قام مجموعة من الشباب والشابات بمظاهرات واحتجاجات عفوية وسلمية في بغداد وبعض المحافظات مطالبين بالحدود الدنيا من الحقوق المدنية والسياسية لتحقيق العدالة الاجتماعية وإصلاح النظام السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد المالي والإداري ورفض المحاصصة السياسية قبل بضع سنوات، وتطورت هذه الاعتصامات الى ما يعرف بانتفاضة تشرين؛
وقد جوبهت هذه التظاهرات من قبل الدولة وجهات أخرى مجهولة في ذلك الوقت باستخدام القوة المفرطة، وعلى اثر ذلك سقط المئات من الشهداء الأبرياء تغمدهم الله بواسع رحمته فضلاً عن المئات من الجرحى؛
لقد قامت المرجعية الرشيدة المتمثلة بآية الله السيد السيستاني اعزه الله بمساندتهم بمختلف الطرق والوسائل إلى درجة الإيحاء لرئيس الوزراء للاستقالة بسبب عجزه عن حماية المتظاهرين مع العلم انه كان يتمتع بمنصب القائد العام للقوات المسلحة؛
للأسف ضمن تلك الظروف التي فقدت فيها السيطرة قامت اكثر من جهة باستغلال هذه التظاهرات لمصالحها الشخصية وضد مصلحة البلد، كالصداميين من البعثيين وسفارات بعض الدول التي لا تريد خيراً للعراق، بل ايضاً بعض أجهزة الدولة التي سخرت لمصالح اشخاص محددين الذين استغلوا هؤلاء المتظاهرين فخدعوهم وتسلقوا على ظهورهم لتسنم اعلى المناصب كما حدث قبل حوالي الأربع سنوات، كما قام باستغلالهم بعض الفاسدين من أحزاب السلطة فأنشأوا بعض التنسيقيات للترويج للكثير من المطالب السياسية لمصالحهم الخاصة؛
لقد عجزت الدولة في الحفاظ على أرواح الكثير من الأبرياء فسقط اكثر من ستمائة شهيد بريء كما عجزت الدولة عن الكشف عن القتلة، امام هذا الواقع المطلوب من الحكومة الحالية ومجلس النواب بتحقيق المطالب الدنيا في تعويض عوائل الشهداء ومعالجة الجرحى وتشريع قانون يعترف بهذه الانتفاضة السلمية والكثير من المطالب لعوائل الشهداء والابرياء من الشباب الذين تحركوا بعفوية وإخلاص للنهوض ببلدهم بعيداً عن الفئات التي استغلت هذه الظروف ضد مصلحة البلد..
لقد قام بعض عوائل هؤلاء الشهداء وبالذات المفجوعين من امهاتهم وآبائهم وابنائهم بالتواصل معي لإيصال صوتهم الى الجهات المعنية من الحكومة ومجلس النواب ومجلس القضاء ، كما قاموا مؤخراً باعتصام سلمي في ساحة التحرير، واني من هذا المنبر أتوجه الى هذه الجهات لإحقاق الحق ونشر العدل والاستماع الى مطالب تلك العوائل المكلومة إكراماً لدماء الشهداء التي سفكت على مذبح الحرية من اجل كرامة وعزة بلدنا وتخفيفاً لمعاناة أبناء شعبنا الأعزاء
مُرفق واحد • تم الفحص من قِبل Gmail.