18 ديسمبر، 2024 5:43 م

الديموقراطية كذبة كبيرة صدقها العراقيون

الديموقراطية كذبة كبيرة صدقها العراقيون

مضى على اكبر سرقة في تاريخ البشرية قام بها اصحاب الدار ,وفي وضح النهار يسرق العراق يومياً ,ولاكثر من احد عشر عاماً ,ومازلنا نندب حالنا ,ونعود  بذاكرتنا المحملة بوجع السنين من عذابات السجون, واعدامات بالجملة, وتهجير ,ومقابر جماعية ,ولم يكن لنا مطلب سوى العيش بسلام بدل الحروب والمصائب ,التي كان صدام وزمرته ينزلونها على شعب حر ابي صاحب تاريخ وحضارة,لا لشيئ الا لكونهم ابناء بغايا,فصبوا غضبهم على ابناء الحلال, وبعد ان افاق العراق من ذلك الكابوس , وتحرر من كل القيود دخل بعدها في مرحلة جديدة . كان العراقيون يتوقعون ان الخير قادم وان خيرات العراق ستُغدق عليهم بطرق مختلفة  ,مشاريع تنموية ,وخطط اعمار, وبناء , وزيادة في دخل المواطن, وبحبوحة في العيش, والعيش بامن وأمان ,وما ان تنفس العراقيون بعد كل ذلك الكبت ,حتى دخلوا في مراحل ماساوية كثيرة منها ,الارهاب بكل انواعه ,وسرقات علنية,وصفقات مشبوهة ,وليس مبالغ فيه ان قلت ان اخطرها ,هو هذا التنافس المقيت على الكرسي وكل حزب بما لديهم فرحون, الذي ادخل العراق في صراعات وتناحرات لم ولن تنتهي حتى قيام الساعة.
فالعراق كان حديث عهد بالديموقراطية ولم يمر بتجربة كهذه من قبل ,فكنا جميعا نتطلع لهذه ( الجميلة ديموقارطية) لنعقد معها عقدا دائما تستمر معه سعادتنا,وفعل شيئ نفتخر به امام اجيالنا القادمة,فبنينا عليها الاحلام ,ورسمنا لها صورا في اذهاننا على انها ستوصلنا الى اعلى مراتب الامن, والامان ,والراحة في كل شيئ , وكان جزء من سعادتنا هو هذا الارتباط الوثيق بالاسلام النقي ومايحمله من حلول حقيقية للمجتمع وللدولة بغض النظر من سيتولى زمام الامور ,المهم ان يكون صاحب دين ,تقي, ورع وله تاريخ في الجهاد ضد نظام صدام اللعين. اعتقادا منا ان الذي مرت عليه فترات من الالم والحرمان والسجون والتهجير ,سيكون حريصا على ان يحكم او يقف مع المحرومين فبرزت اسماء كنا نعرف البعض منها ونحن في ديار الهجرة كنا نعرف الكثير عنهم ولسنا في مقام تقييم احد منهم. فما كان كان واما الان فهم عندنا سواء وعلينا بما وصلوا اليه من تجردهم من كل القيم الاخلاقية ,فباعوا دينهم بدنياهم,فكانت النتيجة ان ساءت عاقبتهم والحمد لله.

