قراءة في قصيدة ( أغنية بلا قماط ) لعبد الرزاق الربيعي
البصرة
تنطوي دلالات و متواليات و أزمنة و أبنية وأنساق عذرية
قصيدة الخطاب الشعري في أفق مجالات فضاء التنصيص
( الذاتاني ) و مداراته المقصدية و المرجعية الكامنة عبر
تنويعات غائرة في طبقات ( المبئر الأحتمالي ) وفي صفات
موضوعة حسابات دال النص نفسه وما يحققه من معنى في
إحالات تشكيلية التفاوض الدلالي مع تجليات صوت أستنطاق
لغة الأفعال و التواصيف و ملامسة منطقة الأسباب المشتركة
في قواسم حركية أسرار النص التكويني المضمرة في حساسية كاميرا مرجعية رؤية الشاعر، لما حوله من خوارج
الاستنتاجية الوجدانية المنبثقة في أقصى حالات توليد التصور و التأمل و التأويل و الصوت و الظاهرة و مكامن أسس العلامة كديمومة أقامية خاصة في نسيج محتوى فضائية منطوق ( الرائي / المروي ) . تقدم لنا في هذا الصدد قصيدة
( أغنية بلا قماط ) للشاعر الحبيب الأستاذ عبدالرزاق الربيعي ، ثمة جهات متعددة في مجرى الاشارات و نمطيتها
المقصدية المتوحدة في كشوفات ماهية الوعي الأقتراحي
المرجعي المنبعث من موحى علاقة مسار الرؤية الشعرية
الآنية كدليل أحتوائي عاطفي ما من شأنه توصيف ديمومة
مواصلة و معاينة دال عين اللغة و همساتها و أشكالها على نحو أثبات منطقة العلاقة العضوية بين مقصدية المرجع
و خصوصية أفق الإقتراح الوصفي و بين أيضا صوت الدال
العاملي في حياة مفاصل تجليات الاشارة الشعرية كصوت
مدلولي انطلاقي يصب لذاته تكرارا دلاليا مضاعفا في حيثيات الإحاطة السياقية لجملة المخصوص المقولاتي
الناهض في أحوال و مقامات الرابطة الفعلية في مهام العلامة
الإقناعية في محور دلالة واصفية لغة الأشياء في مقتربات
معنى الخطاب النصي في القصيدة . و أنا أقرأ قصيدة
( أغنية بلا قماط ) و التي هي تعد أحدث ما أفرزته عصارات
مخيلة الشاعر الانتاجية في صناعة المنجز الشعري ، و عند
قراءتها في الوهلة الأولى أضحى لي بأن لهذا النص ثمة زمنية مرجعية اقتراحية خاصة . مما جعل استقرار و رجحان الرأي عندي يستقر حول مرحلة نوافذ قصيدة سعدي يوسف
و البياتي و بعضا من روائح أجواء قصيدة محمد الماغوط .
أن قصيدة الشاعر الربيعي هذه لربما جاءت لقارئها كزمنية
نغمية و مرجعية جامعة لأشياء شتى من العناصر التكوينية ،
إذ وجدناها متمثلة لمن أوتي قوة كبيرة تسعفه للأمساك بيد
المحور المركزي و الشاغل الأول و الأخير من منطقة حظوة الحضور و لكن من عبر رؤى مغايرة راح الشاعر من خلالها
يتحسس مستوى ايحاءات التناص عبر فاعلية الشكل المرجعي و حقيقة مساحة تفهمه الشعرية لاستجابة الآفاق
( الماقبلية ) دون الولوج المباشر منه في مرتبة الأعلان
و خصوصية التحصيل الأستفهامي من النموذج الآخر ،
بيد أنه في الوقت نفسه صار ظل عالقا و مؤثرا و موجها
و محفزا لذات الأمساكية الرؤيوية ذاتها من الاشتغال المرجعي الذاتاني . فالشاعر عبر نصه أضحى يقدم تفاعل الأصوات و تقدمية الملحوظ و مساحة المؤثر ضمن شكل من أشكال الكتابة اللحظوية التي يكون مصدرها مرجعية ذاتية و
على نحو أكتمالية الرغبة الاختلافية في رسم شخصانية
اللحظة المغايرة في جغرافيا توسيع المهيمن الأجرائي القادم من خليط روائح الأصوات و الدوال الواسعة في هذا المضي
الشكلي من مستوى دليل معاينة الرؤية المرجعية المراوية في تجليات الذات الكتابية .
ضع شهقة على التقويم
ودع قماط القديس فالنتين
يصدأ
في مقبرة الزهور .
