18 ديسمبر، 2024 11:17 م

الدين.. بين الظاهر والواقع

الدين.. بين الظاهر والواقع

قبل ساعات، كان النقاش، بيننا، حول “الاخذ من المختص الاعلم، دون غيره”… وهذا راي، طرحته، ورفضه اخوان اعزاء، فقد وجدوا:
ان هذا الراي يسد الباب عن ما لدينا من نصوص وروايات…
◾ولاجل توضيح كلامي، احتاج صفحات… لكن باختصار اقول:
?اولا. قول الاعلم ..
“اجد ان الطاعة محصورة في آرائي وتقليدي”

◾ وكنت ضد هذا الرأي سابقا، ولم اتقبل، ولم افهم، ما صدر، عن رفضه باخذ الحكم من عالم اخر، حتى في موضع الاحتياط… لكني الان، اقر بذلك. وافهم معناه.. وفيه تفصيل.
◾نعم، كلامه يخص الحكم والفتوى، وليس الاطلاع العام او الثقافي والعلمي.
?ثانيا، الانسان، يعمل بما امن به فعلا، بعد البحث، ويكون معذورا، وان لم يعرف الاعلم.. او لم يسمع به. وفيه تفصيل.
? ان الحكم او الفتوى قد تكون تطابق الواقع وفيها الثواب… او لا. وتكون حكما ظاهريا، ضمن الشريعة الظاهرية، التي تكفي المكلف. ويكون بريء الذمة.
? ثالثا. يبدو ان الالتزام بما ورد من الاعلم، ينتج عنه الوصول إلى الشريعة الواقعية.. او الحكم الواقعي.. وليس الحكم الظاهري فقط. وفيه تفصيل.
◾◾اما، من يود التفصيل، سوف يجد كلاما مطولا،هنا، قد ينفع، بعض الشيء، في مجال الدين والعقيدة، التي تكون مهمة عند اهلها.
◾التفصيل والتوضيح…
اذن، يمكن القول، ان الاعلم، هو افضل السبل الى النص الواقعي، او الحكم الواقعي، او السبيل الوحيد في عصره… كيف؟
ويبدو، ان هذا الفهم، غريبا، لكن لكل انسان فهمه… والانسان لا يتجاوز حدود فهمه.
◾وللتوضيح، مثلا…
يكولون: ان فهم السؤال هو نصف الجواب… وهذا يعني، ان السؤال، قد يفهم… او قد لا يفهم..
او قد نفهم السؤال خطأ… ويكون جوابنا خطأ، ايضا.
◾او نفهم السؤال افضل من السائل… ثم نجيب حسب فهمنا الراقي… لكن السائل لا يفهم جوابنا..
◾◾اي، نحن نفهم شيء… والمقابل (السائل) في باله شيء اخر..
يعني، المشكلة هي، ان المطلوب، ان نفهم السؤال، كما يفهمه الاخر.. ونجيب كما هو يفهم…
كارثة…!
◾◾◾لذلك، قالوا، فهم السوال، هو نصف الجواب..؟؟؟
لان، كل واحد يفهم السؤال ، حسب عقله. وقد يكون الاول ادق فهما من الثاني… او بالعكس..
◾واذا افترضنا، ان المعلم، قد وجه سؤالا واضحا، حسب المتعارف، واللغة.. ولكن، الطلبة، اجابوا، بتفاوت.. وكل طالب فهم السؤال بطريقته، واجاب حسب فهمه..
ما هو الحل؟
◾واذا كان السؤال، لمادة محددة، لا يفهم من قبل الطلبة، الذين درسوا تلك الصفحات القليلة.. والمحددة. . كذلك، يمكن القول:
◾يمكن القول، ببساطة:
ان من يطرح السؤال، قد لا يفهمنا ماذا يريد… وقد لا يفهم منا ماذا نقصد بجوابنا..
لاننا لا نقرا افكاره.. وهو لا يطلع على ما في بالنا وعقلنا..
والمشكلة، تزداد تعقيدا، اذا كان المطلوب عملا، وليس جوابا… يعني يقول لنا افعل كذا، حسب فهمه هو.. ونحن نفعل شيء اخر، طبقا لما نفهمه..
◾وهذا ممكن…
◾اذن..
◾◾كيف نتوقع ان نفهم النص الديني، بفهم واحد… وصحيح!!
◾كيف نفهم النص الديني.. والقراني، ونعمل به… اذا كان الفهم متفاوتا… ومختلفا.. حتى بين العلماء.. وبين اهل اللغة والاختصاص..
? شلون تنحل هاي المشكلة؟؟
ومن الناحية الدينية، لا توجد هذه المشكلة، او هي محلولة.. لماذا؟
◾الجواب…
ان المولى المقدس (الله) تعالى ذكره، يعلم ما في السر… يعني يعلم كيف فهمنا السؤال او الطلب… وماذا نقصد بالجواب او العمل.. ولذلك قد يعذرنا، اذا صحت النية، وبذلنا ما في وسعنا..
◾يعني، اذا كان فهمنا خاطيء. او لم نتمكن من الفهم او العمل الصحيح، بالرغم من حرصنا على الطاعة والالتزام.. في تلك الحالة، اكون معذورا..
وهذا هو فهم اجمالي، لمصطلح “المعذرية” في علم الاصول.
ولكن هذا ليس اقصي حد، مطلوب من الانسان، بل عليه ان يسعى لما هو اعلى…
واتذكر، ان الشهيد الصدر كان جالسا في مرقد أمير المؤمنين عليه السلام… وسالته مسائل.. وقلت له:
سيدنا… مو يكولون هكذا…
فتاثر من هذا الكلام… وقال ما مضمونه:
حبيبي… الانسان لازم يكون حريصا.. ودقيقا في دينه..
◾◾ويبقى الأشكال.. لماذا يجب الاخذ من الصدر، تحديدا.. والجواب، له مقدمات، اهمها، باختصار.
◾اولا. ان النص هو قضية حقيقية، معناها، يرتبط بالزمان والمكان والموضوع.
◾ثانيا.الفهم الواقعي، له ارتباط، بالاعلم.
ثالثا.. نتركه لفطنة القارئ اللبيب. ◾هذا راي.. والله العالم.