23 ديسمبر، 2024 6:48 ص

تشكل الديمقراطيه كنظام حكم و اداره سياسيه واسلوب في التنميه و التطور و الرقي في مختلف الاتجاهات الماديه والمعنويه افضل الانظمه في الوقت الحاضر لانها توفر الاستقرار السياسي من خلال التداول السلمي للسلطه لتجنب الانقلابات و الثورات وما يرافقها من تخريب ودمار للبنى التحتيه للبلاد ناهيك عن اراقة الدماء واستنزاف موارد البلد الماديه و البشريه.

الاستقرار السياسي بدوره يشجع التطور و النمو من خلال تفعيل الخطط المعده لتنميه البلد و تشجيع الاستثمار الذي اصبح عاملا مهما لتطوير مرافق الدولة المختلفه
ان الديمقراطيه ترتكز علي ثلاث ركائز مؤسسات واليات وقيم و لنجاح الديمقراطيه لابد من وجود هذه الركائز وان غياب احدى هذه الركائز يعني ان خللا يصيب العمليه ولابد من معالجه هذا الخلل.

في العراق انطلقت العمليه الديمقراطيه منذ سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 ولكن ينقصها الشيء الكثير
منها المؤسسات التي تجرى فيها العمليه الديمقراطيه و كذلك عدم وجود اليات واضحه المعالم تستطيع ان تنشئ مثل هذا النظام
اضف الى ذلك المنظومه القيميه والمجتمعيه التي تعتبر ان الديمقراطيه نظام دخيل و ليس ناتج عن حاجه اجتماعيه واقتصاديه وسياسيه للمجتمع بل هناك تعارض مع ما تؤمن به من قيم اجتماعيه و روحية ، كل هذه الاشكالات القت بظلالها على سير العمليه الديمقراطيه محاوله حرفها عن مسارها الصحيح حتى وصل الامر الى اخر عمليه انتخابيه التي شابها الكثير من الشكوك ابتداء من نسبه المشاركه الى عمليه التزوير ثم تبعها التشكيك بقانونيه الجلسه الاولى و انتخاب رئيس الوزراء من خارج الكتل النيابيه وتكليفه باختيار وزراء حكومته وما تبعها من تعطيل اكمال هذه التشكيله الى الان و عدم احترام المدد الدستوريه

ان غياب القانون الانتخابي الملائم للتجربه العراقيه و عدم ايمان الاحزاب بكل اتجاهاتها بالديمقراطيه وان امنت بالظاهر والاعلام فقط، فالديمقراطيه لا توجد داخل تنظيماتها الحزبيه ولم يؤمنوا بها ابدا ولم يمارسوها اضف الى ذلك الاميه والجهل و الفقر و عدم فسح المجال لمشاركه المرأة في الحياه السياسيه .

ان الفشل في تقديم الخدمات الاساسيه للمجتمع وهشاشة الوضع الامني والذي يعتبر هو التحدي الاكبر الذي يهدد بانهيار الديمقراطيه مضافا اليه الفساد الاداري و المالي الذي ينخر جسد الدوله الفتيه كل هذه التحديات تجعل التجربه الديمقراطيه في العراق في مهب الريح فهل يعي قادة الكتل السياسيه ذلك و ما سيخلفه الفشل من فوضى و دمار ام انهم لا يعون ذلك ؟؟