الحمد لله لطالما مرت على ابصارنا هذه العبارة (مذبوح على الطريقة الاسلامية) تجدها دائما على لحومنا الطرية من دجاج الى لحوم ابقار هندية ربانية .
وبما اننا شعوب تدقق في اصل مطعمها حلال ام حرام .و تماشيا مع النزعة الطائفية التي اغنت البلدان بالمهرجين المعممين عليهم ان يذكروا اسم الطائفة التي قامت بالذبح .حتى يتسنى لكل مذهب مقاطعة ذبائح الكافرين بزعمه. تماشيا مع قاعدة الاصل الباطل فما يبنى عليه باطل .
واليوم ومن كثرة قرائتنا للعبارة تطورت بيننا الفكرة واستبيح ذبح حيوان جديد يوصف بالانسان…
فكل المهرجين يؤكدون على اهمية ذبح الانسان وحليته في نصرة المذهب …وتجدهم في ادبياتهم وخطبهم وحلقاتهم …يهيئون ذباحين من الطراز الاول ….سكينه لاتخطئ نحرا …لايرف له جفن او يخجل له جبين ….وما عليه الا ان يقول بسم الله والله اكبر….ويتله للجبين…
اتذكر في احد ايام الزمن المنحل ان توفيت جارتنا رحمها الله تعالى وهي نصرانية …فذهبنا في جنازتها الى مقبرة السعادة التي على طريق ديالى القديم ..كنا حينها لانعلم كيف نستعلى على عقول الناس…ودفنت السيدة بجنازة مهيبة .حتى اني اذكر شيخا كبيرا على قيد الحياة لحد الان ..قال لي قبل ان نصل المقبرة (ساتقدم الجنازة واقول لا اله الا الله وانتم رددوا بعدي العبارة) جارتنا الفقيدة مدرسة صالحة .علمتنا وادبتنا كابنائها….وتصدر الجيران مجلس االعزاء ..يدخل المسلم فيقول (رحم الله من قرء الفاتحة)والنصارى مرة يقولونها واخرى يرفعون ايديهم بالسلام ويجلسون حياءً…..فقد كنا اسلم بالعبادة في وقت لم نكن فيه اعلم .
واليوم بعد ان دخل علينا الاعلم …..صرنا ندقق في كل صغيرة وكبيرة …وخصوصا ان كانت لا تتلائم مع الاهداف السياسية للمذهب …….بعد ان تحولت عبادتنا الى مهرجانات واحتفاليات وتحالفات..
ونتيجة لتولي الاعلم أمر التاليف بين الناس ,المسلمين منهم والمؤمنين ,اصبح الذبح حلال بحكم فتاوي الاعور الدجال …واعطيت الاوامر بالقتل على قدر تعلق الامر بالمذهب …اما النتف فيكون فوري وعلى طريقة التيزاب (ماء النار) ……..
جارتنا النصرانية …حملتنا بلطف وتصرفت معنا بخلق الانسانية….لم تعزف يوما على اسنان العنصرية….وشيخنا الكبير …قضى حياته يزور المريض …وويرحم الفقير..ويراجع الناس في الافراح والاحزان ..ينذر في كل الكنائس .ويلطخ بالحناء حيطان المساجد………
ومن هنا واستنادا الى المد الطائفي والعرقي والاثني ستنتعش من جديد قضية الذبح حلال والنتف الفوري ….