نتيجة لسطوة الظالمين والفاسدين؛وهنا يقف الحراك الشعبي بشموخ الشعب وقواه الوطنية , يقف الحراك الشعبي بممثليه وقواعده الشعبية اليوم، لتقرير موقفه بشكل واضح وصريح في أهم القضايا المتعلقة بحاضر ومستقبل العراق وشعبه

وبحسب التنسيقيات العراقية،التظاهرات ستتجدد ولن تتراجع مهما كلف الأمر، حتى تغيير النظام الحاكم حالياً، النظام المقفل بالقتل والقمع والفساد، على الرغم من المحاولات العنفية التي تتجسد أحياناً لفظياً ضد المشاركين في التظاهرات، أو بالسلاح التي تقتل الناشطين والمؤثرين في الحراك الشعبي .