 كانت هناك حقيقة واحدة صادقة ,نابعة من فطرتنا تجاه ديننا ,ولكوننا كنا قد حرمنا من ماكنا نعتقد انه جزء من ارتباطنا بهذ الارض. الا وهو الاسلام, واهل البيت عليهم السلام فكانت الغالبية تنادي ان الحكم الا لله ,فتهافت الجميع على ان يكون الاختيار لمن يمثلون الشعب, وهم الاسلاميون بكل الاحزاب, والتكتلات ,دون وعي ,او دراسة مسبقة لان الوعي السياسي مفقود لعوامل عدة ,منها غياب التجربة الديموقراطية, فلم تكن موجودة في الزمن السحيق اثناء حكم صدام ,غياب القنوات الاعلامية (الستلايت) حتى يكون هناك تواصل مع العالم,نشوء اجيال لاتعرف شيئا سوى القائد الاوحد ,فوقع الجميع في البداية تحت تخدير الخطب الرنانة, والتذكير بايات الله,والاحاديث عن اهل البيت عليهم السلام ,وذكر الصلاة على النبي واله . ولوجود هذا الشغف الكبير المتمثل بالقضية الحسينية والعطش لدى الملايين بان يمارسوا شعائرهم دون خوف, كانت هناك سلبية ندفع ثمنها الان وهي: تلك الثقة التي بناها العراقيون بغالبيتهم بهؤلاء الذين استخدموا الدين سلماً للصعود على اكتاف المحرومين ,دون مراعاة لاي قيمة اخلاقية ,او دينية, سوى انها شعارات فارغة ,او افرغوها من معناها الحقيقي ان صح التعبير. فاوصلت نتائج هذا النفاق البعض لسوء فهمه بان يُحمّل الاسلام ,وحتى المذهب تلك الاخطاء ,وبدأ بالكفر والشذوذ عن الطريق الصحيح , وهذه طبعا نتيجة الجهل ,وغياب الوعي , والافق الضيق ,والاعتقاد بان الاسلام ,والمذهب يتمثل بهؤلاء الاسلاميين. وقد صرح لنا الكثير بهذا الاعتقاد ,بان السيد فلان, او الشيخ فلان ,او الاستاذ فلان, من الاسلاميين ماهو الا سارق او منبطح لغيره, فكيف بي وانا العبد الفقير (يمعود يادين يابطيخ والله بطران )هكذا كانت اراءهم , ولايمكن ان نغض الطرف عن هكذا اراء ,او نستر المكشوف الفاضح لكل ممارسات هؤلاء الساسة. فقد اصبحت الحالة فعلا كما قال الامام علي عليه السلام(كاد الجوع ان يصبح كفرا) ,فدخلنا في متاهات كثيرة سرقات بوضح النهار من قبل المسؤولين ,تستر على المجرمين والقتلة من قبل الحكومة,اشتراك اعضاء من الحكومة مع الارهاب ,مساومات على الحقوق,قتل بالجملة ,هجرة بالملايين ,انبطاح بشكل غريب واسبابه تنبئ العقلاء بان القضية كلها مدفوعة الثمن,خذ واعط, تعطيل لنسبة عالية من القوانين والانقلاب عليها  ,فنحن عندما نذكر الاسلاميين دون غيرهم هنا, هذا لاننا نرتبط بعقيدة اسلامية ,ودرسنا وتعلمنا بان كل الحلول عند ال الرسول وانهم سيسلكون طريق ال الرسول ,وان هذه الاحزاب كان لها تأريخ في الحركة السياسية العراقية, فقد دفع الرعيل الاول النقي الصافي دمه من اجل ان تتحقق العدالة ,ولكن كل يدعي الوصل بليلى !,وانه يمثل الخط الاصيل (فضاع الخيط والعصفور) . ورجعنا الى نقطة الصفر, ولم يعد امامنا الا ان نخبئ رؤسنا من جديد ,وندعوا امام منقذ ينقذنا من هؤلاء ,والا كيف نفسر هذا الاجرام اللامتناهي من قبل من اختارهم الناس؟ ولابد لي هنا من ان اذكر اننا قد غفلنا واقترفنا معصية لنصيحة قدمها رمز الامة الاسلامية داعية السلام سماحة اية الله العظمى السيد السيستاني حفظه الله الذي وضع للجميع الخطوط العريضة في اختيار المرشحين , ونبه على التغيير,ثم التغيير, ورسم دربا نسير به فعصيناه وهذا جزء من نتائج العصيان,فتكررت  نفس الاسماء ونفس الوجوه الذين سئمنا رؤيتهم واصبحنا نشعر بالغثيان حتى من ذكر اسم منها ,وكأن العراق لم ينجب غيرهم فلم يتغير من البرلمان السابق سوى 35 عضوا من مجموع 328 عضوا , ومن بركات هذا التغيير قرأت من ثلاثة ايام  اخر الصرعات الجديدة ,التي ربما لم يسمع بها الكثيرون وهي كما جاء بتصريح نقلا عن السومرية نيوز مانصه.
اعلن مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية ضياء الدباس، الاربعاء، عن تسديد العراق 28 مليوناً و700 ألف دولار كدفعة أولى من التزاماتها لدعم موازنة السلطة الفلسطينية.
لنعود بذاكرتنا قليلا ونقوم بقراءة الماضي بشكل بسيط جدا لما كان يفعله صدام اللعين , كانت فرق الاعدام تنتشر في كل انحاء العراق ,وكان صدام يفرض على اهل كل من اُعدم ثمن الرصاص, وان لم يدفع الاهل ثمن الرصاص ينالون اقسى عمليات التنكيل, فيصبح الاهل مجبرون على دفع هذا الثمن, والان اصحاب السيادة والمعالي والشرف يقومون بعملية خسيسة يندى لها الجبين ,بدفعهم لممولي الارهاب هذه الملايين ,وهم يعلمون جيدا بان الفرد العراقي هو الاحوج لهذه الملايين , التي سيكون نتيجة دفعها هو عائد الى الدواعش بشكل او اخر,ثم ان الجامعة(العبرية) بشكل اوباخر تدعم الارهاب, والذي يدفع اكثر يتحكم بالصرف وطريقة الانفاق .بمعنى صاحب الاسهم الكثيرة هو من يتحكم  ,وكلنا نعلم من الذين يدفعون اكثر, اكيد (المهلكة العبرية التعوسية) (وامارة قطر اليهودية) . لقد وصل السياسيون العراقيون الى مستوى من الاستخفاف بمشاعر العراقيين, وعدم الاكتراث بهم الى اعلى درجاته,لقد دفع هؤلاء الساسة كما في عهد صدام بالضبط ثمن الرصاص الى مؤسسوا الحركات الارهابية صاغرين ويا ويلهم ان لم يفعلوا ,كم جائع في العراق؟ كم من مشروع معطل؟ كم من السجناء السياسيين في عهد صدام او من ابناء رفحاء ينتظرون هذه الملايين عسى ان تعوضهم بشيئ من مافقدوه ,والحكومة الرشيدة مستمرة بانبطاحها فهنيئا مريئا لكم هذا الانبطاح.