18 ديسمبر، 2024 3:30 م

الديمقراطية والارهاب مصطلحان تدخلان ضمن التوتر الحاصل بين المعسكرين الشرقي والغربي…

الديمقراطية والارهاب مصطلحان تدخلان ضمن التوتر الحاصل بين المعسكرين الشرقي والغربي…

دعا الرئيس الامريكي جون بايدن اكثر من رؤساء مئة دولة في العالم للمشاركة في المؤتمر الخاص من اجل الديمقراطية والذي اقيم من خلال مناظرة تلفزيونية تجمع كل هؤلاء الرؤساء ليعبروا كل منهم عن الاوضاع الديمقراطية في بلاده وما يمكن تحقيقه من خلال نظام الحكم الذي يسود دولته…
ورغم ان الغياب العربي كان موجود حيث ان الدعوة لم توجه الى اي رئيس عربي باستثناء رئيس الوزراء العراقي
والذي تتبجح الأجهزة الإعلامية العالمية بان العراق بلد يتمتع بالديمقراطية المطلقة وان العراقيون اليوم افضل من امس وان النظام قائم على اساس النزاهة وخالي من سرقة المال العام…. ولايوجد فيه فساد سياسي وما زالت الإدارة الأمريكية مصدقةً نفسها بان العراق هو النموذج الاصلح لمفهوم الديمقراطية في دول الشرق الاوسط. وربما نسوا وتناسوا ان الفساد الموجود في العراق يعتبر في المرتبة الاولى من مراتب الفساد في العالم..
عن اي ديمقراطية تتكلم يا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وانت اوصلت هذا البلد الامن وهنا لانبرىء تخبطات قادته في النظام السابق ولكنه بلدٌ لديه الكثير من الخيرات والثروات وديمقراطيتكم من اوصلته الى مستوى الحضيض وبدلالة معاناة اكثر من 80% من الشعب العراقي تحت خط الفقر اليوم وانتم وديمقراطيتكم العرجاء من اوجد الظروف الملائمة لخلق عصابات ومافيات تقوم بقتل ابناء هذا البلد من خلال نهب الثروات والتسلط على الرقاب بقوه السلاح العشوائي وبعلم ومساعده اجندات خارجية تتبع دول الجوار واغلبها مرتبط بالأجهزة المخابراتية الغربية.. فاذا كانت هذه الديمقراطية فعليكم تطبيقها على الشعب الامريكي اولا لأنه اولى بها ويستحق ان يكون لديه نظام ديمقراطي صحيح اما اذا كان من باب التسلط على الشعوب الفقيرة والمغلوبة على امرها بحجج وهمية مثل ما اجتحتم ارض العراق ودمرتم مدنه بحجة اسلحه الدمار الشامل والتي تبين فيما بعد انها كتبه صنعتها مخابراتكم المركزية وانتم تعرفون جيدا ان العراق لا يملك اين نشاط او سلاح من هذا النوع والا كان استخدمه في المعركة ضد جيوشكم التي استحلت بغداد ودمرت الحرث والنسل..
يتكلم الرئيس الامريكي في المؤتمر ويقول ان المعسكر الغربي ومن معه والذي يعتبرهم من اهل الديمقراطية لابد ان يتصدوا للمعسكر الشرقي الاخر وهنا يقصد روسيا والصين ويعتبرهم من الدول التي لا تشجع في حكمها على النظام الديمقراطي وربما يعتبرهم انظمه ارهابيه ويا للمفارقات فقبل سنوات كانت روسيا والصين توجه نفس التهمة الى الولايات المتحدة بحجة انها الداعم الاول والاخير للإرهاب في العالم وان عليها ان تتحلى بالديمقراطية…
نعم انها مهزلة يقودها الاقوياء اليوم في العالم تحت كلمة صنعوها بأنفسهم اسمها الديمقراطية والتي لا وجود لها على ارض الواقع وانما مصطلح يكتبونه ويعلنونه في شعاراتهم في المؤتمرات الدولية العامة..
ان شعوبنا وحكوماتنا العربية اليوم ليس بحاجة الى الدعوة لمثل هذه المؤتمرات الهزيلة فأي قائد عربي يخدم شعبه بصورة صحيحة هو ديمقراطي نزيه وامين ولسنا بحاجة الى شعارات فارغة…
مبروك لكل الرؤساء مشاركتهم بهذا المؤتمر الديمقراطي
والذي لا يسمن ولايغني من جوع وانما هو مجرد زوبعة اعلامية…