الدين بين المعجزات وبين الهلوسات

الدين بين المعجزات وبين الهلوسات

   

* لا يمكن أن نسمي كل معتقد معين مع دعوة رسوله ، دينا أذا لم يكن هناك معجزات ، كاثبات على هذا الدين ، أرى هكذا يجب أن يكون الأمر ،  ولو كان الوضع أو الحال غير ذلك ، لتشكل لكل صاحب دعوة أو مبدأ أو طريقة .. دينا خاصا به .                                * وهذا الربط بين الدين والمعجزات ، هو دليل المرجعية الألهية للمعتقد ، أي يجب ان يكلل الرب – رسول المعتقد بقوة ألهية ، حتى يتيقنوا الأتباع منه ، هذا من جانب ، ومن صدق الأسناد الرباني لصاحب الدعوة ، من جانب ثان .                                                                      * وسأتناول معتقدين / المسيحية والأسلام ، في هذا الصدد – على سبيل المثال ، مع طرح وجود دلالة وشهود على حجة المعجزة في موروثهما ، من عدمها :-                                                                                                                  1 . من موقع / نداء الرجاء – د . القس منيس عبدالنور ، سأسرد بعض معجزات المسيح / وفق الأناجيل الكنسية الأربعة ، وباختصار { تحويل الماء إلى خمرشفاء ابن رجل البلاط الملكي صيد السمك الكثيرشفاء حماة بطرس شفاء الأبرص شفاء المفلوج شفاء مريض بركة بيت حِسْدا شفاء ذي اليد اليابسة شفاء عبد قائد المئةإقامة ابن أرملة نايين تهدئة العاصفة شفاء اللجئون إقامة ابنة يايرس شفاء نازفة الدم شفاء أعميين إشباع خمسة آلافالمشي على الماء – عشرة شفاء ابنة الفينيقية .. } ، ويمكن الرجوع للأناجيل للأطلاع واللأستزادة .                                     * وسأستشهد بمعجزة واحدة / كانموذج بالتحليل ، وهي أحياء أليعازر ، ذاكرا الذين شهدوا المعجزة ، وفق إنجيل يوحنا / في الإصحاح 11 ، وبشكل مختصر { هذا الشخص كان “ يسوع يحبّه ، وكان أخاً لشقيقتين مشهورتين في تاريخ الكنيسة الأولى ، هما : مرتا ، ومريم التي دهنت قدمَي يسوع بالطيب ومسحتهما بشعرها .. عندما مرض لعازر أرسلت أختاه مرتا ومريم مَن يبلّغ يسوع بالأمر ، فعلّق قائلاً إنّ “ هذا المرض لا يؤول إلى الموت ، بل إلى مجد الله ، ليمجَّد به ابن الله ” .. ومع هذا ، بقي يسوع حيث كان ، يومين ، قبل أن يتوجّه إلى بيت عنيا القرية التي يسكنها لعازر وشقيقتاه .. وفي هذا الصدد يقول القدّيس يوحنّا ، إنّ السيّد المسيح قصد التأخّر يومين قبل أن يلبّي دعوة مرتا ومريم “ لكي يلفظ لعازر أنفاسه ويُدفن ويبدأ جسمه بالانحلال والفساد ونتن.. ويسوع نفسه يقول للتلاميذ ، عندما دعاهم إلى مرافقته : “ إنّ صديقنا لعازر راقد ، ولكنّي ذاهب لأوقظه .. صرخ يسوع بصوت عظيم : « لعازر ، هلم خارجا » عندئذ خرج من القبر وهو مقمط ووجهه مغطى بمنديل فطلب يسوع أن ينزع عنه الكفن ويعطى ثيابه ويخرج } .                                * الذين شهدوا المعجزة : أختا أليعازر / مرتا ومريم ، وأهل أليعازر ، وتلامذة المسيح .. أذن الحادثة لا تقبل الشكك .       * أحياء الموتى من قبل المسيح مؤيدة ومؤكدة أيضا قرآنيا ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب التالي { وقد ذكر البغوي عند تفسير قوله تعالى على لسان عيسى ” وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ / سورة آل عمران: 49 “ ، أنه عليه السلام أحيى أربعة وذكر قصته .. قال ابن عباس : قد أحيا أربعة أنفس : عازر ، وابن العجوز ، وابنة العاشر ، وسام بن نوح ، فأما عازر فكان صديقاً له فأرسلت أخته إلى عيسى : أن أخاك عازر يموت وكان بينه وبينه مسيرة ثلاثة أيام فأتاه هو وأصحابه فوجدوه قد مات منذ ثلاثة أيام ، فقال لأخته : انطلقي بنا إلى قبره ، فانطلقت معهم إلى قبره ، فدعا الله تعالى فقام عازر وودكه يقطر فخرج من قبره ، وبقي وولد له } ..                                                                                    * من هنا ، نتيقن أن أحياء المسيح للموتى حقيقة واضحة ثابتة في المعتقدين المسيحي والأسلامي ، ولا تقبل الجدل .