أن اللحظة الجمالية التي تثيرها مسارية هذه المقاطع هي لذة استرجاعية تأملية خاصة لأدراكية جوهر المحسوس الذاتي في حدود مدارية المرجع الحكواتي ، بيد أن الشاعر صارة يتعامل معها كعاملية سياقية مبثوثة في محور فكرة القديس فالنتين ، كمحصلة توافرية لقيمة مؤثرة في منظور التداخل /
الترابط بين توقعية المركز ( أغنية + قماط + بلا ) و بين مستوى حاصلية دال ( شهقة ) و دال ( تقويم ) إذ ما علينا
ملاحظته و الالتفات إليه هنا هو شكل العلاقة التقابلية ما بين
أفق المركز و بين مساحة الدوال في المتن النصي ، التي قد حلت كحضور تهيمن عليه أشتغالية دلائلية الاقتراح الذاتي
كمثال دال ( أغنية ) في حين أننا نحسب أن دال ( قماط )
عبارة عن اداة مرجعية تجاور الاستجابة الاطارية بين
( ذات / موضوع ) و تبعا لهذا الأمر تبقى عتبة ( بلا ) وصولا الى إحالات الصفة النافية لحدود المشترك بين
( أغنية ــ قماط ) وما تهدف إليه هذه الثنائية من قبولية مفهومية خاصة من الناحية الترابطية في مستوى أبنية المقصدية المرجعية و الذاتية و التي تقودنا بدورها نحو
خاصية مضارعات العبارات و الجمل و التسمية و الموازاة
و المقارنة التشكيلية الكامنة في قلب حالات التشكيل الصوري
: ( يصدأ .. في مقبرة الزهور ) فالشاعر هنا يلوح لتضارع
الأدلة في مدى رسم الدال كمستوى انحرافي مكتظ بقوة خيال
الموصوف التماثلي في الأبنية المغايرة من زمن ( مصدرية /
حضور / غياب / ذات ) كما أن تحليل النص وفق هذا المستوى من شأنه أن يمنحنا ثمة إحالات توفيقية بشأن دال جملة المركز ( أغنية بلا قماط ) حيث نلاحظ بأنها تقدم لذاتها رقعة ترميزية مفادها ( الحب بلا قيود ) أو هو لربما مستوى اسنادي آخر من شأنه إضاءة المحتوى الشعوري الناجز نحو
التوافق اللامألوف في دليل جملة ( ودع قماط القديس يصدأ ) إذ أن هناك في معنى ما ثمة تصديرية شكلية ترتبط ارتباطا ترميزيا مراويا في مستوى أفق العلاقة المقابلة بين (المحتوى الشعوري ) و بين أبنية المسند الإحالي المرجعي
كقياسية ترينا تراتبية المد الدلالي في شفرة القول الشعري
( ضع شهقة على التقويم / و دع قماط القديس يصدأ ) لربما تصل حدود هذه المقطعية الى مستوى التحويلات التوليدية في قلب المعطى المصدري المغاير في صوت الذات الناقلة شعريا ، وصولا الى دلالة ( في مقبرة الزهور ) التي هي بلا شك توليدية مصدرها حسية أيقونية تتعلق بإستجابة طابعية العلاقة بين مستويات التصور كصيغة فرضية و بين ارتباط دخيلة الدال المضاف في النص كموقف وصفي راح يتخذ لذاته يافطة الموازاة العلامية في أقصى شروحات الحادثة
الصورية في دليل رؤية شكل المعاينة الوصفية في بنية
التقديم و التأخير و الحذف .
دع عنك المواعيد العاطلة
و القمصان الموشاة بمحبة ضيقة .
تلتقي هذه الدوال في مجال نقطة خطية موحدة في الشكل ،
تتابعا مع استبطان العلامة المراوية في بؤرة و فرضية
التقاطع المركزي في هذه الترسيمة ( الإستجابة: أغنية /
التقاطع : بلا / الإتجاه المغاير : القماط ) وصولا الى مكونات تأخيرية تتخذ من حجم الصوت / الظاهرة علامة تركيبية
من شأنها وضع حالة التحالف البؤروي مع منطقة المصدرية المعاكسة ، لتعطي لدلالة النص صفة موازاة لغة أسباب التأخير في حيثيات أفق الدوال الشاغلة : ( دع عنك : أستبطان / المواعيد العاطلة : تصور يتوافق و معلوم لغة في غايات بؤرة التوحد و الأفتراق ) لذا نجد معطيات التأمل و القراءة للدوال الناجزة في النص يدفعها صراعها العنواني
نحو صلاحية إستعادة مخزون المصدر الإيحائي و الذاتي لغرض التواصل و التفاعل مع مجموعة مداليل التلقي لباقي موجهات النص :
دع عنك هبوب الريح المنسية
في دفاتر الدروب
و أجبني :
ضحى أعيادهم
ماذا يفعل العشاق الخائبون
سوى أن يستحضروا خيباتهم
خيبة أثر خيبة .
