الذئب الذي لن يصبح حملا
علاء کامل شبيب
قبل أعوام خلت، عندما کنا نطرح على بساط البحث موضوع کون نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عدو لشعوب و دول المنطقة ومن إنه السبب و العامل الاساسي للتأثير السلبي على الامن و الاستقرار في المنطقة، کان هناك الکثيرون من الذين يقفون ضد هذا الموضوع و ينبرون للدفاع عن هذا النظام و الاصرار على طرحه کنصير و ظهير لشعوب و دول المنطقة، لکن مسار الاحداث و التطورات المأساوية اللاحقة التي جرت في سوريا و العراق و اليمن و التي حملت بصمات طهران، دفعت تلك الاقلام الى الانزواء و التلاشي رويدا رويدا ماعدا”المأجورة”منها والتي مازالت تردد مزاعما و إدعاءات لم تعد تستاغ حتى في داخل إيران نفسها!
الکوارث و المصائب التي نزلت على رأس شعوب العراق و سوريا و اليمن بشکل خاص و عموم شعوب المنطقة بشکل عام، وأجواء التوتر و الفوضى التي تسود المنطقة، ليس هناك من شك بأن السبب الرئيسي من ورائها يکمن في النهج المشبوه الذي يتبعه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الذي يطرح مفاهيم و رٶى مثيرة للسخرية و الاستهجان بأن يجعل طريق تحرير القدس يمر عبر اليمن أو الرياض أو أية عاصمة عربية أخرى، والذي يبدو جليا و واضحا هو إن طهران ومن خلال نهجها المشبوه هذا قد جعلت بلدان المنطقة أعداءا لها و تستهدفهم من أجل تنفيذ مشروعها في المنطقة.
هذا النظام الذي صدع الرٶوس بمزاعم معاداته لإسرائيل و محوها من الوجود، فإنه و بدلا من أن يتجه لتفعيل و تطبيق مزاعمه هذه، أدار الدفة بإتجاه معاکس تماما ضد دول المنطقة، ويسعى من أجل قلب الحقائق و تشويهها بأن يجعل من بلدان المنطقة العدو و يستهدفها بمخططاته المشبوهة من خلال تصدير التطرف الديني و الارهاب إليها و التدخل في شٶونها عبر تأسيس أحزاب و ميليشيات عميلة تثابر على تنفيذ المهام الواردة إليها من طهران، لکن وفي مقابل هذه السياسة العدوانية و النهج الشرير المشبوه من ألفه الى يائه، لاتزال دول المنطقة لم تصل في قرارها السياسي و في مواقفها الى المستوى المطلوب لمواجهة طاعون هذا النظام الذي يفتك بشعوب العراق و سوريا و اليمن أمام أنظارنا و أنظار العالم کله.
لايکفي إطلاقا تحديد هذا النظام بصفة المشبوه و المعادي لشعوب و دول المنطقة مالم يتم إتخاذ إجراءات و مواقف ترد الصاع صاعين له، ذلك إن هذا النظام الافاق وکما أکدت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، في کلمة لها خلال حفلة إفطار في العاصمة الفرنسية يوم السبت الماضي 3 حزيران، من إن”معاداة نظام الملالي للسلام و الامن في المنطقة طيلة أکثر من ثلاثة عقود کانت من ثوابت هذا النظام لأن تصدير الارهاب و التطرف يشکل جزءا لايتجزء عن استراتيجية النظام من أجل بقائه”، وإن صمت و تجاهل دول المنطقة کل هذه الفترة الطويلة لهذا الثعبان السام قد کان في صالحه ويجب إنهاء هذه الحالة السلبية و قلب المعادلة من خلال التصدي لهذا النظام و الوقوف بوجهه خصوصا من حيث مايقوم به جهاز الحرس الثوري الارهابي في المنطقة و الذي من الضروري جدا العمل بإتجاه وضعه في قائمة المنظمة الارهابية لأنه فعلا کذلك بل هو مدرسة لتدريس و تخريج الارهابيين و القتلة، وإن هذا النظام الذي هو في الحقيقة ذئب ضاري لايمکن إطلاقا أن يصبح حملا وديعا رغم إن”ذئبيته”هي في الحقيقة نتيجة لصمت و تجاهل دول المنطقة له و عدم إتخاذ المواقف المناسبة التي تعيده الى حجمه الطبيعي.