22 نوفمبر، 2024 8:18 م
Search
Close this search box.

الذئاب المنفردة وهجمة كركوك 

الذئاب المنفردة وهجمة كركوك 

كتبت يوم اول أمس في موقع كتابات الموقر ان هنالك احتمالية كبيرة ان تدخل تركيا كلاعب رئيسي في منطقة شمال العراق بعد طرد تنظيم داعش الارهابي الذي كان يلعب دورا ثانويا منذ اكثر من سنتين في اللعبة الكبرى التي تحرك خيوطها من خلف الكواليس الولايات المتحدة  وبإسناد لوجستي من دول كبرى مثل فرنسا وتركيا  ودعم مالي من دول الخليج وخاصة السعودية وقطر ، وها هي كركوك تقع يوم امس تحت ضربات داعشية مخطط لها باتجاه أهداف حيوية أمنية ومدنية .
 تدور الشبهات حول الدور التركي في تنفيذ هذه العمليات وهي التي اعلنت الاسبوع الماضي  على لسان رئيسها اردوغان انها ستستخدم الخطة (ب) اذا لم يسمح لها بالمشاركة في معركة تحرير الموصل .
الذين نفذوا عملية كركوك بحسب المصادر السياسية والإعلامية  هم أشخاص معدودين ولكنهم كانوا يمتلكون  أسلحة وأعتدة ويبدو ان العملية كان مخطط لها بدقة حيث ضربت أهداف محددة وأدت الى خسائر بالأفراد والمباني والمعدات .  من اين جاء هؤلاء وكيف ادخلوا أسلحتهم وهل دخلت قبل تنفيذ العملية مباشرة أم كانت مخبأة مسبقاً ؟ 
ان المنفذين على الأرجح هم ذئاب منفردة او منعزلة من مجاميع داعشية ، حيث ذكرت دول كبرى عديدة ومراكز بحوث ومتابعين أمنيين دوليين أن داعش سوف يستخدم هذا الأسلوب بعد ان يخسر مدينة الموصل آخر معاقله في العراق، وهو نفس الأسلوب الذي استخدمه لمرات كثيرة ولايزال في اوربا والولايات المتحدة .من يتابع تصريحات العديد من المسؤولين الأمريكان خلال الفترة القصيرة الماضية وأهمها تصريح السفير الامريكي السابق في العراق ألان كروكر  يجدها تصب باتجاه التحذير من أن الوضع في العراق سيكون أسوأ بعد طرد داعش من العراق ، وهذه احدى أولى نبوءات أولئك المسؤولين ولا نعلم ما يخبئه من يدير هذه اللعبة القذرة في المنطقة وخاصة في العراق عن القادم من المفاجئات.   وكان  السيد العبادي قد حذر هو الآخر قبل يومين من ان الإرهابيين سيضربون مناطق مدنية رداً على عملية الموصل وكما حدث في الكرادة وغيرها من المناطق الآهلة بالسكان بعد تحرير الفلوجة .
 فهل ستعمل الجهات الأمنية وخاصة الاستخباراتية على رصد تحركات الإرهابيين المزروعين وسط الاماكن المدنية ( الذئاب المنفردة) وملاحقتهم  قبل ان ينفذوا مآربهم الشريرة على المدنيين الأبرياء ، لا يمكن ان يحدث ذلك بدقة ما لم يتم إشراك المواطنين في الابلاغ والإخبار عن أي تحركات مشبوهة في مناطقهم  وهو ما تقوم به الدوائر الأمنية والاستخباراتية في اغلب دول العالم .  

أحدث المقالات