2 . أما بالنسبة للمعتقد الأسلامي ، فأن محمدا ، ذكر عنه التالي ، أنقل ما جاء بهذا الصدد من ذات الموقع السابق :-       { الأولى : معجزات حسية شهدها من عاصروه وصاحبوه ، كانشقاق القمر ، ونبع الماء من تحت أصابعه ، وغير ذلك مما تواترت به الروايات . وهذا يشبه ما سبق من معجزات إخوانه من الأنبياء والمرسلين } .. وهذا الأمر لم يؤكد من أي معتقد اخر ، أو من أي مصدر محايد . كلام غير مسند ، كما أنه كلام خرافي لا يمت للحقيقة بصلة ! .
{ الثانية : معجزة معنوية عقلية ، وهي القرآن الكريم ، الذي خلده الله بخلود الزمان ، وأقام الله به الحجة على الخلق بتعاقب الدهور والأعوام ، إذ عجز عن الإتيان بمثله جميع الإنس والجان } .. وهذا الأمر أي معجزة القرآن لو أعتبر معجزة ، فهي معجزة ألهية وليست معجزة لمحمد ، ولو كانت كذلك ، أذن هي دليل ، على أن القرآن صناعة محمدية ، وليس كلام الله ! .

أضاءة :                                                                                                                           المعجزات تستوجب شهود / حضور ، كي يشهدوا الحدث ، وليكونوا حجة دامغة عليه ، فمثلا ، في قناة الحياة تحدث الشيخ رمضان عبد الرزاق / في برنامج للدكتور عمرو الليثي – الذي بات مشدوها بحديث الشيخ ، عن معجزات محمد ، منها : خروج المياه من بين أصابعه وحضنه للخشبة .. والذي أستوقفني كلامه عن رحلة الأسراء والمعراج ، والذي قال / بما معناه ، أنها أوقفت حركة الكون والفضاء ، ناسيا أو متناسيا ، أنها رحلة خيالية ، لا شهود بها ، لأن محمدا كان نائما في فراش عائشة ، فهل يعقل رحلة فضائية على حيوان .. من موقع أبن باز ، أنقل التالي عن الدابة الفضائية { هذه الآية العظيمة بين فيها سبحانه الإسراء ، أسري به من مكة على البراق ، وهو دابة فوق الحمار ودون البغل ، خطوه عند منتهى طرفه ، كما أخبر به النبي ، فركبه هو وجبرائيل حتى وصل إلى بيت المقدس ، وصلى هناك بالأنبياء.. } والفقهاء أحتاروا في هذه الرحلة الخيالية ، هل كانت بالروح والجسد أم بالروح فقط / أي حلم أو رؤيا ، وفي موقع / أسلام اون لاين ، أوضح التالي { يقول الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر : أن رحلة الأسراء والمعراج كانت بالروح والجسد ، وهذا مكمن كونه معجزة ، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء والمحدثين والمتكلمين ، والأدلة عليه كثيرة } .. بالطبع الفقهاء يؤكدون الأمر ، حتى تصنف الرحلة على أنها من عجائب محمد ..ولكن زوج الرسول عائشة ، الذي كان الرسول نائما في فراشها في تلك الليلة ولم يفارقها / لها الكلام الفصل ، فهي تقول غير ذلك : {بأن الإسراء كان بالروح فقط / نفس المصدر السابق } .. أي أن رحلة الأسراء والمعراج ليست من العجائب ، لأنها مجرد حلم أو رؤيا ! .

خاتمة :                                                                                                                                   1 . من المهم ان نذكر في هذا المقام ان محمدا ذاته ، عندما طلب منه أن يؤكد نبوته / دعوته بمعجزة ، قال لقومه ما أنا ألا بشرا .. ، وهذا مؤكد بآية قرآنية ” وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا (90أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ … (92… وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا(93) / سورة الأسراء . وأعتقد أن هذه الآية أكبر حجة على أن الرسول عبد وبشر ، وليس له علاقة بالمعجزات الألهية ! .                                                                                                                                           2 . المعتقد الأسلامي وصاحب الدعوة محمد ، أرادوا تقليد المسيحية بالعجائب ، ولكن الموروث الأسلامي ، كالكرة الثلجية ، حبلى ، بالهلوسات والروايات الخيالية والحكايا والقصص ، وقد فشل بهذا الأمر ، وذلك لأن العجائب ، تدلل على المرجعية السماوية الروحية للدين ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، أن العجائب ، هي قوة ربانية ألهية ، لا يملكها ألا من كان مؤيدا من قبل الله .. نقطة رأس السطر .  

أحدث المقالات

أحدث المقالات