طالما أثيرت مسألة النسب السكانية للمكونات العراقية في تصريحات كثيرة ،كان الهدف منها إثبات حقوق سياسية تحت مقولات الأكثرية والأقلية حسب مفهومها الطائفي أو الإثني ،وما يسمح لمثل هذه الأقوال ،غياب إحصاء سكاني دقيق يجعل التقديرات تتراجع لصالح الأرقام الحقيقية للسكان ،لكن ذلك لايمنع من إعطاء أرقام وإن كانت تقريبية ،إلا إنها تقارب بنسبة عالية ،النسب الحقيقية للسكان ،استناداً إلى قراءة منهجية موضوعية .

بعد سقوط النظام السابق في 2003،قام الأمريكيون بتشكيل مجلس حكم اختير أعضاؤه حسب انتماءتهم القومية والطائفية ،وقد ضم (25) عضوا (13) من الشيعة (5) أعضاء لكل من السنّة العرب والكورد – وإثنين للأقليات .

لابد إن لدى الأمريكان معطيات عن نسبة التوزيع السكّاني في العراق ليعتمدوا تلك الصيغة ،على رغم من عدم وجود إحصاءات رسمية معتمدة لتوزيع السكان حسب انتماءاتهم الطائفية أو الاثنية أو الدينية ،إلا أن هناك الكثير من الوسائل

والمصادر التي يمكن الاستناد عليها،في استخراج نسب معقولة بتقديرات تقترب من الواقع.

في إحصاء عام 1947،أورد الباحث حنا بطاطو (*) في كتابه عن العراق (المجلد الأول ص60 ) النسب التالية :

1: شيعة عرب- 2344- مليونان وثلثمائة وأربعة وأربعون

2:سنّة عرب – 900 ألف نسمة

3:كرد سنة- 840 ألف

4:تركمان سنة – 50 ألف

5: تركمان شيعة – 42 ألف

كرد شيعة (فيلية )- 30 ألف

6: مسيحيون – 149 ألف

7- يهود – 117ألف

8- إزيديون وشبكيون – 33 ألف

9- صابئة – 7 ألف

10- فارسيون شيعة – 52 ألف

المجموع – 4564 أربعة ملايين وخمسمائة وأربعة وستون ألف نسمة .

ولو افترضنا إنقاص بحدود 140 ألف بين يهود وبعض الأصول الإيرانية الذين غادروا العراق بصورة نهائية ،سيكون سكان العراق تقديرياً بحدود 4400 أربعة ملايين وأربعمائة ألف نسمة

،وإذا ضربنا ذلك الرقم في 8 نسبة تزايد السكان في العراق ،سيكون نفوس العراق الحالي مابين (34/ 36 أربعة إلى ستة وثلاثون مليون نسمة ،وهو ما أخذته أعداد مجلس النواب (328نائبا )بمعدل نائب واحد لكل (100) مائة ألف نسمة – حسب تقديرات 2010.

ومع حساب الزيادة التي طرأت بعد 2010 ولغاية 2014،التي تقدر بنحو 1،5 مليون ونصف نسمة تقريباً ،بتقدير نسبة تزايد بنحو 4 % ، يمكن إعطاء التقديرات التالية للتوزع الطائفي والقومي في العراق حسبما يلي :

* العرب الشيعة –18- 20 مليون نسمة .

* العرب السنة –7 إلى 7،5 مليون

* الكرد السنّة –6،6- 7 مليون

* الفيلية –250- إلى 300 ألف نسمة

* تركمان سنة – 400 ألف–

* تركمان شيعة – 350 ألف –

* مسيحيون – 1200 مليون ومائتا ألف

* إزيديون وشبك – 270 ألف

* صابئة – 60 ألف

* شيعة من أصل إيراني 300-400 ألف- ثلاثمئة إلى اربعمئة ألف–(1)

(*) :النسب التقديرية التي أوردها حنا بطاطو ،في كتبه الثلاثة التي تحمل الكثير من الجداول والمعلومات ،أعتمدها كذلك العديد من الباحثين منهم حسن العلوي في كتابه(الشيعة والدولة القومية في العراق )- وعلي المؤمن في (سنوات الجمر – الحركة الإسلامية في العراق ).

1):مراجعة أعداد الناخبين المعتمدة لكل محافظة كما أوردتها مفوضية الانتخابات في العراق ،تظهر رقما مقارباً لعدد السكان أعلاه ،أما التوزع الإثني والطائفي ،فيمكن مقاربته في حساب ماحصلت عليه القوائم الشيعية والكردية والسنيّة من مقاعد ،ومن المعروف ان الأكثرية الساحقة من أصوات الناخبين ،ذهبت إلى مرشحين من الطائفة أو القومية ذاتها سواء في المحافظات (الصافية) أو ذات الأكثرية الطائفية أو الإثنية ،أو المحافظات المختلطة

اما في مجمل التقديرات أعلاه ،فيمكن تقدير نسبة خطأ بحدود 5% – 7% ،كما لم تأخذ التقديرات نسبة المهاجرين من العراق وأزمنة هجراتهم وأعدادهم وانتماءاتهم التي خصص لها بحث آخر – راجع (المهاجرون العراقيون وتأثيرهم في الواقع السياسي – حزام النار

ص48 ومابعدها – دار العارف بيروت – 2010).