17 نوفمبر، 2024 7:31 م
Search
Close this search box.

الدين… بين الطاعة والشريعة

الدين… بين الطاعة والشريعة

“انت تعرف، ان هنالك معاملات وعبادات”..
هذا ما قاله لي زميلي في الجامعة، ونحن نتحدث عن مفهوم العبادة والطاعة. فقلت له:
“لم يكن الدين حينها بهذه التفاصيل”
ثم اضفت:
“ان العبادة، بمفهموها الاعم، هي الطاعة”
كما يبدو، ان الشريعة بهذا الشكل وتفاصيلها المتكاثرة، لم تكن موجودة في زمن النبي الاكرم، بل كان التوجيه المباشر، والطاعة له، هي العبادة، بمفهومها الادق…
ويمكن القول، ان اليهود، هم من امتلكوا الشريعة، المتوارثة حينها، وليس المسلمين، لان دينهم جديد، وهم عملوا بتوجيه مباشر، بوجود قائدهم… وقد يفسر ذلك نجاح الثورة حينها…
بينما، اليوم، صار لدينا شريعة، متواترة ومتكاثرة، ايضا، بسبب تراكمات المسائل والاجوبة، مع مرور الزمن…
واعتقد هذا اتجاه، تقليدي، وهو الغالب. الا ان هنالك واقع اخر، موجود نسببا، يستلزم التفاعل المباشر بين طرفي المعادلة، كما هو الحال في صدر الاسلام.. لماذا؟
الجواب، يكون بعدة مستويات…
اولا. يمكن القول، ان الدين، بشكل عام، هو حراك ثوري، تغييري، اصلاحي، في بعده الاجتماعي… وهذا يبدو واضحا، من القرآن الكريم،، وما ذكره بشان الأنبياء، ابراهيم وموسى وعيسى و…. عليهم السلام…
وبالتالي، مطالب الاصلاح العليا، قد تتطلب مواقف مرحلية، او آنية، وتبعا لما يتطلبه سير الحراك الثوري واهدافه..
ثانيا.. اعتقد، ان في تلك الساعات الثورية، والتي يتحرك فيها المصلح، حينها، تتفاعل معه القواعد الخاصة، ايجابيا، وبشكل مباشر دون البحث في التفاصيل، وهذا عامل قوة لهم، لانهم في حراك فعلي، في الساحة، وفي مواجهة السلطة، القاسبة، التي ترفض التغيير او الاصلاح..
وبالرغم، من وجود ثورات بعيدة عن الدين، الا ان العلة المشتركة، هو الاحساس بالظلم، وحب العدالة، التي استلهمها الثوار من المفاهيم الاخلاقية العليا، حسب فهمي، ولكل انسان فهمه المحدود…
ويمكن الاشارة الى ما كتبه الشهيد السيد محمد الصدر (رض)، في تاريخ الغيبة الكبرى، ص 321 ونصه:
إنَّ الدين كان ولايزال أساس
الثورات والمعارضات والمطالبة بإقامة الحقّ والعدل على مدى التاريخّ.. انتهى.
واعتقد ان المقصود، هنا، منظومة الاخلاق والقيم التي يؤسس لها الدين، وليس المؤسسة التقليدية، التي تدير الدين على مستوى الحاجات الفردية، والعبادية، … وبالتالي، اعتقد ان الحراك ضد الظلم، مهما كان الذوق النوعي لثواره، سواء كان علمانيا، او مدنيا، هو فعل ايجابي، قد ينتج التغيير الاصلاحي، او الفوضى والدمار، اذا لم يتوفر له، موجها، مصلحا ينال ثقة الثوار، وعشقهم له بالاغلبية… وللحديث بقية.

أحدث المقالات