و ينطوي التشكيل المشهدي في عتبة العنونة
( أغنية بلا قماط ) و على نحو راحت تنكشف لنا من خلاله
دلالات الحساسية التصويرية في منطقة متن النص وما تتيحه من مجالية استقبالية خاصة ، ابتداء من ( دع عنك ) الى
( ماذا يفعل العشاق الخائبون ) الى ( خيبة أثر خيبة ) و لعل هذه المقاطع في الوقت نفسه تسعى متنوعة و مكثفة و محفزة في اتجاهات محطات شعرية مسارية أخذت تضاعف من حجم دلالات المشبع بروح رؤى و انساق ( تقاطع / تلاقي )
ومن خلال هذه الحركية بمزيد من ايقونة الأداء الصوري
و ضخه بمنعطفات الخيبة و الضيق ، نعاين بأن المتن النصي أضحى لنا عبارة عن تعبيرية تقاطعية ضاجة بموجهات سياقية دلائلية أكثر إحالة و تركيزا نحو انفتاحية عتبة التصدير المركزية الأولى في عنونة ديباجة النص .
( تعليق القراءة )
و تستمر قصيدة (أغنية بلا قماط ) حتى نهايتها تنهل من فضاء حساسية المقصدية الذاتانية و المرجعية عبر روح
معاينة الرؤية المراوية عبر مزيد من التجليات التضامنية
المشتركة على نحو قاعدة واحدة و سياق واحد و تناص
واحد .
و على رأس كل خيبة يضعون
قماطا لأغنية
كانت على طرف القلب
وظل وردة
بكامل ربيعها
دع عنك ظلها
و أعبر للضفة الأخرى
هناك
ستجد خيبتك .
ان فضاء العدم و اللاجدوى الذي يغلف بلغته و فحواه دلالات النص و على نحو راح يحمل الخطاب الشعري حالات يمكن
وضعها بالمساحة القياسية المتحققة بالبرهان تصديرا مصرحا
بتوقيع ( عتبة العنوان ) إذ نجدها عادة على شفرة إيحائية موحدة تلوح لذاتها الى تحقيق ضربة شعرية قاصمة و بعمق مقصدي مركزي و مهيمن ذات تأثير و انجاز قصدية تصارع ذاتها الشخصانية و المرجعية التي رشحتها عتبة ثريا العنوان في هيئة من التفاعل النصي و العلامي وعلى نحو كبير من مستويات دليل شعرية المرجعية الذاتية للنص .
تمشي
وتفكر بظل
يظن أنه كذلك
لكنه ..
لم يكن سوى
خيبة
دع عنك قماط القديس ..
جانبا
و تعالى نحتفل
تحت عصف الريح و المطر
بأعراس أغنية
كانت على طرف القلب .
هكذا صارت قصيدة الشاعر ترسل علاماتها المتشظية عبر
منطقة أفق المرجعية الذاتانية و عبر صورة مكثفة من التصدير العنواني الكبير لتصل بنا قرائيا الى منصة أرض المتن المدلولي الرصين ، وصولا الى الخوض الشعري
الملحمي نحو شواطىء مصيرية جغرافيا أسطورة الوجدان الحلمي المأخوذة نحو تداخل كتلة شعرية ملتهبة بمصدرية الخذلان و القهر و خسارة الأغاني المرتهنة في وجه تمظهرات الغربة الروحية و هي تمض بين فكي سريالية المرجعية و حقيقة الذاتانية المتكاثفة فوق عتبة حكاية القديس
( فالنتين ) و بين حقيقة حلم خلاص قلب الشاعر إزاء نصيته المعاينة في مرجعية الذاتانية المراوية في حساسية تداخل عتبة العنوان بجانب عتبة التصدير . بالأضافة الى ذلك شاهدنا تمسك الشاعر المغترب في الروح والجسد و الأثر ..في الأخير أقول مجددا أن قصيدة ( أغنية بلا قماط ) ما هي إلا أسطورة واقعة الذاتانية المشبعة بروح اقتراحية المرجعية الميثولوجية و ضباب الأسئلة الأيهامية في معاينة حدود جوهرية حلقات تكوين مرحلة أولية من دليل كشف عوالم التحرك الشعري نحو غايات قصدية فنية و تعبيرية كبرى هويتها و مقصدها هو المضمون المراوي في مداليل تسعى لكشف أحداث عاطفية مرجعية و ذاتية قابلة الى التوظيف الشعري عبر تراتيل مليئة بالنواح و فتنة صخب إيحاءات التشكيل ( التاريخسطوري ) وفضاءاته الدلالية في مرويات مقصدية الدال التعريفي المنبعث من عتبة إحالة فعالية الشغل
الشعري لدى منعطفات التوصيفية المتفردة في ملحمة أوجه شاعرية الوجدان الكامنة في مملكة قلب الشاعر الكبير .