19 ديسمبر، 2024 2:00 ص

الدُّبلوماسي العِراقي موسى الشّابندر

الدُّبلوماسي العِراقي موسى الشّابندر

الدُّبلوماسي العِراقي «موسى الشّابندر» (1897ـ 1967م) في مُذكراته «ذكريات بغداديَّة: العِراق بين الاحتلال والاستقلال» الصّادر عن دار رياض الرَّيِّس عام 1993. مطبعة الشّابندر أسَّسها قبل عقد وقَرن عام 1907م موسى الشّابندر، وزير الخارجية عام 1941 في وزارة رشيد عالي الكيلاني، مبنى مقهى الشّابندر البغدادي الأثري. شَهْبَنْدر اسم أُسرة تُركي مِنْ أصل فارسي معناه شيخ التُّجار، رئيس تُجار الميناء. مُرَكَّب مِنْ «شاه: الملك، وبندر: الميناء». ويلفظ كذلك: شاه بندر. تطور المعنى في العهد العُثماني، فأُطلق على: جابي الضَّرائب، مُدير الميناء، القنصل في الأقطار العُثمانيَّة. لدى قيام العِراقي الكُردي العُروبي التَّوجُّه الجَّنرال “بكر صدقي”، بباكورَة الانقلابات العَربيَّة، اُستدعي الشّابندر مِن برلين حيث كان يعمل سكرتيراً في السَّفارة العِراقيَّة إلى بغداد وليواجه تُهمة المُشارَكة في إرسال أسلحة إلى نظام فرانكو في اسبانيا. ولم تتوفر أدلة قاطعة على التهمة ويرى في سرده أن سببها عداوة شخصية يكنها حكمت سليمان لآل الشّابندر بسبب مُطالبته بديون من قبل. عانى الشّابندر ثلاث سنوات ليثبت براءته ويعود إلى عمله في برلين (الحَرب العالميَّة الثّانية اندلعت بعد شهر مِن عودتِه فعاد إلى بغداد ليواجه المزيد لينفي التُّهَم ويُنفى إلأحواز وإفريقيا ويُحبس لنصف عقد مِنْ زَمَن المِحنة في أبو غريب ببغداد مع مُصادَرَة أمواله!). أُفرج عنه قبل انتهاء المُدَّة بسنة ونصف ثم عرض عليه نوري السَّعيد عام 1949 الاشتراك في حزب جديد شَكَّله باسم حزب الاتّحاد الدُّستوري، فصار الشّابندر أميناً للصُّندوق في الحزب! ثم تم استيزاره مِنْ جديد في حكومة السَّعيد (رُغم قناعة الشّابندر بأن السَّعيد سبب ما واجه “وسبحان مبدل الأحوال” ص 473). مِنْ ذاكرته: كنتُ فرحاً بأن أخدم بلادي في مِثل تلك الظُّروف ولكنني كنتُ متردّداً لأنَّ الوضع كان مُرتبكاً وقد لا أنجح في هذه المَهمة..” (ص 251). وعن ظهور اسمه وزيراً للخارجية بعد الانقلاب “كنتُ أشعر باغتباط أمام الشُّعور الوطني، وبألم أمام قلَّة التدبير والتفكير السّائدة عند الجَّماعة.”(ص 260)، كنتُ “وبقيناً بين طيش القوّاد وبين مكر الإنجليز” (ص 272). طلب الاستقالة لكنه تراجع: “رجاني [الكيلاني] أن أنتظر وأخذ يستنجد بوطنيَّتي وإخلاصي وشجاعتي و و وفاستولى علي الخجل، وهي نقطة ضعيفة عندي، ورضيتُ بأن انتظر ولكن لا أدري ماذا أنتظر” (ص 274) “أمّا بالنسبة لي فكانت خطوة إيجابية تخدم مصالحي الشَّخصية وإعادة حقوقي، وتخدم في نفس الوقت المصلَحة العامَّة” (ص 473). الشّابندر خصَّصَ فصلاً لذكرياته عن السَّنوات الخمس الَّتي أمضاها في مَصحَّة شتالبر في سويسرا للشِّفاء مِنَ التدرن الرّئوي (1925ـ 1930م) وانطباعاته عنها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات