5 نوفمبر، 2024 1:27 م
Search
Close this search box.

الذاكرة الصحفية – 1

الذاكرة الصحفية – 1

بعد منتصف ستينيات القرن الماضي ﻻمست عيناي ﻻول مرة حروف جريدة كان ذلك حين انشغل والدي بالحديث مع صاحبه لتمتد يدي الطرية الى طاولة المقهى ساحبا جريدة ( كل شيء) واشرع بقراءتها بشغف ومتعة وعلى ماذكر كان ذلك في احدى مساءات صيف عام 1967 عندما كنت جالسا مع والدي بمقهى في بغداد الجديدة، وبعد القراءة اﻻولى تلك بدأت رحلة المطالعة وانا لم ازل بعد في الصف السادس اﻻبتدائي في مدرسة الطبري بمنطقة تل محمد ثم رحت ابحث عن كل ما يمكن قراءته واتذكر اول مجلة قرأتها هي مجلة تربوية استعرت اعدادا منها من صديقي انذاك حسن العزاوي الذي كان يسبقني بالدراسة في اعدادية الجمهورية وﻻني كنت مولعا بالرياضة وامارس لعبة كرة القدم فلم يمر يوم اﻻ واشتري جريدة الملعب او الملاعب او الرياضي حتى بلغ بي اﻻمر ان انفق مصروفي اليومي على الجرائد بعد انتقالي للدراسة في متوسطة دار السلام وحين تغير سكن اهلي الى منطقة اﻻمين كنت غالبا ما اعود اليها سيرا على اﻻقدام مفضلا ذلك مقابل شراء جريدة او مجلة وفي الصحافة الرياضية شرعت اقرأ يوميا ﻻسماء كبيرة اتذكر منها اليوم اﻻساتذة مؤيد البدري وصكبان الربيعي وعبد الجليل موسى ويوسف جويدة وقاسم العبيدي واحمد القصاب وضياء المنشئ وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة اﻻن بذكرهم بعد اكثر من ثلاثة وأربعين عاما فأرجو المعذرة فهم قامات اعلامية كبيرة في تاريخ الصحافة العراقية ومايسرني اليوم حين استذكر تلك اﻻسماء الكبيرة التي تعلمت منها الكثير من حب المهنة واخلاقيات واحترام الصحفي مايسرني اني ادركت العمل الصحفي بعد سنوات مع بعض اولئك لنصبح زملاء في مطبوع واحد.
• اذاعة بغداد
بعد عاما 1970 اتجهت الى صحافة اخرى حيث تولدت لدي رغبة جديدة بمطالعة الصحف اليومية السياسية متوقفا عند صفحات الثقافة واﻻدب والفنون والتحقيقات والمقاﻻت والمنوعات بعد قراءة اﻻخبار والتحليلات السياسية الدولية الى جانب بداياتي في قراءة المجلات والكتب اﻻدبية والثقافية واذكر حين كان والدى يأخذني معه الى بيت عمي اسماعيل في منطقة سعيدة جنوب بغداد كنت اول شيء افعله يومها ان اقصد مكتبته لاستل منها مجلة العربي وانكب على قراءتها . وبعد ادراكي التطورات السياسية وانا في السابعة عشرة عام 1972 اخذت اتابع ايضا اخبار وبرامج اﻻذاعات فمنذ ذلك الوقت نمى عشق جديد يومي للإذاعة بعد ان كنت مستمعا دائما للإذاعة بغداد منذ سنوات الستينيات اﻻخيرة ولم يمر يوم اﻻ واسمع نشرة الساعة السابعة صباحا يليها برنامج اقوال الصحف وباﻻصوات الرائعة امل المدرس وكلادس يوسف وسهام مصطفى وعبد الكريم الجبوري وبهجة عبد الواحد وموفق العاني ورشدي عبد الصاحب وسعاد عزت ونهاد نجيب وعدنان الجبوري وحارث عبود وغيرهم ممن لم تعنِ الذاكرة على ذكرهم فعذرا واذكر اول  نشرة اخبار تلفزيونية تابعتها كانت باطلالة المذيعة المبدعة سعاد عزت من تلفزيون العراق التي اصبحت بعد سنوات طويلة زميلة صحفية عزيزة، ولم اكن احب التلفزيون كثيرا اﻻ مشاهدة بعض البرامج ومنذ صباي اذكر منها افاق ثقافية لعبد اللطيف السعدون والرياضة في اسبوع والعلم للجميع لكامل الدباغ وبرنامج ثقافي كان يقدمه الناقد عبد الجبار داود البصري وبرنامج تشكيلي يقدمه الفنان نوري الراوي وبرنامج سيرة وذكريات للكاتبة والصحفية ابتسام عبد الله وبرنامج اقتصادي كان يقدمه سامي احمد وبرنامج السينما والناس ﻻعتقال الطائي التي رأيتها في ما بعد في المكتبة الفلسطينية بشارع السعدون وانا ادفع لرجل خلف منضدة المكتبة والذي اصبح  صحفياً معروفاً في ما بعد هو علي حيدر ثمن كتاب اشتريته من المكتبة كما بدأت وبشكل منتظم ومنذ بداية السبعينيات قراءة مجلة وعي العمال التي كان يجلبها والدي معه اسبوعيا عند عودته من عمله في المنتجات النفطية وتعرفت من خلال متابعتي المجلة على اسماء كثيرة وكبيرة لكتاب وأدباء وصحفيين ومنهم الكاتب الكبير عزيز السيد جاسم رئيس التحرير والذي صادف ان تكون اول رواية قرأتها في حياتي كانت من تاليفه وهي رواية المناضل عام 1972 الى جانب كتابات جمعة اللامي وعيسى العيسى ورزاق ابراهيم حسن وزيد الحلي ومحمود الحسن وصادق الفلاحي وتحقيقات محمد حبيب وصور كاظم سماري حتى دفعتني حماسة الشباب وفضول المعرفة الى زيارة مقر المجلة في منطقة المربعة واذكر اول من رحب بي رجل يضع قبعة فوق رأسه عرفت بعدها انه المحرر رزاق ابراهيم حسن الذي كان طيبا وابويا معي.
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات