17 نوفمبر، 2024 4:53 م
Search
Close this search box.

الذكرى الثلاثون لمجزرة عام 1988

الذكرى الثلاثون لمجزرة عام 1988

التاريخ الانساني مليء بالمشاهد المأساوية التي تعرضت لها البشرية من جراء طغيان بعض الحكام المستبدين والمجرمين , هؤلاء الحكام الذين تبوأوا السلطة والحكم وضعهم التاريخ في دركه الاسفل ملعونين ما حيينا, خصوصا اولئك السفاحون الذين ارتكبوا ابشع جرائم القتل الجماعي التي يندى لها جبين الانسانية, فهم غارقون بأوهام الجاه والسلطة ظنا منهم التخليد أو انهم بمنأى عن القصاص العادل للقانون الجنائي الدولي الذي صاغته الشعوب بدمائها عبر مسيرتها التاريخية ,,, وتقف المجزرة التي ارتكبها نظام الفاشية الدينية في طهران بحق ثلاثين الف من المعارضين السياسيين من اعضاء منظمة مجاهدي خلق عام 1988 على رأس تلك الجرائم ,,, حينما اعطى خميني المقبور اوامره بإعدامهم دون محاكمات عادلة مما تسبب في ابشع جريمة عرفها التاريخ برمته, وتصادف هذه الايام الذكرى الثلاثون لهذه المجزرة في ظل تقاعس القضاء الجنائي الدولي وهيئة الامم المتحدة والدول الكبرى, من اتخاذ الاجراءات التي فرضتها القوانين الدولية وميثاق الامم المتحدة بضرورة محاكمة ازلام النظام الايراني, الذي راح يبعثر الادلة ويمحو اثر المقابر الجماعية امام انظار الامم المتحدة ومجالس حقوق الانسان العالمية, ان هذه المجزرة الجماعية ستكون سابقة خطيرة اذا ما أفلت النظام من العقاب وسوف تشجع الانظمة الدكتاتورية والاستبدادية لارتكاب مجازر ممثلة بحق المعارضين لأنظمتهم الفاشية, وتعود عندها البشرية الى شريعة الغاب وتغيب في ظلها العدالة الدولية الى الابد ,,, وفعلا حصلت بعدها مجازر جماعية في بورندي والبوسنة والهرسك وسوريا والعراق وماينمار وفلسطين , ومازالت الامم المتحدة في واد وذوي الضحايا في واد آخر وكأنه هذه الهيئة الاممية غير موجودة على المشهد العالمي ومعها الدول الكبرى الغارقة في مصالحها الضيقة, دون ان تدري هذه الدول الغاشمة بأن تجاهل هذه المجزرة سوف تضع مصالحها في القارات الخمس ضمن دائرة الخطر الاحتمالي لان للشعوب المظلومة كلمتها الفصل في انتزاع حقوقها من الطغاة وممن يقف معهم أو يعرقل سلطان القانون الجنائي الدولي, فالنظام الايراني مطمئن من عدم الملاحقة من العدالة الدولية مما دفعه الى ارتكاب جرائم جماعية اخرى في سوريا والعراق واليمن, ان الدول الاوربية تتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية كونها صاحبة نظرية المهادنة مع النظام حماية لمصالحها, ولهذا على الشعب الايراني ان يضع بعين الاعتبار تلك المصالح مستقبلا ,,, ان مصالح الدول التي تتعامل مع النظام من المؤكد تتعرض للخطر من جراء تهور قادتها وهرولتهم العقيمة خلف مصالحهم دون اعتبار لمصالح الشعوب المظلومة, فأن مجزرة عام 1988 وسمة عار في جبين البشرية ما لم يخضع قادة النظام الدكتاتوري الديني الى المحاسبة على وفق مبادئ واحكام القوانين الجنائية الدولية, وعلى الدول كافة ان تتوقع سقوط النظام الفاشي في ايران بأية لحظة بعد ان توسعت واستفحلت ثورة الشعب الايراني المباركة, عندها لكل حادث حديث,,,؟

أحدث المقالات