من كتابهِ ” عند مفترق الطرق ” يذكر محمد حسنين هيكل ” أن ” الأمه التي يظهر فيها البطل الأسطوري هي في مشكله ، اما الأمه التي تنتظر ظهور البطل الأسطوري فهي أمة في محنه ” وبغض النظر عن صحة هذا الرأي من عدمه ومن خلال إستقراء المراحل التأريخيه القريبه والعبيده لمنطقتنا وتلاحقها ، نجد أن ظهور فترة ما سماه البطل الأسطوري ، او ما يشبه ذلك أدت إلى ظهور ” كارزما ” من الزعماء أمثال جمال عبد الناصر ، وأحمد بن بلّه ، وعبد الكريم قاسم ، ومعمر القذافي . . الخ
هذه المرحله كانت هي المشكله بعينها ، وما تخللها من صراعات وضحايا وحروب شكلت خيبة لجيل كامل ، لم يزل يعيش حالة الأحباط واليأس ، حيث أن البطل الأسطوري خيب ظن جماهيره المتطلعه لغد جديد ، فبدل الديمقراطيه الموعوده ساد التفرد والحكم الشمولي والتدهور الأقتصادي وإلهاء الجماهير بالوعود الكاذبه ، إذن البطل الأسطوري صار هو المشكله بعينها والتي دفع ثمنها أبناء شعبنا المظلوم ، وبعد التحولات ” الدراماتيكيه “التي عرفت بما يسمى بالربيع العربي ظل المواطن في حيره من امره ، واختل لديه إتجاه البوصله ، وما بين خروجه من المشكله ووقوعه في المحنه ، ظل محاصراً في وسط هذه الدوامه التي أصبحت منظمات الأرهاب تمتلك الكثير من المفاتيح لتغيير العديد من الأتجاهات التي تريدها ، ومن خلال كل هذا وجدنا أنفسنا عالقين بين ” المشكله والمحنه ” التي أشار إليها الكاتب محمد حسنين هيكل .