مع دخول العالم لمرحلة التطور الرقمي والالكتروني وظهور الذكاء الصناعي بشكل لافت وتهافت الداعمين والمؤسسين له لتقديم أفضل الخدمات واخر الاحداثيات والتحديثات للزبائن يُتوقع أن يُضيف الذكاء الصناعي نحو 15 ترليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول 2030، مع نمو اقتصادي مكثف للدول التي تستثمر بقوة في هذا المجال مثل الولايات المتحدة، الصين والاتحاد الأوروبي.
يرى جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، أن الذكاء الصناعي هو “أعظم موازن زماننا”، حيث يُمكّن الأشخاص من تأسيس شركات قائمة على التقنيات الناشئة بغض النظر عن الموارد التقنية السابقة.
كما ان التطور لم يقتصر على القطاعات الصناعية والسياسية فحسب بل تطورت قطاعات أخرى مثل:
*الرعاية الصحية: من التشخيص الدقيق (كسرطان الشبكية والرئة) إلى اكتشاف الأدوية، بما في ذلك الجراحة الروبوتية والعلاجات الشخصية المبنية على البيانات الوراثية والارتباط مع البيانات الحية.
*المالية حيث مراقبة الاحتيال، إعداد الذكورة الائتمانية، تقديم دعم وخدمات شخصية عبر روبوتات الدردشة.
*الصناعة والنقل والمدن الذكية: الصيانة التنبؤية، التحكم الذكي في المرور، أنظمة طاقة متجددة، وتحسين اللوجستيات والبيئة الحضرية.
كما ان للذكاء الصناعي أهمية كبرى خصوصاً في مواجهة التحديات البيئية والمناخية
عبر التنبؤ بالكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف، وتحسين كفاءة الشبكات الذكية للطاقة والمياه
الحلول الذكية في الإدارة—مثل الذكاء الصناعي في الزراعة والمياه وإدارة النفايات—تساعد على تخفيض الهدر وتحسين استخدام الموارد.
وفي المستقبل القريب يتوقع ان يتطور الذكاء الصناعي بشكل أكبر ليصبح شريكاً حقيقياً
2025–2035: يصبح الذكاء الصناعي مساعدًا أساسيًا في الحياة والعمل، بينما يتحول البشر إلى مديري جودة وموجهين للأنظمة الذكية بدلًا من تنفيذ كل شيء يدوياً.
2035–2050: احتمال الوصول إلى ذكاء اصطناعي متعمّم (AGI)، ربما يؤدي إلى أنظمة تدير شركات، حكومات ومدن قائمة بذاتها بدون إشراف مباشر بشري في بعض العمليات.
بعض المفكرين مثل راي كورزويل يتوقعون الوصول إلى “التفرد التقني” بحلول عام 2045، حيث يتحد البشر والآلات لتحقيق ذكاء متفوق بحسب تصريحه لفاينشنال تايمز.
بالموازاة، هناك رؤية أقل تشاؤمًا ترى أن التقدم سيكون تحت قيود تنظيمية وبنية تحتية؛ مما يتيح تطبيقات مدروسة بدلاً من ثورة غير منظمة وقد تؤدي لفقدان ملايين الوظائف ودخول العالم في فوضى بسبب التدخل والتداخل الكبير باستخدام تلك التقنيات بحسب النيويورك تايمز.
حيث يقول كبار قادة الذكاء الصناعي إن بعض القطاعات (مثل دعم العملاء)، قد تختفي تمامًا درو أمودي حذر من أن حوالي 50% من الوظائف المكتبية البسيطة قد تُفقد بحلول 2030، إذا لم تُعتمد سياسة إعادة تدريب عاجلة .
ومع أهمية الذكاء والتطور في خدمة العالم والإنسانية جمعاء الا ان هنا مخاطر أخلاقية وقانونية مثل التزييف الصوتي، الانحياز في التوظيف، وانتهاك الخصوصية يحذر خبراء مثل إريك شميدت من أن القدرة على مراقبة هذه الأنظمة قد تصبح أقل من السيطرة عليها.
الخلاصة ان الذكاء الصناعي نعمة على البشرية وتطور كبير وهام من اجل المعرفة واكتساب المعرفة بأسرع واسهل الطرق بالإضافة لفوائد أخرى منها تعزيز الاقتصاد، تحسين الخدمات الحيوية (كالطب والتعليم والنقل)، مواجهة التحديات البيئية بفعالية.
في المستقبل: الوصول إلى ذكاء اصطناعي عام وربما واحد كامل التفكير خلال القرن، بشرط تنظيم وحوكمة.
كما ويجب ان لا يتم اغفال التحديات التي سيكون من أبرزها فقدان الوظائف التقليدية، المخاطر الأخلاقية والخصوصية، الحاجة لتنظيم دولي.
وفرصها هامة في استثمار حكومي مدروس، تعليم مهني مستمر، ومشاركة مجتمعية في رسم السياسات.