23 ديسمبر، 2024 7:00 م

الذبح على الطريقة الداعشية

الذبح على الطريقة الداعشية

بين داعش ومحبيها علاقة روحية تستند لمرجعية مذهبية , مع أن ليس لها من مذاهب الإسلام المعروفة أية صلة ولا أساس تستند عليه في سلوكها وتصرفها , نعم تتكلم بإسم الأسلام وتتخذ منه غطاء لكنها والحقيقة أبعد كليا عن الإسلام وأهله , حتى بأصغر تفسيراته وأشدها تشديدا , لعل المرجعية الوحيدة التي تلجأ إليها هي السلفية , والسلفية كما هو معروف عنها هي جنين المذهب الحنبلي , وأول من أسس حالة التشدد الإسلامي محمد بن عبد الوهاب ,إستنادا لإبن تيمية , ويوم ولدت القاعدة كانت النهج المتشدد لأصحاب السلف ولأنهم أصلا يتمركزون بالسعودية حصرا والخليج عموما
 كانوا أول المولعين والمطبلين والداعين والمنخرطين ضمن صفوفها
 إن مشكلة الحركات الدينية المتشددة حيمنا تولد من رحم سابقة لها سرعان ما تتنكر للأم التي أنجبتها , ولهذا نجد القاعدة قد طورت لنفسها سلفية أكثر تعقيدا من السلفية التقليدية , وحينما ولدت داعش تنكرت لتنظيم القاعدة وطالبت الظواهري بالإعتراف بها لا بل والإلتحاق بها تابعا وليس إماماً , لعل الجين الذي يؤجج الحقد عند كل هذه الحركات هو الموقف المعادي للمذاهب الإسلامية عموما , فكيف تراهم تجاه الديانات ألسماوية الأخرى والعلمانين واصحاب الدعوات الإصلاحية والديانات الوضعية .
ربما وصول داعش للعراق أنعش البعض ليس حبا بها ولكن بغضا للتطهير الذي أنتهجه المالكي تجاه المذاهب السنية , لقد لاقت المذاهب السنية من البطش والتنكيل والمعاداة ما افجع المجتمع العراقي الذي إعتاد التسامح والإختلاط والتوادد, ليس بين المسلمين فحسب بل مع الديانات الأخرى غير أن الفرحة التي إنتابت هؤلاء سرعان ما أصيبت بالفجيعة فالقادم الجديد أشد قسوة وبطشا بالمسلمين وغيرهم ,وقد برهنت على ذلك بقيامها بنسف مراقد الأنبيا ء والصالحين , وتهديم بيوت الله .
بودي أن أسرد هذه الحادثة المهمة في هذا السياق , دليلا عن حقيقة الدين الإسلامي . بعد سفر اليهود من العراق كان في أحدى المحافظات كنيس يهودي ولأن الدولة وقتها لم تهتم به فقد تعرض للتهديم مما أضطر البلدية إعلانه للبيع كأنقاض وأرض , ويومها ذهب والدي لرجل الديني في المدينة يسأله عن أمكانية شراءه, قال له لا يا ولدي هذا بيت من بيوت الله طالما قرأ فيه أسم الله وتعاليمه.
يبدو ان داعش هذه لا تعرف من الدين إلا بالقدر الذي تسحق به الأنسان وإلا كيف تجرء على مقام نبي أو مسجد أو مكان عباده مهما كانت هويته إذا أردنا أن نقل أنهم صناعة صهيونية ومعبئين لهذا الغرض سينبري البعض محترقا على أحبابه لأن لديهم غيرة عليها , وأنا أتسال إذا كانوا يريدون تبيض وجهها لماذا لا يطلبون منها العمل وفق أبسط متطلبات الدين الإسلامي الحنيف , هذا الدين الذي كان بؤرة ضوء وإشعاع للعالم يوم كان لله وحده أما حين أخذته الحركات المتأسلمة وصنعت منه دينا جديدا , صرنا نحن المسلمين مستحين من أنفسنا تجاه العالم من غير المسلمين وهم
 يرون الإنسان يذبح تحت اسم الله ورسوله , كيف يصح لشخص مهما امتلك من التعصب الدفاع عن أناس ليس للإنسان عندهم حرمة ولا ذمة بل ليس لله حرمة , فهم على أي نهج يشرعون ؟.وهذا التاريخ الإسلامي بكل عصوره ومع البعض الذين أدعوا أنهم مسلمين في التطبيق لم يحصل الذي حصل .
في الفكر الإسلامي من الرحمة للحيوان ما تفوق رحمة الأب للإبن , ففي وصايا الذبح عليك أن تسقيه وأن تسحبه بهدوء إلى المصلخ وأن لا تقوم بالذبح أمام الحيوانات الأخرى , هذا رحمة بالحيوان من أن يصاب بالهلع فكيف في الأنسان , والأخوة الذين ما زالوا يراهنون على داعش أن يتصوروا الصحفي البريطاني أحد ابنائهم أو أخوتهم فكيف سيكون موقفهم تجاهه , هل قرأوا في كل مراحل التاريخ ذبح البشر للبشر , وأمام أنظار العالم وبإسم الإسلام , وتريد أن تقول أنها الخلافة عن أي خلافة تتحدثون حتى المغول حين إجتاحوا العراق لم يذكر التاريخ أنهم مارسوا هكذا بشاعة نحن
 أمام وباء أسمه الحقد على الإسلام بلباس أسود وراية بريء أسم الله الرسول منها , إنها داعش الصهيونية .