18 ديسمبر، 2024 7:14 م

الدين ليس في المسجد وحده

الدين ليس في المسجد وحده

لا يتحقق إكمال الدين في المسجد فقط,ولا يمكن أن يكون الإنسان إنساناً لأنه يعتكف بالمسجد ,فقول الرسول (ص) :{لقد أمرني ربي بمدارة الناس كما أمرني بأداء الفرائض} و{الدين المعاملة }و{ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً}الدين في عيادة الطبيب الذي يعالج المرضى بشكلاً صحيح دون أن يبتزهم بأساليب رخيصة هابطة مقابل الإتيان بالمال ،والدين في مكتب المهندس الذي يخطط ويصمم للبناء والأعمار،والدين في قاعة صف المعلم الذي يربي ويعلم طلبته وفق النهج الإنساني القويم،والدين في دكان البقال الذي لا يغش في الكيل والميزان ولا يبخس الأشياء، والدين في حقل المزارع الذي يوفر الطعام ،الدين في المصنع الذي ينتج ,الدين في الدفاع عن أرواح الناس وحماية مقدساتهم ممن يريدون القتل والاغتصاب للحرمات ,الدين في عمامة وضعت على الرأس تحمل فكر الرسول وآل بيته ,فكراً متجدد يدعو للإصلاح في كل زمان ومكان بدءأ في إصلاح الذات وانتهاءاً بالعمل الصالح ,وليس عمامة تدعو للموت والنهب والسلب والسطو على الآمين وترويع النساء والأطفال والأنكى من ذلك كله هذا الانحراف جاء بأسم الدين .

أخذت العبادات أنواع متنوعة لدى أئمة أهل البيت عليهم السلام,عبادة في قضاء حوائج الناس وهم في لهفة لأمورهم المستعصية بأن تحل ,وقول سيد الألم الإمام علي (ع) :{أفضل المعروف إغاثة الملهوف }عبادة في أنصاف المظلومين من سطوة وسلطة الظالمين الذين يتحكمون بمقدرات العباد دورن رادع يردعهم ويمنعهم من الإساءة لهم ,عبادة في حب الناس على مختلف عناوينهم ومسمياتهم ,وقول الرسول الأكرم (ص):{الناس سواسية كأسنان المشط},عبادة في نشر ثقافة المحبة والتسامح بين أوساط المجتمع والعيش بسلام ,عبادة في الائتمان لمن يضع أمانته عندهم حتى ولو كان السيف الذي قتل به الحسين (ع),وقول السجاد (ع):{ فو الذي بعث محمداً بالحق نبياً لو أن قاتل أبي الحسين بن علي ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديته إليه..}عبادة في الوفاء بالعهد ولو كلف ذلك حياتهم ,عبادة في تواضعهم دون

الاستكبار على الرعية والعيش مع همومهم وآلامهم والولوج لمعاناتهم والتخفيف عنها ,عبادة في حماية حقوق الأمة من الضياع وهي بيد فاسدين وطغاة وقول الحسين (ع):{مثلي لا يبايع مثلك},عبادة في إيصال الصدقات ليلاً للفقراء حفاظاً على حياء ماء وجوههم من الانحدار,عبادة برفع الحيف عن من وقع عليهم الظلم وهم لا حول وقوة لهم ,عبادة في السلوك الحسن المترجم على أرض الواقع في الاحترام وعدم السب والشتم وهتك الحرمات والتحلي بالحكمة عند الغضب ,عبادة تفوح منها رائحة الإيثار ونكران الذات في حب الخير للجميع,عبادة في الصبر على الشدائد فأن من العسر يسر,عبادة في حماية من يلوذ من الخائفين وإعطائهم الأمان حتى وإن كان في مقدمتهم مروان وعائلته ,عبادة تدعو للتفكر بعظمة الخالق بعظيم ما خلق من الخلق .