23 ديسمبر، 2024 11:07 ص

الذئب الذي لن يصبح حملا

الذئب الذي لن يصبح حملا

الذئب الذي لن يصبح حملا
علاء کامل شبيب
قبل أعوام خلت، عندما کنا نطرح على بساط البحث موضوع کون نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عدو لشعوب و دول المنطقة ومن إنه السبب و العامل الاساسي للتأثير السلبي على الامن و الاستقرار في المنطقة، کان هناك الکثيرون من الذين يقفون ضد هذا الموضوع و ينبرون للدفاع عن هذا النظام و الاصرار على طرحه کنصير و ظهير لشعوب و دول المنطقة، لکن مسار الاحداث و التطورات المأساوية اللاحقة التي جرت في سوريا و العراق و اليمن و التي حملت بصمات طهران، دفعت تلك الاقلام الى الانزواء و التلاشي رويدا رويدا ماعدا”المأجورة”منها والتي مازالت تردد مزاعما و إدعاءات لم تعد تستاغ حتى في داخل إيران نفسها!
الکوارث و المصائب التي نزلت على رأس شعوب العراق و سوريا و اليمن بشکل خاص و عموم شعوب المنطقة بشکل عام، وأجواء التوتر و الفوضى التي تسود المنطقة، ليس هناك من شك بأن السبب الرئيسي من ورائها يکمن في النهج المشبوه الذي يتبعه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الذي يطرح مفاهيم و رٶى مثيرة للسخرية و الاستهجان بأن يجعل طريق تحرير القدس يمر عبر اليمن أو الرياض أو أية عاصمة عربية أخرى، والذي يبدو جليا و واضحا هو إن طهران ومن خلال نهجها المشبوه هذا قد جعلت بلدان المنطقة أعداءا لها و تستهدفهم من أجل تنفيذ مشروعها في المنطقة.
هذا النظام الذي صدع الرٶوس بمزاعم معاداته لإسرائيل و محوها من الوجود، فإنه و بدلا من أن يتجه لتفعيل و تطبيق مزاعمه هذه، أدار الدفة بإتجاه معاکس تماما ضد دول المنطقة، ويسعى من أجل قلب الحقائق و تشويهها بأن يجعل من بلدان المنطقة العدو و يستهدفها بمخططاته المشبوهة من خلال تصدير التطرف الديني و الارهاب إليها و التدخل في شٶونها عبر تأسيس أحزاب و ميليشيات عميلة تثابر على تنفيذ المهام الواردة إليها من طهران، لکن وفي مقابل هذه السياسة العدوانية و النهج الشرير المشبوه من ألفه الى يائه، لاتزال دول المنطقة لم تصل في قرارها السياسي و في مواقفها الى المستوى المطلوب لمواجهة طاعون هذا النظام الذي يفتك بشعوب العراق و سوريا و اليمن أمام أنظارنا و أنظار العالم کله.
لايکفي إطلاقا تحديد هذا النظام بصفة المشبوه و المعادي لشعوب و دول المنطقة مالم يتم إتخاذ إجراءات و مواقف ترد الصاع صاعين له، ذلك إن هذا النظام الافاق وکما أکدت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، في کلمة لها خلال حفلة إفطار في العاصمة الفرنسية يوم السبت الماضي 3 حزيران، من إن”معاداة نظام الملالي للسلام و الامن في المنطقة طيلة أکثر من ثلاثة عقود کانت من ثوابت هذا النظام لأن تصدير الارهاب و التطرف يشکل جزءا لايتجزء عن استراتيجية النظام من أجل بقائه”، وإن صمت و تجاهل دول المنطقة کل هذه الفترة الطويلة لهذا الثعبان السام قد کان في صالحه ويجب إنهاء هذه الحالة السلبية و قلب المعادلة من خلال التصدي لهذا النظام و الوقوف بوجهه خصوصا من حيث مايقوم به جهاز الحرس الثوري الارهابي في المنطقة و الذي من الضروري جدا العمل بإتجاه وضعه في قائمة المنظمة الارهابية لأنه فعلا کذلك بل هو مدرسة لتدريس و تخريج الارهابيين و القتلة، وإن هذا النظام الذي هو في الحقيقة ذئب ضاري لايمکن إطلاقا أن يصبح حملا وديعا رغم إن”ذئبيته”هي في الحقيقة نتيجة لصمت و تجاهل دول المنطقة له و عدم إتخاذ المواقف المناسبة التي تعيده الى حجمه الطبيعي.