18 ديسمبر، 2024 11:46 م

الدين افيون الشعوب ( بسم الدين باكونه الحرامية / 2‎

الدين افيون الشعوب ( بسم الدين باكونه الحرامية / 2‎

حرب الافيون / 2 

كتب فكتور هيجو ( دخلت العصاباتان البريطانية والفرنسية كاتدرائية اسيا احدهما قام بالنهب والاخر قام بالحرق وأحد هذين المنتصران ملأ جيوبه والثاني ملأ صناديقه ورجعوا الى اوربا يدهم في يد بعض ضاحكين ان الحكومات تتحول احيانا الى لصوص ولكن الشعوب لا تفعل ذلك )….. حرب الافيون سميت كذا لان تجارة الافيون كانت السبب الرئيسي في قيامها فمنذ اكتشاف طريق الحرير والتوابل بدأت دول الغرب محاولة الاستحواذ على هذه البلاد الغنية بالمنتجات الفاخرة والتي لم تكن معروفة بشكل واسع في دول الغرب مثل الحرير والفرو الفاخر والبورسلين والشاي والاواني الفنية وغيرها في المقابل لا تستورد الصين الا ما ندر من السلع الغربية وحتى الثقافية منها بسبب الانغلاق وحالة ما يسمى ( البارانويا ) وهو حالة اشبه بالمرضية وتعني جنون العظمة او الاضطهاد فكان ميزان التجارة يميل بشكل كبير الى الصين مما جعلها تحصل على اطنان من الذهب والمعادن النفيسة الاخرى وقد بدأت اسبانيا عندما كانت هي الدولة الاستعمارية الاقوى في العالم تلك الحرب ولكن كانت تجارتها محدودة بسبب رفض الامبراطور الصيني لذلك وعندما بدأت بريطانيا تظهر كقوة عظمى في العالم واخذت مكانة اسبانيا الاستعمارية استهوتها الفكرة فكانت الحربين التي سميت بحرب الافيون .. طلب الملك جورج الثالث من الامبراطور الصيني شيان لونج توسيع التبادل التجاري بين البلدين الا ان الامبراطور رد عليه ان امبراطورية الصين السماوية لا تحتاج الى البضائع الاجنبية وكان على التجار البريطانيين دفع مشترياتهم بالمعادن النفيسة لذا لجأت بريطانيا الى احدى شركاتها الكبرى – شركة الهند الشرقية البريطانية – والتي كانت تحتكر التجارة مع الصين الى زرع الافيون في المناطق الوسطى والشمالية من الهند وتصديره الى الصين كوسيلة لدفع قيمة وارداتها من الصين كانت الشحنة الاولى عام 1781 ولاقت رواجا كبيرا في المجتمع الصيني واخذ الشعب الصيني يدمن على الافيون ونجحت خطة بريطانيا في تسديد مشترياتها من الصين في الوقت الذي بدأت مشاكل الادمان تظهر على الشعب الصيني مما دفع الامبراطور  يونغ تشينغ الى اصدار مرسوم تحريم استيراد المخدرات سنة 1829 غير ان شركة الهند الشرقية استمرت في تهريب الافيون وبوتائر متصاعده من عام 1829 كانت الكمية 608 كغم حينها لتصل في عام 1892 الى 272 طنا وبدأـ اثار التدمير على المجتمع الصيني ماديا واجتماعيا وصحيا واضطر معه الامبراطور الى اصدار مرسوم اخر يحضر فيه استيراد الافيون وارسل ممثله الشخصي الى مركز تجارة الافيون واجبر التجار الانكليز والامريكان على تسليم ما بحوزتهم من الافيون والذي بلغ الف طن وقام بأحراقه عندها اعلنت بريطانيا الحرب على الصين لاجبارها على السماح بتلك التجارة القذرة وارسلت في عام 1840 سفنها وجنودها الى الصين لاجبارها على فتح ابوابها للتجارة بالقوة فكانت حرب الافيون الاولى 1840-1842 استطاعت بريطانيا بعد مقاومة عنيفة من احتلال مدينة – دينغ هاي- في مقاطعة شين جيان واقترب الاسطول من البوابة البحرية لبكين العاصمة واجبر الامبراطور الصيني على التفاوض مع بريطانيا وتوقيع اتفاقية نانجنج في اب 1842 واهم ما نصت عليه هذه الاتفاقية المذلة تنازل الصين عن جزيرة هونج كونج لبريطانيا واصبحت قاعدة عسكرية لها وتم فتح خمسة موانيء للتجارة البريطانية ودفع تعويضات نفقات الحرب وتحديد التعرفة الكمركية على البضائع البريطانية مما افقد الصين سيادتها على اراضيها ونصت الاتفاقية على الدولة الاولى بالرعاية التجارية تبعتها اتفاقات مذلة للدول الغربية انذاك وقد اسهمت امريكيا بقوة لارتباط مصالحها مع الشركات البريطانية وطالبت الصين بمنحها نفس الامتيازات التي منحت لبريطانيا ووافقت الصين مرغمة كما شجع ذلك فرنسا وتبعتها بلجيكيا والسويد والدانيمارك ووافق الامبراطور على تطبيق المعاملة المتساوية امام الجميع.. لم تحقق بريطانيا والدول الغربية ماكانوا يأملونه من هذه الاتفاقية الجائرة فلم يرتفع حجم التجارة مع الصين كما كانوا يتوقعون كما ان الحظر على الافيون بقى مستمر ورفض الامبراطور التعامل معهم مباشرة لذا قدموا مذكرة بمراجعة الاتفاقات القائمة التي رفضها الامبراطور لذا قررت بريطانيا وفرنسا استعمال القوة مره اخرى .. قامت السلطات الصينية بتفتيش سفينه تحمل علم بريطانيا واعتقال بحاريها وانزال العلم وقتل احد المبشرين الفرنسيين فيها مما جعل ذلك ذريعة لشن حرب جديده على الصين واستطاعت القوات البريطانية والفرنسية دخول ميناء تيان القريب من بكين مما اضطر الامبراطور القبول بمراجعة الاتفاقات السابقة وتوقيع اتفاقية جديده – تيان جين – في عام 1858 بين الصين من جهة وبريطانيه وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا من جهة ثانية والتي نصت على المزيد من الامتيازات منها فتح 5 موانيء جديده للتجارة الدولية واعتبار الافيون من بين البضائع المسموح بها وحرية الملاحة في نهر يانج تسي كيانغ والسماح للمبشرين المسيحين الدخول الى الصين ومر عام ولم تصدق الصين على الاتفاقية واستعملت بريطانيا وفرنسا القوة من جديد واستطاعت قواتها دخول تيانجن في عام 1860 ثم تقدمت نحو بكين ودخلوها في ت1 من العام نفسه وتوجهوا الى قصرالامبراطور الذي يعتبر من اعظم قصور العالم ويحتوي على اثار تاريخية نفيسه واموال هائلة وقام الضباط الانكليز والفرنسين بنهب محتوياته لمدة اربعة ايام واضرموا النار فيه بعد ذلك اضطر الامبراطور الى الرضوخ ووقع اتفاقية – تيان جن – مع كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحده ومنحت فيها امتيازات كبيرة نصت على فتح المزيد من الموانيء امام تجارة تلك الدول وحق الاقامة لرعاياهم والتعامل المباشر مع الامبراطور وحرية انتقال المبشرين والتنازل عن مدينة كولون الصينة وكانت النتيجة ارتفاع عدد المدمنين من 2 مليون في عام 1850 ليصل الى 120 مليونا في عام 1878 ولم تنته حروب الافيون الا باتفاقية 8 مايس 1911…. يتبع