9 أبريل، 2024 11:23 م
Search
Close this search box.

الدين والعلم لا يتعارضان…وباء كورونا ليس عقوبة من الله !!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ابتلينا ببعض رجال دين يتحدثون بما يجول في خواطرهم , فاذا حلت كارثة او وباء في ارض غير اسلامية قالوا هذه عقوبة الله للكفرة , واذا اتى الله على المسلمين بهذا البلاء , تشفى بعضهم ببعض مذهبيا … وهناك صنف من رجال الدين لا يكترث بالوباء ويحاول ان يوهن الناس بالتصدي له فيقول اكتفوا بالصلاة وقراءة القران والدعاء والتوسل بالاولياء لدفع هذا البلاء ولاحاجة ان تستعين بالطب وتعتزل بنفسك عن المرضى ويدعون مخالطة المرضى للاصحاء وهذا الامر اخطر ما يمكن , فهو دعوة جهل ومخالفة صريحة للقران الكريم ((ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة- البقرة – الاية – 195)) .

ان البلاء ليس بالوباء بالذي يحصل بارادة الله بل كل البلاء بهؤلاء الذين وضعوا انفسهم مقابل الله , فقيموا وحكموا بان هذا الوباء عقاب وبلاء , نقول لهم اذن لماذا اتى الله على المسلمين في القرون السابقة بهذا البلاء وهم مؤمنون ؟! انظروا من مات من صحابة النبي الاعظم (صلى) بالطاعون (الحارث بن هشام المخزومي , شرحبيل بن حسنه , ابوعبيدة بن الجراح , الفضل بن عباس بن عبد المطلب , معاذ بن جبل ومن التابعين والمخلصين للامام علي (ع) ابو الاسود الدؤولي).

هذا من ناحية الاشخاص , اما من ناحية المدن فقد اصيب وباء الطاعون اماكن مقدسة ك مكة وسامراء وكربلاء والنجف 1880 ففتك بالأهالي ولم يبقى في النجف الاشرف لا زاد ولا كفن بسبب كثرة الموتى وعاود الانتشار مرة اخرى 1881 وقد كان اشد قسوة حتى أهلك نصف سكانها , وتكرر الوباء فيها عام 1904.

نقول صحيح إنّ قراءة القران والدعاء وفضائل أئمة أهل البيت(ع) والتوسل بهم وكراماتهم، لا يشكّ فيها أحد, لكن لا يصلح الركون اليهما وحدهما دون اللجوء الى الطب , فالكرامة ليست مطلقة للعموم بل مختصه بمن جرت على يده , بان يكون مستقيمًا على الإيمان ومتابعا للشريعة ، وليس كيفما اتّفق , فهي لا تأتي عفواً أو متى شاءها الإنسان، وعلى يد كلّ أحد، ومع كلّ مناسبة، وإنما تكون عند موجب قويّ يقتضيها , هذا ما تؤكده الاية الكريمة ((أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ…) يونس – الآية – 62 و63)) فهنا اختصاص واشتراط في الاية الكريمة …اذن ملزم على عامة الناس الاستعانة بالوسائل الطبية والاجراءات الوقائية لمواجهة وباء الكورونا اولا ولا ضير الاستعانة بالكرامة التي لا تكون مما لا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى.

بقي لنا ان نقول: المقارنة بين البشر على اساس الكفر والايمان من ناحية الاصابة بالمرض, ليست واقعية , فالله يبتلي كل البشر مسلمين وغير مسلمين , اي التحدي موجه لكل الناس .

اخيرا اردنا ان نشير الى ماكتبه عالم الاجتماع الوردي (لمحات من تاريخ العراق) بقوله: عندما انتشر وباء الكوليرا في العراق في حكم العثمانيين؛ حجز اليهود أنفسهم في بيوتهم بأمر الحاخامات، فسَلِموا من الموت بالكوليرا، وعندما سأل المسلمون علماءهم جاء الردّ

(قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ- التوبة – الآية – 51)؛ فمات كثير من الناس وأُبيدت قرى بالكامل!) فالعلة ليس بالدين بل لمن يدعي انه مختص بالدين , ويحكم بالجهل , فالدين والعلم لا يتقاطعان.

لقد كان اجراء علماء الدين في العراق بايقاف صلاة الجمعة اجراءا موفقا يتطابق مع رؤوية الطب لمنع التجمعات خوفا من نشر العدوى .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب